أطلق أمس 12.03.2013 مركز مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، "برنامج دراسات إسرائيل" الذي سيتخصّص ببحث المجتمع والسياسة في اسرائيل. تم إطلاق البرنامج في ندوة تحت عنوان "قراءة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية 2013.
افتتح الندوة البروفيسور نديم روحانا، مدير عام مدى الكرمل، وشرح عن البرنامج وقال انه : "يأتي ليملأ فراغاً في دراسة اسرائيل على المستوى الفلسطينيّ والعربيّ والعالميّ، وحتى على المستوى الإسرائيليّ ذاته، لأن البرنامج يهدف الى تقديم فهمٍ مغايرٍ لإسرائيل يحتّم التموقع فكريّاً خارج الدائرة الصهيونية تماماً، واعتبارها –أي الصهيونية- مشروعاً كولونياليّاً استيطانيّأً يرتبط فهمها عضوياً بفهم طبيعة المجتمع والسياسة الإسرائيليّة وصيروراتها".
من بعدها بدأت الجلسة الأولى التي كان عنوانها " كيف نفهم المجتمع الإسرائيلي على ضوء نتائج الانتخابات الاخيرة؟". وقد قدم خلالها د. مهند مصطفى، مداخلة بعنوان "قراءة ناقدة لليمين واليسار الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة"، تستنتج أن نتائج الانتخابات الأخيرة غيّبت أكثر وأكثر الحدود الفاصلة بين يسار ووسط ويمين في الساحة الحزبية الإسرائيلية، بحيث باتت هذه المنظومة النظرية غير صالحة لتحليل المشهد السياسي الإسرائيلي، وأنماط تصويت المجتمع الإسرائيلي".
تلاه الصحفي انطوان شلحت، موضحاً اسقاطات الانتخابات الإسرائيلية على المفاوضات مع الفلسطينيين، اذا جاز التعبير. وقد قال شلحت أن "إرث اوسلو هو ما يرسم الخطوط العريضة لسياسية الحكومة القادمة في موضوع العلاقات مع السلطة الفلسطينية". وأضاف: "أن كل الكتل البرلمانية الصهيونية، ما عدا "البيت اليهودي" و"الحركة" لم تعرض أي مشروع جدي او جديد يتعلق بمستقبل العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية". واختتم الجلسة بروفسور أمل جمال، الذي قال ان نتائج الانتخابات تعكس تحولات عميقة في المجتمع الاسرائيلي وعودة النخب الاشكنازية القديمة الى الحكم، ولو بحلة وطرح سياسي ايديولوجي جديد يدمج بين الفكر الاقتصادي النيوليبرالي والتشدد السياسي، ومحاولة لتعريف جديد للصالح العام للمجموعة اليهودية، التي تستثني بشكل علني المجتمع العربي. وبذلك، وفقا لجمال، تحدى لمقاربات اسرائيلية ادعت افول النخب الاشكنازية التقليدية.
تناولت الجلسة الثانية تفسيرات التصويت لدى الناخب العربي، وأدارتها الباحثة أريج صباغ-خوري، منسّقة مشروع المشاركة السياسية في مدى الكرمل وعرض خلالها الباحث إمطانس شحادة، منسّق مشروع برنامج دراسات اسرائيل في مدى الكرمل، تحليل استطلاع رأي حول الانتخابات البرلمانية اجري في مدى الكرمل، يعد من الابحاث الرائدة لتحليل انماط تصويت المجتمع العربي بمنهجية امبيرقية. ويتضح وفقا لشحادة، ان تصويت الناخب العربي للأحزاب العربية يدمج بين عدة مقاربات نظرية، ويصب في وعاء التصويت الاحتجاجي، ووضح ان ابرز العوامل التي تفسر التصويت للأحزاب العربية كافة هي رؤية الناخب للدور القومي التي تقوم به تلك الأحزاب، والذي طغى على رؤية الناخب لعمل الاحزاب في القضايا اليومية الاقتصادية المعيشية. ثم تحدثت السيدة منال شلبي، طالبة لقب ثالث في العلوم السياسية، عن تفسيرات اخرى للتصويت العربي. منها الشعور بالخوف وإسقاطات الصراع الإسرائيلي ألفلسطيني. وقالت شلبي ان ابرز نتائج الاستطلاع هي التناقض الصارخ بين موقف الناخب العربي من النائب العربي الذي اتسّم بالتقدير المتدني للعمل البرلماني من جهة وبين رؤيته لأهمية وجود نواب عرب في البرلمان الاسرائيلي من جهة اخرى. وفي نهاية هذه الجلسة تناول الصحفي وديع عواودة، سؤال تأثير لصحافة والإعلام العربي المحلي على أنماط التصويت لدى الناخب العربي. وقال ان الاعلام العربي ساهم في تمييع الحملة الانتخابية وخفض وتيرة النقاش والتنافس بين الاحزاب، وان الاعلام العربي "ساير" الاحزاب العربية ولم يقصى في المقابل مع الوزراء وقيادات الاحزاب الصهيونية من جهة اخرى. وبالمجمل حاولت بعض وسائل الاعلام حث المواطن العربي على التصويت ولعب دور ايجابي بذلك، خاصة اذاعة الشمس وجريدة كل العرب. "رغم أن هذا ليس عمل الصحافة إلا أنهم تجندوا لتصب الأصوات العربية للقوائم العربية"، وفقا لعواودة.