"في احتجاجنا الجماعي ضد العدوان على غزة استطعنا الخروج من إطار المواطنة والتعامل مع أنفسنا كجزء من الهم الفلسطيني وكجزء من القضية. المعركة كانت واضحت المعالم وهدفها وقف المجازر وكسر الحصار. الجماهير الفلسطينية أبدت جاهزية واستعداداً كامليين. وقد شكل الفراغ الذي تركته لجنة المتابعة العليا وهشاشتها عاملا مساعدا في إنجاح الاحتجاجات وليس عاملا معيقا كما كان في الأعمال الاحتجاجية السابقة،" هذا ما قاله السيد أمير مخول، رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات ومدير عام اتجاه، خلال الندوة التي عقدها مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقة.

وكان مركز مدى قد دعا مجموعة من الناشطين السياسيين والاكادميين للمشاركة في الندوة التي عقدها مساء أمس (الاثنين) تحت عنوان "قراءة في احتجاجنا الجماعي اثناء العدوان على غزة". افتتح الندوة وأدارها البروفيسور نديم روحانا مدير عام مدى الكرمل، وقال إن هذه الندوة تعقد في إطار مشروع المركز لدراسة المشاركة السياسية للفلسطينيين في إسرائيل – وهو المشروع الذي يهدف إلى دراسة أدوات العمل السياسيّ التي استخدمها المواطنون الفلسطينيّون في إسرائيل، في فترات مختلفة منذ النكبة الفلسطينيّة عام 1948، وفحْص مدى جدوى كلّ أداة عمل ومدى تفاعل الأحزاب والحركات السياسيّة العربيّة في إسرائيل معها. وأشار البروفيسور روحانا إلى أنه سيتم مراجعة العمل السياسي من خلال الادوات التالية: العمل البرلماني، العمل السياسي خارج البرلمان، الجمعيات الأهلية، العمل القانوني، ولجنة المتابعة كمؤسسة تمثيلية.

وخلال كملته قال البروفيسور روحانا أنه وخلال الأعمال الاحتجاجية ضد العدوان على غزة "لمسنا مدى الاستعداد الجماهيري للمشاركة. فهل كانت مجرد تجرية خاصة في العدوان على غزة، أم بالامكان التعلم منها وتطويرها للنهوض بالعمل الجماهيري بشكل عام؟ وهل يمكن تجيير الاستعداد الجماهيري لأهداف أخرى جماعية؟".

وقد تناول د. أحمد سعدي، المحاضر في علم الاجتماع في جامعة بئر السبع، في مداخلته النظرة الإسرائيلية لأعمال الاحتجاج وتعاملها معها، من خلال ثلاثة محاور: أسباب الاحتجاج العربي، النظرة إلى نوعية الانسان الذي يمارس الاحتجاج ودور القيادات العربية، والشرطة وتعاملها مع المتظاهرين. وقال أن فكرة الاحتجاج الجماهيري بدأت في القرن الثامن عشر، وكان التعامل معها على أساس أنها مجموعة خطيرة وأن الجمهور المشارك غير منطقي. ثم أشار أن النظرة الإسرائيلية تنعكس من خلال تقرير لجنة أور الذي كرس نحو خمسين صفحة لاقتباس أقوال وتصريحات لقيادات عربية، بينما خصصت أقل من صفحتين لتصريحات قيادات يهودية. وأشار إن إسرائيل تعزو الاحتجاج العربي إلى الفجوات، معتمدة في ذلك على فكرة "الحرمان النسبي"، وإلى العامل السيكيولوجي الذي يؤدي برأيها إلى الانفجار الجماهيري.

كما قال د. سعدى إلى أن الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية تتعامل مع أعمال الاحتجاج بأسلوبين: الأول يعتمد على الاستعمال المتزايد للقوة، وهو مخصص للتعامل مع المتظاهرين العرب؛ الاسلوب الثاني يعتمد على إدارة المفاوضات، حيث تعتبر الشرطة الأعمال الاحتجاجية جزء من حرية التعبير، وهذا الاسلوب مخصص لليهود فقط. في نهاية مداخلته أشار د. سعدي إلى أن الجماهير العربية تشارك في الأعمال الاحتجاجية لاسباب ضميرية وخوفا من حدوث ما هو أسوأ.

مدير مكتب لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب، السيد عبد عنبتاوي، الذي شارك في الندوة، قال أن أعمال الاحتجاج ضد العدوان على غزة، لا تشكل نموذجا بل هي حالة استثنائية. "الصراع مع إسرائيل هو صراع وجودي، ونحن نمارس إدارة صراع وجودي على الصعيدين الفردي والجماعي، وليس فقط صراع حقوق. نحن جزء من أمة ومن ثقافة سائدة. نحن لا نملك ثقافة راسخة من رد الفعل والتخطيط لمقاومة الواقع المفروض علينا. نحن نمارس السياسة بدون سياسات جماعية، الأمر الذي ينعكس سلبا على الأعمال الاحتجاجية".

