ביום 29.12.2023 קיבלה ממשלת נתניהו את אמון הכנסת. ימים ספורים לאחר השבעת הממשלה החלה להתבהר מגמת השינויים הצפויה. שר המשפטים יריב לוין הכריז ב-4 ינואר על תוכנית לשינוי פניה של מערכת המשפט בישראל ולעיצובה מחדש לפי תפיסת מחנה הימין הדתי הקיצוני.

נייר עמדה זה דן בהשלכות תוכנית שר המשפטים על האזרחים הערבים בישראל, וטוען שנוסף על הפגיעה הקשה בחירויות הפרט ונוסף על ערעור הפרדת הרשויות ועצמאות מערכת המשפט, התוכנית תפגע בייחוד באזרחים הפלסטינים, בשני היבטים: מחד גיסא, היא תקל את יישום המדיניות הממשלתית הגזענית כלפיה ותאפשר לבסס בחקיקה את העליונות היהודית, שפורטה כבר בקווי היסוד של הממשלה; מאידך גיסא, היא תקשה את האפשרות, המוגבלת ממילא, לקבל הגנה מן הרשות השופטת. במקרה של האזרחים הפלסטינים, ייפגעו גם זכויות קולקטיביות אזרחיות ולאומיות, ולא רק זכויות הפרט. מהלך זה ישלים את כוונות הממשלה החדשה לקבע את מעמדה הנחות של האוכלוסייה הפלסטינית וליישם באמצעות מדיניות ממשלתית את תוכן סעיפי חוק הלאום. תוכנית שר המשפטים היא חלק מפרויקט נרחב יותר, שבו מחנה הימין ההתנחלותי פועל להשלים את השתלטותו על מוקדי קבלת ההחלטות בישראל ולקבע את אופייה של המדינה כמדינת היהודים בלבד. כדי להשיג זאת יש לשלוט במערכת המשפט ולהבטיח מערכת משפטית שמרנית שאינה מתערבת בתהליך החקיקה ואינה מבקרת את המדיניות הממשלתית.

לקריאת הנייר PDF

أصدر برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل ورقة بحثيّة بعنوان: “العلاقة بين الباحثة الفلسطينيّة في إسرائيل ومشارِكات البحث: الفلسطينيّات المسلمات أنموذجًا”، للطالبة عائشة اغباريّة المرشَّحة لنَيْل إجازة الدكتوراة في كلّيّة الصحافة والإعلام في الجامعة العبريّة في القدس.

يُعنى هذا البحث بدراسة علاقة الباحثة بمجموعة البحث من خلال تناول تجارب أربع باحثات وعلاقتهنّ بالمشارِكات خلال إجراء البحث وبعد الانتهاء منه. يعالج البحث سؤالَيْن مركزيَّيْن: كيف ترى النساء المسلمات في إسرائيل دَوْر الباحثة تجاههنّ أكاديميًّا واجتماعيًّا؟ كيف ترى النساء المسلمات في إسرائيل دَوْرهنّ كمشارِكات في أبحاث تتركّز في هُويّتهنّ؟

لتقديم إجابات عن السؤالَيْن، أجرت الباحثة مقابَلات أو مشاهَدات توثّق آراء وأقوال نساء مسلمات بشأن مشاركتهنّ في أبحاث أُجرِيَتْ في إطار الأكاديميا الإسرائيليّة، وشهادات باحثات فلسطينيّات حول تجاربهنّ في إجراء أبحاث مع النساء المسلمات الفلسطينيّات في إسرائيل.

لقراءة الورقة بصيغة PDF

ورقة الموقف هذه تتناول النتائج المترتّبة عن خطّة وزير القضاء وإسقاطاتها على المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل، وتدّعي أنّه إلى جانب إلحاقِ الضرر المتوقَّع بالحرّيّات الفرديّة، والمسِّ بمبدأ فصل السلطات واستقلال السلطة القضائيّة، ستُلحِق الخطّة بالمواطنين الفلسطينيّين ضررًا جِدّيًّا ومباشرًا. وحسبما نرى، ستسهّل هذه الخطّة تنفيذ سياسات الحكومة العنصريّة تجاه الفلسطينيّين، التي فُصِّلت في اتّفاقيّات التحالف الجديد وفي خطوطه العريضة، وستترجِم الخطّة نوايا تعزيز وتشريع تفوُّق المجتمع اليهوديّ بالقانون، وستحدّ من إمكان أن يتوجّه المجتمع الفلسطينيّ إلى السلطة القضائيّة لمواجهة هذه السياسات. وممّا لا شكّ فيه أنّ الخطّة ستُلحِق الضرر بالحقوق المدنيّة والقوميّة الجماعيّة، ولن يقتصر الأمر على الحقوق والحرّيّات الفرديّة.

