في الثاني عشر من آذار، عقد مركز مدى الكرمل ندوة على شرف صدور عدد خاص من مجلة Biography بعنوان "الحياة في فلسطين المحتلة". تحدثت محرّرتا العدد د. سينثيا فرانكلين ود. مورغان كوبر عن حوافزهما للانخراط في هذا المشروع وعن عملية تحديد المواضيع واختيار الكتّاب والمساهمين. تحدثت البروفيسورة نادرة شلهوب كيفوركيان والسيّد رجا شحادة عن مساهماتهما في العدد الخاص وعن أعمال أخرى تتعلّق بنشاط مجلة Biography. تحدّثت د. فرانكلين (الأستاذة في جامعة هاواي في مانوا) عن أهمية التجارب الشخصية في التغلب على عقبات تناول الحالة الفلسطينية في المؤسسة الأكاديمية، حيث تستخدم عملية تفحص الحقائق في الكثير من الحالات كذريعة لشطب المعلومات أو مراقبتها. تشير فرانكلين إلى حقيقة أن التجربة الشخصية بطبيعتها غير قابلة للطعن، وعليه فهي تشكل منهجًا بالغ القوة لمقاومة ادعاءات التحيز، حيث لا يمكن ببساطة محو ذكريات التجارب الشخصية. وتحدّثت الدكتورة أيضًا عن الظاهرة الشائعة التي تُفسَّر فيها الانتقادات الأكاديمية المناهضة للصهيونية بأنها مشاعر معادية للساميّة، ويجري تجاهل الأدلّة والقرائن باسم هذه التحيزات المتخيَّلة.
السيد رجا شحادة هو محامٍ فلسطيني وكاتب. في تحدّثه في الندوة عن مقالته في هذا العدد الخاص والتي جاءت بعنوان: "نحو لغة تحرّرية جديدة: مقابلة"، تطرّق إلى النحو الذي تغيّرت فيه اللغة التي استُخدمت عبر التاريخ لتوصيف الفلسطينيين؛ فبدايةً أُطلِق عليهم اسم "مواطنو فلسطين الانتدابية"، ثم "متسللين"، وَ "متطفّلين" وَ "إرهابيين". واستذكر كيف أن الناس لم يتحدثوا إلاّ خلسة وبالتهامس حول جيرانهم "المتسللين" – هؤلاء الذين عادوا إلى بيوتهم وأراضيهم بعد تهجيرهم في العام 1948. وتطرق المحامي شحادة كذلك إلى عدم رغبة الأجيال الشابة في التعلم من تجارب الأجيال التي سبقتها، في إشارة منه إلى محطّات تاريخية نحو العام 1948 والعام 1967 وخلال اتفاقات أوسلو.
(من اليسار إلى اليمين): مورغان كوبر، سينثيا جـ. فرانكلين، نادرة شلهوب- كيفوركيان، رجا شحادة.
قدّمت الدكتور مورغان كوبر المحرّرة المشارِكة معلومات حول خلفية ومسار تحرير هذا العدد الخاص من المجلة، وأشارت بداية إلى التقسيمات الجغرافية للفلسطينيين وكيف يجري تعزيزها من خلال اللغة المستخدمة لتوصيفهم: الفلسطينيون في الضفة الغربية، والفلسطينيون في غزّة، والفلسطينيون في مناطق 48، وأشارت إلى القرار المتعمّد الذي اتخذته مع د. فرانكلين لاستخدام مصطلح "الفلسطينيين في فلسطين المحتلة"، وقبول أوراق تتحدّث عن الحياة في المناطق الثلاث. عبّر المبدأ الثاني الذي اتخذتاه عن الرغبة في تسليط الضوء على النضال اليومي تحت الاحتلال؛ طرحت د. كوبر مثلاً يتعلق بالتعقيدات التي ترافق مجرّد شراء مَركبة وتسجيلها، وهي تجربة خاضتها في الفترة التي عاشتها في الضفة الغربية. المبدأ التوجيهي الثالث في هذا العدد الخاص تمثل في رصد العلاقة بين المشروع الاستعماري التاريخيّ ومنهجيّات القمع الكولونيالية المعاصرة.
وتحدّثت البروفيسورة نادرة شلهوب-كيفوركيان عن الدوافع وراء قرارها المساهمة في هذا العدد الخاص، حيث يتناول جزء كبير من عملها المواضيع التي طُرحت في الندوة نحو تجربة "المتسللين" (وهي تطلق عليهم اسم "العائدين") على خلفية عمليّة تجريمهم من قبل دولة إسرائيل. تحدّثت البروفيسورة شلهوب-كيفوركيان عن حادثة حصلت معها ومع المؤلفة الشريكة لورقتها في العدد، سارة إحمود، عند عودتهما من مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان، عندما مُنعت إحمود من الدخول إلى البلاد. التجربة الشديدة الوطأة التي خاضتها المرأتان على النقطة الحدودية في انتظار عودتهما إلى البلاد (الأولى من مدينة حيفا، والثانية من قرية ترمسعيا في قضاء رام الله) أوحت لهما بكتابة مقالتهما التي جاءت بعنوان "“Exiled at Home: Writing Return and the Palestinian Home.”. هذه المقالة تتناول ظاهرة فضاء المنزل كمنفى، والعجز عن الهروب من المشروع الكولونيالي الاستيطاني حتى في البيت.
يمكن الاطلاع على كامل مقالات العدد الخاص من Biography على موقع Project Muse