عَقَد مدى الكرمل، يوم السبت الـ موافق 26 من آذار، العام 2022، اللقاءَ الخامس من ورشة “الصهيونيّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة: قراءات في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر” – الدورة الرابعة. أدار النقاش الأستاذ نديم روحانا.

تشارك المشتركون الأفكار حول مشاريعهم البحثيّة الخاصة بالورشة، وتبادلوا الآراء والتعليقات حولها في إثراء النقاش والأفكار والأبحاث. المقرر عرضها في اللقاء السادس المقبل في جامعة أمستردام، وباستضافة من Amsterdam school for heritage, memory, and material culture.

عُقِد اللقاء الثالث لسمنار دعم المهارات البحثيّة لطلبة الماجستير والدكتوراه الفلسطينيّين وجاهيًّا في مكتب مدى الكرمل – حيفا. اُفتُتِح اللقاء بعرض مقترح بحث دكتوراه لأحد المشاركين في السمنار، ومن ثَمّ فُتِح للمشاركين باب النقاش حول المقترح.

بعد ذلك، قدّم د. عميد صعابنة، المُحاضر الضيف، مداخَلة حول نهج البحث في العلوم الاجتماعيّة، من خلالها تطرّق إلى أبرز مناهج البحث المعتمَدة في العلوم الاجتماعيّة. وفي نهاية اللقاء، جرت مناقشة منهجيّة بحث إحدى المشارِكات في السمنار مع د. عميد صعابنة والمشاركين.

تتناول ورقةُ تقدير الموقف السياساتِ الحكوميّةَ الحاليّةَ المعمولَ بها تجاه المجتمع العربيّ البدويّ في النقب؛ إذ تأتي هذه الممارَسات من طرف الحكومة الإسرائيليّة تجاه البدو في النقب استمرارًا للنهج القائم منذ خمسينيّات القرن المنصرم، وتوضّح أنّ أهداف المؤسّسة الإسرائيليّة تجاه المجتمع العربيّ البدويّ في النقب ثابتة وإنْ تغيّرت تركيبة التحالفات الحكوميّة، وهي العمل على تجميع السكّان العرب البدو على مساحة أرض ضيّقة دون الاعتراف بحقّهم التاريخيّ وملْكيّتهم للأراضي، متجاهلةً بذلك مطالبَهم واحتياجاتِهِم، وفي المقابل تشجّع المواطنين اليهود على الانتقال والسكن في النقب، أي تهويد النقب (أو: “إعمار النقب” -بحسب صياغة داﭬـيد بِنْ ﭼـوريون). هذه الممارسات تنبع من ذهنيّة الاستعمار الاستيطانيّ الرامية إلى محو التاريخ البدويّ الفلسطينيّ للنقب وتبديله بواقع صهيونيّ جديد لا يمتّ بِصِلة لمعالم ومعاني وملامح النقب العربيّ. وهنا تلجأ الحكومة إلى سياسة التشجير، إذ تتذرّع حكومات الاحتلال المتعاقبة برغبتها في غرس الأشجار، وزراعة الغابات، في حين أنّ الهدف الأساس هو سلبُ الأرض الفلسطينيّة وتهويدُها.

التقينا في برنامج الدراسات النسويّة مع البروفيسورة نادرة شلهوب – كيـﭬوركيان مؤسِّسة البرنامج ورئيسة مجلس إدارة مدى الكرمل، لمناقشة دَوْر العاملات الاجتماعيّات والباحثات النسويّات بشأن قضايا العدالة والتحرُّر، وعلى رأسها قضيّة فلسطين، وذلك في أعقاب صدور مقالها الأخير الذي نشرته عن الموضوع هي والباحثتان ستيفاني وهّاب وفردوس عبد ربّه العيسى.
نُشِر المقال في العدد الأخير (2022) من مجلة”Affilia: Feminist Inquiry in Social Work” تحت العنوان: “نسويّة إلّا في حالة فلسطين: أين العاملات الاجتماعيّات النسويّات بشأن ما يحدث في فلسطين؟”.
Feminist except for Palestine: Where are feminist social workers on Palestine?

عقد مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، يوم السبت، 19.2.2022، اللقاءَ الثاني لسمينار دعم مهارات البحث العلميّ لدى طلبة الدراسات العليا الفلسطينيّين. تناول اللقاء موضوع الإطار النظريّ ودَوْر النظريّة في الدراسات العليا، بمشاركة الـﭘـروفيسور أمل جمّال، أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة تل أبيب.

افتَتَح اللقاءَ د. مهنّد مصطفى، المدير العامّ لمركز مدى الكرمل، والمشرف الأكاديميّ على السيمنار، مؤكّدًا على أهمّيّة الإطار النظريّ في الدراسات العليا، وأهمّيّة الإحاطة بالحقل النظريّ والمعرفيّ للموضوع من أجل الإسهام فيه. 

بعد ذلك، قدّم الـﭘـروفيسور أمل جمّال قراءة نقديّة في الأدبيّات داخل الحقل البحثيّ، وتطرّق إلى أهمّيّة تطوير قُدرات الباحث في كتابة الإطار النظريّ من خلال متابعة الأبحاث والادّعاءات الجديدة في الحقل البحثيّ، وإثراء المعرفة النظريّة لموضوع البحث. كذلك جَرَتْ مناقشة إطار نظريّ لإحدى الطالبات المشارِكات، وعلّق عليه الـﭘـروفيسور جمّال، ثمّ فُتِح باب النقاش وطَرْح الأسئلة. 