وإعتبر السيد عنبتاوي أن أفراد المجتمع غير أحرار، وعليه لا يمكن لمجتمعنا أن يكون حراً. وبرأيه فإن التعددية الحزبية تعكس حالة من التشرذم، تغلب عليها سطوة العصبيات القبلية والفئوية. وأكد أن المجتمع العربي في الداخل يعاني من حالة خلل بنيوية، وأن الفعل الجماعي لدينا موسمي، عاطفي وبدون سيرورة.

"علينا البدء فورا باحداث تغييرات بنيوية عميقة، والعمل على إعادة بناء وتنظيم وعينا الفردي والجماعي، وتنظيم إرادتنا، التي هي أهم من التفكير في إعادة بناء لجنة المتابعة. كما علينا الادراك أننا أمام صراع وجود وليس صراع حقوق"، قال السيد عنبتاوي.

السيدة عايدة توما-سليمان، مديرة جعية نساء ضد العنف وناشطة سياسية واجتماعية، عارضت توجه السيد عنبتاوي، رافضة فكرة أن ثقافتنا تفتقر لفكر الاحتجاج. وقالت أنها تقرأ تجرية الاحتجاج من منظور أوسع من عملية الاحتجاج ضد العدوان على غزة، وبناء على تجربتها الشخصية في الحقل. وقالت: "الاحتجاج خلال الحرب على غزة كان له زخم كبير، ولعبت العاطفة دوراً فعالاً في تحريك الجماهير. العاطفة عبرت عن الانتماء للمكان والتواصل مع الهوية. وهذه المرة الأولى التي نتعرض فيها لحرب ببث مباشر. المشاركة الجماهيرية فاقت كل التوقعات من ناحية العدد والجيل، حيث برزت بشكل خاص مشاركة الجيل الشاب. خلال مظاهرة سخنين كان لدينا شعور بالقوة، أما في مظاهرة تل أبيب فساد شعور التحدي وهو ما لم ألمسه خلال مظاهرة سخنين. ففي تل أبيب شعرت أننا ننقل الاحتجاج إلى عقر بيت المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في غزة".

ثم تحدثت عن شعورها كناشطة نسوية وقالت أن الاحتجاج خلال الحرب على غزة طرح العديد من التساؤلات حول حق الاختلاف. "نحن مجتمع فيه تعددية لها شكل سياسي ومعالم فكرية، وكان من المفروض أن تتحول هذه التعددية إلى مصدر قوة، لكنها تحولت إلى مصدر ضعف وتسلط. ففي مظاهرة سخنين برزت توجهات وصبغة معينة. كنسوية أرفض عملية إقصاء النساء وإبعادهن عن قيادة ومقدمة المظاهرات. على الاحتجاج الجماعي أن يعكس التعددية القائمة لا أن يطمسها".

المتداخل الأخير كان السيد أمير مخول، الذي أشار إلى أن دور الجماهير العربية خلال أعمال الاحتجاج كان يهدف إلى دعم الصمود في غزة وليس مخاطبة الرأي العام اليهودي في إسرائيل. "الأعمال الاحتجاجية هدفت إلى مواجهة إسرائيل ومواجهة العدوان. فالمعركة كانت حول مدى صمود غزة والمقاومة"، قال السيد مخول. ثم أشار إلى الدور الايجابي الذي لعبته فضائية الجزيرة خلال الحرب.

وفي كلمته أشار السيد مخول إلى محاولة جهاز المخابرات الإسرائيلي كسر إرادة الشباب عبر استعمال وسائل الترهيب واستدعاء العديد منهم للتحقيق. كما حذر من خطورة استيراد الخلافات الفلسطينية الفلسطينية إلى الداخل لما قد تسببه من تصادم بين الاطراف. ولفت السيد مخول إلى ضرورة عدم التركيز على ليبرمان وحكومة اليمين. "ليبرمان ليس مصدر العنصرية في إسرائيل، بل هو نتاج لها. التركيز على حكومة اليمين قد يعمل تحويل مجرمين مثل ايهود براك، ايهود أولمرت وتسيفي ليفني إلى معتدلين. ليبرمان لن يصل إلى دموية وإجرامية براك وتسيفي لفني". كما دعا السيد مخول إلى ضرورة بناء مرجعياتنا ضمن المرجعيات العامة للشعب الفلسطيني، والتفكير جاداً في الموضوع لدى الحديث عن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.

في نهاية المداخلات جرى نقاش بين جمهور المشاركين، تمركز حول أليات مراكمة تجرية الاحتجاج الجماعي وتحويله إلى أداة فاعلة. وإلى ضرورة تحويل رد الفعل العاطفي إلى رد سياسي. وشدد المشاركون إلى ضرورة تشجيع التعددية، لكن ضمن سقف واحد ومرجعية وطنية واضحة.

 

ينظم برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل بالتعاون مع جمعية نساء ضد العنف ندوة حول المقاومة العطوفة والتضامن كممارسات نسوية، وذلك يوم الخميس 12-3-2009 الساعة السادسة مساء في مقر جمعية نساء ضد العنف في الناصرة (شارع أنيس كردوش)، للمحاضرة بروفيسور سيمونا شاروني.