לאחר יותר מחודש וחצי לבחירות והטלת המנדט להרכב הממשלה על נתניהו ב-13.11.2022, החלו להתבהר מאפייני הקואליציה החדשה וחלוקת התיקים.

ממשלות נתניהו הקודמות, מאז 2009, התנהגו בעוינות ובאפליה מוצהרות כלפי האזרחים הערבים, וחוקקו כלפיהם חוקים גזעניים, כגון: חוק הלאום, חוק הנכבה וחוק ועדות קבלה ליישובים קהילתיים. הגזענות והעוינות של נתניהו וממשלותיו כלפי אזרחים ערבים אינן דבר חדש. ברם, בניגוד לממשלות נתניהו הקודמות, תורכב הממשלה החדשה ממפלגות ימין וימין דתי קיצוני גרידא, ללא השתתפות אף לא מפלגה אחת מחוץ למחנה נתניהו.

בנייר עמדה זה נדון בהשלכות הקואליציה החדשה על האזרחים הערבים, ועל הסוגיה הפלסטינית והכיבוש. נטען כי נוסף על מדיניות גזענית מובנית כלפי האזרחים הערבים, הקואליציה החדשה תהיה מסוכנת יותר מממשלות נתניהו הקודמות, ותפעל להגביר את שולי הדמוקרטיה, המצומצמים ממילא, ולהגדיל את מינון הגזענות כלפי החברה הערבית, בייחוד הגברת העוינות והדיכוי המשטרתי; הגבלת חירויות פרט; הגבלת הרשות השופטת; ציוניזציה של מערכת החינוך. הממשלה החדשה תפעל לעבות את הזהות היהודית-לאומית של ישראל, ותצמצם את הכלים לפעילות פוליטית העומדים לרשות האזרחים הפלסטינים בישראל. בהיבט הכיבוש, נייר עמדה זה סבור כי הממשלה החדשה עשויה לעבור מגישת צמצום וניהול הסכסוך לניסיון לכפות את פתרון המצב הקיים, ובכלל זאת: לנרמל את הכיבוש; לספח שטחים בכלל ושטחי C בפרט; להעמיק את ההתנחלויות ולהרחיבן; להחליש את הרשות הפלסטינית ולקבע את תפקידה כרשות שתנהל את חיי היומיום בשטחי A.

 برنامج الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل يعقد يومًا دراسيًّا (10.12.2022)، تكريمًا للإسهامات الأكاديميّة والنسويّة للدكتورة منار حسن، حمل العنوان: “المدينة الفلسطينيّة بين التغييب واستعادة الحضور: مقاربات نسويّة”، في دير ستيلا ماريس -حيفا. وقد جاء هذا اليوم الدراسيّ ثمرة للتعاون بين برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل ومشروع “حلقات استقبال”.

افتَتحت الندوةَ تيماء أبو أحمد (عضوة طاقم “حلقات استقبال”)، فرحّبت بالجمهور مشيرة إلى أهمّيّة اليوم الدراسيّ هذا كونه يعرض لنا مسيرة الدكتورة منار حسن على جميع الصُّعُد، الأكاديميّة منها والمجتمعيّة، ويحمل معه مداخلات قيّمة ومُهِمّة لنساءٍ كنّ شريكات لها في مسيرتها في النضال النسويّ الفلسطينيّ وفي الحقل الأكاديميّ. كذلك تطرّقت أبو أحمد إلى عادة “حلقات استقبال” في الحيّز النسويّ الفلسطينيّ في ما قبل النكبة، وإلى إعادة إحيائها من جديد بعد النكبة في عام 2017 من قِبل ناشطات نسويّات فلسطينيّات، وإلى أهمّيّة توثيق وأرشفة شهادات وروايات النساء الفلسطينيّات على الرغم من كلّ المحاولات لتدمير الأرشيفات الفلسطينيّة النسويّة.

