استضاف برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل البروفيسور دوبرافكا زاركوف في ندوة حول العنف ضد الرجال في ظل الحروب، وكيفية تعامل الإعلام مع هذه المسألة. حيث تناولت المحاضرة الأشكال المختلفة للعنف ضد الرجال، وخاصة العنف الجنسي في يوغوسلافيا سابقا والعنف الجنسي ضد العراقيين في سجن أبو غريب. وأكدت زاركوف في بداية محاضرتها على أهمية فهم السياق الاجتماعي-السياسي بهدف قراءة صحيحة للواقع، وتحليل الأحداث ودلالاتها.

يذكر أن بروفيسور دوبرافكا زاركوف درست علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، التنمية، ودراسات المرأة في يوغوسلافيا السابقة وهولندا. وتتمحور اهتماماتها البحثية الرئيسية حول البحث في السياسات التمثيلية (في الإعلام) للنوع الجنسي، الجنس والعرق في سياق الحرب والعنف. وقد شاركت زاركوف في تحرير كتاب، "لحظة ما بعد الحرب. جيوش، الرجولة وحفظ السلام الدولية"، مع سينثيا كوكبرن (2002 )، ومن إصداراتها أيضا "هيئة الحرب. وسائل الإعلام، العرق والجنس في تفكك يوغوسلافيا" (2007)، و"النوع الجنسي والصراعات العنيفة والتنمية" (2008).

قامت زاركوف بمراجعة للصحافة الصربية والكرواتية في فترة الحرب (1991-1995)، حيث دلت النتائج على وجود اختلاف واضح في التغطية الإعلامية حول الاعتداءات الجنسية بين الرجال والنساء من حيث كمية وكثافة التغطية. وفي حين تبين أن الصحافة الصربية لم تغطي أي اعتداء جنسي على الرجال، فإن الصحافة الكرواتية تناولت المسألة باقتضاب شديد؛ ففي الأعوام 1992-1993 ومن بين 120 نصاً عن العنف خلال الحرب، فقط 30 منها تطرقت للاعتداءات الجنسية ضد النساء، وأربعة تطرقت باقتضاب للاعتداءات الجنسية ضد الرجال، ومعظمها مقتبسة من تقارير دولية أو من الصحافة الأجنبية. كما يذكر أن الاعتداءات الوحيدة التي حظيت بالتغطية الإعلامية هي حين كانت الضحية رجل مسلم والمعتدي من الصرب، مما يدل على تأثر الإعلام بالسياسة التمثيلية، ورغبة ومصالح القوى المهيمنة.

تقول بروفيسور زاركوف في تفسيرها لهذه المعطيات إن الحرب كانت حرب قومية أهلية، وكي لا تتضرر صورة الرجولة تم التغاضي عن هذه الاعتداءات الجنسية ضد الرجال. لقد تعاملت الصحافة مع الرجل الصربي على أنه سوي، بينما تعاملت من الرجل المسلم بكونه "الآخر، الضعيف والانثوي".

أما في حالة سجن أبو غريب، فقد درست زاكروف ما نشر في صحيفتي واشنطن بوست ونيويورك تايمز، وتبين أن الصحافة الأمريكية قامت بتغطية واسعة للاعتداءات كما أرفقت في العديد من الحالات صور المعتدين والمعتدى عليهم. تقول زاكروف أن الصحافة الأمريكية تعاملت مع المعتدين على أنهم من خارج الثقافة العسكرية الأمريكية، وعلى أنهم شواذ لا يمثلون المجتمع الأمريكي. ففي حالة المجندة ليندي انجلاند، قامت الصحافة في التركيز على خلفيتها الاجتماعية، وأنها تنتمي لفئة اجتماعية مهمشة وهامشية في المجتمع الأمريكي، وأبرزت علاقاتها مع صديقها السابق، كي تثبت أنها غريبة الأطوار وغبية لا تمثل المجتمع الأمريكي. وتقول زاركوف بأن اعتراف الصحافة الأمريكية بهذه الجرائم ووصف المعتدين على أنهم خارج الثقافة الأمريكية، قد جاء بهدف تمثيل المجتمع الأمريكي كمجتمع ديمقراطي وذي قيم عالية. أما تصوير المعتدى عليهم من العراقيين فهو يظهر هؤلاء كضعفاء لكنه لا يمس بالمجتمع الأمريكي.

