ربما تكون الظروف اليوم أكثر مواتاة من قبل لتقديم تأصيل بحثي عربي خارج الرؤى الاستشراقية، أو الكولونيالية حول واقع مركب لجزء من الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل، هذا الجزء الذي طالما دأبت الكولونيالية الإسرائيلية على خلق كل مبررات عزله عن انتمائه للكل الذي تبقى على أرض فلسطين التاريخية عام 1948. تحت عنوان "الدروز في إسرائيل وأزمة الواقع العربي: جدلية الجزء والكل"، نظم "مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية" يوما دراسيا بتاريخ 11 تشرين ألأوّل (اكتوبر) 2014، في فندق العين، في الناصرة، مساهمة منه لتقديم الرواية البديلة عن أقلية تعيش ضمن أقلية لكنها تشعر بتمايز غريب عنها.
خلال هذا اليوم نوقشت في جلستين أوراق بحثية من عدد من الباحثين المختصين والمهتمين. تركزت الجلسة الأولى حول عنوان "إشكالية الواقع الدرزي في السياق الإسرائيلي والفلسطيني"، ترأسها د. يسري خيزران، مركز مجموعة بحثيه عن الدروز في "مدى الكرمل"، وقدم كل من بروفيسور أمل جمّال، والمحامية سماح الخطيب والسيدان أمير خنيفس وغادة السمان أوراقهم المتعلقة بهذا العنوان. فيما ترأس الجلسة الثانية السيدة غادة السمان، إحدى المشاركات في المجموعة البحثية حول الدروز، وحاصلة على لقب ثان في العلوم الاجتماعية من جامعة بير زيت، وناقشت "الواقع الدرزي بين الخصوصية والعام"، وقدم الأوراق البحثية فيها كل من السادة خالد فراج وابتسام بركات ود.عبد الرحمن الزعبي، فيما قدم الكاتب محمد علي طه، تداعياته الوجدانية عن الشاعر المرحوم سميح القاسم.
خيزران: يدعو إلى تغيير جذري في الخطاب النقدي العربي يترفع عن التخوين والمؤامرة
استهل د. يسري خيزران الجلسة الأولى من اليوم الدراسي بالترحيب بالحضور، وبيان الأهمية الخاصة لهذا اليوم، كونه أول مبادرة من مؤسسة بحثية عربية في الداخل في هذا المجال تكسر احتكار المؤسسة الأكاديمية والسياسية الإسرائيلية لذلك، والتي لم توفر جهدًا لاستغلال التنوّع الديني والمذهبي والاجتماعي الذي يمتاز به المجتمع العربي وتوظيفه من أجل السيطرة والهيمنة، عدا عن أنه يأتي في ضوء أحداث تعصف بالشرق الأوسط العربي وإستعار الحملات الرسمية الإسرائيلية لتعميق التجزئة والتفرقة في المجتمع العربي من خلال اختلاق قوميات جديدة وتكرار السياسة ذاتها التي طبقت في الحالة الدرزية خلال سنوات الخمسين والستين.
دعا خيزران إلى إحداث تغيير جذري في الخطاب النقدي العربي يترفع عن التخوين والمؤامرة.. ويبرز التنوع داخل المجتمع العربي كإمتياز قيمي وليس كنقطة ضعف. مشيرا إلى السياسة المنهجية الإسرائيلية التي امتدت من فرض الخدمة العسكرية الإجبارية وإنشاء المحاكم المذهبية واختلاق القومية الدرزية وتطبيق برامج تعليم خاصة بمدارس الدروز ومردودها على صياغة الهوية والسلوكيات السياسية في المجتمع الدرزي.. وبين أن إسرائيل نجحت في خلق انطباع عام أن الدروز باتوا شركاء متساوين في المجتمع الإسرائيلي وأنهم دمجوا في مؤسساته السياسية والأمنية.. فيما واقع الأمر يظهر صورة مغايرة تمامًا.. فالخدمة في الجيش والتصويت لصالح الأحزاب الصهيونية لم يحصن الدروز من التمييز والاستغلال.
وأوضح د.خيزران أن المجموعة البحثية التي شكلها مركز "مدى الكرمل" أمضت عامين في استقراء الحالة الدرزية داخل إسرائيل من منظور جديد لا يعتمد الرؤية الإسرائيلية بل يحللها.
جمّال: الصهيونية حاولت خلق نص بديل لوعي بديل
قدم البروفيسور أمل جمّال، المحاضر في جامعة تل أبيب ومدير مركز "اعلام"، قراءة نقدية في "جدلية المادي والروحاني في تكوين الحالة الدرزية" التي تحتاج إلى كثير من الحكمة والتروي والتمحص والانتباه، ناقدا كثيرا من أشكال التعامل البحثي مع القضية الدرزية سواء من ناحية المضامين أم من ناحية المنهجية والتي ركزت في غالبها على الجانب العقائدي كمحدد لسلوك الدروز لتشكل الخطاب المهيمن، فيما طرح جمّال رؤية بديلة تنبع من منهج محايد لا يربط العقيدة بالسلوك، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها بين عوامل أخرى فيما تم عبر زمن طويل بناء نص بديل يحاول التماهي مع النص الأصلي.