في المداخلة الافتتاحيّة، التي كانت بعنوان: “بين النسويّ والوطنيّ والأكاديميّ: د. منار حسن في الطليعة”، تطرّقت د. عرين هوّاري (مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل) إلى سيرورة عمل النضال النسويّ ابتداءً من سنوات التسعين مشدِّدة على دَوْر منار حسن في تشكيل تنظيم “الفنار” كحالة متميّزة نسويًّا ووطنيًّا؛ وذلك لكونه التنظيم النسويّ الوحيد في تلك الفترة، الذي حضر به النسويّ والوطنيّ باشتباكهما معًا ودون أيّ مفاضلة بينهما ودون مساومة، حيث الوطنيّ يدافع عن الوطن كاملًا، والنسويّ يَحْضر بكلّ راديكاليّته. وشدّدت هوّاري على عمل د. منار حسن في السياق السياسيّ، إضافة إلى المسيرة الأكاديميّة التي من خلالها كتبت أوّل بحث أكاديميّ داخل الخطّ الأخضر يقرن بين قمع الدولة وقمع المنظومة الذكوريّة، مشيرة إلى تواطؤ بين المؤسَّستَيْن في مسألة قتل النساء الفلسطينيّات.

في المحاضرة الأولى من الجلسة الأولى، وكانت بعنوان: “مناهضة جرائم “شرف العائلة” في بدايات العمل النسويّ الفلسطينيّ داخل الخطّ الأخضر”، تطرّق الكاتب والسياسيّ أمير مخّول (الذي كان من روّاد مناهِضات/ي “جرائم الشرف”) إلى ملامح سرديّة لمناهَضة جرائم شرف العائلة في فترة أواخر الثمانينيّات وبداية التسعينيّات، مشدِّدًا على “الفنار” بوصفه تنظيمًا نسويًّا فلسطينيًّا ربط التحرّر الوطنيّ بالتحرّر الاجتماعي معتمدا الفكر التقدّميّ. فضلًا عن هذا، أشار مخّول إلى أهمّيّة الاختراق المعرفيّ للأكاديميّة الإسرائيليّة الذي أسهمت فيه الدكتورة منار.

أمّا في المحاضرة الثانية من الجلسة الأولى، وكانت بعنوان: “من رسالة دكتوراة إلى مشروع نسويّ وطنيّ”، فقد تحدّثت الناشطة النسويّة آية زيناتي (مؤسِّسة مشروع “حلقات استقبال”) عن بلْوَرة علاقتها بالدكتورة منار حسن في أعقاب قراءتها أوّل مقال عن جرائم قتل النساء الذي كتبته حسن والذي شكّل وعيها، كما أشارت زيناتي خلال محاضرتها إلى الإلهام الذي استمدّته من إحدى محاضراتها بشأن المدينة الفلسطينيّة المغيَّبة والنساء في المدينة الفلسطينيّة قبل النكبة. كذلك تحدّثت عن أهميّة النظرة النقديّة أكاديميًّا ونسويًّا من خلال الاهتمام بما تناولته حسن بشأن الدور التاريخيّ للمدن الفلسطينية (كيافا واللدّ -على سبيل المثال)، وأدوار النساء فيها في مجالات مختلفة، نحو: الإعلام؛ نهضة الجمعيّات النسائيّة -وغيرها.

وقد خُصِّص القسم الثاني من اليوم الدراسيّ لتكريم الدكتورة منار حسن، فأُلقيتْ خلالها كلمة باسْم الــﭘـروفيسورة حانة هرتسوﭺ التي أشرفت على رسالة منار الأكاديميّة، والتي تعذّر حضورها الوجاهيّ. أكّدت كلمة الأستاذة هرتسوﭺ على دَوْر ومكانة منار حسن المعرفيّة كباحثة نسويّة فلسطينيّة، وعلى العلاقة الشخصيّة التي ربطت بينهما والتي تعدّت علاقة المشْرفة بالطالبة، مؤكِّدة على دَوْر منار الطليعيّ فكريًّا وسياسيًّا كذلك. وأمّا السيّدة أفنان اغباريّة (عضوة الهيئة الإداريّة في مركز مدى الكرمل)، فقد تحدّثت عن منار حسن الناشطة النسويّة وعن منار الإنسانة والابنة والأخت في عائلتها، والصديقة التي شكّلت نموذجًا طليعيًّا داعمًا للنساء. وتلتها منوى مرعي (صديقة منار وإحدى العضوات المؤسِّسات لتنظيم “الفنار”)، فأكّدت على دَوْر منار الداعم والنسويّ، وعلى كونها نموذجًا لامرأة قويّة ومناضلة ضدّ مباني القهر المختلفة.