وفي نهاية حديثها تطرقت بروفيسور زاكروف للتوجهات النسوية المختلفة التي تعاملت مع قضية أبو غريب، وقالت أنه في البداية برز التوجه الجوهراني الذي استغرب من إمكانية قيام نساء باعتداءات وحشية على سجناء أبو غريب؛ فيما بعد ظهر توجه أخر الذي حاول أن يفهم انعكاس تلك الممارسات على المجتمع الأمريكي، وما تمثله بالنسبة للمجتمع؛ وكان توجه ثالث الذي حاول الربط بين الرجل العرقي والرجل الأسود. تاقول زاركوف بأن هذا التوجه يتجاهل سياق الحرب على العراق ويتجاهل حالة الاسلاموفوبيا، كما يتغاضى عن تاريخ العنصرية في المجتمع الأمريكي.

استضاف برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل بالتعاون مع برنامج المشاركة السياسية في نهاية الأسبوع الماضي النائبة حنين زعبي والبروفيسور نهلة عبدو في ندوة حول المشاركة السياسية للنساء في مواقع صنع القرار. وكان من المفترض أن تشارك في الندوة السيدة عايدة توما لكنها اعتذرت في اللحظة الأخيرة. وقد أدارت الندوة وافتتحتها السيدة أريج خوري-صباغ الباحثة في مركز مدى.

ركّزت البروفيسور نهلة عبدو مداخلتها حول سؤال: ما هي خصوصية مشاركة المرأة الفلسطينية في السياسة، وهل ثمة ما يميّز المرأة في مواقع صنع القرار؛ كما تناولت مسألة ما الذي يمكن عمله من أجل توسيع رقعة المشاركة السياسية للمرأة. "الوضع الحالي لمشاركة المرأة ما زال مقتصراً على النخبة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن توسيع هذه المشاركة وتمكين قطاعات أوسع من النساء؟" قالت البروفيسور عبدو. ثم استعرضت تجربة النساء الفلسطينيات في مناطق ال-67 وتجربة الفلسطينيات في الداخل، من خلال مقارنة ذلك بتجارب النساء في أفريقيا. وأشارت إلى أن التحول الحاصل في هذا المجال في المناطق المحتلة عام 67 هو نتاج نضال الحركات النسوية هناك بالإضافة إلى الضغوطات الخارجية مثل ضغوطات الدول المانحة التي وضعت شروطا سياسية واجتماعية لتمويل السلطة الفلسطينية، وذكرت وجود خمس وزيرات فلسطينيات في الحكومة الحالية. وأشارت إلى أن جميعهن مناضلات ودخلن السجون الإسرائيلي، وإنها تتوخى منهن حمل الخطاب النسوي والتأثير وليس فقط الاهتمام بالشكليات. لكنهها شككت في شرعية الحكومة المعينة وخاصة أن التعيينات اقتصرت كلها على تيار سياسي واحد. "نحن نتحدث عن حكومة فلسطينية معينة، بدون دولة وبدون سيادة، أو سيطرة على الأرض أو على الجو. هذه وزارات شكلية لا يوجد لها تأثير هام على الواقع، وهناك علامة سؤال حول مدى شرعية هذه التعيينات، وحول العلاقة بين النسوية وبين المشاركة النسوية في مثل هذه المناصب،" قالت عبدو.

بعدها تناولت تجربة المشاركة السياسية للنساء في أفريقيا التي وجدتها شبيه بالتجربة الفلسطينية، ثم تعرضت لتجربة النساء في الداخل. "لموقع المرأة الفلسطينية في الداخل عمق وأبعاد مختلفة، بسبب الواقع المعقد ويهودية الدولة. فنحن شعب أصلاني تحول إلى أقلية في دولة كولونيالية، مما يحتم علينا خوض النضال القومي ضد العنصرية وضد الكولونيالية،" قالت عبدو.