ويطرح جمّال رؤية بديلة تتعلق بالسياق التاريخي لمجموعة عقائدية أقلوية عاشت في سياق إسلامي واسع، وبالتالي نبع سلوكها من ظروف هذا السياق من منظور المحافظة على الذات، عبر التأثير الثنائي ما بين سلوك هذه المجموعة ومحاولاتها للمحافظة على نفسها والسلوك العقلاني المصلحي لهذه المجموعة والعقيدة كنص معتمد يتم الحديث عنه.
يرى جمّال أن هذه المجموعة تسلك سلوكيات معينة في سياق معين يحكمه صدام كبير جدًا بين ما يسمى حركتين وطنيتين -الحركة الوطنية الفلسطينية التي تدافع عن الوطن الأم، والكولونيالية العلمانية الصهيونية، التي حاولت بناء نص بديل يخلق وعيا بديلا، يشكل هوية. كما يرى أن هناك حالة مادية مصلحية لمجموعة تحاول أن تحافظ على نفسها وعلى كيانها من منظور عقائدي معين وهناك مؤسسة تحاول أن تستغل هذا الواقع، حيث لم يختلف النهج فيما اختلفت الآليات لإنتاج وعي قائم على المصالح المادية شكل فيه التعاقد بين قيادات درزية ليست روحية وإنما سياسية المظهر السائد في بناء الوعي المتشكل، وأن هذه القيادات كان لها مصالح ومآرب سياسية من الطائفة الدرزية مع المؤسسة لتكوين حالة اقتصادية مادية لمجموعة مستضعفة وإنشاء ما يسمى طبقة وسطى مرتبطة بالمؤسسة حيث ظهر ان القطاعات الدرزية الأكثر أمانا إقتصاديا هي تلك القطاعات العاملة في المؤسسة الأمنية.
يقر جمّال بتحولات تجري على الدروز ناتجة عن فشل عملية فصل الدروز عن العرب الذين يظهر مثقفوهم كفلسطينيين أو على الأقل كعرب، وحتى المنظور المعرفي للقيادات الدرزية هو منظور عربي، وأن الحراكات الشبابية الأخيرة ضد الخدمة المدنية والعسكرية تعتبر دليلا على حراك يرفض المنظومة القائمة، في ظل تحولات اقتصادية أصابت إسرائيل دفعت الشبان الدروز للبحث عن بدائل إقتصادية خارج المؤسسة سواء في التجارة أو العلم، وهذا مرتبط بسلوك إنساني صرف لا عقائدي.
وحذر من تحولات إقليمية كبيرة جدًا تؤدي إلى نكسات وعي أليمة جدًا تعطي المؤسسة الإسرائيلية فرصا إضافية للإبقاء على السيطرة ، وهذا يلقي على القيادات العربية الفلسطينية المحلية والحركة الوطنية الفلسطينية مسؤولية كبيرة جدًا.. بما لا يمكن استغلاله للإبقاء على الحالة القائمة عبر خلق فرص وبدائل عن مدخول مرتبط بالمؤسسة على الأقل أمنيًا وعقائديًا.
الخطيب: يوجد تياران بين الدروز، نفعي وقومي
قدمت المحامية سماح الخطيب-أيوب، وهي طالبة دكتوراه، الجامعه العبرية، في مداخلتها تحت عنوان "تباين خطاب الحقوق المدني والقومي في مفهوم المواطنة في الديمقراطية اﻻثنية، ومحاولة صياغة مفهوم مواطنة جديد حاو للدروز كأقلية قومية أصلانية" رؤية لصياغة مفهوم مواطنة جديد يحتوي الدروز كأقلية قومية أصلانية، من خلال حق الأقلية الفلسطينية كأقلية قومية أصلانية في إقامة جسم تمثيلي يمثلها على عدة مستويات لممارسة الهوية السياسية وأثره على وضع الدروز كأقلية داخل أقلية وتنطلق من فرضية أن هناك شعب فلسطيني مختلف الأطياف من بينهم الدروز، وأن جزءا من الشعب الفلسطيني يعيش في دولة إثنوقراطية وأن الاقلية الفلسطينية في إسرائيل تعيش في تماه مع الصراع القائم فيما لا اعتراف من الدولة بهذه الأقلية. من خلال هذه الفرضيات حاولت الخطيب فحص ما يعرف بالهوية الدرزية والذي أظهر تباينا بين الولاء للدولة كمواطنين والتعبير عن كونهم دروز فقط، أو بعضهم يرى نفسه عربي، وآخر قليل يذهب بعيدا ليقول أنه فلسطيني، وهذا يظهر أن هناك تيارين بين الدروز احدهما نفعي يوالي الدولة ومع التجنيد الاجباري والثاني قومي يربط نفسه بالمجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وبينت أن أصحاب التيار النفعي لم يحققوا فائدة كبيرة من الولاء والتجنيد، لا في الصحة أو الخدمات أو التعليم أو غيره بمعنى أن الخطاب المدني لم يحقق الغاية منه الأمر الذي أوجد حراكات شبابية رافضة للخدمة وطالبت بمكاشفة ذاتية داخل الدروز أنفسهم، وأخرى داخل الاقلية الفلسطينية عامة، وإقامة جسم تمثيلي للأقلية الفلسطينية مبني على بعد قومي للمواطنة وليس البعد المدني.