وألقت الدكتورة منار حسن كلمة تحدّثت فيها عن مسيرتها النسويّة كمؤسِّسة مع زميلات أخريات لتنظيم “الفنار”، متطرّقة إلى التحدّيات التي واجهتها القياديّات في هذا التنظيم؛ لكونه وقف في مواجهة التابوهات الاجتماعيّة وكذلك المشروع السياسيّ الصهيونيّ، ثمّ تحدّثت عن مشروعها الأكاديمّي حول ذاكرة المدينة الفلسطينيّة ونسائها، والبحث الذي أصدرته بعد عدّة أيّام من إقامة اليوم الدراسيّ مؤسَّسةُ الدراسات الفلسطينيّة بعنوان “المغيَّبات: النساء والمدن الفلسطينيّة حتّى عام 1948”. وفي ختام الكلمة، شكرت منار عائلتها، وأمّها على نحوٍ خاصّ، والقائمين على اليوم الدراسيّ والضيفات والضيوف الحاضرين.

أمّا الجلسة الثانية، فقد خُصّصت لمحاضرة أكاديميّة بعنوان: “الحاضرة الفلسطينيّة بين محاولات المحو وإعادة البناء”، قدّمتها الدكتورة همّت زعبي، وقامت خلالها بتسليط الضوء على المدينة الفلسطينيّة بكونها حاضرة، أي بكونها حاضنة لسيرورات اجتماعيّة وسياسيّة وثقافيّة. وقد تطرّقت زعبي إلى السياسات المكانيّة والسكّانيّة التي مارستها الدولة اليهوديّة مباشرة بعد قيامها، والتي أتت على تشويه ما وصفته منار حسن في إسهاماتها الأكاديميّة، من بناء وتطوُّر مسار حضريّ في فلسطين. ثمّ تناولت زعبي مسيرة محاولات “استعادة الحاضرة الفلسطينيّة ومسار إعادة بناء الهابيتوس الحضريّ في فلسطين، مدّعية أنّها مسيرة تراكميّة مستمرّة منذ النكبة تُشكِّل فيها الذاكرةُ الجماعيّة حول المدينة إحدى النقاط المركزيّة. وخلصت زعبي إلى أنّ كلّ فعل وممارسة وفكرة جماعيّة منذ النكبة حتّى اليوم هي عمليّات تراكميّة تقوم بخلق تجربة حسّيّة فلسطينيّة جماعيّة تقوم فيها الحاضرة الفلسطينيّة بدَوْر حاضنة مركزيّة وإن لم تكن هي الوحيدة في هذا الصدد.

لمشاهدة الجزء الاول من فيديو الندوة اضغط هنا

لمشاهدة الجزء الثاني من فيديو الندوة اضغط هنا

أصدر برنامج المجتمع الفلسطينيّ في مركز مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقية، ورقة بحثيّة كتبتها فيروز سلامة – طالبة ماجستير في برنامج الدراسات الإسرائيليّة في جامعة بيرزيت-، ضمن سلسلة “أوراق فلسطينيّة”، تحت عنوان “صورة الشرطيّ الإسرائيليّ لدى الفلسطينيّين في ثلاث جغرافيّات: الضفّة الغربيّة؛ القدس؛ الداخل المحتلّ”.