بعدها تحدثت النائبة حنين زعبي حيث استعرضت تجربتها القصيرة نسبيا في الكنيست، وقالت إن الصعوبة التي تواجهها من خلال العمل البرلماني تعود إلى كونها عربية أكثر من كونها نسوية، وإن حمل الخطاب النسوي داخل البرلمان أسهل بكثير من حمله داخل الأحزاب. " فالنسوية داخل الحزب تفرض علينا المواجهة مع قيم المجتمع وثقافته، بينما يقتصر العمل النسوي داخل البرلمان على أمور مطلبية وتوفير الخدمات وخاصة في مجال العمل. والمواقف السياسية في البرلمان تتعلق بالحقوق القومية وليس بالخطاب النسوي. فنحن لسنا في لجنة المتابعة ولسنا بصدد تشكيل رأي عام عربي. كما أنه لا يوجد خطاب نسوي مشترك مع النساء اليهوديات في الكنيست، فهؤلاء يحملن خطابا صهيونيا مثل خدمة النساء في الجيش،" قالت زعبي، ثم أضافت: "العمل في البرلمان هو عمل غير نخبوي، فلا يمكن رفع أي قضية داخل البرلمان دون العمل الميداني وربط الموضوع بالهموم اليومية للنساء. العمل البرلماني يفرض التواصل الدائم والمكثف مع النساء في الحقل."

ثم أشارت إلى ظاهرة تشكيل اللجان الشعبية في العديد من القرى العربية رداً على حل السلطات المحلية وتعيين لجان لإدارة هذه السلطات. "اللجان الشعبية ليست طائفية أو عائلية، ونظريا هي مفتوحة أكثر أمام النساء. علينا استغلال هذا الوضع لتغيير معايير الانتخابات في السلطات المحلية العربية. نشوء هذة اللجان يفتح أفقا أوسع للعمل السياسي الميداني وتسييس عمل السلطات المحلية. أي، أفقا لكسر المعايير الطائفية والعائلية،" قالت النائبة زعبي. كما قالت إن وجود امرأة عربية قومية في البرلمان يشجع نساء غير حزبيات على دخول الحقل السياسي.

بعد المداخلتين دار نقاش حول حدود المشاركة السياسية للنساء، خصوصية مشاركة المرأة في السياسة والقيمة المضافة التي قد تجلبها النساء وغيرها.

استضافت كل من جمعية السوار وبرنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل الدكتورة منار حسن في محاضرة لها تحت عنوان "في حضرة المغيبات: الحاضرة (المدينة) الفلسطينية ونساؤها والحرب على الذاكرة" وذلك في لقاء تكريمي لها بمناسبة حصولها على شهادة الدكتوراه في موضوع المحاضرة. أقيم اللقاء في مقر جمعية السوار في حيفا يوم الخميس 25 حزيران.

افتتح اللقاء بكلمات تهنئة للباحثة وترحيب بالضيوف من الأطر الداعية، تلتها محاضرة الباحثة حسن والتي استعرضت خلالها بعض جوانب المدينة الفلسطينية قبل هدمها عام 48، حيث ادعت أن هذه المدينة قد غيبت في حيزين: الجغرافي والذاكرة. كما وأشارت حسن إلى انه رغم أهمية دور الأبحاث إلا أن بعض المعرفة ستبقى أبدا محدودة، لأن المدينة دمرت ولم يبق منها إلا شظايا وفتات حاولت تجميعها لتبين صورة لما كان. كما حاولت خلال المحاضرة أن تتعرض لتأثير تدمير المدينة على مكانة المرأة وعلى العلاقات الجنوسية.
أشارت بداية إلى انه من ضمن احد عشر مدينة فلسطينية بينها ثلاث مدن مركزية، لم يبق إلا مدينة واحدة. وبعد تدمير المدن تمت عملية ما أسمته بالترييف. الأمر الذي استأصل المدينة واثر على النسيج الاجتماعي.