بروفيسور شاروني هي باحثة ونشاطو نسوية ومحللة نفسية، وهي أستاذة ومساعدة قسم الدراسات النسائية في جامعة نيويورك العامة في بلاتسبورغ. وكانت شاروني قد نالت شهادة الدكتوراة في مجال حل الصراعات من جامعة جورج مايسون، كما حصلت على شهادة الماجستير في النحليل النفسي من جامعة حيفا. وقد ألفت شاروني كتاب "الجندر والصراع العربي-الإسرائيلي: سياسة المقاومة لدى النساء".

تتناول الندوة مفهوم المقاومة العطوفة، وهو مفهوم ابتكرته المحاضرة بعد قتل طلبتها وصديقتها راشيل كوري سحقا تحت جرافة إسرائيلية. وتحاول شاروني إعادة تعريف مصطلح التضامن مستندة إلى الباحثة النسوية من تيار ما بعد الكولونيالية تشاندرا موهانتي.

تعتبر شاروني التضامن موقفا اخلاقيا واستراتيجية عملية قد تعرض المتضامن للخطر الجسدي. وتؤكد شاروني بأن "التضامن يجب أن ينطلق أساسا من حاجات المحرومين وليس من حاجات أصحاب الامتيازات". وتدعو شاروني إلى ابتكار "مشاريع تضامن حقيقية وتنفيذها وخاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الابادي على غزة".

وتأتي هذه الندوة ضمن أطار سمينار الجنوسة في برنامج الدراسات الدراسات النسوية في مدى الكرمل، والذي يهدف إلى المساهمة في خلق وتطوير مساحات حوار نسوية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وإلى خلق ترابط بين الباحثات الفلسطينيات في إسرائيل ونسويات من الخارج.

 

تدل نتائج الانتخابات العامة في 2009 على عمق المأزق السياسي الإسرائيلي، هذا المأزق يزداد حدة، أساسًا، بسبب عدم نجاح إسرائيل في فرض إملاءاتها على الفلسطينيين وبسبب وجود قوى المقاومة ونجاحها في تحقيق المكاسب- هذا بعض ما جاء في أقوال الكاتب أنطوان شلحت، خلال الندوة التي عقدها مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، يوم الثلاثاء 5/3/2009، بحضور عدد من الناشطين والمثقفين.

وكان مركز مدى الكرمل قد دعا مجموعة من الباحثين والمراقبين للمشاركة في طاولة مستديرة لتحليل نتائج الانتخابات وإسقاطاتها على المواطنين العرب في إسرائيل.

افتتح الندوة وأدارها السيد مطانس شحادة، الباحث في مركز مدى الكرمل. وقال شحادة إن الانتخابات الأخيرة إعادت الاعتبار للبعد الإيديولوجي للأحزاب العربية وأبرزت الفروقات السياسية بين الأحزاب العربية. كما استعرض في كلمته أهم نتائج الانتخابات مثل: نجاح حزب كديما في الحفاظ على قوته، تنامي قوة حزب افيغدور ليبرمان، عودة حزب الليكود إلى الصدارة السياسية، تراجع حزب العمل وانهيار أخر معقل لليسار الصهيوني متمثلا في حزب ميرتس.

الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية، السيد أنطوان شلحت، قال إن الانتخابات الأخيرة جاءت على حين غرة وإن الحرب على غزة جاءت بعد قرار تقديم موعد الانتخابات، ولهذا لم تركز الأحزاب العربية في دعايتها الانتخابية على برامجها السياسية، ولم تتوجه للناخبين للتصويت لها على أساس تلك البرامج. وقد اعتبر ذلك "خللا خطيرا في الممارسة السياسية المحلية، يشجع أنماط تصويت غير سياسية".

وفي مستهل حديثه قال شلحت: "تدل نتائج الانتخابات على عمق المأزق السياسي الإسرائيلي، هذا المأزق يزداد حدة بسبب عدم نجاح إسرائيل في فرض إملاءاتها على الفلسطينيين، وبسبب وجود قوة المقاومة ونجاحها في تحقيق المكاسب. هذه الانجازات التي حققتها المقاومة تعمًق المأزق الإسرائيلي السياسي".

من ناحية أخرى اعتبر شلحت أن عدم تشكيل قائمة عربية موحدة يعود إلى الفروقات السياسية بين الأحزاب.

ثم تعرض في تحليله للبرامج السياسية للأحزاب العربية، مشيرا إلى عدم وجود أي برنامج سياسي للقائمة العربية الموحدة، وان البرنامج الوحيد القائم هو لأحد مركبات هذه القائمة، وهو برنامج الحركة العربية للتغيير الذي جاء على شكل مقال كتبه رئيس الحركة، عضو الكنيست احمد طيبي، وعلى شكل أهداف هذه الحركة، التي تطالب في بندها الأول بإشاعه الديمقراطية في العالم العربي. وقال إن برنامج حزب التجمع منشور ومتوفر للجميع وهو يربط معركة الوجود بالمعركة على الحقوق. أما برنامج الجبهة فبينما كان متوفرًا باللغة العبرية إلا انه لم ينشر باللغة العربية على موقع الجبهة. وأضاف أن "الجبهة حسمت في هذه المعركة موقفها إلى ناحية خوض الانتخابات كحزب يساري إسرائيلي. وفي دعايتها الانتخابية حاولت إعادة إنتاج أساطير قديمة مثل أسطورة اختراق المجتمع اليهودي، وأسطورة كون العرب هم احتياطي لليسار الإسرائيلي، وأسطورة أن الفاشية الإسرائيلية تضرب العرب أولا ولكنها ستنتقل لليهود، وهذه طبعا كذبة، إذ أن الفاشية هنا تضرب العرب ولم تمس باليهود".