ترمي هذه الورقة إلى دراسة صورة الشرطيّ الإسرائيليّ لدى الفلسطينيّين في ثلاث مناطق: الضفّة الغربيّة والقدس والداخل المحتلّ، ودراسة كيفيّة تَشكُّل هذه الصورة، بناءً على سياسة الشرطة الإسرائيليّة في تعاملها مع الفلسطينيّين في المناطق الثلاث. فالشرطيّ الإسرائيليّ تتمثّل رمزيّته باعتباره جزءًا مِن المنظومة الإسرائيليّة التي تسعى إلى السيطرة على الفلسطينيّ وضبطه باحتكارها عمليّة فصله وإقصائه، وتحويل وجوده في الحياة إلى دوّامة من انعدام الأمن والخوف المستمرّ. سلّطت سرديّات المشاركين/ات في الدراسة الضوءَ على صورة الشرطيّ الإسرائيليّ في وعيهم. ولا يرى الفلسطينيُّ الشرطيَّ الإسرائيليّ إلّا جزءًا من المنظومة التي تمارس القمع والاضطهاد ضدّه، وأداة من أدوات الاحتلال والاستعمار -وهو المفهوم الغالب في توصيف الشرطيّ-. علاوة على ذلك، هذا الشرطيّ مؤشّر لحالة غياب الأمن والقانون عند غالبيّة الفلسطينيّين إلى جانب اعتباره عدوًّا داخل أراضيهم المحتلّة.

اختتم كلٌّ من مركز إعلام للبحوث الإعلاميّة والحريّات ومدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة يوم الجمعة، 30 كانون الأوّل 2022، مشروع “ويكي فلسطين” الذي استمر على مدار العام 2022، بدعم من مؤسسة التعاون والصندوق العربيّ وبمشاركة عشرة طلبة جامعيّين فلسطينيّين بمبادرة من مركز إعلام وبالشراكة مع مركز مدى الكرمل. جاء الاختتام بعد سيرورة عمل في الموسوعة الحرة خاضها الطلبة خلالها تلقوا تدريبات من  محررين ويكيبيديّين منهم الزميلة الصحفيّة مقبولة نصّار ودكتور علاء النجّار وغيرهم من المحررين الناشطين في ويكبيديا العربيّة. اكتسب المشاركون في هذا المشروع آليّات ومهارات  لجمع وتوثيق المعلومات التي تتعلق بالشأن الفلسطينيّ ومن ثم كتابتها على شكل مقالات في الموسوعة الحرة-ويكيبيديا. ركز المشروع في هذه المرحلة على توثيق الرواية الفلسطينيّة المغيبة التي طُمست حدودها ومعالمها، منها على سبيل المثال أعلام وأسماء شخصيّات فلسطينيّة تاريخيّة ومعاصرة، وأحداث ومتغيّرات على الساحة السياسيّة والثقافيّة وحتى الاجتماعيّة. جُمعت هذه العناوين والمقالات تحت إشراف وتوجيه د. امطانس شحادة رئيس اللجنة الأكاديميّة المشرفة على اختيار المقالات، ومرافقة إيناس خطيب من مركز مدى الكرمل، ركزت المشروع الزميلة ميسون زعبي من مركز إعلام.

شدّدت السيدة خلود مصالحة مديرة مركز إعلام خلال الحفل الختاميّ على أهميّة وضرورة استدامة المشروع في المستقبل وتوسيعه واتاحته لعدد أكبر من المستخدمين والمتطوعين من مختلف الشرائح الاجتماعيّة والأكاديميّة. وذلك بُغية تمكين الفلسطينيّ على سرد روايته وسطرها وتعزيز هوّيته السياسيّة والثقافيّة، ففي نهاية المطاف نحن نعمل على خلق الوعي والإدراك لدى الأجيال القادمة

أما دكتور امطانس شحادة فقد أشار إلى أهميّة المشاركة في انتاج المعرفة من خلال الموسوعة الحرة، فهي عالم وشبكة من المعلومات لا حدود لها، ونستحق أن نكون شركاء في صناعة هذا العالم وصناعة محتوياته، وأن نستقلّ بالمعلومات الخاصة بنا لأننا بحاجة لهذه الموسوعة

جدير بالذكر، نجاح الطلبة في توثيق ما يربو عن 500 مقالة منها الجديد ومنها ما أدخلت عليه تعديلات، على الرغم من التحدّيات والصعوبات التي واجهها الطلبة نتيجة سياسات الحذف التي تعرضوا لها خلال العمل. علاوة على هذا حصلت الطالبة دانية عيد على وسام شرف من الموسوعة الحرة خلال تطوعها في المشروع، إلى جانب نيلها صلاحيات تحرير المقالات المحميّة، وقد استوفت الطالبة الشروط التي تؤهلها أن تكون محررة ذات صلاحيات في الموسوعة الحرة.