كما وإدعت انه فقط في العقد الأخير من القرن العشرين ونتيجة لتراكمات معينة ، بدأت تظهر شرائح مدينيه على هامش المدينة اليهودية أدت إلى تحولات اجتماعية منها ما كان أيضا على صعيد مكانة المرأة والعلاقات الجنوسية. ولكنها أضافت أن هذه التحولات لا تلغي الحالة الوجودية من غياب المدينة وهو وضع يشكل حالة فريدة في التاريخ الحديث. ادعت حسن أن المدينة عامل هام في حدوث التغييرات ففيها نشوء القومية وفيها تبدأ تحولات العلاقات الجنوسية لان الحركة النسوية تنشأ في المدينة. إضافة إلى ظواهر ثقافية أخرى كالفن التشكيلي والرواية. هذه المدينة برأيها لم يغيبها فقط التأريخ الصهيوني وإنما التأريخ الفلسطيني لغاية منتصف التسعينات.

خلال استعراضها لبعض جوانب المدينة الفلسطينية قبل 48 قالت حسن مثلا، أن مجمل الصحف التي صدرت في فلسطين آنذاك كانت 206 صحف. إضافة لدور السينما والمسارح والنوادي الثقافية. وداري إذاعة ومقاه ومراقص وحدائق عامة وكذلك نقابات عمالية وتنظيمات نسوية وكل هذه الاحيزة اختفت. حسن تضيف أنها ترى هذه المدينة من خلال أعين نسائها اللواتي عشن مدينة ما قبل ال48 واللواتي قابلتهن أو راجعت ما كتبنه للصحف والمجلات، فتقول مثلا أن قضايا المرأة كانت متناولة بشكل كبير فأشارت إلى بعض الأسماء النسائية الهامة كالكاتبة والمفكرة فكرية صدقي من يافا، التي طرحت نقاشات هامة في الصحف حول مكانة المرأة كالعلاقات بين الجنسين والدين والدولة والزواج والطلاق، وساذج نصار التي حررت صحيفة الكرمل لمدة أربع سنوات. هذه الفضاءات إضافة إلى أفعال شخصية أخرى مثل خلع النقاب، أدت إلى خلق نقاشات حادة وعارمة حول مكانة المرأة والعلاقات بين الجنسين، وقد كانت مساهمة الرجال أيضا في هذه النقاشات كبيرة ولم تقل عن مساهمة النساء.  أشارت أيضا إلى ظاهرة الجناكي وهي ظاهرة مرتبطة بالطبقة الدنيا من نساء عملن كراقصات أو مغنيات أو عازفات، هؤلاء النساء حصلن من خلال عملهن على استقلال اقتصادي وحيزي. وكانت ظاهرة انتقال نساء للسكن في مدن والاستقلال بالسكنى من اجل العمل كالمعلمات مثلا ظاهرة مقبولة، خاصة العزباوات اللواتي كن ينتقلن من قراهن أو داخل المدينة للسكن.

خلال النقاش طرحت بعض الأسئلة والملاحظات فمع التأكيد على أهمية تأريخ هذا الجزء من حياة الشعب الفلسطيني قبل النكبة سُأِلت الباحثة لماذا الاحتفاء بالمدينة ؟ خاصة وان دخول الحداثة وما واكبه من رأسمالية وإفقار أدى إلى اختلاف شاسع بين الريف والمدينة، وكما وتم التساؤل هل نتحدث عن فروقات بين المدينة والقرية أم نفاضل بينهما لصالح المدينة؟. أشارت حسن إلى أن استحضار المدينة هام لان الحيز المديني برأيها عامل مؤسس للعديد من الظواهر الاجتماعية التي لا يملك أن ينتجها الحيز الريفي، وهذا يفسر كون وضعنا متدنيا أكثر من العالم العربي أو المناطق الفلسطينية التي احتلت عام 67 ولم تهدم مدنها. وقالت أيضا انه بسبب غياب المدينة فجزء منا ذوت كثيرا من الأساطير حول "تمدننا" بفضل إسرائيل.

"يسعدني أن أنقل إليكن تجربتنا النسوية في كندا وأشارككن قضايانا، وفي نفس الوقت التعلم من تجربتكن هنا في فلسطين. فثمة العديد من أوجه الشبه بين هنا وهناك من ناحية السياق التاريخي، وهنالك بعض أوجه الاختلاف. فأيضا كندا هي دولة استعمارية استيطانية وعنصرية، قامت على معاداة السكان الاصلانيين (الهنود الحمر المعروفين باسم شعب أبورجينال) وسلبهم".هكذا افتتحت البروفيسور سونيرا طوباني محاضرتها أمام العشرات من الناشطات النسويات, في اليوم الدراسي الذي عقدته جمعية نساء ضد العنف وبرنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل , أمس الأربعاء , تحت عنوان " النسوية المناهضة للعنصرية ".

