كتب هذه الكلمة رئيس برنامج اللقب الثاني في التربية والمجتمع والثقافة في جامعة حيفا، د. أيمن إغباريّة، وألقاها في مؤتمر مدى الكرمل الخامس لطلبة الدكتوراة الفلسطينيين.


بدايةً، اسمحوا لي  باسمي وبالنيابة عن اللجنة الأكاديمية للمؤتمر أن أحيي المشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر وأبارك لِطلبة الدكتوراة الفلسطينيين في سِمينار مدى الكرمل على جُهدهم وعِلمهم وخُلُقهم الكريم. كما أود أن أثّمن غاليًا دور مركز مدى الكرمل ، طاقمًا وإدارةً، في تَمكين طَلبة الدراسات العُليا وتعزيزِ الإنتاج المعرفي النقدي والمنتمي في فلسطين وعنها.

ومن بَعد، اسمحوا لي في هذه العُجالة التي وضعتها تحت عنوان “الأكاديمي الفِلسطيني: من المُثقف المُشاهد إلى المثقف الشاهد” أن أتبصر معكم في قوله تعالى في الآية  ٢٨٣ من سورة البقرة: “وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”. هذا وقد استَوقفني في تَدبّر هذه الآية الكريمة قَولٌ لابن عَباس في تَفسير القُرطبي جَاء فيه أنه: “على الشاهدِ أن يَشهدْ حيثما استُشهد، ويُخبر حَيثما استُخبر، قال: ولا تقلْ أُخبر بها عند الأمير بل أخبرهٌ بها لعله يَرجع ويَرعوي”.

اللافت  للنّظر في هذا القول هو الصِلّة التي يُقيمها ابن عباس بين  مفهوم “الشهادة” وعالم الحكم والسياسة، والمُثير أنه يُعطي “للشاهد” وظيفةً تربويةً  ودورًا تَرشيديًّا.  وفي ظنّي أن “الشهادة” هي لُبُّ العمل البحثي من حيث أن ما يقودنا إلى البَصيرة هُو النّظر وليس البَصر، فالنّظر يتطلب إمعانُ الفكر فيما وقع عليه البصر. هذا النوع من النظر المُقترن بالبحث والتأمل والتبين للحقيقة (قل انظروا ماذا في السموات والأرض) هو في صلب معنى أن تكون شاهدًا.  فالشاهد هي كما قِيل “صفةُ من استدل بالعقل والمنطق على وقوع الواقعة من الظواهر والدلائل والآثار، وليس بالضرورة رؤيته للأمر”.

وعليه، بالإمكان أن نُضيفَ  للمعاني الإيمانية والفقهية والقانونية التي يَحملها مصطلح “الشهادة” معانيَ جديدةً تُساعدنا في فَهم المقابلةِ ما بين “المثقف الشاهد” و”المثقف المشاهد”، وأكاد أجزم أن ما نسعى إليه في مدى الكرمل هو أن ننتقل بالأكاديمي الفلسطيني من مقعد المشاهدة والفرجة إلى مَيدان الشهادة الفاعلة والنشطة وذلك عبر رَفد تَطوره المهني بالمهارات والمعارف الّلازمة لنُضوجه مثقفًا نقديًّا ومنتميًا.

هذا ومن نَافل القول أنه في عصر الفردانية الشرسة، والبحث عن الخلاص الذاتي والنجاح الشخصي، والتسارع على التميّز بدون إنجازات حقيقية أحيانًا، والتّهافت على البروز الإعلامي المجاني لتسويق مدعي النجاح والحكمة، تصبح مهمة تطوير نخبة ثقافية فلسطينية غاية في الأهمية. وأظن أنها مهمة تتجاوز دور “مدى الكرمل” وتتطلب تفكيرًا استراتيجيًّا في دوائر مجتمعية وسياسية أوسع، لأننا أمامَ أسئلة مهمة: ما هو شكل النُخبة الثقافية والسياسية الفلسطينية القادمة؟ ما هي منظومتها القيميّة؟ ما هي حدود ومضمون إجماعها؟ وما هي تطلعاتها؟

