تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، عقدت، يوم الجمعة الموافق 29/11/2013، في مركز محمود درويش الثقافي في مدينة عرابة، ندوة بعنوان "مناليّة العدالة للنساء الفلسطينيّات". الندوة كانت ثمار تعاون مشترك بين برنامج الدراسات النسويّة في مركز مدى الكرمل، والمركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في حيفا، وجمعية السّوار، وكيان – تنظيم نسوي، ومجموعة أطياف النسائيّة في عرابة.
افتتحت الندوة د. سهاد ظاهر- ناشف، منسّقة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل، شاكرةً المشاركات على تلبيتهن الدعوة؛ ثم تناولت، في افتتاحيتها، أهمية هذه الندوة وتوقيتها، مشددة على مكان الندوة الذي يعكس عنوانها.
أولى المداخلات كانت لبروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل، والتي تطرّقت لمصطلحات أساسية تُعرّف مفهوم ومعنى المناليّة، مصطلحا وممارسة؛ وكذلك شرحت عن بنية الجهاز الإسرائيلي القانوني والاجتماعي والسياسي في واقع مناليّة العدالة للمرأة الفلسطينيّة المُعنّفة. أرفقت بروفيسور شلهوب-كيفوركيان هذا التأطير النظري بعدد من الأمثلة التي عكست محاولات الكبت الذي تتعرض له النساء من قبل الجهاز القانوني والتنفيذي والاجتماعي. اختتمت بروفيسور شلهوب-كيفوركيان مداخلتها بدعوة النساء الفلسطينيّات، في إسرائيل، إلى إعادة قراءة علاقتهن مع الشرطة ومع النيابة العامة، وشدّدت على أهمية المعرفة، ونشر المعرفة القانونية بين النساء.
بعد ذلك، وفي مداخلة أخرى، تناولت السيدة لمياء نعامنة، مركّزة المشروع التربويّ في جمعيّة السّوار، أهمية كسر حاجز الصمت لدى النساء المعنّفات جنسيّاً، وكيفية إنكار الاعتداء لدى الضحية، ومن حولها، في غالبية الحالات. كذلك، تطرقت نعامنة للمسارات التي تمر بها المرأة الفلسطينيّة في جهاز العدالة الإسرائيلي في حالات الاعتداءات الجنسيّة. وشملت هذه المداخلة، أيضا، العديد من الأمثلة حول التقصير المتعمّد لدى الشرطة الإسرائيلية في حماية النساء، وفي توفير المأمن لهنَّ، وأمثلة أخرى عن رفضنا، كمجتمع فلسطينيّ، التعامل مع موضوع الاعتداءات الجنسيّة كظاهرة اجتماعيّة موجودة، والصمت والخوف لدى المرأة أو الفتاة المعنّفة جنسياً.
في المداخلة الثالثة، تطرّقت السيدة رفاه عنبتاوي، مديرة كيان- تنظيم نسويّ، إلى مدى عدم الوعي وقلة الإدراك لدى النساء لحقوقهن القانونية، وكذلك إلى التحديات التي تواجههن أثناء مسار العدالة، مثل مشكلة التنقل لدى النساء الفلسطينيّات للوصول للمؤسسات الرسمية، وعدم توفّر اللغّة العربيّة في أقسام الشرطة والمحاكم، والبدائل غير الواقعيّة والمجحفة المطروحة أمام المرأة المعنّفة. وأضافت السيدة عنبتاوي أن أهم بنود مناليّة العدالة هي المعرفة. وأوردت، مثالاً على ذلك، نتائج بحث قامت به كيان حول حقوق النساء العاملات، والتي توصلت إلى أن 80% من النساء العاملات يتلقيْن أقل من الحد الأدنى للساعة، منهن 70% لم يكنّ يعرفن عن حقوقهن في الحد الأدنى.
تلى المداخلات الثلاث إجابات على أسئلة الحضور، وكذلك نقاشات ومداخلات استحضرت أمثلة من الحياة اليوميّة للنساء اللاتي شاركن في الندوة، أمثلة تُجسّد واقع عدم مناليّة العدالة للمرأة الفلسطينيّة في مناحٍ شتى من حياتها.