يبين استطلاع للرأي أجراه مركز مدى- المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية حول مواقف المواطنين الفلسطينيين في اسرائيل من لجنة أور وتوصياتها أن 56% من الجمهور العربي يعتقدون ان توصيات لجنة اور لن تؤدي الى اي تغيير جدي في تعامل الدولة مع مواطنيها العرب.

 

وتبين نتائج الاستطلاع ان 33.2% من المشاركين يرفضون توصيات لجنة اور بالكامل، بينما تقبل نسبة 44.9% من المشاركين بعض التوصيات التي ودرت في تقرير اللجنة. نسبة قليلة فقط (11%) تعتقد ان على الجمهور العربي ان يتقبل توصيات لجنة اور كما هي.
يُستدل من نتائج الاستطلاع أيضاً أنه في حين يبدو ان ما يقارب نصف المشاركين يتقبلون ولو بعض التوصيات، فإن هناك استياءً واضحاً من التوصيات بخصوص كل من الشرطة، وايهود براك، وشلومو بن عامي، والقيادات العربية. فقد عبر 69% من المشاركين عن استيائهم من توصيات اللجنة بالنسبة للشرطة، وأعرب 76,4% عن استيائهم من التوصيات بخصوص ايهود براك، و72,8% فيما يتعلق بشلومو بن-عامي، هذا في حين عبّر 60,8% عن استيائهم من التوصيات المتعلقة بالقيادات العربية.

أجري الاستطلاع في مركز مدى- المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية، في الفترة بين 11 إلى 13 أيلول. شارك في الاستطلاع 402 شخصا، من بينهم 263 شخصا (65,4%) سمعوا عن لجنة اور وأجابوا على كل اسئلة الإستطلاع بما يخص لجنة اور والمسؤولية عن أحداث هبة أكتوبر. البقية (34,6%) أجابوا على الأسئلة المتعلقة بأحداث هبة أكتوبر فقط.

 

لعل أحد الأسباب لإستياء الجمهور العربي من توصيات اللجنة نابع من الإختلاف في وجهات النظر حول المسؤولية عن اندلاع هبة أكتوبر. مثلاً، في حين لم تقم لجنة اور بتقديم توصيات جدية ضد ايهود براك يرى غالبية المشاركين (72%) أنه يتحمل مسؤولية كبيرة عن اندلاع الهبة. كذلك تعتقد غالبية المشاركين ان مسؤولية كبيرة تقع على عاتق شلومو بن عامي (70%)، وعلى عاتق الشرطة (71%).

بالنسبة للقيادات العربية، حملّ 65,3% من المشاركين القيادات العربية مسؤولية قليلة إلى متوسطة عن أحداث هبة أكتوبر، في حين رفض 74% من المشاركين ادعاء اللجنة أن الشيخ رائد صلاح، والنائب عزمي بشارة والنائب عبد المالك دهامشة قاموا بتحريض الجماهير العربية.

 

لعل ابرز الاسباب للإستياء من توصيات لجنة اور يعود إلى قضية التحقيقات التي أجرتها اللجنة حول المسؤولين عن قتل الشهداء ال-13، إذ تُظهر النتائج أن غالبية المشاركين (86%) يؤيدون موقف عائلات الشهداء الرافض لتوصيات اللجنة لأنها لم تكشف عن المسؤولين المباشرين عن قتل أبنائهم. بالاضافة إلى ذلك فقد أيدت نسبة 74% من المشاركين الموقف القائل أنه اذا لم تقم دولة اسرائيل بالكشف عن المسؤولين عن القتل ومحاكمتهم فعلى عائلات الشهداء التوجه إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم هناك.

ماذا سيكون توصيات لجنة اور وهل ستؤدي الى تغيير جدي في تعامل الدولة مع مواطنيها العرب؟ اجابة على هذه الاسئلة صرح 56% من المشاركين ان توصيات اللجنة لن تؤدي الى اي تغيير جدي في تعامل الدولة مع العرب. مقابل ذلك فقط 7% يعتقدون ان التوصيات ستؤدي الى تغيير جدي، في حين تعتقد نسبة 38% أن التوصيات من شأنها ان تحدث بعض التغيير. ويبرز هذا التشائم بشكل اوضح بما يخص توصيات اللجنة حول ضرورة تغيير الشرطة لتعاملها مع العرب.
فقد اوصت لجنة اور ان على الشرطة ان تغير من نظرتها العدائية تجاه العرب وان تذوّت ان الجمهور العربي ليس عدوا. في هذا الصدد عبّر 66% من المشاركين عن رأيهم ان الشرطة لن تغيير من تعاملها السلبي تجاه العرب، في حين يعتقد 19% ان الشرطة سوف تغير الى حد ما من تعاملها مع العرب، بينما يعتقد 9% فقط ان التوصيات ستؤدي الى تغيير جدي في تعامل الشرطة.