أعتقد أننا بحاجة لمزيد من التفاكر المجتمعي في هذه الأسئلة في ظل ما نعيشه من الممارسات العنصرية والاقتلاعية الإسرائيلية، وما نمارسه على أنفسنا من عنف ذاتي ومحوٍ لذاكرتنا وتشويهٍ لهويتنا، نحن بحاجة للتفكير بسبل التأثير على إنتاج النُخب الفلسطينية السياسية والثقافية من أجل ضَمان تَنوّعها وفاعليّتها وانفتاحها وتواصلها مع عمقها الحضاريّ وذاكرتها الجماعيّة. نحن بحاجة للتفكير بجدية في هذا الموضوع لأنّنا نشهد صعود طبقة متوسطة من أصحاب المهن الحرّة والأكاديميين بدأت تفرز نخبًا جديدة يَسود حراكها خطاب النفعية الشخصية والإندماج العشوائي فيما تُتيحه المؤسسة الإسرائيلية من هوامش وفتات. هذه النخب الجديدة بشخوصها والقديمة بمنطلقاتها تُمجد العزوف عن السياسة الحزبية، وتطعنُ دون كلّلٍ في معنى أن تكون فلسطينيا حرًّا وكريمًا في وطنك، وتُسوق الأسرلة شرطًا لِعمران القرى والمدن العربية وجودةِ الحياة فيها.

صِدقًا، سُكِب حبرٌ كثيرٌ على تَصنيفات المُثقف وأدواره في التَبرير والتَنوير والتثوير والتحرير. الغائب عن هذه التنظيرات، هو إجابة بسيطة عن السؤال: هلْ تقعُ على المثقف واجبات أخلاقيةٍ مميزة هو ملزمٌ بها دون غيره، أو أكثر من غيره؟ ونضيف: ما هو مصدر هذه الواجبات؟ هل إذا قال المثقف الحقَّ في مُواجهة السلطة وتكلّم بشجاعة ضد الظلم والقمع و”تغنيم” الناس في عقلية القطيع يحقق بذلك منفعة عامة واسعة، أو يُسهم في نشر العدل والإنصاف، أو يُجسد الصورة المثالية لما ينبغى عليه أن يكون المثقف الملتزم والمنتمي؟

قد تكون كل الإجابات صحيحة، لكن أظن أن ما يميز المثقف هوى مدى التزامه بمبدأ “الشهادة” من حيث هي أمانةٌ في عنقه؛ “إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِما يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا” (النساء : ٥٨). الحقيقة إذن هي وديعةٌ عند المثقف، وهو مؤتمنٌ عليها ومسؤولٌ عن بيانها وَتبيّنها وعن بَلاغتها وإبلاغِها.

الالتزام بالشهادة من منطلق الأمانة هو أيضًا التزام بعلنية الشهادة، المثقف الشاهد هو مثقف عَلني، وذلك لأن من بين الأكاديميين، كما بين السياسيين، الكثيرُ من لُصوص الأفكار والانتهازيين والمتسترين والمكتفين بالهمس في آذان الساسة وأصحاب النفوذ، أو في خَاص “فيسبوك” او “واتساب”.

الشهادة لا تكون إلا علنية وموجهة للرأي العام. لكن العلانية والشهادة على الملأ بحاجة إلى أن نَنسُج من أجلهما “منديل أمان” مجتمعي. كلُّنا قرأنا في كتب التراث قصصًا عن خليفةٍ أو سلطانٍ وهو يُلقي أو يهب منديلَ الأمان للماثل أمامَه حتى يتكلم بمنتهى الحُرية حتى وإن كان فيما يقوله تجاوزًا للحدود والأعراف. في مسرحية “حلاق بغداد” للكاتب المصري ألفريد فرج (1929-2005) الحلاق البغدادي الفضولي، أبو الفضول،  شخص كثير الأسئلة ويتدخل فيما “يُفترض” أنه لا يعنيه. في المسرحية، يصطدم  أبو الفضول بالسلطة في دَعوى قَضائية ويُطلَبُ للشهادة، فيشترط على  الخليفة أن يمنحهُ مِنديل الأمان قبل أن يدلى بشهادته، بلْ ويطلب من الخليفة أن يمنح كل فردٍ من رَعيته منديل أمان مِثله، يظلُّ دائمًا بحوزته.

