في نهاية شهر أيلول المنصرم، عقد برنامج الدراسات النسوية في مركز مدى الكرمل ندوة لقراءة ومناقشة كتاب "المرأة وكيانها: موجِّه في قضايا الصحة، الجسد والجنسانية (نساء لنساء)"، تحرير رغدة النابلسي وعربية منصور، إصدار جمعية "المرأة وكيانها" (2011).
افتتحت الندوة د. سهاد ظاهر-ناشف، منسّقة برنامج الدراسات النسويّة، فرحبت بالحضور وشكرت السيدة رغدة النابلسي والسيدة عربية منصور على حضورهما ومشاركتهما في الندوة.
تلت الافتتاحية مداخلة للسيدة رغدة النابلسي، وهي عاملة إجتماعية وناشطة في المجال الاجتماعي والنسوي ومحررة الكتاب، تطرقت من خلالها لأهم محاور سيرورة الكتاب والوصول إلى صيغته النهائية. قالت: "أن بداية الكتاب كانت في جمعية المرأة وكيانها بحيث تم الاتفاق على أن تتم كتابة كتاب باللغة العبرية للنساء اليهوديات وكتاب باللغة العربية للنساء الفلسطينيات. فكرة الكتاب هي بإيحاء من الكتاب الأمريكي “Our Bodies Our Selves” الذي أصدر من خلال المؤسسة الأمريكية “OBOS” في بوسطن. المشترك بين الكتابين هو الفجوة الموجودة بين الخطاب الطبي السائد في المؤسسة الطبية وبين الاحتياجات الصحية والجسدية الحقيقية للنساء. وفي السياق الفلسطيني هذه الفجوة كبيرة بسبب السياق السياسي والاجتماعي والفارق الحضاري الذي لا تأخذه المؤسسة بعين الاعتبار أثناء تعاملها مع المرأة الفلسطينية". وشرحت السيدة رغدة في محتويات الكتاب، فقالت: "الكتاب يحتوي على عدة فصول وكل فصل مركب من ثلاث مركبات: الأول هو المركب النظري والعلمي للقضية والذي صاغته وكتبته نساء مهنيات منهن طبيبات، عاملات اجتماعيات وناشطات في الخطاب النسوي الفلسطيني المعاصر، اللاتي دمجن بين الجوانب العلمية العالمية والمميزات الجسدية والصحية الفلسطينية. المركب الثاني هو توثيق لتجارب النساء والمركب الثالث هو اقتباسات ومقولات تم تجميعها خلال ورشات ولقاءات مع نساء وخلال مقابلات ميدانية في جميع المناطق الفلسطينية في الداخل ".
ثم كانت المداخلة الثانية للسيدة عربية منصور وهي ناشطة في المجال السياسي، الاجتماعي والنسوي ومحررة الكتاب. خلال مداخلتها تطرقت السيدة عربية لفصول الكتاب وهي: صورة الجسد، الصحة النفسية، الجهاز التناسلي: الدورة الشهرية والوعي للخصوبة، الأمراض المنقولة جنسيا، الإيدز، العلاقة الجنسية الآمنة، إبطال الحمل، سن الأمان، المرشد في جهاز الصحة وتسييس صحة المرأة والتنظيم من أجل التغيير المجتمعي. أكدت السيدة عربية بأن: "المميز الأساسي في الكتاب هو أصوات النساء، وأن كل قصة من القصص في الكتاب تحكي عن أبعاد جسد المرأة التي تؤثر على حياتها اليومية… الكتاب هو نوع من المساعدة لكل امرأة وفرد وهو نوع من الدعوة للتأمل الذاتي والقراءة الذاتية للرغبات بمعزل عما تم زرعه فينا من قيم وأيديولوجيات اجتماعية. الكتاب يكشف جوانب قانونية مغيبة ومهمة جدا للمرأة والفتاة الفلسطينية". هذا وأكدت السيدة عربية بمداخلتها أن طرح الكتاب هو نسوي معاصر يدمج بين اللغة المتعارف عليها اجتماعيا وبين اللغة المهنية البديلة كمحاولة لخلق لغة جسدية صحية جديدة خالية من التأثيرات الاجتماعية الأبوية. ثم قرأت بعض الاقتباسات المأخوذة من أصوات النساء في الكتاب وبينت كيف تؤثر المفاهيم المجتمعية على لغة جسد الفتاة والمرأة وعلى كيفية تعاملها معه وعلى مدى ثقتها بنفسها وبمن حولها.
في نهاية الندوة دار نقاش بين الحضور وتم توجيه أسئلة للمحرّرتين حول عدة قضايا محورية في الكتاب.