خلال الحفل الختاميّ طرح الطالب محمد بدارنة فكرة التطوع الرقميّ لا سيما في الموسوعة الحرة فإذا وفرنا الإرشاد والأدوات للمعنيين فبلا شك نستطيع أن نترك بصمتنا في الموسوعة الحرة، فضلًا عن أن التطوع الرقميّ قد يكون الساحة التي ستجذب إليها متطوعين جدد، منهم على سبيل المثال طلبة المدارس، أعضاء السلك التعليمي الحاليين والمتقاعدين وحراكات اجتماعيّة أخرى.

واختتم المشروع في حفل توزيع المنح على الطلبة مع التأكيد على الاستمرار والعمل المستقبليّ  في الموسوعة الحرة، ومع التأكيد على أهمية التشارك والتعاون بيننا وبين العالم العربيّ بُغية أن نكون جزءًا من المساهمين في توثيق الرواية والتاريخ في الموسوعة الحرة.

نظّم مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، بالتعاون مع المكتبة العامّة في أمّ الفحم، ندوة سياسيّة لمناقشة كتاب بنيامين نتنياهو “بيبي: سيرة حياتي” (2022). شارك في الندوة كلّ من الـﭘـروفيسور ﭼـادي إلـﭼـازي، المؤرّخ والناشط الاجتماعيّ؛ والدكتور مهنّد مصطفى، المدير العامّ لمركز مدى الكرمل، ورئيس قسم التاريخ في المعهد الأكاديميّ العربيّ في بيت بيرل. أدارت الندوةَ الدكتورة أريج صبّاغ – خوري، المحاضِرة في قسم علم الاجتماع وعلم الإنسان في الجامعة العبريّة، وعضوة لجنة الأبحاث في مدى الكرمل.

افتَتحت الندوةَ السيّدة سوسن محاميد، مديرة المكتبة العامّة في أمّ الفحم، التي رحّبت بالحضور مشيرةً إلى أهمّيّة الندوة الثقافيّة لتوعية طلبتنا بشأن المواضيع السياسيّة والثقافيّة، وكذلك إلى أهمّيّة القراءة في دَوْرها المتمثّل في أنّها تساعدنا في قراءة الواقع على نحوٍ أفضل وأكثر وعيًا.

كانت المداخلة الأولى للدكتور مهنّد مصطفى، المدير العامّ لمركز مدى الكرمل، فأشار إلى أهمّيّة مشروع مدى الكرمل في فهم المشروع الصهيونيّ، وإلى أنّ قراءة هذا الكتاب ليست منفصمة عن ذلك، بل هي سلسلة معرفيّة ومهمّة في مسيرة مدى الكرمل في محاولة لفهم الحركة الصهيونيّة، وذلك من خلال تنظيم ندوات وورشات بحثيّة وإصدار كتب لفهم أعمق للصهيونيّة بوصفها مشروعًا استعماريًّا استيطانيًّا، وتطرّق إلى أهمّيّة الأدوات المعرفيّة والفكريّة لدراسة الآخَر.

تحدّث مصطفى عن اختيار الكتاب “بيبي: سيرة حياتي” لأهمّيّة الاطّلاع على الشخصيّات في داخل إسرائيل، وعن أهمّيّة السيرة الذاتيّة الخاصّة بنتنياهو لكونه أثّر في تاريخ إسرائيل في العشرين سنة الماضية، وأشار أنّ السرديّة الخاصّة به مبنيّة في خطاباته على أنّه المنقذ المستقبليّ، فضلًا عن أنّه يُقحِم في خطابه النزعة التاريخيّة ونزعات دينيّة وشعبويّة.

تطرّق الدكتور مهنّد في مداخلته إلى فكر نتنياهو تجاه الفلسطينيّين، مشيرًا أنّ نتنياهو لديه منظومة أيديولوجيّة واضحة ضدّ حقوق الشعب الفلسطينيّ القوميّة، ويرمي إلى إخضاع الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة وإلحاق الهزيمة بها، لكنّه يتعامل كذلك بـﭘـرﭼـماتيّة حسب الظروف السياسيّة؛ فهو كان مستعدًّا أن تكون صفقة القرن واقعًا على الأرض لأنّها تتضمّن إخضاعًا للحركة الوطنيّة. وأشار الدكتور مهنّد أنّ لنتنياهو خطابًا تاريخيًّا استشراقيًّا لكنّه هشّ جدًّا.