“منديل الأمان” هو استعارة عن تعاقد اجتماعي ما أحوجنا اليه كي يستطيع  المثقف “الشهادة” دون أن “يستشهد”. ما أحوجنا إليه كي يتمكن المثقف من قول كلمة الحق في العلن سواء كان ذلك أمام المؤسسة الإسرائيلية أم أمام غيرها. والصدق، أننا كمثقفين نشعرُ أحيانًا أن انتقاد السياسات  العنصرية الإسرائيلية أسهل علينا من انتقاد رئيس سلطة محلية متجبر ومتحيز، أو عضو كنيست يرى نفسه أحيانًا مُوظفًا وأحيانًا إلهًا، أو مدير جمعيةٍ خارج التاريخ ومنطق التغيير، أو أستاذًا جامعيًّا يفهم في كل شيء ويتكلم عن أي شيء. لذلك، نحن بحاجة لتعاقد اجتماعي يُتيح علنيةَ شهادة المثقف ويوفر لها الحماية، تعاقد اجتماعي يُنظم قول الحقيقة ويحمي قائلها دون أن يُتهم فورًا بأنه “لا يُتقن إلا التَنظير”، أو أنّه “مُنفصم عن الواقِع”، أو “لا يَفهم الواقعية السياسية”، و”يُريد أن يصلْ ألى الكنيست بأيِّ ثمن”، أو “بَاع نفسه للصهاينة أو لقَطر أو لآل سُعود أو للشيطان”، إلى آخره من تُهم التخوين والتكفير والتسفيه والتهميش.

الشَرط الرابع للشهادةِ ، بالإضافة للأمانة والعلنية والأمان، هو صِدق النيَّةِ ، “إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء :89)، وإبرامها على إخبار الحقيقة بغض النظر عن عَاقبة هذا الإخْبار. لكنّ الصدق هو في نِية القَول كما هو في النيةِ للتَسّميع. المُثقف يَرمي لقول الحقيقة ولكن يَسعى أيضًا لأن يُستمع إليها. وعليه، تَقع عليه مسؤوليةٌ كبيرةٌ ليس فقط في أن يقول الحقيقة كما يراها، بل أيضًا أن يُخبرها بشكلٍ يُسهل مَناليّتها والاستماعِ إليها ووصولها إلى جمهورِ هَدفها. الشهادة بلغةٍ متعاليةٍ، بمفردات مُغرقة في الغُموض، بنبرةٍ عدائية، بتوجهٍ مُغرض، وبنقدٍ هدّام لن تكون شهادةً بل مُونولوجًا أمام حائطٍ أصمّ. لذلك، مُجترحٌ من حُسن النية المسؤولية على إقامة توازنٍ ما بين النقد وما بين التواصل: توازنٌ في أن تقول الحقيقة دون أن تفقدَ القدرة على التواصل والتأثير. من هنا، الشَهادة هي دعوةٌ  للشراكة  والمشاركة.

في النهاية، أودُّ أن أنهي كلمتي بدعوةٍ للشجاعة الأخلاقية، أذكِركم بها وأذكر نفسي معكم، كي نخرج جميعًا كأكاديميين من اعتبارات الفائدة المادية والتقدّم الشخصي والعلاقات الوثيقة مع أصحاب النفوذ السياسي إلى اعتبارات الصالح العام، و طرح الأسئلة المحرجة علنًا، ومواجهة كلِّ أنواع التنميط والجمود والتجاهل والإخفاء. دعوة كي نساهم جميعًا في الانتقال من موقع المشاهدة إلى ميدان الشهادة.

انطلق في مدينة الناصرة صباح اليوم السبت، مؤتمر مركز “مدى الكرمل” – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وهو المؤتمر السنوي الخامس لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، وذلك في فندق رمادا- أوليفييه في المدينة. وستعرض 9 طالبات وطالب دكتوراه واحد أبحاثهم في هذا المؤتمر.

تجدر الإشارة إلى أن بعضهم شارك في “سيمنار” طلاب الدكتوراه الذي ينظمه “مدى الكرمل” كل عام.

ويتخلل المؤتمر ثلاث جلسات مركزية، يبدأها د. مهند مصطفى، مدير عام مركز “مدى الكرمل”، ثم كلمة اللجنة الأكاديمية للمؤتمر يقدمها د. أيمن إغبارية، المحاضر في كلية التربية في جامعة حيفا.

وستنعقد الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان “الهوية النسائية، مسارات التشكل وصور التمثل”، وترأس الجلسة د. عايدة فحماوي – وتد، وتشارك فيها طالبات الدكتوراه أماني هواري وعائشة حجار إغبارية وناهد كنعان ود. دينا عبيد، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في الأدب من جامعة اليرموك.

أما الجلسة الثانية فتنعقد تحت عنوان “فلسطين.. مقاربات تاريخية، اجتماعية واقتصادية”، ويرأسها د. عميد صعابنة، ويشارك فيها د. إلهام جبر شمالي، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في التاريخ، والطالب وليد حبّاس، والطالبة سهام واكد.

