عقد مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقيّة ، يومي الخميس والجمعة الماضيين، ورشة بحثية في فندق جاردينيا في مدينة الناصرة بعنوان "الإدعاءات الدينية والقومية: الحالة الصهيونية". عقدت الورشة ضمن مشروع بحثي دولي مقارِن، يهدف لمعالجة تشابك الادعاءات الدينية بالإدعاءات القومية في الصراعات السياسية، والذي يقام بالتعاون مع جامعة تافتس في بوسطن. يسعى المشروع بشكل خاص إلى تعميق فهم دور الدين في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وبشكل خاص تداخل الديني بالقومي وإسقاطات ذلك على الصراع، وتأثير ذلك على زيادة العنف والمعاناة الإنسانية.
يقوم المشروع بفحص ذلك التداخل من منظور مقارِن ايضا، وذلك من خلال تقديم أبحاث تعالج الموضوع في صراعات قومية أخرى أيضا مثل سيريلنكا، الهند، صربيا وجنوب أفريقيا، وذلك للاستفادة من فهم تلك التجارب، ديناميكيات الصراع داخلها وتعامل الأطراف معها.
افتتحت الجلسة بروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان، من مدى الكرمل ومحاضرة في الجامعة العبرية في القدس، حيث رحّبت بالمشاركين ووضعت الاطار العام للمشروع مشيرة الى انه يركَز بشكل خاص على المشروع الصهيوني، ويراه مشروعا استعماريا. تلاها البروفيسور نديم روحانا مدير مدى الكرمل ومحاضر في جامعة تفتس مقدما ورقة مقارنة تعالج التأثيرات المختلفة لتشابك الديني بالقومي، متطرقا لأربع حالات من الصراع القومي: الهند، سيريلنكا، اسرائيل وصربيا.
اشتملت الجلسة الثانية، "الديني والقومي: أسس ايديولوجية"، على مداخلتين حيث قدم بروفيسور اوري رام، من جامعة بن جوريون، ورقة مقارنة تطرقت لصعود الحركات الدينية بثلاث دول تعرّف كعلمانية: الهند، تركيا واسرائيل، وأشار إلى إسقاطات صعودها والى الفروق بينها. ثم تحدث الدكتور مئير بوزاجلو من جامعة القدس مقدماً تصوراً لعلاقة بديلة بين الدين والقومية في السياق اليهودي.
شارك في الجلسة الثالثة "الدين والقومية: مظاهر سياسية" بروفيسور ميخائيل كريني، من الجامعة العبرية في القدس، حيث قدّم مداخلة بعنوان "ليبرالية ملوثة"، نقض بها "ليبرالية" المنظومة القانونية الإسرائيلية خاصة فيما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية. تلاه بروفيسور بيني بيت هلاحمي، من جامعة حيفا، الذي قدم ورقة حول الدين والقومية في إسرائيل يرى بها أن للدين دوراً لا غنى عنه في صمود المشروع الصهيوني.
تحدث في الجلسة الرابعة "الثيولوجيا والتدين القومي" دكتور يعقوب يدجار، من جامعة بار ايلان مقدماً ورقة بعنوان "الديني والسياسي في اسرائيل: اسطورة القومية اليهودية " تلته د. نويا رملت، من جامعة حيفا، مقدمة قراءة جندرية للقانون الاسرائيلي فيما يتعلق بالجنائيات وبالأحوال الشخصية . ثم قدّم بروفيسور أمل جمّال، من جامعة تل أبيب، مداخلة حول الدور المركزي للدين في الفكر والممارسات السياسية الإسرائيلية الحالية.
تخلل اليوم الثاني جلستين، كان عنوان احدهما "الكولونيالية والمعاناة" تحدث بها كل من بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان، والسيد يوسي دافيد، من الجامعة العبرية في القدس. تلاهما بروفيسور امنون راز كركوتشكن، من جامعة بن جوريون، مقدما ورقة بعنوان "العلمانية والإستعمار الصهيوني لفلسطين". وقد شملت الجلسة الثانية مداخلتين ايضا كانت الأولى للسيد مطانس شحادة، من مدى الكرمل، والذي تناول تأثير العولمة على المواقف السياسية للمتدينين في اسرائيل، والثانية لد. حزكي شوهام، من جامعة تل أبيب، عن "الثقافة الشعبية في اسرائيل"، داعيا الى حيز ثقافي رمزي مشترك للشعبين.
سيعقد في نهاية السنة الثانية للمشروع مؤتمران دوليان، أحدهما في حيفا ويرتكز بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ومن منظور مقارِن، وآخر في جامعة تافتس بحيث يكون التركيز خلاله على التبصرات الدولية لتداخل الدين بالقومية. وقد عقدت سابقا وضمن هذا المشروع أيضا، ورشة بحثية في نهاية شهر آذار 2013 في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة قدمت خلالها اوراق تناولت سياقات مختلفة مثل الهند، سيرلنكا ، جنوب افريقيا، اسرائيل،صربيا وفلسطين.