"إعاقة التنمية: السياسات الاقتصادية الإسرائيلة تجاه الأقلية القومية العربية"
اعداد:امطانس شحادة
(آذار 2007)
ISBN: 965-7308-11-9

 

 

يهدف البحث لاستقراء مصادر التدنّي الاقتصادي لأبناء الأقلية العربية في دولة إسرائيل، والتمييز المتواصل ضدّهم، وإقصائهم عن العملية الاقتصاديّة، وعلى وجه الخصوص المسبّبات والعوامل النابعة من السياسة الاقتصادية المنتهجة حيال السّكان العرب، في الأساس منذ سنوات التسعينيات. ويدعي البحث أنّه لا يمكن فهم الواقع الاقتصاديّ الدونيّ لأبناء الأقلية العربية في دولة إسرائيل بمساعدة مقاربات بحث اقتصادية فحسب، انما فقط الدّمج بين السياسيّ والاقتصاديّ، وبين القوميّ والاقتصاديّ يساعد في فهم الواقع الاقتصاديّ لأبناء الأقليّة.

يجد البحث ان المصدر الاساسي لإعاقة التنمية وتطور الاقتصاد العربي، في جميع هذه الميادين، يكمن في السياسات الحكومية التي تعمل على تعميق دونية البنى التحتية الأساسية في الاقتصاد العربي، مما يحد من امكانيات اقامة وتطوير الصناعات والمشاريع وتبقي على دونية الزراعة العربية ورأس المال البشري. وبغية تحقيق اهداف السياسة الاقتصادية تعمل الدولة على ابقاء تقسيم الاقتصاد وسوق العمل بين الاقتصاد اليهودي والاقتصاد العربي، وتفضيل العمل اليهوديّ، وحجب الموارد الاقتصاديّة عن مجموعة الأقليّة العربية بهدف ضمان تعلّقها بالموارد الاقتصادية وبأماكن العمل التي تنتجها مجموعة الأغلبية أو الدولة. هذا يعني غياب قواعد السوق الحرّة بين الاقتصاديَنْ، وتشويه العمليّة الاقتصاديّة الطبيعية بوسائل شتّى، وعدم حيادية الدولة في الميدان الاقتصاديّ، بغية خدمة أهداف المجموعة اليهودية والمحافظة على الوضع القائم.

يستنتج البحث ان السياسات الاقتصادية المنتهجة حيال الأقلية العربية مشتقة قبل كل شيء من الإيديولوجيّة الاقتصاديّة للمشروع الصهيونيّ، حتّى بعد مرور قرابة الستين عاماً على قيام الدّولة. وتتأثر ايضا بالتغييرات الحاصلة في الأيديولوجية الاقتصادية في الدولة، والتي تتمثل في الانتقال إلى نظام اقتصاديّ ليبراليّ وتبنّي قواعد لعبة السوق الحرّة والعولمة، التي تؤثّر على السياسة الراهنة لمجابهة مشاكل البطالة والفقر في الدّولة بشكل عامّ.

 

مدى آخر – العدد الثاني
تحرير: نبيل الصالح
( أيلول 2006)

 

المحتويات:

جمال ضاهر فردانية الهوية واللغة

اسماعيل الناشف فتح الإبستيم

موريس عبليني الهيمنة والأشياء التي لا نراها

مروان دلال تأملات في سياق الغياب في القضاء الاسرائيلي

ميشيل فوكو نظام الخطاب

سهاد ظاهر – ناشف مراجعة كتاب جورجيو أغامبين: هومو ساكر

مروان دلال مراجعة كتاب محمود ممداني: المسلم الجيد، المسلم السيء

اسماعيل الناشف تقديم في حد المساءلة: مراجعة نقدية لعمل منار الزعبي "لست بقارئ"

 

 

مجلة أبحاث فلسطينية في المجتمع والتاريخ
العدد الأول | ربيع | 2006

 

كلمة التحرير

الخطاب الإسرائيلي حول التوازن السكاني العربي- اليهودي
إيــــلـــيــا زريــق

من جنوب إفريقيا الى إسرائيل: الطريق إلى تحويل الضفّة الغربية وقطاع غزّة إلى بانتوستانات
لـيــلـــى فـــرســـخ

اليهود العرب، التبادل السكاني وحق الفلسطينيين في العودة
يــهــودا شنـــهــاب

اسحق الشامي ومعضلة العربي اليهودي في فلسطين
سلـــيـم تمـــــاري

ليس هناك ما يدعى "يهود عرب": شاس والفلسطينيون
يوآف بـيـلـيـــــد

الحقيقة والتصالح: حق العودة في سياق غبن الماضي
نديـــم روحــانــا

مراجعات كتب
حول كتاب روضة آن كناعنة: ميلاد الأمّــــة
نادرة شلهوب – كيفوركــيــــان

حول كتاب ألن فلايشمان: الأمة ونساؤها الجديدات
شيرين صيقـــلــي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إسرائيل والأقلية الفلسطينية

تقرير الرصد السياسي 2005

تحرير: إمطانس شحادة

(كانون أول 2006)

ISABN 965-7308-08-9

 

 

 

ملخص:

يستعرض هذا التقرير، الذي يغطي العام 2005، استمرار سياسة العداء والكراهية تجاه المواطنين الفلسطينيين، التي باتت تتسم أكثر وأكثر بصيغة شرعية وقانونية. ينشر هذا التقرير بعد مضي ستة أعوام على قتل الشبان العرب خلال احتجاجات اكتوبر 2000. ويذكر أن نتائج قسم التحقيقات مع رجال الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية، كانت قد برأت الشرطة من جريمة قتل الشبان العرب.

