بروفيسور محمد حاج يحيى: هذه الجائزة تأتي تقديراً لإنجازاتكم العلميّة، ولكننا وضعنا نصب أعيننا أيضاً مدى انخراطكم في هموم مجتمعكم.
السيدة إيناس عودة-حاج : دعم الباحثين والباحثات الشباب هو جزء من الرؤية والسياسة العامة لمدى الكرمل الذي يرى دوره دعم واحتضان الباحثين الفلسطينيين.
عقد مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة- لقاءً أكاديمياً تم فيه توزيع "جائزة مدى للامتياز الأكاديمي" على الباحثين الثلاثة الذين فازوا بها وهم: حنين قرواني – طالبة في المسار المباشر للقب الثالث في علم الدماغ واضطرابات التواصل في جامعة حيفا؛ علي مواسي – طالب لقب ثانٍ يكتب رسالة الماجستير في الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب؛ نسرين مزاوي – طالبة لقب ثانٍ في علم الإنسان في جامعة حيفا.
وكان مدى الكرمل قد أعلن منذ بضعة شهور عن إطلاقه للجائزة كتشجيع للإنجاز الأكاديمي الفلسطيني. وتأتي الجائزة من صندوق خاص أنشأه المركز لدعم الإنجاز الأكاديمي، كان حجر الأساس فيه التبرع السخيّ الذي قدمته بروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان إثر فوزها بجائزة صندوق بيتر وباتريسا غروبر تقديراً لإنجازاتها في مجال حقوق المرأة في العام 2008. ويهدف الصندوق الى دعم التفوق الأكاديمي للطالبات والطلاب الفلسطينيين في مراحل التعليم للدرجات العليا ويشمل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم. وقد قام المركز بتشكيل لجنة أكاديميّة لدراسة الطلبات الكثيرة التي تقدمت، واختيار الفائزين بحسب معايير أكاديمية. وتكوّنت اللجنة الأكاديميّة من: بروفيسور محمد حاج يحيى، بروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان وبروفيسور ميخائيل كرينّي.
بدأ اللقاء بمحاضرة للمحاضر في كليّة الحقوق في الجامعة العبرية، بروفيسور ميخائيل كرينّي، بعنوان: "تشابك الدين مع الدولة من منظور الأقلية الفلسطينية في الداخل". تساءل كرينّي خلال مداخلته عن سبب حصر الأبحاث في موضوع الدين والدولة فقط في أمور تتعلق في التنافر ما بين الطابع اليهودي للدولة وما بين القيم الديمقراطية والليبرالية؛ في حين أن هنالك انعداماً تاماً للنقاش في نصوص أساسيّة تتعلق بالدين والدولة حول التنافر ما بين اختصاصات المحاكم الدينية الفلسطينية (الشرعيّة منها والكنسيّة) والقيم الليبراليّة والديمقراطيّة. فمثلاً، قضية تعدّد الزوجات كتشريع ديني يسمح بذلك من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى يتنافر مع قيمة ديمقراطية ليبرالية تسمح بحريّة الفرد. أو مثلاً عدم إمكانيّة الطلاق لدى بعض الطوائف المسيحيّة هي أيضاً تتناقض مع قيمة حريّة الفرد. وقال كرينّي أنه من الممكن تدخّل الأحزاب العربية لملء الفراغ الذي تتركه الدولة في هذا المجال لاقتراح قوانين تتعلق مثلاً بقضايا الأحوال الشخصيّة.
في الجزء الثاني من اللقاء، تحدّث بروفيسور محمد حاج يحيى باسم اللجنة الأكاديميّة للجائزة، فهنّأ الفائزين/ات بالجائزة وقدّمهم/ن تقديماً مقتضباً، وقال:" لقد تقدّم للجائزة 19 طالباً وطالبة، ولم يكن الاختيار بينهم سهلاً لأن جميعهم كانوا على مستوى عالٍ جداً من الإنجاز الأكاديمي والثقافي والعطاء المجتمعي. لقد وضعنا نصب أعيننا إنجازاتهم الأكاديمية طبعاً، ولكننا نظرنا أيضاً الى مدى انخراطهم المجتمعيّ وكانت تلك المقاييس لاختيار الفائزين بالجائزة".
ثم تحدثت السيدة إيناس عودة-حاج، المديرة المشاركة في مدى الكرمل، فشكرت الحضور وشكرت اللجنة الأكاديميّة على عملها الدؤوب وهنّأت الفائزين وقالت:" أنتم أمل المستقبل بالنسبة لنا ونحن فخورون بكم. إن دعم الباحثين والباحثات الشباب هو جزء أساسي من رؤية مدى الكرمل ودوره، ولمدى الكرمل رصيد من دعم الباحثين الفلسطينيّين بدءاً بمشروع نساء باحثات الذي أقامه مدى قبل عدة سنوات لتدريب ودعم جيل جديد من الباحثات الفلسطينيّات، مروراً بمؤتمر مدى لطلاب الدكتوراه الفلسطينيّين في العام الماضي وصولاً الى هذه الجائزة من أجل احتضان الباحثين الفلسطينيّين الشباب. وسنعمل على تجنيد المزيد من الأموال من أجل استمرار الدعم للباحثين الفلسطينيّين في كافة أماكن تواجدهم." كما تقدمت بالشكر لبروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان على التبرع السخيّ من أجل إقامة صندوق للجائزة، ثم دعت اللجنة لتسليم الجوائز للفائزين.
هذا وقد أثنى الفائزون الثلاثة على مبادرة مدى الكرمل لإنشاء صندوق الامتياز الأكاديمي، وشكروا المركز على احتضانه للأجيال الشابة من الباحثين الفلسطينييّن. وقالت حنين قرواني: "رغم أني قد حصلت على جوائز أخرى إلا ان التقدير من مركز أبحاث فلسطيني له طعم خاص ويترك في نفسي أثراً كبيراً وشعوراً لا يوصف". أما علي مواسي فقال: "يقدّم مدى الكرمل نموذجاً خاصًا في النشاط الأكاديمي والثقافي من خلال ندواته ومؤتمراته، والجائزة منه تعطيني دفعة الى الأمام نحو خدمة شعبي وقضيتي ومجتمعي". بدورها شكرت نسرين مزاوي مدى الكرمل وقالت: "وجود مدى الكرمل كمركز أبحاث فلسطيني في الداخل هو مهم لأنه يعطي إمكانية أخرى للعمل والإنجاز الأكاديمي خارج إطار الأكاديميا الإسرائيلية".