كما شاركت في الندوة الناشطة السياسية والمربية، السيدة أفنان اغبارية. وقالت أنه كان للحرب على غزة دور كبير في التأثير على سيرورة الانتخابات، وأنها خلقت توجهين لدى الناخب العربي: إما التصويت لحزب عربي فقط، وإما المقاطعة. لكنه وبعد محاولة شطب التجمع والموحدة، تراجعت المقاطعة.

ثم تناولت السيدة اغبارية الدعاية الانتخابية للأحزاب العربية مشيرة إلى وجود نوعين من الدعاية: التي تحترم عقول الناس، وتلك التي تستخف بهم. وأشارت إلى محاولة بعض الأحزاب تغييب النقاش السياسي والتهرب منه. وقالت أن قضايا ملحة مثل "حل الدولتين" و"إعادة بناء لجنة المتابعة" لم تناقش كما يجب خلال المعركة الانتخابية.

أما الباحث في السياسة الإسرائيلية والمجتمع الفلسطيني، السيد مهند مصطفي فقد تطرق الى حركة المقاطعة في المجتمع العربي، موضحا أن المقاطعة بدأت تنظم نفسها في العام 2001، وأوضح أن المقاطعة في المجتمع العربي تقسم الى ثلاثة أنماط المقاطعة الأيديولوجية التي تنطلق من رفض النظام السياسي القائم، والمقاطعة السياسية التي تعتمد في جوهرها على الاحتجاج، ومقاطعة الكسل السياسي.

وأضاف مصطفى أن التيار الإسلامي غير البرلماني هو التيار المثابر والفاعل في حركة المقاطعة في هذا الانتخابات، مشيرا أن هذا التيار يعرض انتخاب لجنة المتابعة بشكل مباشر كبديل للمشاركة في الكنيست. وقال إن لهذا التيار نظرة سياسية مختلفة في التعاطي مع النظام الاسرائيلي عن التيارات الوطنية والإسلامية الاخرى.

وأوضح أن الحركة الإسلامية تربط بشكل مباشر وواضح بين انتخاب لجنة المتابعة وبين المقاطعة، وهذا برأي الباحث لا يخدم مشروع انتخاب لجنة المتابعة لان ليس كل المشاركين يقاطعون وليس كل المقاطعين يؤيدون انتخاب اللجنة.

كما أشار السيد مصطفى الى أن المقاطعة تحولت الى حالة سياسية سوف تفرز تقسيمات سياسية جديدة في المجتمع العربي، وأوضح أن حركة المقاطعة لكي تنجح عليها ان تكون مقرونة باجندة سياسية واضحة تقنع الناس ما ينتظرهم بعد المقاطعة، وهذا حتى الان غير مكتمل.

د. أمل جمّال، محاضر في جامعة تل أبيب، وباحث في السياسة والإعلام، قال أنه يجب التمييز بين أنواع مختلفة من أنماط التصويت لدى اليهود، وقال بوجود عاملين في هذا الجانب: الأيديولوجي والنفسي. وقال أن العامل الأيديولوجي يركز على الفروق السياسية بين الأحزاب والتمييز بين تيار اليمين، الوسط، واليسار الصهيوني، ويميًز بين تكتيك وإستراتجية الأحزاب المختلفة. أما العامل النفسي فهو عامل ظرفي ينبع من الحرب على غزة والوضع الأمني كما تعرضه السلطة الإسرائيلية. وقال انه تمت ترجمة الحالة النفسية خلال الانتخابات لتقوية مشروع الاستيطان ومنح الشرعية للمستوطنين.

وأشار د. جمال إلى تصاعد قوة اليمين في إسرائيل وقال أنه ستكون لذلك إسقاطات خطيرة على المواطنين العرب وعلى الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967. وقال إن نتائج الانتخابات تدل على نزعة شوفينية اثنية يهودية وإلى نزعة عنصرية يهودية.

ثم قال د. جمال أن نتائج الانتخابات تعكس حالة عدم الاستقرار السياسي والتخبط في المجتمع الإسرائيلي ونوع من ضياع البوصلة. وقال أن هذه الوضعية تفسح المجال أمام صعود أحزاب فاشية، مشيرا إلى أن هذه الحالة تشبه إلى حد بعيد، الوضع السياسي الذي كان قائما في ألمانيا قبيل صعود النازية. "التصويت لدى المجتمع اليهودي هو تصويت هوياتي وأثني. وأظهرت النتائج أن التصويت لدى اليهود يتم حسب الانتماء الإثني،" قال د. جمال.