خنيفس: السكوت كان لكسب الإعتراف
بيّن أمير خنيفس وهو طالب دكتوراه، في جامعة لندن، في مداخلته حول "الإعتراف وسياسة السكوت عند الدروز خلال فترة الإنتداب البريطاني"، أن السعي للاعتراف بالطائفة كان سببا في سكوتها عن مواجهة الإنتداب البريطاني الذي استخدم موضوعة الإعتراف كجزء من سياسة فرق تسد، ويشير إلى عريضة مشهورة أرسلت سنة 1930 موقعة من مشايخ من كل القرى الدرزية موجهة للمندوب السامي بشأن الإعتراف بالدروز الذي لم يحصل، وتم تهميش الدروز في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تلك الفترة، مبينا أن ذلك دفع الوكالة اليهودية للتدخل وبناء علاقات مع المجموعات الدرزية أدت إلى سياسة السكوت وعدم المشاركة في الحركة الوطنية.
السمان: الدروز بدخولهم المؤسسة الأمنية للمستعمر عزلوا أنفسهم عن المجتمع الفلسطيني
غادة السمان حاصلة على اللقب الثاني في العلوم الاجتماعية من جامعة بيرزيت في مداخلتها "الدروز بين الإستعمار والعزلة والمعرفة"، استندت إلى فكر فرانز فانون الذي من خلاله وصفت إسرائيل كدولة استيطانية استعمارية كسياق عام حدد البنى الداخلية وسلوكها، مبينة أنه ضمن ثنائية المستعمر والمستعمر تعرض الدروز لضغط استعماري أكبر من مكونات المجتمع الأخرى مما أدى إلى مجتمع فوضوي يتحكم فيه المستعمر ويستخدم القمع لأجل بناء الطاعة وعدم التمرد، حيث ترى أن الدروز بدخولهم المؤسسة الأمنية للمستعمر إنما عزلوا أنفسهم عن المجتمع الفلسطيني وباتوا أقرب للمجتمع اليهودي، ما أوجد حالة ضياع بينهم وخلق ازدواجية على مستوى الفرد والجماعة .
خلصت السمان إلى أن على الدروز ادراك انهم يعيشون في سياق استعماري وأنهم مستغلون وأن هذا النظام الاستعماري قابل للزوال، بما يخرجهم من العزلة من خلال تغيير البنية والصورة الداخلية عن الذات وعلاقتها بالآخر.
بركات: حياة النساء الدرزيات مركبة وعسيرة
تركزت مداخلة ابتسام بركات، طالبة دكتوراه، في جامعة بار ايلان، حول "محدوديات الفضاء الجغرافي المجندر في المجتمع الدرزي"، عبر عرض لدراسة ميدانية عن قصص نساء درزيات مع حرية الحركة والصعوبات التي تواجهها في التنقل داخل القرية وخارجها مبينة الاستراتيجيات التي تستعملها النساء لتوسيع مساحة حرية الحركة. وترى أنه اضافة للقمع الناتج عن المجتمع الذكوري والدولة اليهودية هناك قمع ديني تتعرض له النساء الدرزيات، يحبسهن في مجال جغرافي إقتصادي واجتماعي ضيق، وترى بركات أن النساء الدرزيات قمن بتحدي تقاطع علاقات القوى بشكل فردي وشخصي، من أجل توسيع حيز التنقل ومساحة حريتها من خلال موقعها الإجتماعي والجنساني والتغيير في المبنى الاجتماعي والديني. سواء بتحدي منع السياقة أو العمل خارج حدود القرية، وأن بعضهن يرين أن الزواج هو حل للخروج من سلطة العائلة، واستخدام وسائل ضغط على رجال الدين ومفاوضتهم. وأشارت بركات إلى دور مصادرة الأرض في تغيير أنماط عمل المرأة وولادة قيم جديدة تتعلق به ناشىء عن السياسة الإسرائيلية.