والبروفيسور طوباني هي محاضرة في برنامج الدراسات النسوية ودراسات النوع الاجتماعي في جامعة UBC في كندا. تناولت في العديد من الأبحاث مواضيع العولمة، المواطنة، الهجرة، العنصرية وعلاقات النوع الاجتماعي. كما نشرت العديد من المقالات في دوريات ومجلات عالمية متخصصة في قضايا النساء، دراسات النوع الاجتماعي، اللاجئين والقانون.

وكانت افتتحت الندوة وأدارتها السيدة عايدة توما – سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف، فأشارت إلى أن عقد اليوم الدراسي يأتي ردا على ازدياد ظواهر العنصرية في ضد الفلسطينيين في المجتمع الإسرائيلي وتحولها إلى نهج روتيني ويومي , مؤكدة أن هذه نتيجة قد تكون حتمية في نظام مثل المسيطر في إسرائيل والمبني على الأثنوقراطية وتفضيل مجموعة من المواطنين على مجموعة أخرى، نحن الفلسطينيين. وأضافت توما- سليمان بأن النضال النسوي الذي تخوضه النسويات الفلسطينيات داخل إسرائيل له اشكالياته وكثيرا ما يصطدم هذا النضال بظواهر عنصرية داخل الحركة النسوية الإسرائيلية , وذكرت بعض النماذج.
وتركزت البروفيسور طوباني في محاضرتها بالحديث عن السياق التاريخي للسكان الأصلانيين في كندا وعن كيفية بناء "الأمة" الكندية على أساس عنصري وكولونيالي. وقالت إن النقاش المعاصر حول كندا، تعريفها وماهيتها يدور عبر خطاب عنصري. ثم تطرقت إلى النسويات البيض في كندا وقالت "صحيح إنهن (النسويات البيض) يعانين من العنصرية كما النساء الأصلانيات، إلا أن العنصرية لا تشكل عقبة أمامهن، بل إنهن استفدن من العنصرية الكندية ضد شعب أبورجينال وضد النساء الأصلانيات، واستفدن من الأرض المسروقة. نحن لا نتحدث هنا عن التاريخ والماضي، والعنصرية في كندا ليست من عداد الماضي، بل تتم إعادة إنتاج هذا الواقع يومياً . فنحن نتحدث عن مجتمع استعماري استيطاني قام على أسس العنصرية ضد السكان الأصلانيين".
خلال محاضرتها ذكرت طوباني العديد من الأمثلة الشخصية عن معاناة النساء من أصول أسيوية من العنصرية الكندية بشكل يومي، فذكرت أنها سكنت في عدة مناطق في كندا وعندما كانت تسجل ابنتها في المدرسة كانوا يطلبون منها في كل مرة جواز السفر وشهادة ميلاد البنت، وهو ما لا يطلب من البيض بتاتا. كما ذكرت إنها تدرس في الجامعة مع العديد من الزملاء المهاجرين، ودائما تٌسأل من أين هي بينما لا يتم طرح هذا السؤال على زملائها المهاجرين البيض.