أما على صعيد المواطنين العرب، فقد أشار جمال إلى ازدياد التمثيل العربي في الكنيست من جهة، وإلى حصول نقلة نوعية على شرعية الصوت والتمثيل العربي. وقال أن المشاركة العربية السياسية يتم التعامل معها إسرائيليا على أنها حالة من الشذوذ الذي يجب معالجته. حذر جمال من محاولة قيادات وأحزاب إسرائيلية سحب الشرعية عن الصوت والتمثيل العربي بطرق خطيرة، وخاصة بعد فشل محاولات شطب الأحزاب العربية بالطرق القانونية المتاحة

لقراءة الملف باللغة العربية بصيغة PDF اضغط هنا

لقراءة الملف باللغة العبرية بصيغة PDF اضغط هنا

لقراءة الملف باللغة الإنجليزية بصيغة PDF اضغط هنا

 

كلمة التحرير
  • افتتاحية العدد
المقال التحليلي
  • تقديم | محرر المجلة
  • انخفاض التوصيت العربيّ في الانتخابات للكنيست الإسرائيليّ: لماذا يواصلون التصويت؟ | نديم روحانا
  • الفلسطينيّون في إسرائيل على ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيليّة | امطانس شحادة و مهند مصطفى
وجهات نظر
  • تقديم | محرر المجلة
  • ما بين التصويت والمقاطعة هناك طريق ثالث | نـمـر سـلـطـانـي
  • لـمـاذا الـمـقـاطـعـة؟ | سلمى واكيم
  • حول مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات البرلمانيّة | ايمن عودة
أوراق معلوماتية
  • تقديم | محرر المجلة
  • يوم الأرض | خليل نخلة
  • السجناء السياسيّون الفلسطينيّون | عبير بكر
الرصد السياسي
الأنشطة الجارية في مركز مدى
  • السياسة الاقتصاديّة والنساء الفلسطينيّات في إسرائيل
  • ندوة في “مدى الكرمل”: قراءة في نتائج الانتخابات الإسرائيليّة
المحرر المسؤول
نديم روحانا
المحرر الضيف
نبيل الصالح
مساعدة تحرير
ترجمة
نواف عثامنة
علاء حليحل
تدقيق لغوي
حنا نور الحاج

المواد المنشورة في ”جدل” تعبر عن آراء كتابها، ولا تعكس بالضرورة مواقف مدى الكرمل. © حقوق الطبع محفوظة.

"الكوفية الفلسطينية كرمز للمقاومة والهوية القومية، لم تبدأ في الستينيات، بل قبل ذلك بكثير. ففي فترة الانتداب البريطاني كان المقاومون الفلسطينيون يلبسون الكوفية، وقد حاول الجيش البريطاني منع استعمال الكوفية،" هذا بعض ما جاء في محاضرة استاذ الأدب العربي المعاصر في جامعة ليون الفرنسية، الباحث والمترجم البروفيسور ايف جونزاليس كيخانو بعنوان " تقمصات الكوفية الفلسطينية: الأسطورة أصبحت عالمية".
وكان مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، قد استضاف جونزاليس في نهاية الأسبوع الماضي، في محاضرة حضرها العشرات من الناشطين، الأكاديميين والمدرسين.

قدم الضيف وعرفه للجمهور د. جوني عاصي المحاضر في قسم القانون الدولي والعلوم السياسية في جامعة بير زيت. ثم تحدث الاستاذ ايف جونزاليس شاكرا مركز مدى والجمهور على استضافته، وقال انه قام بدارسته حول الكوفية الفلسطينية ونشرها على مدونته آخذا بعين الاعتبار الجمهور الفرنسي الذي يجهل التاريخ، والثقافة العربية وحضارتها. "هذا الجمهور يضع أمامي الكثير من التحديات لمعرفته الكبيرة بموضوع المحاضرة، هذه الدعوة والتحدث إليكم هنا في حيفا مهمة جدا لي وتعني لي الكثير، فشكرا على هذه الدعوة. وقال انه ينتمي إلى جيل الستينيات الذي خرج من تجربة استعمار الجزائر، وعاش بقايا اليسار. كان معظم نشاطنا الفكري موجهاً إلى الخارج. فتَّش جيلنا عن طريقة للتوغل في الأشياء المستترة والمحجوبة. وكانت مراجعة الاستشراق ونقده جزءاً من هذا، إضافة إلى الانخراط في المجال السياسي المباشر. وفي سبيل ذلك، بدأنا حواراً مباشراً مع المجتمعات العربية والإسلامية. الفرق بيننا وبين المستشرقين القدامى تتمثّل في أنّ علاقتهم بتلك الثقافات كانت علاقة قوة، إن لم تكن ازدراءً. وقد اهتموا بما هو مكتوب، بينما انصبّ اهتمامنا على الثقافة الشفوية والسير الذاتية والسينما. هم اهتموا بالخطاب الديني، بينما اهتم جيلنا بالظواهر الاجتماعية للدين."

