بدأت إسرائيل حملة عدوانيّة على قِطاع غزّة يوم الجمعة في الخامس من آب، استمرّت ثلاثة أيّام، أطلقت عليها “طلوع الفجر”، اغتالت خلالها قيادات عسكريّة من حركة الجهاد الإسلاميّ، وقتلت 47 مواطنًا، من بينهم 16 طفلًا، وتضرّر ما يربو عن 2,000 مبنى سكنيّ. برّرت إسرائيل عدوانها بأنّه جاء ليمنع هجومًا للجهاد الإسلاميّ على بلدات إسرائيليّة متاخمة لحدود قِطاع غزّة، بعد اعتقال القياديّ الجهاديّ بسّام السعدي في جنين قبل ذلك ببضعة أيّام. توقّف العدوان يوم الثلاثاء السابع من آب، باتّفاق وقف إطلاق نار بوساطة مصريّة وقَطَريّة.
تدّعي ورقة الموقف هذه أنّ عدوان “طلوع الفجر” على غزّة انطوى على خليط من الدوافع العسكريّة النابعة من عقيدة الردع الإسرائيليّة، والدوافع السياسيّة لدى صُنّاع القرار في إسرائيل، ولا سيّما لدى رئيس الوزراء يئير لـﭘـيد الذي ابتغى اكتساب مكانة أمنيّة عسكريّة لتحسين صورته الانتخابيّة، وإن كان ذاك على حساب الدم الفلسطينيّ. كذلك ترى ورقة الموقف أنّ مدّة العدوان القصيرة منعت نشوب احتجاجات وتضامن جِدّيَّيْن لدى الفلسطينيّين في إسرائيل، وأنّ ردّ فعل الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة كان أضعف من المتوقّع، ولم يشكّل إزعاجًا لإسرائيل.