عَقَد مدى الكرمل، يوم السبت الـموافق 26 من شباط (2022)، اللقاءَ الرابع من ورشة “الصهيونيّة والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة: قراءات في مذكّرات المستعمِر والمستعمَر” – الدورة الرابعة. واستضاف اللقاءُ الـﭘـروفيسور إيهاب سلول، الأستاذ في جامعة أمستردام للتراث والذاكرة والثقافة المادّيّة، الذي قدّم مداخلة حول تداخل التخصّصات والذكريات المتنافسة Interdisciplinarity and Competing Memories، وقد أدار اللقاء والنقاش الاستاذ نديم روحانا

تناولت المحاضرة عدّة موضوعات تتعلّق بمفاهيم كتداخل التخصّصات كحقل دراسيّ وبحثيّ، والذاكرة والذكريات والتراث، والذاكرات المتنافسة ودَوْرها في البناء المستمرّ للهُويّة الوطنيّة. وداخَلَ الأستاذ سلول حول أنّ تداخل التخصّصات Interdisciplinarity) كحقل دراسيّ يعني إنشاءً جديدًا، لا ينتمي إلى أيّ من التخصّصات بشكل خاصّ بل بالكيفيّة التي يجري فيها دمج التخصُّصات معًا في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، وعمادُهُ الأساسيّ هو الأسئلة والموضوعات التي تُفْضي إلى البحث والتفسير والتحليل الذي لا يقتصر على منهج واحد. وتكمن أهمّيّة منهج تداخل التخصّصات في علاقته بالذاكرة والهُويّة والثقافة.

وأشار كذلك إلى أنّ مفاهيم التراث والذاكرة والهُويّة والثقافة في حالة تفاوض مستمرّ على بنائها وإعادة بنائها وتشكيلها في الوقت الحاضر، وذلك أنّ المفاهيم (Concepts) كأدوات هي العمود الفِقريّ للدراسة المتعدّدة التخصُّصات للثقافة بسبب احتماليّتها، أي لأنّها لا تحمل المعنى نفسه للجميع، بل على العكس من ذلك.

أمّا بخصوص الذاكرة والتاريخ، فقد أشار سلول إلى أنّ الفرق الأساسيّ بينهما -على الرغم من التداخل القائم بين الحقلين- هو ما تُمْكِن تسميتُهُ “إضافة الطابع المؤسّساتيّ على التاريخ” (Institutionalization of history) من خلال مؤسّسات متعدّدة.

أمّا بخصوص الذكريات المتنافسة والرواية، فأشار سلول إلى سؤال مهمّ يتعلّق بها، وهو كيفيّة تقديم ذكريات متنافسة تقدِّم هي بدورها رواية مغايرة، على الموقع نفسه؛ وذلك أنّه يمكن أن تكون السرديّة واحدة ولكن سردها يجري بطرق وأطر مختلفة بحيث تعطي منظورًا يختلف كلّ منها تمامًا عن الآخر، على نحوِ ما نجد في الروايات بشأن الحرب العالميّة الأولى، وطرق تقديمها بالمعارض الفنّيّة، بحيث تدلّل على سرديّات المنتصر والمهزوم. ففي المعرض، على سبيل المثال، هنالك الصورة المجرّدة الواضحة للجميع، وهناك -في المقابل- الوصف الذي يكرّس سلطةَ مَن يَعْلَم وبالتالي يفرض روايته على الصورة وعلى الكيفيّة التي يقرأ فيها المرء الصورة، بالمداومة على تكرار السرديّة. وهذا ينطبق على التاريخ وصناعته وعلى معنى “الحقيقة” فيه، ولا سيّما أنّ مفهوم التمثيل (Representation) لا يعني دومًا إظهار ما هو حقيقيّ، وما هو مهمّ فيه ليس ما يظهره فقط، بل ما يخفيه كذلك.

وتطرّق سلول بإسهاب إلى صعوبات تحديد الفَرْق بين الذكريات (Memories) والمذكّرات (Memoires) والتاريخ والتراث والذاكرة، معتبرًا إيّاها مفاهيم ديناميكيّة ومتغيّرة ولها أهمّيّتها في الحقول المتعدّدة الاختصاصات، وفي حقل دراسات الهولوكوست على وجه الخصوص. وناقش بإسهاب مفهوم المذكّرات (Memoires) التي تثير جدلًا كثيرًا حولها بشأن مدى اعتباره حقلًا في التاريخ أو الأدب والرواية القصيرة، وبيّن دقّته كحقيقة تاريخيّة أو مواضع الزيف فيها، وكيف يمكن التعامل معها كحقل معرفيّ وتاريخيّ.

وأنهى سلول مداخلته بمَوْضعة السرد في سياق الذكريات المتنافسة بين المستعمِر والمستعمَر، مؤكّدًا أنّه يستحيل أن يكون هناك تاريخ مشترك بينهما، ولا سيّما أنّ المستعمِر الصهيونيّ قد استعمر السرديّة، ولربما تكون مشاركة في مساحة السرد ولكن يستحيل أن يكون هناك تاريخ مشترك؛ وذلك أنّ أحدهما يلغي الآخر. واقترح سلول ضرورة التفكير في نموذج نظريّ جديد يخرج من ثنائيّة الضحيّة والجاني، لأنّ الانجرار وراء الردّ على سرديّة المستعمِر هي أيضًا شكل من أشكال الاستعمار.

عُقِد اللقاء عبر تقنيّة الزوم، على أن يُعْقَد اللقاء الخامس من الورشة وجاهيًّا في شهر أيّار، باستضافة من جامعة أمستردام.