مؤتمر طلبة الدكتوراه الفلسطينيّ هو مؤتمر داوم المركز على عقده سنويًّا، ويبني على ما حقّقه من نجاح في مرّات سابقة. يسعى المؤتمر ليكون منصّة لتقديم أبحاث طلبة الدّكتوراه الفلسطينيّين ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمامهم للتواصل وتبادل الخبرات فيما بينهم.وفقا للمركز
هذا المؤتمر هو واحد من نشاطات عدّة يقيمها المركز ضمن برنامجه لدعم طلبة الدّكتوراه، هو برنامج يهدفُ من خلاله المركز إلى توفير تربة خصبة يمكن للدارس الفلسطينيّ أن يغرس بذور فكره فيها، لينمو كباحث وأكاديميّ في دولة تمارسُ احتلالا فكريًّا وثقافيًّا كذلك. فجاء هذا البرنامج ليحتضن ويدعم الباحثين الرّاغبين في دراسة السّياق الفلسطينيّ الاجتماعيّ، الثقافيّ، السّياسيّ، الاقتصاديّ، والفكريّ.
خلال المؤتمر الذي يمتدّ من السّاعة 09:45 حتى السّاعة 16:15، سوف تُطرح على الطّاولة دراسات عديدة، متنوعة ومختلفة، تناقش قضايا تُقلق الباحث الفلسطينيّ، وتتناول الهمّ الشّعبيّ والاجتماعيّ الفلسطينيّ. تنقسم الموضوعات إلى ثلاثة محاور رئيسيّة: النّساء الفلسطينيّات في مواجهة التّحديات الاجتماعيّة؛ تاريخ وجغرافية واقتصاد فلسطين؛ وتشكّل الهويّة النسائيّة في الأدب الفقه وشبكات التّواصل الاجتماعيّ. يشارك في المؤتمر اثنا عشر طالب وطالبة دكتوراه، تشمل تمثيلًا نسائيًّا كبيرًا، ومشاركة عبر السّكايب من غزّة.حسب المركز
أما عن مراحل إعلان تقديم الطّلبات للمشاركة في المؤتمر، مراجعتها، إقرار الطّلبات المقدّمة، وبناء محاور المؤتمر فقد رافقها لجنة أكاديميّة تشمل كلّ من: د. منصور نصاصرة، د. سونيا بولس، د. أيمن اغبارية ود. مهنّد مصطفى، المدير العام لمركز مدى الكرمل. حيث اعتنت اللجنة بتحديد معايير أكاديميّة ومهنيّة لإقرار الطّلبات التي اختيرت للمشاركة في المؤتمر والمصادقة عليها.
يشار إلى أنّ المؤتمر سوف يشمل فقرة توزيع منح لطلّاب وطالبات دكتوراه الذين شاركوا في سمينار طلبة الدّكتوراه الذي ينظّمه مدى الكرمل سنويًّا.
نظم مركز مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا ندوة أكاديمية لمناقشة وتقديم كتاب “من الحياة المشتركة إلى المقاومة المشتركة في فلسطين التاريخية” للمؤلفين مَرسيلو سـﭬيرسكي ورونين بن آرييه. الكتاب ينظر إلى السيطرة الصهيونية على فلسطين كحالة استعمارية استيطانية، ويقضي بأنّه عند دراسة مسار محو الحياة الأصلانية في فلسطين، لا يجب تجنب حقيقة فقدان الحياة المشتركة بين الفلسطينيين واليهود حتى عام 1948- المسلمون، المسيحيون واليهود الذين سكنوا بجوار بعضهم البعض في فلسطين في الفترة العثمانية، وفي فترة الانتداب البريطاني. محاولة محو الحياة الأصلانية أدت إلى القضاء على المجتمع الفلسطيني، على هيمنته الثقافية وتفوقه الديمغرافي، ولدوافع عرقية، نتج عن ذلك أيضًا رفض للروابط الفلسطينية-اليهودية، وللحياة في مجتمع مشترك. المسار الاستيطاني لنهب الفلسطينيين كان مصحوبًا بتدمير البنية التحتية الثقافية، الذي حوّل الحياة المشتركة بين اليهود والفلسطينيين إلى واقع تاريخي منسيّ.