خلصت بركات إلى تشابك عدة عوامل تحد من محيط التنقل الجغرافي للمرأة الدرزية منها سياسة الدولة العنصرية تجاه الأقلية الفلسطينية العربية، الفقر في الموارد الإقتصادية، عزل المجتمع الدرزي جغرافيًا واجتماعيًا على أيدي المجموعة الدرزية الذكورية المسيطرة، مما جعل حياة النساء الدرزيات مركبة وعسيرة فيما لا تملك الإستراتيجيات المستخدمة القوة الكافية لإحداث ثورة وانقلاب في البنية الهيكلية للمجتمع الدرزي لكنها يمكن أن تؤثر على المدى البعيد.
فرّاج: ما يربط الدروز بالأحزاب هو المصالح الإقتصادية الإجتماعية
استخدم السيد خالد فراج من "مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية" في مداخلته "تعددية الرأي السياسي في المجتمع الدرزي: مثال التجنيد الاجباري"، متطرقا إلى الآراء والتيارات الموجودة حاليًا في المجتمع الدرزي، حيث قسمها إلى مستويات دولية وإقليمية ومحلية، ففي الدولي لا خصوصية للمجتمع الدرزي عن باقي الفئات في رؤيته للمتغيرات الدولية وتعددها، أما في الإقليمي فالدروز يظهرون تخوفاتهم مما يجري في الساحة اللبنانية والسورية، وعلى الساحة القطرية والمحلية فالدروز منخرطون في الأحزاب المهيمنة على الساحة المحلية وخاصة الليكود والعمل أو أحزاب متوسطة الحجم مثل شاس، وأن ما يربطهم بهذه الأحزاب هو مصالح اقتصادية فردية أو جماعية، فيما فئة صغيرة منهم تنتمي لليسار.
بينما لا يثق الدروز بالأحزاب العربية. يرى فراج أن تصويت الدروز عادة ما يرتكز إلى العائلة والمتنفذين فيها، ويحاول فراج تقسيم البنية العائلية الدرزية بين ما هو قروي ينتمي إلى قرية درزية كاملة وبين ما هو جزء من قرية عربية متعددة الطوائف، حيث في الأولى توجد تعددية في تأييد الاحزاب الصهيونية، فيما في الثانية يتوسع القوس ليشمل أحزابا عربية بنسب أكبر وأشار فراج إلى حراك الشباب برفض التجنيد كنقطة تحول في الوعي فوق حزبية لكنها باتت مرتبطة بالبعد القومي (ارفض شعبك بيحميك) ويخلص إلى أن هناك تعددية فكرية تنمو في المجتمعات الدرزية وبما يخالف توجهات السلطة القائمة.
الزعبي: هناك تواصل بين الخلوتية والدرزية
تحدث د. عبد الرحمن الزعبي كباحث مستقل مختص بالطرق الصوفية، عن "القواسم المشتركة بين الطريقة الخلواتية والموحدين الدروز في إسرائيل"، معتبرا أن اصل الطريقة الخلوتية مصري نقلها صوفي من الخليل إلى فلسطين، فيما نشأت الطائفة الدرزية أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي في مصر، معتبرا أن الدرزية هي كأي طريقة صوفية من حيث المعتقد والسلوك، وأن هناك تواصلا بين الخلوتية والدرزية سواء من حيث التسمية (الخلوة كمكان عبادة مقدس)، أو الاذكار، أو شكل المصافحة القائم على تقبيل الايدي أو تشبيك الأصابع أو في الملبس وخاصة العمامة والمسبحة، أو المواسم الدينية حيث لكل طريقة مواسمها وأولياؤها أو في المقابر.
وبّين الزعبي أن هناك من ينسبوا الطريقة الخلوتية إلى الشيعة وأنها اصبحت سنية فيما بعد، وأن هذا التواصل له أصل تاريخي يساعد في التقارب بين أصحاب المعتقدات.
طه: سميح القاسم ينسف الأطر بدون استئذان
في ختام اليوم قدم الكاتب محمد علي طه مداخلة وجدانية عن الشاعر المرحوم سميح القاسم الذي ولد في شرقي الأردن حيث كان والده يعمل وترعرع في الرامة ليحب جبل حيدر، وينشأ شامخا كما الجبل، رفض تقاليد العائلة وانتمى للأوسع الأرحب ليلقى العنت والحرمان في فترة من عمره، ويرفض الخدمة في الجيش لأنه يدرك انه وسيلة للاستلاب القومي، ويعمل في الصحافة فيطرد، ثم يعمل هنا وهناك، ويصبح شاعرا متمردا، ورافضا للقيم التي حاول الاحتلال فرضها على المجتمع العربي، لقد قدم محمد علي طه خطابا عن نموذج درزي أصيل انتمى لما كان يجب أن ينتمي اليه.