يتضح أن ثقافة العداء والكراهية، والتي أشارت إليها لجنة التحقيق الرسمية في أحداث هبة أكتوبر، ليست حكرا على أفراد الشرطة الإسرائيلية، بل إنها تسربت إلى أذرع الأمن الأخرى وإلى عامة المواطنين اليهود. ويشير هذا التقرير كما سابقيه إلى تنامي ثقافة سياسية مهيمنة في المجتمع الإسرائيلي، توفر الشرعية لمواصلة المس بمكانة وحقوق المواطنين الفلسطينيين.

يتكون هذا التقرير من مقدمة وأربعة فصول. يتناول الفصل الأول السلطة التشريعية، ويرصد التشريعات المختلفة التي جاءت بهدف المس بمكانة المواطنين الفلسطينيين؛ وخصص الفصل الثاني للسلطة التنفيذية (الحكومة) وسياسات الوزارات المختلفة تجاه المواطنين الفلسطينيين، إضافة إلى سياسة هدم البيوت العربية؛ يتناول الفصل الثالث استطلاعات الرأي العام؛ أما الفصل الرابع فيرصد تجلي ثقافة العداء والكراهية للمواطنين الفلسطينيين في تصريحات القيادات الإسرائيلية، والتعامل العنصري للشركات والمؤسسات الرسمية وغيرها.

 

اجرى مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية استطلاع رأي عام لآراء العرب في اسرائيل حول اسباب وتأثيرات ونتائج الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان. أُجري الاستطلاع في الفترة الممتدة ما بين 20 الى 23 من شهر آب، اي بعد مضي اسبوع تقريبا على الاعلان عن وقف اطلاق النار. شارك في الاستطلاع 500 شخص يشكلون عينة تمثيلية من العرب في اسرائيل. وقد وصل هامش الخطأ الى 4.0% في كل اتجاه.

 

المسؤولية عن اندلاع الحرب ونتائج الحرب: 

تبرز نتائج الاستطلاع موقف الفلسطينيين من ممارسات الجيش الاسرائيلي في لبنان بشكل واضح حيث اعتبر 75% من المشاركين ان ممارسات الجيش الاسرائيلي في لبنان هي جرائم حرب تجب محاكمة المسؤولين عنها. وتشير النتائج الى ان 32% من المشاركين يحمِّلون اسرائيل مسؤولية اندلاع الحرب بينما 16% يعتقدون ان حزب الله هوالمسؤول عن اندلاع الحرب و32% يرون ان الطرفين يتحمّلان المسؤولية بنفس القدر. ويعتبر 43% ان عملية اسر الجنديين الاسرائيليين لم تكن المحفز لاندلاع الحرب لان الحرب الاسرائيلية على لبنان كانت ستحصل لا محالة.

اما بالنسبة لنتائج الحرب فتدل نتائج الاستطلاع على ان الآراء تميل الى اعتبار ان الحرب لم تُحسم بخاسر ومنتصر، حيث ان غالبية المشاركين (58%) ترى انه لا يوجد منتصر او خاسر، في حين يرى 34% من المشاركين ان حزب الله هو الذي خرج منتصرا. نسبة قليلة فقط، (3%)، يعتقدون ان النصر كان من نصيب اسرائيل.

ويتوافق ذلك مع اعتقاد 57% من المشاركين ان حزب الله لن يتردد في مواجهة اسرائيل عسكريا مرة اخرى بينما تعتقد نسبة اقل، (40%)، ان اسرائيل لن تتردد في مواجهة حزب الله عسكرياً مرة أخرى. ويعتقد 43% من المشاركين في الاستطلاع أن اسرائيل سوف تتردد في مواجهة حزب الله من جديد ، على ضوء نتائج الحرب.

ويظهر الاستطلاع ان 45% من المشاركين يعتقدون بان المعنويات لدى العرب في اسرائيل ارتفعت بسبب نتائج الحرب، مقابل 19% يعتقدون ان المعنويات انخفضت بسبب الحرب، في حين أجاب 28% بأن نتائج الحرب لم تغيِّر شيئاً فيما يتعلق بالمعنويات.

وحول اهداف الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان، يوافق 52% من المستطلعين ان اسرائيل كانت تحقق اهدافا امريكية بدرجة عالية.

