تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء وبمبادرة د. سهاد ظاهر-ناشف ودائرة العلاقات العامة، عقدت أكاديمية القاسمي وبرنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، يوما دراسيا عنوانه "العنف ضد النساء: ما بين مؤسسة العائلة ومؤسسة الدولة". وذلك يوم السّبت 29.11.2014 في الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر في قاعة المؤتمرات في الأكاديمية.
افتتح اليوم الدراسي السّيّد فادي قعدان مدير دائرة العلاقات العامة في الأكاديمية، منوها إلى تأريخ هذا اليوم وأهمية إحيائه مستذكرا بعض الأمثلة من الإحصائيات حيال العنف ضد النساء. وذكر في حديثه بأن هنالك أكثر من مليون شخص في دولة إسرائيل يتواجدون ضمن دائرة العنف عامة، و72 قضية عنف أسري تُقدم يوميا للسلطات الرسمية. تلته مرحبةً بروفسور نادرة شلهوب كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل ومحاضرة في الجامعة العبرية، منوهة لأهمية الأخذ بالحسبان السياق الخاص للنساء الفلسطينيات وأهمية عدم فصل السياسي عن الاجتماعي حين التعامل مع قضايا العنف ضد النساء.
تلت كلمات الترحيب والافتتاحية مداخلتان، المداخلة الأولى كانت للسيدة سائدة مقاري-ريناوي، باحثة وناشطة اجتماعية ونسوية وطالبة دكتوراه في الجامعة العبرية. وقد كان عنوان المداخلة "تفاعل الجهاز القضائي الإسرائيلي مع قضايا العنف ضد النساء" وتمحورت حول السيرورة التي تمرّ بها النساء حين يتوجهن طالبات المساعدة من جهاز الشرطة ليجدن أنفسهن أمام مسيرة عسيرة من البيروقراطية المُجحفة، ومن التهميش والتعامل معها على أساس ثقافوي وفوقي. نوهت السيدة مقاري-ريناوي إلى الأرقام الآخذة في الارتفاع من أعداد النساء اللواتي يتعرضن للعنف، بحيث أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فلسطينيات في الداخل هي عرضة للعنف الجسدي والنفسي.
تلتها مداخلة للباحثة د. أفنان مصاروة، وهي محاضرة في أكاديمية القاسمي، وكان عنوان مداخلتها "مفهوم العنف تجاه الأطفال من قبل أمهات مُعنَّفات" وقد استندت إلى بحث ميداني قامت به ووثق تجارب النساء في دائرة عنف مُزدوجة، بحيث تكون مُعنّفة من قبل الزوج والعائلة وهي بنفسها مُعنِّفة لأطفالها. نوهت د. مصاروة إلى حقيقة أن العنف النفسي والجسدي الذي تمرّ به النساء يُحول العنف إلى لغة وعادة جسدية مُذوتة فيها ذهنيًا وجسديًا وتمارسها بحق أطفالها. أشارت د. مصاروة خلال المداخلة إلى كون النساء عبّرن بقوة عن رغبتهن بالتخلص من ضرب الأطفال كوسيلة تربويّة واستبدالها بالحوار، هذا التعبير ما هو إلا تعبير عن رغبتهن في التخلص من العنف المُمارس بحقهن أيضا.
تلت المداخلتين أسئلة ونقاش من الجمهور. وقد احتوى هذا النقاش على عدة نقاط أساسية أهمها:
1. الحاجة للبحث والتطرق أكثر لقضايا العنف النفسي الذي تمر به النساء.
2. فهم دور الدولة ومؤسساتها في تعزيز العنف المجتمعي عامّة والعنف ضدّ النساء خاصّة.
3. دور النساء في تعزيز الأبوية في المجتمع.
أدارت اليوم الدراسي د. سهاد ظاهر ناشف، محاضرة في أكاديمية القاسمي، ومنسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل.