بالتزامن مع الانتخابات للسلطات المحلية، عُقدت في مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، يوم الأربعاء الموافق 09.10.2013، ندوة بعنوان "مشاركة النساء الفلسطينيات في الانتخابات للسلطات المحلية".
افتتحت الندوة د. سهاد ظاهر- ناشف، منسّقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، شاكرةً المشاركات على تلبيتهن الدعوة، ثم تناولت في افتتاحيتها أهمية هذه الندوة وتوقيتها.
استهّلت د. تغريد يحيى- يونس مداخلتها "الانتخابات المحلية والجندر: مقاربة نظرية نقدية" بتعريفات السياسة ومستوياتها المختلفة والعوامل الفاعلة المتعلقة بانتخاب امرأة. ثم استعرضت بشكل مقتضب الأدبيات حول علاقة المرأة بالسياسة، خاصة النظريات التي جاءت من رحم الحداثة مثل النظرية الديموقراطية الليبرالية. وقالت د. يحيى-يونس: "إذا كان الحيز العام هو سياسي ويتماثل مع الرجل، فهو اللاعب المركزي به ويضحي الحيز العام رجولي، بالتالي يصبح الرجولي سياسي، والرجل سياسي. هكذا يُنظر إلى الرجل على أنه مخلوق سياسي. بينما يكون الحيز الخاص، الغير سياسي، متماثل مع المرأة، لتكون المرأة مخلوق لا-سياسي". واضافت د. يحيى-يونس:" هنالك عدة اعتبارات أدت الى واقعنا السياسي منها غياب الطبقة الوسطى والنخب قصراً بعد 1948، وهنالك محاولة في الدراسات النسوية لإماطة اللثام عن البنية الاجتماعية التي تكونت وتتكون". واختتمت قائلة:" هنالك علاقة احصائية طردية ومضطردة بين تحصيلات النساء في الرأس-المال الإنساني من جهة، والمشاركة والتمثيل السياسي من جهة اخرى. علينا طرح العديد من الأسئلة حول السياسة والسياسة النسوية."
تلت مداخلة د. يحيى-يونس شهادة للسيدة شادية خالد نجيب اغبارية، مرشحة في قائمة نور المستقبل في أم الفحم، والتي تمحورت حول المعاني والتحديات التي واجهتها كمرشحة. بدأت السيدة اغبارية بالحديث عن الفرصة التي سنحت لها كامرأة بالوصول للبلدية وإيصال الفكر الذي تؤمن به، لكن هذه الفرصة شكلت تحدي لأنها امرأة عاملة، ولديها العديد من الواجبات الاجتماعية التي تحيل العمل السياسي الى صعب. واضافت السيدة إغبارية:" كان من المهم أن أكون ذات استقلالية اقتصادية كامرأة، وهذا ما صب اهتمامي بالعمل. وجود اسرتي والاهتمام بها كان ايضا مهم لي جداً. واجتماع هذين الأمرين جعل مساحة العمل السياسي جداً محدودة". وخلال مداخلتها استعرضت الواقع السياسي الحالي في ام الفحم من خلال وصف تاريخ مشاركتها في العمل السياسي حتى اليوم. اختتمت السيدة اغبارية مداخلتها قائلة:" حتى ابسط الأمور مثل عرض صورتي على لائحة المرشحين في الاعلانات كانت تحدي وخطوة لحضور نسائي في الشارع."
في المداخلة الثالثة، استعرضت السيّدة أريج صباغ-خوري طبيعة الاشكاليات في تمثيل النساء، وتأثير النساء على العمل السياسي بشكل عام وعلى التنظير الأكاديمي للموضوع. تطرقت السيّدة صباغ-خوري في بداية مداخلتها عن محدودية النظرية القائمة في الأبحاث الاسرائيلية عن مشاركة النساء الفلسطينيات في السياسة، تبعتها بنبذة تاريخية عن التحولات التي حدثت حتى وصولنا لترشيح وانتخاب امرأة للكنسيت واخرى للجنة المتابعة، وتحليلات حول هذه التغييرات. من بعد هذه الاستعراض، ربطت السيّدة صباغ-خوري بين النظرية والواقع في ميدان العمل السياسي مستعرضة الازدياد في نسبة المرشحات للسلطات المحلية بما يعادل 150% بالمقارتة مع الانتخابات التي اجريت في العام 2008. واضافت:" هناك خطاب ونشاط نسوي قوي ومؤثر داخل الأحزاب رغم إصطدامه بعوامل بنيوية مجتمعية تحاول عرقلة عمله داخل الاحزاب وخارجها. وعلى الرغم من غياب دولة نجحت الأحزاب في خلق ثقافة سياسة جديدة ترى المرأة في الحيز العام بشكل مفهوم ضمناً". واختتمت السيّدة صباغ-خوري مداخلتها باستعراض المعيقات لترشيح وانتخاب نساء واقتراحات للتغيير من خلال مثلا تقوية عمل الاحزاب السياسية بصورة اكبر وانجع في انتخابات السلطات المحلية العربية.
انتهى اللقاء بعد الاجابة على عدد من الأسئلة من الحضور، والاستماع لبعض المداخلات القصيرة حول الموضوع.