وستكون الجلسة الثالثة تحت عنوان “النساء الفلسطينيات.. أدوار وتحديات مجتمعية”، وترأسها المحاضرة د. سونيا بولس، وتشارك فيها طالبات الدراسات العليا ميسون أبو رية، كاميليا إبراهيم وهزام هردل زريق.

هذا وقد وقع الاختيار على الطالبات المشاركات في المؤتمر بعد استلام ومراجعة ومناقشة طلبات مشاركة وملخصات بحثية من قبل لجنة أكاديمية شكلت لهذه الغاية، وهي مكونة من د. سونيا بولس، د. أيمن إغبارية، ود. مهند مصطفى، بينما يتغيب د. منصور النصاصرة لأسباب خاصة.

وقال د. مهند مصطفى، مدير عام مركز “مدى الكرمل” وعضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر، في حديث لموقع عرب 48: “نعتبر المؤتمر لهذا العام مميزا، لأنه يقدم جيلا جديدا من الباحثات، وإن دل على شيء فهو يدل على ازدياد عدد النساء الفلسطينيات في الدراسات العليا اللواتي يدرسن مواضيع اجتماعية وتاريخية وسياسية وثقافية من خلال مقاربات جندريّة ونظريّة متنوعة.

وأضاف د. مصطفى، أن مؤتمر مدى الكرمل السنوي لطلاب الدكتوراه تحوّل إلى ملتقى لطلبة الدكتوراه الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعات مختلفة، محلية وعالمية، ويبحثون في حقول متنوعة. لا يقتصر اللقاء على الطلبة فقط، فهم يلتقون ويتباحثون مع محاضرين فلسطينيين في شتى المواضيع والمجالات المتعلقة في أبحاثهم. ولعل أكثر ما يميز هذا المؤتمر أنه يعتمد اللغة العربية في محاضراته وتعقيباته. لا يقتصر هذا الملتقى على كونه لقاء أكاديميا ولكنه أيضا لقاء ثقافي وتعارف يخفف من حالة الاغتراب التي يعيشها الطالب الفلسطيني في المؤسسات الأكاديمية الأجنبية لا سيما الإسرائيلية.

وختم الدكتور مهند حديثه بالقول إن المؤتمر هو جزء من برنامج طلاب الدكتوراه الفلسطينيين الذي يدأب عليه مدى الكرمل طوال العام، ومن أجزائه “سيمنار” لطلاب الدراسات العليا وورشة الاستعمار والصهيونية ومنح لطلاب الدكتوراه.

وفي ختام المؤتمر يتم توزيع المنح من مركز “مدى الكرمل” على طلاب الدراسات العليا المشاركين في المؤتمر.

انطلق في مدينة الناصرة اليوم السبت، مؤتمر مركز “مدى الكرمل” – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وهو المؤتمر السنوي الخامس لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، وذلك في فندق رمادا- أوليفييه في المدينة. وستعرض 9 طالبات وطالب دكتوراه واحد أبحاثهم في هذا المؤتمر.

تجدر الإشارة إلى أن بعضهم شارك في “سيمنار” طلاب الدكتوراه الذي ينظمه “مدى الكرمل” كل عام.

ويتخلل المؤتمر ثلاث جلسات مركزية، يبدأها د. مهند مصطفى، مدير عام مركز “مدى الكرمل”، ثم كلمة اللجنة الأكاديمية للمؤتمر يقدمها د. أيمن إغبارية، المحاضر في كلية التربية في جامعة حيفا.

وستنعقد الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان “الهوية النسائية، مسارات التشكل وصور التمثل”، وترأس الجلسة د. عايدة فحماوي – وتد، وتشارك فيها طالبات الدكتوراه أماني هواري وعائشة حجار إغبارية وناهد كنعان ود. دينا عبيد، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في الأدب من جامعة اليرموك.

أما الجلسة الثانية فتنعقد تحت عنوان “فلسطين.. مقاربات تاريخية، اجتماعية واقتصادية”، ويرأسها د. عميد صعابنة، ويشارك فيها د. إلهام جبر شمالي، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في التاريخ، والطالب وليد حبّاس، والطالبة سهام واكد.

وستكون الجلسة الثالثة تحت عنوان “النساء الفلسطينيات.. أدوار وتحديات مجتمعية”، وترأسها المحاضرة د. سونيا بولس، وتشارك فيها طالبات الدراسات العليا ميسون أبو رية، كاميليا إبراهيم وهزام هردل زريق.

