تستعرض الورقة الحالية جذور ودوافع السلام الاقتصاديّ، وتُسلِّط الضوء على مشاريع التسوية المطروحة والمغلّفة بغلاف اقتصاديّ، والوقوف على تداعياتها. فبعد تعثُّر عمليّة السلام، وفشل المفاوضات الفلسطينيّة – الإسرائيليّة المباشرة وبرعاية أمريكيّة في كامـﭖ ديڤيد عام 2000 في التوصّل إلى حلّ دائم للصراع، جرى تحوّل دراماتيكيّ في البيئة الإستراتيجيّة للسياسة الأمريكيّة في رؤيتها لتسوية الصراع، بحيث أصبح مشروع السلام الاقتصاديّ هو المكوّن الأساسيّ والوحيد في صيغ التسوية الأمريكيّة الإسرائيليّة المطروحة للتسوية. وفي ضوء هذا التحوّل، قرّرت الإدارة الأمريكيّة الحاليّة برئاسة دونالد ترامـﭖ تبنّي مقاربة جديدة تحثّ الطرفين الفلسطينيّ والإسرائيليّ على الجلوس على طاولة المفاوضات في إطار ما بات يُعرف بِـ “صفقة القرن” التي تندرج في سياق السلام الاقتصاديّ.