العلاقات بين العرب واليهود:

وتشير النتائج الى ان الآراء حول تاثير الحرب على العلاقات بين العرب واليهود سكان اسرائيل تتوزع بالتساوي تقريبا بين من يعتقد ان الحرب أدّت الى تقارب بين السكان العرب واليهود، (31%)، وبين من يعتقد ان الحرب أدّت الى توتر في العلاقات، (32%)، وبين من يعتقد ان الحرب لم تغير شيئًا في نسيج العلاقات بين العرب واليهود (25%).

اما بالنسبة لموقف الدولة من العرب في اسرائيل فالصورة مماثلة، حيث يعتقد 23% من المشاركين في الاستطلاع ان معاملة الدولة للعرب في اسرائيل سوف تسوء بينما يرى 21% ان التعامل سوف يتحسن، و33% يعتقدون ان الحرب لن تغيّر تعامل الدولة تجاه المواطنين العرب. ويرى ما يقارب نصف المستطلعين، 52%، ان موقف العرب من اليهود لم يتغير جراء الحرب بينما يرى 30% ان الموقف تغير تجاه الاسوء. كذلك يرى 38% ان موقف اليهود تجاه العرب لم يتغير في حين يرى 35% من المشاركين ان الموقف تغير تجاه الاسوء.

67% من المشاركين أجابوا بأن دولة اسرائيل لم تعتن بالمواطنين العرب في الشمال خلال الحرب بنفس طريقة اعتنائها بالمواطنين اليهود. أما بالنسبة الى السؤال: الى أي درجة تشعر أن العرب في اسرائيل يستطيعون ان يعبروا عن رأيهم بصراحة أمام المجتمع اليهودي الاسرائيلي بخصوص موقفهم من الحرب على لبنان؟ فجاءت الاجابات على النحو التالي: 22% أجابوا بدرجة عالية، 33% بدرجة متوسطة، 28% بدرجة قليلة و 13% لا بالمرة.

 

وسائل الاعلام خلال الحرب:

بناءً على ما تشير اليه أبحاث اعلامية، واعتماداً على نتائج استطلاعات سابقة لوحدة استطلاع الرأي في مركز مدى الكرمل، فيما يتعلّق بالتغيير الذي يحصل على الاستهلاك الاعلامي خلال فترات الحرب، شمل هذا الاستطلاع عدداً من الاسئلة التي سعت الى فحص موقف المواطنين العرب من قنوات التلفزة الاسرائيلية والقنوات الفضائية العربية كمصادر معلومات وتحليلات حول مجريات الحرب.

وقد اظهر الاستطلاع ان وسائل الاعلام العربية، وخصوصًا القنوات الفضائية، كانت المصدر الأهم لدى العرب في اسرائيل للتزوِّد بالمعلومات عن الحرب، كما انها حظيت لديهم بمصداقية عالية في نظرهم حسبما يُستدل من هذه النتائج، اذ نرى ان 69% من المشاركين اعتمدوا الفضائيات العربية كمصدر اول للمعلومات عن الحرب، بينما حظيت القنوات الاسرائيلية باهتمام 24% من المشاركين فقط كمصدر رئيسي للمعلومات.

وتشير مقارنة المصداقية التي حظيت بها القنوات الاسرائيلية مقارنةً بوسائل الاعلام العربية الرئيسية الى ان 5% فقط من المشاركين في الاستطلاع يدرِّجون القناة الرسمية في اسرائيل (القناة الاولى) كقناة ذات مصداقية عالية. وكذلك الامر بالنسبة للقناتين الاسرائيليتين التجاريتين (القناة العاشرة والقناة الثانية) اللتين تمتعتا بمصداقية عالية لدى 11% من المشاهدين العرب فقط. أما بالنسبة لقناة الجزيرة، والتي شكلت المصدر الرئيسي للاخبار حول مجريات الحرب، فيعتقد 64% من المشاركين بان لها مصداقية عالية. كذلك اعتبر 46% من العينة ان قناة المنار التابعة لحزب الله كانت وسيلة اعلام ذات مصداقية عالية.

ان مقارنة مدى مصداقية التصريحات الرسمية لكل من حزب الله واسرائيل في نظر الجمهور تدل على ان غالبية العينة المشاركة (55%) تعتقد بان حزب الله كان ذا مصداقية اعلى من اسرائيل في التبليغ عن مجريات الحرب بينما رأى 10% فقط ان اسرائيل كانت ذات مصداقية اعلى في التبليغ عن المجريات قياساً الى حزب الله.

التأثير على السكان العرب في الشمال:

قام الاستطلاع بفحص تأثير الحرب على حياة العرب في اسرائيل. ولكن نظراً الى ان العرب في شمالي البلاد، خلافاً لغيرهم، كانوا في منطقة جغرافية تعرضت لسقوط الصواريخ مما أثر بشكل واضح على مجرى الحياة اليومية، فقد رأينا من المفيد أن نتعامل احصائياً مع اجابات المشاركين في الاستطلاع من سكان الشمال بشكل منفرد لكي نقارن بين اجاباتهم وبين اجابات باقي المشاركين من المناطق الأخرى.