هذا وقد وقع الاختيار على الطالبات المشاركات في المؤتمر بعد استلام ومراجعة ومناقشة طلبات مشاركة وملخصات بحثية من قبل لجنة أكاديمية شكلت لهذه الغاية، وهي مكونة من د. سونيا بولس، د. أيمن إغبارية، ود. مهند مصطفى، بينما يتغيب د. منصور النصاصرة لأسباب خاصة.

وقال د. مهند مصطفى، مدير عام مركز “مدى الكرمل” وعضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر، في حديث لموقع عرب 48: “نعتبر المؤتمر لهذا العام مميزا، لأنه يقدم جيلا جديدا من الباحثات، وإن دل على شيء فهو يدل على ازدياد عدد النساء الفلسطينيات في الدراسات العليا اللواتي يدرسن مواضيع اجتماعية وتاريخية وسياسية وثقافية من خلال مقاربات جندريّة ونظريّة متنوعة.

وأضاف د. مصطفى، أن مؤتمر مدى الكرمل السنوي لطلاب الدكتوراه تحوّل إلى ملتقى لطلبة الدكتوراه الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعات مختلفة، محلية وعالمية، ويبحثون في حقول متنوعة. لا يقتصر اللقاء على الطلبة فقط، فهم يلتقون ويتباحثون مع محاضرين فلسطينيين في شتى المواضيع والمجالات المتعلقة في أبحاثهم. ولعل أكثر ما يميز هذا المؤتمر أنه يعتمد اللغة العربية في محاضراته وتعقيباته. لا يقتصر هذا الملتقى على كونه لقاء أكاديميا ولكنه أيضا لقاء ثقافي وتعارف يخفف من حالة الاغتراب التي يعيشها الطالب الفلسطيني في المؤسسات الأكاديمية الأجنبية لا سيما الإسرائيلية.

وختم الدكتور مهند حديثه بالقول إن المؤتمر هو جزء من برنامج طلاب الدكتوراه الفلسطينيين الذي يدأب عليه مدى الكرمل طوال العام، ومن أجزائه “سيمنار” لطلاب الدراسات العليا وورشة الاستعمار والصهيونية ومنح لطلاب الدكتوراه.

وفي ختام المؤتمر يتم توزيع المنح من مركز “مدى الكرمل” على طلاب الدراسات العليا المشاركين في المؤتمر.

ينظم مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، يوم غد السبت، المؤتمر السنوي الخامس لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، وذلك في فندق رمادا- أوليفييه في مدينة الناصرة. وستعرض 9 طالبات وطالب دكتوراه أبحاثهم في هذا المؤتمر. وكان بعضهم قد شارك في “سيمنار” طلاب الدكتوراه الذي ينظمه “مدى الكرمل” كل عام.

ويتخلل المؤتمر جلسة مركزية يبدأها مدير عام مركز “مدى الكرمل”، د. مهند مصطفى، ثم كلمة اللجنة الأكاديمية للمؤتمر يقدمها المحاضر في كلية التربية بجامعة حيفا، د. أيمن إغبارية،.

وستنعقد الجلسة الأولى للمؤتمر تحت عنوان: “الهوية النسائية، مسارات التشكل وصور التمثل”، وترأس الجلسة د. عايدة فحماوي – وتد، وتشارك فيها طالبات الدكتوراه أماني هواري وعائشة حجار إغبارية وناهد كنعان ود. دينا عبيد، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في الأدب من جامعة اليرموك.

أما الجلسة الثانية فتنعقد تحت عنوان: “فلسطين.. مقاربات تاريخية، اجتماعية واقتصادية”، ويرأسها د. عميد صعابنة، ويشارك فيها د. إلهام جبر شمالي، الحاصلة على إجازة الدكتوراه في التاريخ، والطالب وليد حبّاس، والطالبة سهام واكد.

وستقام الجلسة الثالثة تحت عنوان: “النساء الفلسطينيات.. أدوار وتحديات مجتمعية”، وترأسها المحاضرة د. سونيا بولس، وتشارك فيها طالبات الدراسات العليا، ميسون أبو رية، كاميليا إبراهيم وهزام هردل زريق.

وقد وقع الاختيار على الطالبات المشاركات في المؤتمر بعد استلام ومراجعة ومناقشة طلبات مشاركة وملخصات بحثية من قبل لجنة أكاديمية شكلت لهذه الغاية، وهي مكونة من د. سونيا بولس، د. إيمن إغبارية، د. منصور النصاصرة ود. مهند مصطفى.

