حيفا – استمراراً لنهجها في تكريم الانجاز والابداع والتميز للشعب الفلسطيني، وحفاظاً على العراقة والأصالة والجذور، وتقديراً من مؤسسة التعاون للمؤسسات التي حققت انجازات فريدة ساهمت في عملية النمو الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لشعبنا الفلسطيني، وللأفراد الرياديين والمبدعين والمبادرين لخدمة فلسطين، وتعزيزاً للانتماء وحب الوطن، احتفلت مؤسسة التعاون اليوم الاربعاء 03 حزيران 2015 في مدينة حيفا، بتوزيع جوائز المؤسسة للعام 2014، جائزة مؤسسة التعاون للانجاز – جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير"سنكون يوماً ما نريد"، وجائزة مؤسسة التعاون للتعليم جائزة نبيل هاني القدومي للتميز في التعليم "مدارس متميزة لمستقبل مشرق"، وذلك بحضور مدير عام مؤسسة التعاون د.تفيدة الجرباوي، ورئيس لجنة الجائزة السيد خالد الكالوتي ورئيس إدارة جمعية حوار د. سهيل أسعد، والسيدة أفنان اغبارية عضو ادارة في مدى الكرمل، وممثلين عن مؤسسة التعاون، والمؤسسات الفائزة، ومؤسسات فلسطينية مختلفة في مناطق 1948، ومجموعة من الأصدقاء والداعمين، بالاضافة إلى ممثلين عن لجان التحكيم.
وأعلنت مؤسسة التعاون عن فوز مركز "مدى الكرمل" للأبحاث الاجتماعيّة التطبيقيّة – حيفا بجائزة مؤسسة التعاون للإنجاز- جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير "سنكون يوماً ما نريد"، لتميز المركز في مجال إنتاج المعرفة الفكريّة حول التاريخ والواقع السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ للفلسطينيّين في مناطق ال48. فالمركز يشكّل دفيئة للباحثين الفلسطينيّين، ومرجعيّة وبنية تحتيّة فكريّة ضرورية لإنتاج الثقافة الجادة بتعبيراتها الإبداعيّة المختلفة.
وفي كلمتها أشارت السيدة أفنان اغبارية، عضو إدارة "مدى الكرمل" إن تجربتنا مع مؤسسة التعاون قد ساهمت في الوصول إلى الجيل الجديد من طلبة المدارس الثانوية والأطر الشبابية المختلفة، من خلال مشروع "وثيقة حيفا كبرنامج تربوي"، حيث عمل المركز، من خلاله، على تحويل المضامين التي وردت في وثيقة حيفا إلى برامج ونشاطات تربوية تساعد الطلاب على فهم وتذويت مفاهيم الديمقراطية، والهُويّة، والمواطَنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية. وقالت "إنّ دعم مؤسسة التعاون لمركز مدى الكرمل ومنحه جائزة الإنجاز يُعتبر مساهمة متميزة في تطوير قدرات الإنسان الفلسطيني والحفاظ على تراثه وهُويّته ودعم ثقافته الحية، وفي بناء المجتمع المدني، وهذه هي رسالة التعاون كما عرفناها".
وفاز بجائزة مؤسسة التعاون للتميز في التعليم بالتساوي، مدرسة حوار المستقلة للتربية البديلة – حيفا للتجربة الفريدة التي قامت بها المدرسة في تطوير برامجها التربوية بفكر مغاير. فالمدرسة تموَل نفسها ذاتياً ومجتمعياً ومن خلال صناديق داعمة تقوم على انشائها. وهذا التطور لم يكن ليتحقق لولا رؤية الادارة لأهمية احتضان المجتمع لهذه التجربة التربوية الفريدة، واقناع الاهالي للالتفاف حول المدرسة وأخذهم دورا فعالا ومركزيا في تطويرها، وبناء نموذج للعمل المشترك بين الأهالي والمدرسة من خلال لجان متعددة مشتركة.
وعبر د. سهيل أسعد رئيس إدارة جمعية حوار للتربية البديلة عن شكره وتقديره لمؤسسة التعاون والقائمين عليها، مؤكدا أن جمعية حوار لم تكن لتنجح في تحقيق هدفها في إقامة وتطوير مدرسة حوار للتربية البديلة في حيفا لولا الدور المركزي لمؤسسة التعاون في دعمها المستمر، المعنويّ والماديّ، للمدرسة منذ تأسيسها. وأعرب عن أمله في استمرار هذه الشراكة بين مؤسسة التعاون وجمعية حوار من أجل ضمان مواصلة هذه المسيرة التربوية كرافعة لتطوير المجتمع الفلسطيني في مناطق 1948.
وتطرق د. أسعد في كلمته إلى المسيرة التربوية الفريدة من نوعها في مجتمعنا الفلسطيني في مناطق 1948 وإلى الصعوبات والتحديات التي واجهتها الجمعية والمحاولات الفاشلة للحد من تطور المدرسة من خلال حرمانها من الميزانيات التي تستحقها.
وفي كلمتها خلال حفل توزيع الجوائز أكدت د.تفيدة الجرباوي مدير عام مؤسسة التعاون أن المؤسسة تعمل بكل ما لديها من إمكانيات للمساهمة في النهوض بدور المؤسسات وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف القطاعات وتميزها، وخاصةً في قطاعات التعليم والثقافة والتنمية المجتمعية ، خدمة لأبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
وعبرت د.الجرباوي عن شكرها الجزيل للدكتور نبيل هاني القدومي وأعضاء مؤسسة التعاون، والسيد أكرم عبد العزيز الشخشير لدعمهم الكريم لهذه الجوائز، ولجان التحكيم، وباركت للفائزين في جوائز المؤسسة لهذا العام. وتخلل الحفل فقرة فنية قدمها الفنان نزار خاطر والذي كان قد فاز بجائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني في العام 2013 عن مباردته "أبعاد".
ويذكر أن جوائز مؤسسة التعاون انطللقت منذ عام 2003 وذلك ايماناً من مؤسسة التعاون بأهمية تقدير وتكريم انجاز وابداع الشعب الفلسطيني، وللحفاظ على العراقة والأصالة والجذور وخلق الروح التنافسية المبنية على الإنجاز والتميز. حيث بدأت المؤسسة بجائزة واحدة، بناءً على مبادرة مجموعة من أعضاء مجلس أمناء المؤسسة، لتصل هذا العام إلى خمس جوائز بقيمة 250,000$ للثقافة والتعليم والشباب والقدس وغزة.
عن مؤسسة التعاون
جدير بالذكر أن مؤسسة التعاون هي مؤسسة أهلية غير ربحية مستقلة أسسها عام 1983 مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، بهدف توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، ومناطق 1948، والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، استثمرت مؤسسة التعاون ما قيمته 550 مليون دولار لامست فيها حياة ما ينوف عن مليون فلسطيني سنويا في مجالات التعليم والثقافة وتشغيل الشباب مركزة بذلك على دعم الابداع وخاصة بين الفئات الأقل حظاً.