بالنسبة لتأثير الحرب على السكان العرب في الشمال تشير النتائج الى ان نسبة عالية من السكان (76%) شعروا بالتهديد على حياتهم او حياة اسرهم جراء الحرب. كما يتضح ان 80% من سكان الشمال يصرحون بأن الحرب اثرت عليهم بشكل مباشر في مجال او اكثر من مجالات حياتهم، فنرى مثلا ان 42% من المشاركين في الاستطلاع من أهل الشمال صرحوا بان الحرب اثرت على مجرى عملهم، و 7 % قالوا انها اثرت على مجرى دراستهم. ويظهر من النتائج ايضاً ان %2.3 من السكان العرب في الشمال اما تركوا بيوتهم طيلة فترة الحرب او خلال جزء من فترتها. كذلك اثرت الحرب على 18% في كل ما يتعلق بمشاركتهم في المناسبات العائلية مثل الاعراس، وتركت الحرب أثراً على مجرى الحياة اليومية لدى 45% فيما يتعلق بالتزام البيت طيلة الوقت او الخروج لحالات الضرورة فقط. كذلك اثرت الحرب على الحالة النفسية لـ 51% من السكان، حيث عانى هؤلاء من الخوف والتوتر والعصبية طيلة فترة الحرب.

اما بالنسبة للاسباب التي ادت الى وقوع عدد من الضحايا من السكان العرب فقد ذكر 69% من المشاركين عدم وجود ملاجىء كأحد هذه الاسباب، في حين ذكر 39% عدم وجود صفارات انذار كأحد الاسباب واعتبر 59% ان عدم التزام السكان بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية سبباً من اسباب وقوع اصابات بين العرب. 41% ذكروا وجود مواقع عسكرية بالقرب من القرى العربية كأحد أسباب وقوع اصابات، ورأى 44% انه لا يمكن تفادي خطر الصواريخ ولا بد من وقوع اصابات.

 

كذلك حمّل 68% من سكان الشمال الحكومة المسؤولية عن عدم بناء ملاجىء، وحمًل 55% السلطات المحلية المسؤولية ذاتها. 41% حمّلوا السكان انفسهم هذه المسؤولية، سواء بسبب تقصيرهم في المطالبة ببناء ملاجئ او من خلال عدم التزامهم قوانين البناء التي تلزم كل بيت جديد بان يحتوي على غرفة آمنه (ملجأ).

اما بالنسبة للتضامن بين السكان العرب فتشير النتائج الى ان نسبة 29% شعروا بوجود تضامن بدرجة عالية بين السكان العرب، و29% شعروا بوجود تضامن بدرجة متوسطة. الباقون (42%) شعروا بوجود تضامن بدرجة قليلة او بعدم وجود تضامن بالمرة. والمقصود بالتضامن حسب صيغة السؤال الذي عُرض على المشاركين هو تقديم المساعدات لسكان الشمال العرب مثل تبرعات، ودعم من قبل جمعيات ومؤسسات واستضافة اهالي الشمال العرب في مناطق عربية جنوبية وغيرها.

 

في هذا السياق اشارت النتائج الى ان نسبة عالية من السكان تظّن ان على السلطات المحلية والنواب العرب لعب دور فعال في تقديم مساعدات للعرب في ظروف مثل تلك التي سادت خلال الحرب، 88% في حالة السلطات المحلية و (87%) في حالة النواب العرب. 

أجرت وحدة استطلاع الرأي في مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية – استطلاعًا لرأي المواطنين العرب في إسرائيل حول الجريمة التي قام بها جندي إسرائيلي في شفاعمرو، والتي أودت بحياة أربعة مواطنين من سكان المدينة وجرح عشرة آخرين.

 

سعى هذا الاستطلاع، الذي اشرف عليه مرزوق الحلبي وعميد صعابنه – منسق وحدة استطلاع الرأي العام في مركز مدى الكرمل، إلى الوقوف عند جريمة شفاعمرو لتقصّي أثرها على الوعي العام للمواطنين العرب وعلاقتهم بالأكثرية اليهودية ومؤسسات الدولة. وقد شمل الاستطلاع عينة من 582 مستجوَبًا من المواطنين العرب موزعين في كل أنحاء البلاد.

يتضح من الاستطلاع ان نحو 72.3% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسطة تكرار مذبحة شفاعمرو، وان نحو 62.8% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسّطة حصول عملية مشابهة في مكان سكناهم تحديدًا وان نحو 68.1% منهم يخشون بدرجة عالية أو متوسطة أن يتعرضوا هم شخصيًا لحادث مماثل.