وقال مدير عام مركز “مدى الكرمل” وعضو اللجنة الأكاديمية للمؤتمر، د. مهند مصطفى، في حديث لموقع “عرب 48”: “نعتبر المؤتمر لهذا العام مميزا، لأنه يقدم جيلا جديدا من الباحثات، وإن دل على شيء فهو يدل على ازدياد عدد النساء الفلسطينيات في الدراسات العليا اللواتي يدرسن مواضيع اجتماعية وتاريخية وسياسية وثقافية من خلال مقاربات جندريّة ونظريّة متنوعة”.

وأضاف أن “مؤتمر مدى الكرمل السنوي لطلاب الدكتوراه تحوّل إلى ملتقى لطلبة الدكتوراه الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعات مختلفة، محلية وعالمية، ويبحثون في حقول متنوعة. لا يقتصر اللقاء على الطلبة فقط، فهم يلتقون ويتباحثون مع محاضرين فلسطينيين في شتى المواضيع والمجالات المتعلقة في أبحاثهم. ولعل أكثر ما يميز هذا المؤتمر أنه يعتمد اللغة العربية في محاضراته وتعقيباته. لا يقتصر هذا الملتقى على كونه لقاء أكاديميا، ولكنه أيضا هو لقاء ثقافي وتعارف يخفف من حالة الاغتراب التي يعيشها الطالب الفلسطيني في المؤسسات الأكاديمية الأجنبية لا سيما الإسرائيلية”.

وختم د. مصطفى حديثه بالقول: “إن المؤتمر هو جزء من برنامج طلاب الدكتوراه الفلسطينيين الذي يدأب عليه مدى الكرمل طوال العام، ومن أجزائه ”سيمنار” لطلاب الدراسات العليا وورشة الاستعمار والصهيونية ومنح لطلاب الدكتوراه”.

هذا، وفي ختام المؤتمر سيجري توزيع المنح من مركز “مدى الكرمل” على طلاب الدراسات العليا المشاركين في المؤتمر.

أعلن “مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية”، أنه يستعد لعقد مؤتمره الخامس لطلّاب الدّكتوراه الفلسطينيّين الذي سيقام يوم السّبت في الثالث من آب/ أغسطس المقبل، فندق رمادا أوليفييه، في مدينة النّاصرة.

وقال المركز في بيان، إن “مؤتمر طلبة الدكتوراه الفلسطينيّ” هو مؤتمر داوم المركز على عقده سنويًّا، ويبني على ما حقّقه من نجاح في مرّات سابقة. ويسعى المؤتمر ليكون منصّة لتقديم أبحاث طلبة الدّكتوراه الفلسطينيّين ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمامهم للتواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم.

وأضاف أن “هذا المؤتمر هو واحد من نشاطات عدّة يقيمها المركز ضمن برنامجه لدعم طلبة الدّكتوراه، هو برنامج يهدفُ من خلاله المركز إلى توفير تربة خصبة يمكن للدارس الفلسطينيّ أن يغرس بذور فكره فيها، لينمو كباحث وأكاديميّ في دولة تمارسُ احتلالا فكريًّا وثقافيًّا كذلك. فجاء هذا البرنامج ليحتضن ويدعم الباحثين الرّاغبين في دراسة السّياق الفلسطينيّ الاجتماعيّ، الثقافيّ، السّياسيّ، الاقتصاديّ، والفكريّ”.

أما عن برنامج المؤتمر، فأوضح المركز أنه خلال المؤتمر الذي يمتدّ من السّاعة 09:45 حتى السّاعة 16:15، سوف تُطرح على الطّاولة دراسات عديدة، متنوعة ومختلفة، تناقش قضايا تُقلق الباحث الفلسطينيّ، وتتناول الهمّ الشّعبيّ والاجتماعيّ الفلسطينيّ. وتنقسم الموضوعات إلى ثلاثة محاور رئيسيّة: النّساء الفلسطينيّات في مواجهة التّحديات الاجتماعيّة؛ تاريخ وجغرافية واقتصاد فلسطين؛ وتشكّل الهويّة النسائيّة في الأدب الفقه وشبكات التّواصل الاجتماعيّ.

ويشارك في المؤتمر اثنا عشر طالب وطالبة دكتوراه، تشمل تمثيلًا نسائيًّا كبيرًا، ومشاركة عبر “السكايب” من غزّة المحاصرة.

وعن مراحل إعلان تقديم الطّلبات للمشاركة في المؤتمر، مراجعتها، إقرار الطّلبات المقدّمة، وبناء محاور المؤتمر فقد رافقها لجنة أكاديميّة تشمل كلّ من: د. منصور نصاصرة، د. سونيا بولس، د. أيمن اغبارية ود. مهنّد مصطفى، المدير العام لمركز “مدى الكرمل”. حيث اعتنت اللجنة بتحديد معايير أكاديميّة ومهنيّة لإقرار الطّلبات التي اختيرت للمشاركة في المؤتمر والمصادقة عليها.