تحدث في الندوة مؤلفي الكتاب، د. مارسيلو سبيرسكي، محاضر مشارك في كلية العلوم الاجتماعية والانسانية في جامعة وولونغونغ في استراليا، ود. رونين بن اريه، زميل بحث في مركز منيرفا للعلوم الانسانية في جامعة تل ابيب، ويدرس في كلية العمارة وتخطيط المدن في معهد التخنيون في حيفا، وأدارت الندوة وعقبت على الكتاب د. أريج صباغ – خوري، المحاضرة في قسم العلوم الاجتماعية وعلم الانسان في الجامعة العبرية في القدس، وزميلة بحث في مدى الكرمل.
المداخلة الأولى كانت لمارسيل سبيرسكي وجاء فيها:
“على المستوى البحثي كان امامنا تحدّ كبير كيف نحكي قصّة ما كان؛ وأكثر صعوبة، كيف نحكي قصّة محو ما كان، أي كيف قامت الحركة الصهيونية بمحو ما كان. من الواضح ان كتابًا واحدًا لا يمكنه تجميع جميع المشاهد من تلك الفترة، أي الفترة العثمانية وفترة الانتداب البريطاني، ولكن كان بإمكاننا تجميع مشاهد كافية لرؤية امور هامّة مثل خصائص تلك الفترة، وكيفية تغيّرها. لقد حاولنا في هذا الكتاب ان ننقل للقارئ كيف تم محو العيش المشترك بين العرب واليهود في الفترة العثمانية والانتداب البريطاني على يد الحركة الصهيونية.” المداخلة الثانية كانت لرونين بن ارييه وجاء فيها: “في هذا الكتاب قمنا، من ناحية، بالنظر إلى الماضي، ومن ناحية اخرى، ألقينا نظرة على الحاضر والمستقبل، انطلاقاً من فكرة انه اذا فهمنا كيف تم بناء الواقع يمكننا ان نفهم كيف يمكن تغييره. أود ان اعطي مثالاً حول ما قصدناه بالمقاومة؛ في بداية القرن الـ20 كان هناك قيادة شرقية يهودية خاضت نقاشاً مع يهود اوروبيين حول احتمالية تأثير المشروع الصهيوني، الجديد حينها، على طريقة حياتهم على عدة مستويات؛ من ناحيتنا، قمنا بتعريف هذا النقاش والمعارضة على انه مقاومة للصهيونية حتى لو ان هذه القيادة الشرقية لم تعرّفها كذلك. من المهم ايضاً التوضيح اننا لا نتعامل مع هذا الماضي بحنين او نقول انه يمكن العودة إلى ذلك الزمان، لأن الواقع هو كولونيالي وقد تغيّر الكثير مع مرور الوقت، بالتالي فإن الحديث اليوم عن العيش المشترك هو غير جدّي بسبب اختلال موازين القوى بين الطرفين.” وعقبت اريج صباغ – خوري على الكتاب ومداخلتَي الكاتبين قائلة أن “الكتاب هو عبارة عن اسهام مهم على المستوى الأكاديمي، ولكن، وليس اقل اهمية، على مستوى بناء واقع مختلف، لا تكون فيه العلاقة بين العرب واليهود علاقة قامع ومقموع او محتل وواقع تحت الاحتلال بل علاقة نديّة ومتساوية، حيث ان امكانية العيش العربي-اليهودي التي يطرحها الكتاب تشمل كلتا الهويتين، العربية الفلسطينية واليهودية، بدون حاجة للفصل بينهما”. كما أشادت صباغ – خوري باستعمال الكتاب لنظرية الاستعمار الاستيطاني وباستعمال مفهوم المقاومة وإدخاله للنظرية. يذكر ان الكتاب صادر باللغة الانجليزية وعدد صفحاته 206.