 

وأعرب نحو 37.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بان منفّذ الجريمة في شفاعمرو يمثل بأفكاره توجها فكريًا مركزيًا في المجتمع الإسرائيلي، بينما قال نحو 33.7% منهم إنه يمثّل توجها فكريًا هامشيًا. وقال نحو 28.4% من المستجوَبين إن منفّذ العملية خارج عن القاعدة ولا يمثّل أي توجه. وأعرب نحو 36.7% من المستجوَبين عن اعتقادهم بدرجة كبيرة أو كبيرة جدًا عن وجود جنود يهود يحملون الفكر ذاته الذي حمله منفّذ الجريمة. وأعرب نحو 85.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بأن أوساطًا في المجتمع الإسرائيلي تؤيد عملية شفاعمرو. وتبيّن ان نحو 43.5% من المستجوبين على اعتقاد بأن لهذه الأوسط تأثيرها الكبير على المجتمع الإسرائيلي.

وعن علاقة هذه التوجهات بالتعامل الرسمي للحكومة مع المواطنين العرب أعرب نحو 52.3% من المستجوبين عن اعتقادهم بأن توجهات الحكومة وتعاملها مع المواطنين العرب تشجع بدرجة عالية أو متوسّطة (23.7% و 28.6% بالتتالي) القيام بجرائم مماثلة لما حصل في شفاعمرو.

 

وعن تأثير جريمة شفاعمرو على العلاقة بين المواطنين العرب والدولة أعرب نحو 57.6% من المواطنين العرب عن اعتقادهم بأن ما حصل زاد من التوتر بين الدولة ومواطنيها العرب بينما أعرب نحو 33.4% منهم عن اعتقادهم بأن ما حصل لم يغيّر في العلاقة شيئًا. 71% منهم اعتبروا ان زيارات المسؤولين الإسرائيليّين الى بيوت الضحايا كانت لهدف التنصّل من المسؤولية عما حدث امام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، كما اعتبر نحو 55.9% منهم استنكار الأوساط الحكومية لما حدث في شفاعمرو ضريبة كلامية فقط.

وبالاتجاه ذاته أعرب غالبية المواطنين العرب (96.4%) عن اعتقادها بأنه لا توجد مساواة بينهم وبين المواطنين اليهود! وفي المستوى ذاته أكد نحو 72.1% من المستجوَبين إنهم لا يشعرون بتاتًا بأن دولة إسرائيل هي دولة المواطنين العرب. واتضح إن نحو 62% منهم على اعتقاد بأن الحكومة تعمل ضد مصلحة المواطنين العرب طيلة الوقت أو في غالبية الحالات أو إنها لا تأبه بهم على الإطلاق.

 

ولدى السؤال عن مدى الشعور بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل أجاب نحو 40.5% إنهم لا يشعرون بتاتًا بالطمأنينة وإن نحو 28.7% يشعرون بدرجة قليلة من الاطمئنان! ومن هنا ليس بالصدفة أن يعرب نحو 73.2% من المستجوَبين عن تأييدهم الشديد أو المتوسط (49.3% و 23.9% على التتالي) لتوجّه المواطنين العرب إلى مؤسسات دولية لطلب تدخّلها في حال وقوع عمليات على غرار ما حصل في شفاعمرو.

هذا وسيعمد مركز مدى الكرمل إلى نشر نتائج الاستطلاع كاملة في وقت لاحق.

 

تحرير: نبيل الصالح ونمر سلطاني
(تشرين ثاني 2005)

 

المحتويات:

اسماعيل الناشف – معمارية الفقدان

هدى ابو مخ – النص كمنهجية إقصاء

الطيب غنايم – ناطحات لغات

هنيدة غانم – العيش على قمة البركان

لينا ميعاري – النوع الاجتماعي والقومية

مرزوق حلبي – سياحة نفسية

رائف زريق – قوة، ضعف، تدخل وتواصل

بيير بوردية – التفويض والصنمية السياسية

أمل جمال – كولونيالية … والمسؤولية الأخلاقية

 

 

 

 

إستطلاع الرأي العام السنوي الأول – 2004

تمّ أجراء إستطلاع الرأي العامّ السنويّ ضمن عيّنة طبقات تمثيليّة للسكان العرب البالغين في إسرائيل، بما في ذلك الدروز، في الأشهر بين كانون ثاني حتى آذار 2004. اشترك في الاستطلاع 845 مستَجوَبًا تمت مقابلتهم وجهًا لوجه. تم القيام باختيار العيّنة حسب الميزات المركزية للمجتمع العربي في إسرائيل، مثل: منطقة جغرافية، دين، حجم البلدة، وشكل البلدة. أُجري الاستطلاع في 36 بلدة عربية في الجليل، المثلث، والنقب بالإضافة إلى أربع مدن مختلطة وثماني قرى غير معترف بها في الشمال. لم تشمل مجموعة الاستطلاع سكان القدس الشرقية والسكان العرب في الجولان. قامت بإجراء الاستطلاع وحدة الاستطلاعات في مدى-الكرمل – المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقية. إنه الاستطلاع السنوي الشامل الأول الذي يجريه مدى-الكرمل. وقد حوى الاستطلاع عددًا من المواضيع الاجتماعية والسياسية.