ركزت البروفيسور طوباني خلال محاضرتها على دور النسويات البيض في كندا، وأشارت إلى أن نظريتهن النسوية قامت بسبب تجربتهم المختلفة على أسس عنصرية. فالنساء (والنسويات) البيض يعملن في مؤسسات الدولة وتم التعامل معهن تاريخيا على أنهن موّلدات للأمة الكندية الجديدة، وانه عندما هاجرن إلى كندا كن قد حصلن على ظروف حياة حتى أفضل مما كان لديهن. "لقد تم التعامل معهن على أنهن أمهات الأمة الجديدة. وهن لم يناضلن من أجل أهداف مشتركة مع النساء الأصلانيات، بل ناضلن من أجل أهداف مشتركة مع الرجال البيض. لذلك كن وما زلن جزء من إنتاج العنصرية ضد السكان الأصلانيين. هؤلاء طالبن في حينه المشاركة في الحرب على أفغانستان مثل الرجال البيض، ويرفضن التعامل مع سياسات الهجرة كموضوع نسوي كما يرفضن التعامل مع الامبريالية كموضوع نسوي"، قالت طوباني. وتجدر الإشارة إلى أوجه الشبه العديدة بين الممارسات الكولونيالية ضد السكان الأصلانيين في كندا وبين الممارسات الكولونيالية والعنصرية الصهيونية ضد السكان الأصلانيين في فلسطين، كما تبين من محاضرة البروفيسور طوباني، مثل العنصرية والتمييز في برامج التعليم، قوانين الهجرة، وقوننة العنصرية.
بعدها تحدثت بروفيسور نهلة عبدو عن العنصرية في السياق الإسرائيلي. فأشارت إلى التشابه الكبير بين النموذجين، الكندي والإسرائيلي. وقالت إن ما قيل عن النسويات البيض في كندا وعنصريتهن ينطبق تماما على النسويات اليهوديات الإسرائيليات. ثم انتقدت الخطاب الأثني والتعامل مع السكان الفلسطينيين في إسرائيل كمجموعة أثنية كباقي المجموعات الأخرى مثل الروس والإثيوبيين وحتى الييهودي الشرقي والغربي المهاجر/ مستعمر) وقالت إن هذا الخطاب يموّه الواقع الكولونيالي العنصري للدولة، ويضع الجميع في خانة واحدة متساوية. كما تطرقت بروفيسور عبدو خلال محاضرتها إلى إشكاليات الحركات القومية بشكل عام في عدم وضوح رؤية هذه الأيديولوجية لدور الطبقة ، وبشكل اساسي في تعاملها مع النساء. فقالت إن كل مجتمع بحاجة للنساء لتوليد الأمة الجديدة وتوليد جيش هذه الأمة، فيتم التعامل مع النساء ك "أداة تفريخ". وبعد أن أكدت الفروق بين قومية الدولة الكولونيالية الإستيطانية وقومية حركات التحرر ضد الكولونيالية، أضافت "أنه ثمة إشكالية بين القومية والجنوسة. فالقومية بمؤسساتها وتنظيماتها يصيغها الرجال ويحكمونها. إذ عادة ما تستثنى المرأة من عملية صنع وأخذ القرار في تلك المؤسسات. ومن هنا تظهر العلاقة الوطيدة بين الذكورية وبين القومية. وتناولت بروفيسور نهلة عبدو إشكالية العلاقات بين النسويات الفلسطينيات والنسويات اليهوديات الإسرائيليات في ظل نظام كولونيالي وفصل عنصري وأكدت أن التعاون بين الطرفين ممكن فقط إذا كانت النسويات اليهوديات مناهضات للصهيونية ولا يعترفن بشرعية يهودية الدولة . وفي ختام محاضرتها قالت عبدو إنه يمكن إلغاء الطابع الاستعماري والطابع اليهودي والصهيوني للدولة عن طريق إقامة دولة واحدة علمانية مشتركة. وقالت إن مثل هذا الكيان يمكنه أن يزيل العديد من أشكال القمع القومي والنسوي.

