يسرّنا أن نضع بين أيديكم، مقالًا جديدًا من سلسلة “دراسات عن إسرائيل” بعنوان ” أوجه الشبه بين الكولونياليّة الصهيونيّة والكولونياليّة الأوروﭘـيّة”، لكاتبه شفير ﭼرشون وهو عالِم اجتماع يهوديّ إسرائيليّ وأستاذ في جامعة كاليفورنيا في سان دييـﭼو. ترجم المقال وقدّمه أنطوان شلحت، وأشار في تقديمه إلى أنّ كتاب شفير، الذي يعتمد عليه هذا المقال، صدر بموازاة صدور كتب أخرى لمؤرّخين إسرائيليّين أمثال بيني موريس وآڤي شلايم وإيلان ﭘاﭘيه. وقد اعتُبرت تلك الكتب الأربعة في عداد أوّل قطاف لموجةِ ما اصطُلِح على تسميته “التأريخ الإسرائيليّ الجديد”. ويضيف أنّه وحتّى ظهور مقاربة شفير المعبَّر عنها في مقالته المترجَمة هنا، كان المنظور الكولونياليّ منبوذًا على نحوٍ يكاد يكون مطْلقًا في التيّار الأكاديميّ الإسرائيليّ العامّ. أمّا على وجه العموم، فإنّ الفكرة التي تتعامل مع إسرائيل باعتبارها مجتمعًا كولونياليًّا لم تجد أصداءً لها داخل المجتمع اليهوديّ، إلّا في أوساط جماعات هامشيّة من المثقّفين فقط.
يرى شفير أنّه ومنذ سنوات السبعين المتقدّمة (في القرن العشرين الفائت)، بدأت في التبلور في أوساط الباحثين الإسرائيليّين وفي الجدل الجماهيريّ العامّ، مقاربةٌ جديدة ونقديّة، ترى من منظورها، أنه من الصائب عقد مقارنة بين الاستيطانِ الإسرائيليّ الراهن والتشكيل الاجتماعيّ الإسرائيليّ الناشئ الآن، من جهة، ومجتمعاتٍ كولونياليّة أخرى مثل إيرلندا الشماليّة والجزائر الفرنسيّة أو جنوب أفريقيا، من جهة أخرى. ومريدو هذه المقاربة هم من منتقدي الاستيطان اليهوديّ في أراضي الضفّة الغربيّة وقِطاع غزّة بعد حرب حزيران عام 1967.