 * للاطلاع على ملخص النتائج الأساسية، إضغط هنا

 

استطلاع الرأي العام السنوي الثاني- 2005

أجرى مركز "مدى الكرمل" خلال الاشهر ايلول حتى تشرين الاول من العام 2005 ، استطلاعاً حول أراء وتوجهات المواطنين العرب في مجالات حياتهم المتعددة وخاصة السياسية والاجتماعية. ويعتمد الاستطلاع على بحث ميداني يرصد توجهات ومواقف المواطنين العرب، ويعمل على متابعة التحولات في الرأي العام العربي في القضايا الرئيسية التي تواجهه. وقد تكونت العينة من 1320 مستجوبا من 31 بلدة عربية في الجليل والمثلث والنقب بالاضافة الى ثلاث مدن مختلطة تمت مقابلتهم وجها لوجه.

وتعطي نتائج الاستطلاع صورة متكاملة عن آراء الأقلية العربية على جميع مركباتها الاجتماعية والسياسية حول قضايا المساواة والعلاقة مع دولة اسرائيل ومستقبل الأقلية العربية الفلسطينية، ومسألة الطائفية، ومكانة المرأة، والمواقف من الإنتفاضة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وحق العودة وقضية اللاجئين. وننشر فيما يلي ملخصاً لأهم النتائج حول مسألة المساواة والعلاقة مع اسرائيل ومستقبل الأقلية الفلسطينية.

 

* للاطلاع على ملخص النتائج الأساسية، إضغط هنا

 

 

استطلاع رأي عام حول عملية شفاعمرو –
تدني مستوى الشعور بالأمان
اعداد: مرزوق حلبي وعميد صعابنة

(كانون أول 2005)

أجرت وحدة استطلاع الرأي في مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية – استطلاعًا لرأي المواطنين العرب في إسرائيل حول الجريمة التي قام بها جندي إسرائيلي في شفاعمرو، والتي أودت بحياة أربعة مواطنين من سكان المدينة وجرح عشرة آخرين.

سعى هذا الاستطلاع، الذي اشرف عليه مرزوق الحلبي وعميد صعابنه – منسق وحدة استطلاع الرأي العام في مركز مدى الكرمل، إلى الوقوف عند جريمة شفاعمرو لتقصّي أثرها على الوعي العام للمواطنين العرب وعلاقتهم بالأكثرية اليهودية ومؤسسات الدولة. وقد شمل الاستطلاع عينة من 582 مستجوَبًا من المواطنين العرب موزعين في كل أنحاء البلاد.

يتضح من الاستطلاع ان نحو 72.3% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسطة تكرار مذبحة شفاعمرو، وان نحو 62.8% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسّطة حصول عملية مشابهة في مكان سكناهم تحديدًا وان نحو 68.1% منهم يخشون بدرجة عالية أو متوسطة أن يتعرضوا هم شخصيًا لحادث مماثل.

وأعرب نحو 37.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بان منفّذ الجريمة في شفاعمرو يمثل بأفكاره توجها فكريًا مركزيًا في المجتمع الإسرائيلي، بينما قال نحو 33.7% منهم إنه يمثّل توجها فكريًا هامشيًا. وقال نحو 28.4% من المستجوَبين إن منفّذ العملية خارج عن القاعدة ولا يمثّل أي توجه. وأعرب نحو 36.7% من المستجوَبين عن اعتقادهم بدرجة كبيرة أو كبيرة جدًا عن وجود جنود يهود يحملون الفكر ذاته الذي حمله منفّذ الجريمة. وأعرب نحو 85.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بأن أوساطًا في المجتمع الإسرائيلي تؤيد عملية شفاعمرو. وتبيّن ان نحو 43.5% من المستجوبين على اعتقاد بأن لهذه الأوسط تأثيرها الكبير على المجتمع الإسرائيلي.

وعن علاقة هذه التوجهات بالتعامل الرسمي للحكومة مع المواطنين العرب أعرب نحو 52.3% من المستجوبين عن اعتقادهم بأن توجهات الحكومة وتعاملها مع المواطنين العرب تشجع بدرجة عالية أو متوسّطة (23.7% و 28.6% بالتتالي) القيام بجرائم مماثلة لما حصل في شفاعمرو.

وعن تأثير جريمة شفاعمرو على العلاقة بين المواطنين العرب والدولة أعرب نحو 57.6% من المواطنين العرب عن اعتقادهم بأن ما حصل زاد من التوتر بين الدولة ومواطنيها العرب بينما أعرب نحو 33.4% منهم عن اعتقادهم بأن ما حصل لم يغيّر في العلاقة شيئًا. 71% منهم اعتبروا ان زيارات المسؤولين الإسرائيليّين الى بيوت الضحايا كانت لهدف التنصّل من المسؤولية عما حدث امام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، كما اعتبر نحو 55.9% منهم استنكار الأوساط الحكومية لما حدث في شفاعمرو ضريبة كلامية فقط.