وكانت المداخلة الثانية للمؤرّخ والناشط الاجتماعيّ الـﭘـروفيسور ﭼـادي إلـﭼـازي، الذي أشار في البداية إلى اختيار نتنياهو أن يؤلّف الكتاب باللغة الإنـﭼـليزيّة على وجه التحديد، لكونها اللغة التي من خلالها يمكنه الوصول إلى الساحة الدوليّة بعامّة، وإلى الساحة الأمريكيّة على وجه الخصوص. كذلك تطرّق الـﭘـروفيسور إلـﭼـازي في مداخلته إلى عائلة نتنياهو وتاريخها من جهة الأب والأمّ، وإلى كيفيّة تأثير هذا التاريخ على شخصيّة نتنياهو وأفكاره السياسيّة التي تأثّرت من اليمين الأمريكيّ العنصريّ.

أنهى الـﭘـروفيسور إلـﭼـازي مداخلته بأن أشار إلى أهمّيّة الاطّلاع على شخصيّة شارون وتأثيره على الواقع السياسيّ الحاليّ، وإلى أنّ شخصيّة نتنياهو شقّت دربها من خلال الطريق الذي رسمه شارون، مضيفًا إلى ذلك الخطرَ القائم والكامن في الواقع الحاليّ، مشيرًا إلى الأحزاب الاستيطانيّة وعملها الإستراتيجيّ الساعي إلى احتلال المجتمع اليهوديّ لا إلى استعمار المجتمع العربيّ الفلسطينيّ فحسْب.

أدارت الندوةَ الدكتورة أريج صبّاغ – خوري التي عقّبت على المداخلات التي قدّمها كلّ من الدكتور مهنّد والـﭘـروفيسور ﭼـادي، مشيرة إلى أهمّيّة دراسة الواقع والإنتاج المعرفيّ، وكذلك إلى أهمّيّة بحث وتفكيك المعرفة الصهيونيّة كباحثين فلسطينيّين لفهم الواقع، وبِذا أشارت إلى أهمّيّة قراءتنا لنتنياهو وأنّ هذه السيرورة المعرفيّة لم تنتهِ؛ إذ إنّها سيرورة لقراءة تاريخيّة في الصراع الإمبرياليّ واليمين الشعبويّ.

في نهاية الندوة، فُتِح المجال أمام الحضور للمناقَشة ولطرح الأسئلة على المتحدّثين.

تتناول ورقة الموقف هذه تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة وما تحمله من إسقاطات على المجتمع العربيّ وعلى القضيّة الفلسطينيّة والاحتلال، وَفقًا لِما نُشِر حتّى الآن من اتّفاقيّات وتفاهُمات بين الليكود وشركائه. ترى ورقة الموقف أنّه بالإضافة إلى السياسات العنصريّة البنيويّة تجاه المجتمع العربيّ، سيكون التحالف الجديد أخطر من الحكومات السابقة، وسيعمل على نحوٍ مباشر وجليّ على تقليص الهامش الديمقراطيّ، الضيّق أصلًا، وعلى زيادة جرعات العنصريّة تجاه المجتمع العربيّ، نحو: تزايُد عدائيّة وقمع جهاز الشرطة للمواطنين العرب؛ تقييد الحرّيّات العامّة والفرديّة؛ تقييد جهاز القضاء؛ صَهْيَنة أعمق لجهاز وبرامج التعليم… وسيعمل على تعزيز الهُويّة اليهوديّة والقوميّة لإسرائيل، وتضييق إمكانيّات وأدوات العمل السياسيّ ونضال الفلسطينيّين في إسرائيل. في ما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة والاحتلال، ترى ورقة الموقف أنّ الحكومة الجديدة قد تنتقل من مقاربة تقليص الصراع وإدارته إلى محاولة حسم الصراع وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطينيّ، عن طريق السعي إلى ضمّ المناطق “ج” وتوسيع الاستيطان.

لقراءة الورقة بصيغة PDF