وقال إن اهتمامه بالكوفية بدأ قبل نحو عامين بأعقاب قراءة العديد من المقالات والنقاشات التي دارت في الصحف والمنتديات العربية حول الاستعمالات المختلفة للكوفية الفلسطينية، وخاصة في لبنان، الأردن وفلسطين، وتطرق إلى النقاش الذي دار في بعض مدارس حيفا بين الطلاب والهيئة التدريسية حول استعمال الكوفية.
وقال الاستاذ جونزاليس أنه وفي ظل العولمة بدأت الكوفية الفلسطينية واستعمالها يأخذان منحيين: واحدا ايجابيا وآخر سلبيا. فبينما جاء المنحى الأول للتعبير عن الهوية القومية وعن الرمزية النضالية والتحررية للكوفية، فإن المنحى الثاني كان بدافع الموضة، جاء ضمن عملية تشييء وتسليع هذا الرمز.

وحسب جونزاليس فإن الكوفية الفلسطينية واستعمالاتها عالميا مرت في مرحلتين: المرحلة الأولى قبل نحو عامين، والمرحلة الثانية بعد الحرب الأخيرة على غزة. "حتى قبل عامين ونيف، وبعدما أصبحت الكوفية عالمية، كانت تستعمل في الغرب للزينة. وقد دار نقاش مطول في العالم العربي حول هذا الاستخدام: هل يخدم القضية الفلسطينية أم هو استعمال سلبي مسيء؟" وذكر جونزاليس كيف تباع الكوفية في بعض الحوانيت في الولايات المتحدة وأوروبا بأسعار خيالية (تصل في بعض المحلات إلى 1600 يورو. وذكر حادثة فيها قريبة لجورج بوش تلبس الكوفية للزينة وهي لا تعرف شيئا عنها أو عن النضال.
كما سرد الأستاذ الضيف بعض النقاشات الحادة التي دارت في لبنان حول استعمال الكوفية وتحولها إلى موضة. حيث دافع كبار السن في المخيمات الفلسطينية عن الكوفية التقليدية وضرورة التمسك بشكلها الأصلي. وأشار جونزاليس إلى ظاهرة انتشار استعمال الكوفية لدى المقاومين من حزب الله، إلا انه في هذه الحالة ظهر نوع من الكوفية "الشيعية" التي يغلب عليها الأسود.
كما تنتشر الكوفية في الأردن بشكل واسع، ولكنها ترمز هناك للرجولة. وقال جونزاليس أنه وبعد عرض لوحات للفنانة اللبنانية فلسطينية الأصل منى حاطوم، عن الكوفية في عمان، دار نقاش موسع حول استعمال الكوفية. وكانت الفنانة حاطوم قد عرضت ضمن لوحاتها، عملا فنيا يحمل اسم "كوفية"، حيث استعملت كوفية تقليدية وزينتها بشعر نساء، اعتراضا على المعاني الرجولية للكوفية.

"أما بعد الحرب الأخيرة على غزة عادت الكوفية التقليدية إلى الواجهة. حيث لاحظنا العديد من الفنانين يغنون تضامنا مع غزة وهم يضعون الكوفية الفلسطينية. ولاحظنا انتشار استعمال الكوفية في المظاهرات والأعمال الاحتجاجية والتضامنية في العالم الغربي،" قال المحاضر.
وبرأي جونزاليس "تدل الاستعمالات المختلفة على كون الكوفية رمزا يحمل أكثر من معنى، وأنه ليس ثمة رمز واحد وثابت لها، بل رموز متحولة، متغيرة ومتحركة باستمرار. لكنها جميعا ليست منفصلة عن القاعدة المادية وعن الجذور التاريخية."

ثم تطرق جونزاليس إلى خطورة اندثار هذا الرمز النضالي والقومي من وطنه الأصلي بسبب الاحتلال والعولمة. وذكر على سبيل المثال كيف كانت الكوفية تصنع تاريخيا في الخليل، حيث كان أكثر من 30 مصنعا متخصصا بالكوفية، بينما لم يبق اليوم سوى مصنع واحد فقط. "فهل الرمز الوطني الفلسطيني يختفي عن أرض فلسطين،" تساءل المحاضر الضيف في نهاية محاضرته. بعد ذلك دار نقاش موسع شارك فيها العديد من الحضور.
 

لقراءة الملف باللغة العربية بصيغة PDF اضغط هنا

لقراءة الملف باللغة العبرية بصيغة PDF اضغط هنا

لقراءة الملف باللغة الإنجليزية بصيغة PDF اضغط هنا

كلمة التحرير
  • من ملف المدير العام | نديم روحانا
المقال التحليلي
  • تقديم | محرر المجلة
  • السلطات المحلية العربية في إسرائيل | أسعد غانم
وجهات نظر
  • تقديم | محرر المجلة
  • الجمعيّات الأهليّة وأثرها على العمل الجماعيّ الفلسطينيّ في الداخل  | أمير مخول
  • التمكين الذاتيّ وقطاع التنظيمات العربيّة غير الحكوميّة في إسرائيل | أمل جمال
أوراق معلوماتية
  • تقديم | محرر المجلة
  • لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربيّة في إسرائيل | محمد أمارة
  • الحكم العسكريّ | يئير بويميل
الرصد السياسي
الأنشطة الجارية في مركز مدى
  • مشروع أَرْشَفَة التاريخ الذي جرى إسكاته  | محرر المجلة
  • مشروع المشاركة السياسيّة للعرب في اسرائيل | محرر المجلة
  • مشروع الحقوق الجماعيّة والمستقبل السياسيّ | محرر المجلة
المحرر المسؤول
نديم روحانا
المحرر الضيف
نبيل الصالح
مساعدة تحرير
ترجمة
نواف عثامنة
تدقيق لغوي
حنا نور الحاج

 

 

المواد المنشورة في ”جدل” تعبر عن آراء كتابها، ولا تعكس بالضرورة مواقف مدى الكرمل. © حقوق الطبع محفوظة.

