تقديم الانتخابات البرلمانيّة والتطوّرات السياسيّة الأخيرة تفرض نفسها على المشهدَيْن السياسيّ والحزبيّ العربيَّيْن في توقيت غير مريح، بأقلّ تقدير. فالحالة السياسيّة العربيّة في مأزق، بل في أزمة، منذ الانتخابات الأخيرة، وتشهد تصدُّعًا سياسيًّا خطيرًا بين القوائم والأحزاب العربيّة، منذ المشارَكة غير المسبوقة لقائمة عربيّة في التحالف الحكوميّ منذ إقامة دولة إسرائيل، فضلًا عن تحالفها مع اليمين المتطرّف. احتدّت هذه الأزمة بعد فشل مشاريع التأثير بشروط اليمين المتطرّف ومشروع الاندماج في معسكر “اللا يمين” والمركز لإسقاط نتنياهو. تقديم الانتخابات في ظلّ هذا الواقع يضع الأحزاب والقوائم العربيّة والمجتمع الفلسطينيّ أمام تحدّيات ليست بسيطة؛ إذ قد يتحوّل عدمُ الاستقرارِ والتصدّعُ على الساحة السياسيّة العربيّة المحلّيّة إلى حالة دائمة من التفكُّك والانقسام السياسيّ تعيق العمل الجماعيّ في المجتمع العربيّ.