ثم القت د. نادرة شلهوب- كيفوركيان مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل محاضرة بعنوان "العنصرية، النسوية، فيزياء القوة". شددت المحاضرة على ثلاثة محاور رئيسية لتحليل العنصرية والنسوية، الاول هو تأريخ العنصرية لتفكيكها وفهمها، الثاني تحليل السياق الفلسطيني وتأثيره على ادوار ومكانة المرأة الفلسطينية بمراحله التاريخية المتفاوتة، وبحيزه الجغرافي المختلف والمشتت، والمحور الثالث تحليل ديناميكيات القوى المحلية، الاقليمية والعالمية. وختمت محاضرتها بطرح السؤال: "كيف يمكن للمرأة الفلسطينية والتي أصبحت بين ليلة وضحاها أقلية وطن في وطنها المسلوب، ممارسة العمل النسوي الضد العنصري وضد الامبريالي برغم الاشتباك والتعقيد؟ كيف يمكنها انتاج معرفة مقاومة وممارسات نقدية برغم صراعات القوة في سياق الهيمنة الجغرافية، والاقتصادية، والفكرية,، واللاخلاقية للسياسات العنصرية والتي لعبت دورا حاسما في تبرير جرائم الدولة اليهودية، وادت الى دعمهن للاستعمار الصهيوني لدرجة مأسسة الامنيسيا الغربية لحق الفلسطيني/ة في الحياة؟ وانهت د. شلهوب-كيفوركيان المحاضرة بقولها ان تحديات التنظير والعمل النسوي الفلسطيني تتطلب التعمق بما اسميته "فيزياء القوة" المؤدي الداعم للعنصرية، والتي تكاثفت مع تكاثف المأسسة العالمية لامنيسيا حق الحياة للفلسطيني/ة، والتي حددت موقعة المرأة الفلسطينينية في تاريج وجغرافيا واقتصاد القضية الفلسطينية- التي ما زالت تعاني من العنصرية الممأسسة.

وركزت على ضرورة قراءة وتحليل فيزياء القوة وليس فقط كيمياء القوة لفهم الواقع. بعدها دار نقاش بين المشاركات وجهت خلاله العديد من الأسئلة للمحاضرات، والذي تمحور في أغلبه حول العلاقة بين النظريات النسوية وبين النضال الميداني، من هم شركاء النضال، القومية والنسوية.

استضاف برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، المركز العربي للدارسات الاجتماعية التطبيقية، مساء أمس (الأربعاء) فيلم "حكاوي حرب على غزة" ودكتور هديل قزاز، مديرة مركز الأبحاث الفلسطيني-الأميركي في رام الله، في أمسية بعنوان "أصوات نسوية من غزة". وقد عقدت الأمسية في مسرح الميدان وحضرها العديد من الناشطات النسويات والناشطين الاجتماعيين والسياسيين.

افتتحت الأمسية د. نادرة شلهوب-كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية، وقالت إن الهدف من جلب أصوات نسائية من غزة إلى حيفا، مع كل ما يتضمن ذلك من معاناة، ليس لمشاهدة وفحص كمية الخسائر وحجم المأساة، بل هو محاولة لفحص كيف يمكن أن تتحدث حيفا عن غزة، كيف يمكن أن ترى حيفا غزة، أو ربما لا تراها. "الهدف هو فتح قصة غزة لأهل حيفا، ومشاهدة هذه الأفلام من أجل الاستمرار في التفكير في دورنا وموقعنا. في الطريق من القدس إلى حيفا نشاهد الكذبة (كذبة المواطنة)، فغزة هي حيفا وحيفا هي غزة. الهدف هو الاستماع لما وراء تلك الأصوات التي تعرضها الأفلام".

بعد كلمة الافتتاح القصيرة تم عرض فيلم "حكاوي حرب على غزة"، والذي تضمن أربع قصص قصيرة مصوّرة، مدة القصة الواحدة خمس دقائق. توثق هذه القصص للقاءات مع عدد من النساء اللواتي ذقن ويلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. حيث شاهدنا نساء غزة يسردن قصصهن وقصص عائلاتهن وقصص أطفالهن خلال الحرب الوحشية، وخاصة نساء من أكثر المناطق تضرراً كمنطقة العطاطرة، عزبة عبد ربه، حي الزيتون وتل الهوا. يُذكر أن الفيلم من تصوير وإنتاج مركز شؤون المرأة في قطاع غزة، ويعرض لأول مرة في الداخل.