وبالاتجاه ذاته أعرب غالبية المواطنين العرب (96.4%) عن اعتقادها بأنه لا توجد مساواة بينهم وبين المواطنين اليهود! وفي المستوى ذاته أكد نحو 72.1% من المستجوَبين إنهم لا يشعرون بتاتًا بأن دولة إسرائيل هي دولة المواطنين العرب. واتضح إن نحو 62% منهم على اعتقاد بأن الحكومة تعمل ضد مصلحة المواطنين العرب طيلة الوقت أو في غالبية الحالات أو إنها لا تأبه بهم على الإطلاق.

ولدى السؤال عن مدى الشعور بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل أجاب نحو 40.5% إنهم لا يشعرون بتاتًا بالطمأنينة وإن نحو 28.7% يشعرون بدرجة قليلة من الاطمئنان! ومن هنا ليس بالصدفة أن يعرب نحو 73.2% من المستجوَبين عن تأييدهم الشديد أو المتوسط (49.3% و 23.9% على التتالي) لتوجّه المواطنين العرب إلى مؤسسات دولية لطلب تدخّلها في حال وقوع عمليات على غرار ما حصل في شفاعمرو.

 

* للحصول على النسخة الالكترونية، الرجاء الضغط هنا 

تعزيز التبعية وتضييق الحيّز: ميزانيات
ومناطق نفوذ سلطات محليّة عربيّة ويهوديّة في إسرائيل
اعداد: إمطانس شحادة واريج صباغ-خوري
(تشرين أول 2005)

 

صدر عن مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، بحث يحمل عنوان "تعزيز التبعيّة وتضيّيق الحيّز: ميزانيات ومناطق نفوذ سلطات محليّة عربيّة ويهوديّة في إسرائيل" حول أوضاع السلطات المحليّة العربيّة مقارنةً بتلك اليهودية.

يأتي هذا البحث للإسهام في وصف وتفسير الوضع الحالي القائم للسلطات المحلـيّة العربيّة في دولة إسرائيل، وذلك من خلال مقارنته بأوضاع السلطات المحلـيّة اليهوديّة. تقوم هذه المقارنة على جوانب أساسيّة عدة لها دلالاتها وإسقاطاتها على مجمل الحياة اليوميّة للسكّان. يتمحور البحث في توزيع الموارد الماليّة (الميزانيّات) ومسطّحات النفوذ واستهلاك المياه، ويوفر من خلال صورة حال محيَّنة للوضعيّة الخاصّة والخانقة للسلطات المحلـيّة العربيّة في دولة إسرائيل، وذلك بناءً على معطيات لعينة مقارنة من عام 2001 مؤلفة من 25 سلطة محليّة عربيّة و- 25 سلطة محليّة يهوديّة وهي المعطيات المتوفرة لدى دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.

يقع البحث في 140 صفحة ويتألف من أربعة فصول. يتناول الفصل الأوّل – خلفيّة عامّة- السياق التاريخي لإقامة السلطات المحليّة العربيّة ويتطرق إلى التباين في تخصيص الموارد الحكومية لكل من السلطات المحليّة العربيّة واليهوديّة. ويأتي الفصل الثاني لتبيان أوجه الشبة والاختلاف في مبنى وحجم ميزانيات السلطات المحليّة، ويحلّل بإسهاب تركيبة ميزانيات السلطات المحليّة، الاعتياديّة وغير الاعتياديّة، ومشاركة الحكومة وبنود الدخل الذاتي في الميزانيّة. ووفقًا للمعطيات الواردة في البحث، فان هناك فروقًا واضحة في حجم ومبنى الميزانيات بين السلطات المحليّة العربيّة واليهوديّة في شقيّ المدخولات والمصاريف. وتجدر الإشارة، وفقًا لهذه المعطيات، إلى حصول تحسّن متوهَّم في بند مشاركة الحكومة في ميزانيّات السلطات المحليّة العربيّة. بيد أنّ هذا التحوّل جاء متأخّرًا، ولا يعوّض عمّا كان في الماضي. وينعكس هذا التحسّن الطفيف في الجزء العاديّ من الميزانيّة، التي تشمل بنود الميزانيّات التحويليّة للسلطات، وتشمل كذلك البنود المسئولة عن تغطية تكاليف الخدمات الأساسيّة، وجزءًا كبيرًا من المهمّات الحكوميّة التي يجري توفيرها عبر السلطات المحليّة.

في المقابل، لا يظهر هذا التحسّن في ميزانيّات التطوير أو في الأموال الخاصّة والمحدّدة، التي في مقدورها المساهمة في تحسين وضع السلطات المحليّة، وتطوير البنى التحتيّة، وخلق التغيّرات الجذريّة في البلدات المختلفة، وإعادة الإعمار. بكلمات أخرى، فإنّ المساواة المتوهَّمة في الميزانيّات ليست كافية، وثمّة حاجة إلى التفضيل المصحِّح.