 

 

أجرى مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية استطلاع رأي عام لآراء العرب في اسرائيل حول مواقف الفلسطينيين في اسرائيل من العدوان الاسرائيلي على لبنان في ذكرى مرور سنة.

 

أُجري الاستطلاع في الفترة الممتدة ما بين 16 الى 19 من شهر آب، وشارك فيه 485 شخصا يشكلون عينة تمثيلية من العرب في اسرائيل. كانت نسبة الاستجابة 58% ووصل هامش الخطأ الى 4.4% في كلا الاتجاهين.

تبيّن من نتائج الاستطلاع أن 52.4 % من العرب في اسرائيل يعتقدون أن نتائج حرب لبنان الأخيرة قلّلت من قوة الردع الاسرائيلية، بينما يعتقد 22.6% بأن قوة الردع الاسرائيلية بقيت كما هي ولم تتغير و 20% يعتقدون بأن قوة الردع الاسرائيلية ازدادت بعد نتائج حرب لبنان، تموز-2006.

 

ويعتقد 39.9% من المشتركين بأن نتائج حرب لبنان الاخيرة زادت من امكانية أن تشن اسرائيل حرباً جديدة في المنطقة و21.9% يعتقدون انها بقيت كما كانت ولم تتغير، و 16.4% يعتقدون بأن نتائج حرب لبنان الاخيرة قللت من امكانية أن تشن اسرائيل حرباً جديدة في المنطقة.

وعبّر 35.9% من المستطلعين بأن نتائج حرب لبنان الاخيرة زادت من امكانية أن تبدأ جهة عربية بحرب ضد اسرائيل، ورأى 25.9% من المشاركين بان هذه الامكانيّة بقيت كما هي ولم تتغير واعتقد 14.3% أن نتائج حرب لبنان الاخيرة تقلل من امكانية أن تبدأ جهة عربية بحرب ضد اسرائيل.

 

ويظهر الاستطلاع بأن 49.3% من العرب في اسرائيل يعتقدون بأنه بعد مرور عام على حرب لبنان اصبح حزب الله أكثر قوة في مواجهه اسرائيل، في حين رأى 14.6% من المشاركين بأن قوة حزب الله بقيت كما هي ورأى 7.4% بان قوة حزب الله قلّت.

وعبّر 49.1% من العرب في اسرائيل عن أنّهم أصبحوا أكثر قناعة بأنه بالامكان هزيمة اسرائيل عسكرياً. بينما أجاب 28 % من المشاركين بانهم يعتقدون بأن نتائج حرب لبنان لم تؤثر على تصورهم حول إمكانيّة هزيمة اسرائيل عسكريا، في حين اعتقد 17.2% بأنه ليس بالإمكان هزيمة اسرائيل عسكرياً.

 

وفي نظرة الى الوراء يرى 51.5% من المشتركين بأنه كان على حزب الله تجنب الحرب مع اسرائيل بينما يعتقد 43.6% من المشتركين بانه كان على حزب الله خوض الحرب وعدم تجنبها.

 

كلمة إدارة المشروع
بعد أكثر من خمسين عامًا على النكبة الفلسطينيّة، قامت مجموعة من المثقّفين، الأكاديميّين والناشطين الفلسطينيّين، من مجالات مختلفة والتي تحمل وجهات نظر سياسية مختلفة، بالمبادرة إلى نصّ وثيقة توافقيّة تشمل رؤيا جماعيّة حول تصوّر الفلسطينيّين المواطنين في إسرائيل لوضعهم الجماعيّ. هذه الوثيقة، المعروفة بـِ "وثيقة حيفا"، هي مشروع بدأ عامَ 2002 تحت رعاية "مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة"، في مدينة حيفا. توخّى المشروع إنشاء منتدى لمواطنين فلسطنيين، من أوسع قاعدة اجتماعيّة وسياسيّة، نستطيع من خلالها تجاوز حدود سياسات القوّة، وتخطّي سقف الخطاب السياسي الحزبي الذي تفرضه هذه السياسات لمناقشة تصوّرنا للماضي والحاضر والمستقبل بحرّيّة – لا سيّما مستقبلنا ومكانتنا الجماعيّين في وطننا، والتحدّيات الرئيسة التي يواجهها مجتمعنا، وعلاقتنا بشعبنا وبأمّتنا وبدولة إسرائيل.

ضمّ هذا المشروع أفرادًا يمثلون طيفًاً واسعًا من وجهات النظر. ووثيقة حيفا هي نتاج التداولات الموسّعة لأعضاء هذه المجموعة ومناقشاتهم على امتداد سنوات عدّة، سواء أكان ذلك في ما بينهم فقط، أم كان أحيانًا مع آخرين من خارج المجموعة.