يشار إلى أنّ المؤتمر سوف يشمل فقرة توزيع منح لطلّاب وطالبات دكتوراه الذين شاركوا في سمينار طلبة الدّكتوراه الذي ينظّمه “مدى الكرمل” سنويًّا.

واصل مركز مدى الكرمل التحضيرات لمؤتمره السنوي الذي سيتم عقده في مدينة الناصرة، يوم السبت المقبل، تحت عنوان “الفلسطينيون في إسرائيل – تحوّلات المشاركة السياسية في العقدين الأخيرين ورؤية نحو المستقبل”.

ويشارك في المؤتمر مجموعة من الأكاديميين والسياسيين، يناقشون استطلاع رأي أجراه مدى الكرمل حول المشاركة السياسية على شرف المؤتمر، وثلاث أوراق أكاديمية محكّمة قدمت للمؤتمر ونشرت في كتاب أكاديمي سيتم توزيعه في المؤتمر.

وتفتتح المؤتمر المديرة المشاركة في مدى الكرمل، إيناس عودة- حاج، ويقدم كلمات ترحيبيّة كل من عضو الهيئة الإدارية في مدى الكرمل، د. جوني منصور، رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، لتبدأ بعدها جلسات المؤتمر.

وتترأس الجلسة الأولى، عرين هواري، بعنوان “الفلسطينيون في إسرائيل والمشاركة السياسية – عرض نتائج استطلاع رأي”. يعرض فيها د. عميد صعابنة نتائج استطلاع الرأي ويقدّم ورقة تحليلية حول مواقف الفلسطينيين في إسرائيل من أنماط المشاركة السياسية المختلفة، حيث تركّز الورقة على تحليل مواقف الجمهور بين التوجُّه الجمعيّ والتوجُّه الفردانيّ والمميّزات الديمغرافيّة والسياسيّة لكلّ توجُّه. ويعقب على الورقة كل من بروفيسور محمد أمارة والنائب د. إمطانس شحادة.

أما الجلسة الثانية، فتترأسها د. حنين مجادلة، بعنوان “التنظيم السياسي”، يعرض فيها مدير عام مدى الكرمل، د. مهند مصطفى، ورقة بعنوان “التنظيم السياسي بين سياسات الاستخفاف والأمل”، حيث يتناول هذه السياسات من خلال تحليل: التنظيم السياسيّ؛ العمل السياسيّ الجماعيّ؛ والمشروع السياسيّ الجماعيّ في صفوف الفلسطينيين في إسرائيل. ويعقّب عليها كل من الباحث محمد خلايلة والنائبة عايدة توما سليمان.

ويترأس المحامي علي حيدر الجلسة الثالثة للمؤتمر التي تناقش الخطاب والمشروع السياسيين، وتعرض فيها د. هنيدة غانم ورقة بعنوان “قراءة في تحوّلات الخطاب السياسي منذ نشر وثائق التصور المستقبلي ورؤية نحو المستقبل”. وتحاول غانم من خلال ورقتها تحليل تعامل الحكومات الإسرائيليّة، منذ حكومة أولمرت حتّى الآن، مع الخطاب السياسيّ للفلسطينيّين الذي ينحو إلى “أَمْنَنة” هذا التعامل مع المشاريع السياسيّة الجماعيّة للفلسطينيّين، كما تتطرق إلى محددات الخطاب السياسي للفلسطينيين في المرحلة القادمة وتقييم خطابهم في العقد الأخير. ويعقب على الورقة كل من الأستاذ عوض عبد الفتاح والنائب د. منصور عباس.

وجاء في مقدمة الكتاب الصادر عن المؤتمر: “شهد المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل في العَقدين الماضيين تحوّلات هامّة على مستوى المشاركة السياسيّة عمومًا. تمثّلت هذه التحوّلات في أنماط السلوك السياسيّ، والتوجّهات السياسيّة والفكريّة، والعلاقة مع السياسة والسياسيّ. وتمثّلت أهمّ التحوّلات في أنماط التصويت في الانتخابات المحلّيّة والقطْريّة، والتداخل أو العزوف عن العمل السياسيّ في مفهومه الواسع، وتوسيع مساحات النضال السياسيّ، واستتباب التمايزات السياسيّة والإيديولوجيّة بين التيّارات السياسيّة المختلفة في المجتمع الفلسطينيّ، فضلًا عن تحوّلات في مقاربة دولة إسرائيل والمشروع الصهيونيّ بين صفوف النخَب الفلسطينيّة كحالة استعماريّة استيطانيّة، علاوة على مقاربة جديدة لمكانة ودَوْر الفلسطينيّين في المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ”.