يتمحور الفصل الثالث حول مسطحات النفوذ، ويتطرق إلى الخلفية التاريخية لمسألة ترسيم مسطحات نفوذ السلطات المحليّة والخرائط الهيكلية والسياسة الإسرائيلية في تحديد مسطحات نفوذ، ويقارن بين مناطق نفوذ السلطات المحليّة العربيّة واليهوديّة بين الأعوام 1985 و- 1995- وهي بمثابة آخر المعطيات المنشورة حول هذا الموضوع – وبين استعمالات الأرض المختلفة (المساحة المعدّة للبناء، المساحة المفتوحة والمساحة المعدّة للمناطق الصناعية) ويتوقف عند التغيّرات الحاصلة في هذه الفترة.

يمكن الاستنتاج من المعطيات الواردة في العيّنة، بأنّ دولة إسرائيل ترفض أيّ تغيير في واقع السيطرة على الأرض، رغم التغير الإيجابيّ الطفيف في بعض السلطات المحليّة العربيّة، إذ كان ذلك تغييرًا موضعيًّا يمكن أن يُعزى إلى حلول واتّفاقيّات محليّة، ولا يشير إلى حصول تغيّر جذريّ في سياسات الدولة تجاه المواطنين العرب وتعويضهم عمّا سُلب منهم. ويستنتج البحث، ايضًا، أنّ المقارنة السطحية للمعطيات المتوفرة قد يؤدي إلى إغفال حقائق مهمّة في سياق العلاقة بين الأرض والمسكن، حقائق من شأنها إعطاء منحى آخر للمعطيات الرقميّة على صعيد تفسيرها ووضعها في السياق المناسب. وبغية توضيح هذه النقاط يقترح البحث وجوب التطرق إلى معطيات تتعلّق بالهجرة الداخليّة للسكان العرب واليهود في الدولة؛ وبالتغيير الحاصل على صعيد تخصيص الأراضي واستعمالاتها المختلفة داخل مناطق النفوذ؛ وبسيطرة المجالس الإقليميّة على أغلبية اراضي الدولة.

يتوقف الفصل الرابع عند التباين القائم على صعيد استهلاك المياه بين السلطات المحليّة العربيّة واليهوديّة، ويتطرق إلى كمية استهلاك المياه في السلطات وأهداف استعمالها (مدنية، زراعية، صناعية وأخرى) لما فيها من دلالات حول مستوى المعيشة والرفاه.

يُختتم التقرير بفصل استنتاجات تمّ التوصل إليها من خلال المقارنة المذكورة ومن تحليل وضعية السلطات المحليّة العربيّة مقارنة بتلك اليهوديّة. ويحاول التقرير وضع بعض التوصيات التي تتمحور حول كيفية تحسين وضع السلطات.

يُستخلص من العيّنة العشوائية لهذا البحث التباينُ الواضح في تعامل المؤسّسة الحاكمة مع السلطات المحلـيّة العربيّة مقابل السلطات المحلـيّة اليهوديّة. كما يستخلص التقرير التغيير الحاصل على صعيد تعامل دولة إسرائيل مع السلطات المحلـيّة العربيّة في مجال الميزانيّات (الذي طرأ عليه تحسّن ما – مشروط ومؤقت – في معاملة الدولة للسلطات المحلـيّة العربيّة منذ منتصف التسعينيّات حتى بداية الألفية الثالثة)، وبين موضوع الأراضي ومسطّحات النفوذ الذي لم يطرأ عليه أي تغيير في سياسة الحكومة، رغم أهمّيّته في كل ما يتعلق بتطوّر الحيّز، ومناطق السكن، وتنامي تأثيرها في السنوات الأخيرة على بنود الدخل الذاتيّ في ميزانيّة السلطة المحلـيّة، إذ تكتسب عمليّة توسيع مسطّحات النفوذ بعدًا اقتصاديًّا وتنمويًّا هامًّا، نظرًا لأهمـيّة المردود الماديّ لضرائب المناطق الصناعيّة في بنود الدخل الذاتيّ من ميزانيّات السلطات المحلـيّة بشكل خاصّ، والاقتصاد المحليّ بشكل عامّ.
كذلك يستدلّ من المعطيات وجود تباين وهوّة في تعامل الدولة مع المجموعة العربيّة ذاتها، والمقصود أنّه لدى السلطات الإسرائيليّة عدة معايير للتعامل مع السلطات المحلـيّة العربيّة، وعلى وجه الخصوص في شقّ الميزانيّات، إذ تشير المعطيات إلى أنّ تعامل الدولة مع كل سلطة محليّة عربيّة على حدة معاييرَ مختلفةً (لكن جميعها تتماشى مع السياسات العامة). والطابع الغالب لهذه السياسات، على مدار السنين، هو تفضيل السلطات المحلـيّة اليهوديّة على السلطات المحلـيّة العربيّة في شتى المجالات، كمسطّحات النفوذ، والميزانيّات، والدعم الحكوميّ.