التقت الهيئة العامّة، التي تتضمّن جميع أفراد المجموعة، في نصابها الكامل نحو اثنتي عشرة مرّة. ودعونا، أحيانًا، متحدّثين خارجيّين، بمن فيهم أعضاء في الكنيست من الأحزاب العربيّة. أنشأت الهيئة العامة أربع مجموعات عمل تمحورت حول:

القضايا الاجتماعيّة الداخليّة
العلاقة بين المواطنين الفلسطينيّين ودولة إسرائيل
العلاقة بسائر أجزاء شعبنا الفلسطينيّ وبالأمّة العربيّة
هُويّتنا الوطنيّة

التقت مجموعات العمل بصورة متكرّرة، نظّمت محادثات طاولة مستديرة وورشات عمل، ناقشت القضايا الخلافيّة، وقدّمت مسوَّداتها إلى الهيئة العامّة. ناقشت الهيئة العامّة المسوَّدات مرّات عديدة قبل تقديمها إلى لجنة صياغة الوثيقة المؤلّفة من أربعة أعضاء من اللجنة الإداريّة للمشروع، ومركّزي مجموعات العمل الأربع، وعضو آخر ساعد في الصياغة اللغوية. ناقشت الهيئة العامّة مجموعةً من صِيَغ المسوّدة، إلى أن توصّلت إلى الصيغة النهائيّة.

لقد أعلنّا، منذ البداية، أنّ جهودنا لم تكن ترمي إلى الوصول إلى وثيقة فحسب، وإنّما رمت إلى إتاحة المجال لخلق نقاش عامّ مفتوح وحرّ، بيننا كمجتمع، ومع الدولة، والمواطنين اليهود، حول رؤيانا لمكاننا ومكانتنا في وطننا. إنّنا فخورون بأنّ مشروع وثيقة حيفا حقّق العديد من أهدافه، كما نأمل أن تكون السيرورة التي بدأتها وثيقة حيفا، منذ عدّة سنوات، والنشاطات العديدة التي نظّمها مركز "مدى الكرمل" حول هذه الوثيقة، قد ساهمت في الجهود العديدة التي ظهرت لمناقشة هذه القضايا وقضايا أخرى ذات صلة.

إضافةً إلى "وثيقة حيفا"، صدرت، مؤخّرًا، وثيقتان أخريان ذاتا صلة: "التصوّر المستقبليّ" الذي جرى تطويره تحت رعاية "اللجنة القطريّة لرؤساء السلطات المحلّيّة العربيّة في إسرائيل"؛ وَ "الدستور الديمقراطيّ" الذي طوّره "عدالة – المركز القانونيّ لحقوق الأقلّـيّة العربيّة في إسرائيل". إنّنا نرى في إصدار جميع هذه الوثائق المكمّلة مؤشّرًا قويًّا أنّ مجتمعنا وصل إلى مرحلة يستطيع فيها التعبير، بصورة واضحة، عن رؤيته الجماعيّة وإلى جعل صوته مسموعًا.

نحنُ نطمح إلى أن تشكّل وثيقة حيفا، والتصوّر المستقبليّ، والدستور الديمقراطيّ، نصوصًا أساسيّة لمؤسّسات الأقليّة الفلسطينيّة ولأبنائها وبناتها في سعيهم إلى التشديد على هويّتهم الوطنيّة، وحقوقهم الوطنيّة، وحقّهم في الديمقراطيّة وفي المواطنة المتساوية. كما نطمح إلى أن تطلق الوثيقة شرارة حوار ديمقراطيّ مفتوح وبنّاء مع أعضاء مؤسّسات المجتمع الإسرائيليّ- اليهوديّ، بحيث يمكّننا هذا الحوار من العمل معًا على بناء مستقبل أفضل بين شعبينا. ونحنُ نؤمن بأنّ من شأن ذلك أن يضع أسسًا لإنشاء مجتمع يرتكز إلى العدل والمساواة لجميع مواطني دولة إسرائيل والمقيمين فيها. لقد بادر إلى هذا المشروع بروفيسور نديم روحانا، المدير العامّ لمركز "مدى الكرمل"، والمحامي حسن جبارين، وبروفيسور رمزي سليمان. وألّفت هذه الشخصيّات الثلاث لجنةَ المشروع الإداريّة التي تولّت قيادته. وانضمّ إلى اللجنة الإداريّة عام 2006 كلّ من بروفيسور محمّد حاج يحيى، والدكتورة نادرة شلهوب- كيفوركيان.

إنّنا نتقدّم بجزيل الشكر الى أعضاء الهيئة العامّة، ومنسّقي المشروع، ومركّزي مجموعات العمل المختلفة، الواردة اسماؤهم بعد نهاية نص الوثيقة، والى جميع مَن ساهموا، بطرق مختلفة، في إنجاح هذا المشروع.

للحصول على نسخة الكترونية من الوثيقة اضغط هنا.

للحصول على نسخة الكترونية باللغة العبرية اضغط هنا.

للحصول على نسخة الكترونية باللغة الانجليزية اضغط هنا.