أصدر مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، اليوم الأحد، ورقة تحليلية تهدف إلى قراءة نتائج الانتخابات للكنيست الإسرائيلية في المجتمع الفلسطيني في الداخل.

تتمحور الورقة حول ثلاث نقاط أساسية؛ أولاً، زيادة نسبة المقاطعين الممتنعين عن التصويت، لا سيما في صفوف المجموعة التي تعاملت مع الامتناع كنوع من الاحتجاج السياسي، ثانياً، تراجع تمثيل القوائم العربية في الكنيست إلى 10 مقاعد وهو أقل ما كان عليه من خلال القائمة المشتركة (13 مقعدا)، وحتى أقل ما كان عليه قبل تشكيل القائمة المشتركة (11 مقعدا). وثالثاً، ازدياد نسبة وعدد المصوتين للأحزاب الصهيونية في المجتمع الفلسطيني.

تنطلق الورقة من مقولة إن نتائج الانتخابات شكلت مؤشرا هاما، ولكنه ليس الوحيد، في تجربة الفلسطينيين في إسرائيل في السنوات الأخيرة، حول أهمية بلورة مشروع سياسي جماعي تقوم عليه الهيئات السياسية والوطنية وعلى رأسها لجنة المتابعة العليا. وتزداد الحاجة إلى بلورة مشروع سياسي جماعي، في أعقاب التحولات التي تضرب بالمجتمع الفلسطيني في الداخل جراء سياسات استعمارية ذات طابع قومي- ديني يقودها اليمين المتطرف في إسرائيل والتي تمتزج مع سياسات نيوليبرالية اقتصادية.

ويشير مركز مدى الكرمل إلى أن نتائج الانتخابات في المجتمع الفلسطيني حملت مجموعة من المؤشرات السياسية، والتي تتطلب وقفة ولحظات تأمل فيها، ليس لذات الانتخابات ونتائجها، وإنما لوُجهة المجتمع الفلسطيني، وعلى الوقفة أن تكون على النقاط التالية:

أولا: الحاجة إلى مشروع سياسي جماعي، فقد حاولت وثائق التصور المستقبلي (لا سيما وثيقة حيفا الصادرة عن مدى الكرمل) وضع تصور رؤيوي للفلسطينيين في إسرائيل، يشكل بداية بناء مشروع سياسي يترجم التصورات
إلى عمل سياسي جماعي، إلا أنه منذ هذه المحاولات الرؤيوية، يبدو أن الخطاب السياسي الفلسطيني يمر بمأزق، لا يقل في حدته عن مأزق الخطاب السياسي الفلسطيني عموما. وهذا يحتاج من الهيئات التمثيلية والأحزاب القيام بخطوة لبلورة مشروع سياسي، كان يمكن للقائمة المشتركة أن تكون نواته أو أن تساهم في بلورته، لو أنها احترمت ثقة الناس والتعويل عليها.

ثانيا: إعادة دور الأحزاب السياسية، فقد كشفت نتائج الانتخابات عن الحاجة إلى إعادة بناء الأحزاب السياسية سواء البرلمانية أو غير البرلمانية لتأخذ دورا أكبر في إعادة الناس إلى المجال العام عموما، والمشاركة السياسية خصوصا، ولا نقصد المشاركة السياسية في بعدها الضيق المتمثل في التصويت في انتخابات الكنيست، وإنما مجمل المشاركة السياسية بكل مركباتها النضالية والثقافية. غابت الأحزاب عن الانتخابات المحلية أيضا، قبل بضعة شهور، تاركة السياسة المحلية لقوائم محلية تعتمد على قواعد تقليدية وجهوية، فضلا عن غياب الأحزاب أو تقليص دورها في المجال العام الفلسطيني.

ثالثا: الحاجة إلى إعادة بلورة معنى العمل البرلمانيّ وأهدافه وجَدْواه، وفي المقابل إعادة بلورة العمل السياسيّ المُوازي والمكمّل (وربّما البديل) للعمل البرلمانيّ، على أن تقع مسؤوليّة إعادة البلورة هذه على كافّة الأحزاب والتيّارات السياسيّة.