ثم قدمت د. قزاز مداخلة قصيرة بعنوان "نساء في مواجهة النار، الحصار، الإفقار والفلتان الأمني". عرضت د. قزاز في مداخلتها لقصة امرأة عمرها 27 سنة وضعت طفلا خلال الحرب على غزة بعد انتظار ومعاناة استمرا ثلاث سنوات. وحاولت د. قزاز من خلال ذلك تسليط الضوء على قضية العنف ضد النساء في قطاع غزة بكل إشكاله، وتفكيك تأثير الاحتلال على معاناة المرأة الفلسطينية وتكريس دونيتها. استعرضت د. قزاز من خلال مداخلتها تسلسل الأحداث المأساوية التي مرت بها تلك السيدة، بدءاً بالضغوط الاجتماعية والأسرية بسبب عدم الإنجاب، مرورا بوضع الجنين تحت القصف الوحشي وما رافق ذلك من رعب، وانتهاء بحالة الكآبة بعد الولادة وحتى الهذيان بسبب انعدام الدعم والعلاج الطبي والنفسي، ومن ثم حالة اليأس وفقدان الأمل. فقد واجهت تلك السيدة ست محاولات انتحار، محاولتين لقتل طفلتها وممارسة العنف ضد الزوج. فبسبب حالتها النفسية وانعدام أي نوع من الدعم والعلاج النفسي، قامت بتحميل الطفلة والزوج مسؤولية ما حصل ويحصل لها.

"يعيش في قطاع غزة مليون ونصف المليون إنسان داخل جيتو وسجن كبير، ممنوعين من الخروج. وهنالك حالة عامة من الشعور الكامل بالعجز وعدم القدرة على التغيير. نحن نتحدث عن مجتمع كامل سلبوه الأمل، شعب كامل يعيش داخل جيتو في ظل الحصار والدمار والإفقار والتجويع والقتل. قصة هذه السيدة مع الاحتلال ومع المجتمع هي فقط نموذج لآلاف الحالات لتي لا نسمع عنها ولا نعلم بها"، قالت د. قزاز.

بعدها قدمت د. شلهوب-كيفوركيان محاضرة قصيرة بعنوان "الازدواجية اللا-أخلاقية والمرأة الفلسطينية في غزة"، وقالت إن مسؤوليتنا هي فهم الوضع وتحليله على حقيقته، ليس من أجل أشاعت اليأس وفقدان الأمل، بل من أجل فتح النقاش حول دورنا وما يمكن فعله، وفحص كيف يتعامل الفرد الفلسطيني في حيفا مع هذه الأحداث. ثم استعرضت ردود الفعل العالمية خلال الحرب على غزة وما تتضمنه من ازدواجية لا أخلاقية في التعامل مع الفلسطينيين.

في نهاية المداخلات دار نقاش بمشاركة الجمهور قُدمت خلاله العديد من المداخلات، التي تمحورت في معظمها حول دورنا، وحول ازدواجية حياتنا في الداخل وازدواجية معاييرنا. كما دار نقاش حول سؤال "ما هو دورنا". فسأل البعض "هل المقصود ما ذا نعمل تجاه غزة ومن أجل غزة، أم ما ذا نتعلم من درس غزة؟". تبعه نقاش حول حالة التشرذم الفلسطيني هنا وهناك، وحول العنف هنا وهناك.

 

"لعبت المرأة الفلسطينية، وما زالت تعلب، دوراً هاماً في بناء المجتمع الاقتصادي السياسي، والاجتماعي الثقافي. وللمرأة الفلسطينية بشكل خاص علاقة وطيدة مع الأرض، حيث ارتبطت بالأرض عبر علاقات مادية وثقافية ومعنوية. فالأرض لم تكن بالنسبة لها مجرد مصدر رزق، حيث نلاحظ في العديد من الكتابات العلاقة بين الثقافة والشعر والأرض والمرأة"، هذا بعض ما قالته البروفيسور نهلة عبدو أستاذة علم الاجتماع في جامعة كارلتون في كندا، في محاضرتها في مركز مدى الكرمل.

فقد استضاف برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل البروفيسور عبدو، أمس (الخميس) في محاضرة لها حول "المرأة الفلسطينية والإقتصاد السياسي الإسرائيلي". وقد عقدت هذه المحاضرة ضمن سمينار الجنوسة في برنامج الدراسات النسوية، والذي يهدف إلى المساهمة في خلق وتطوير مساحات حوار نسوية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل.

افتتحت الندوة د. نادرة شلهوب-كيفرويكان، مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى، مشيرة إلى العلاقة بين موضوع المحاضرة والبحث الجديد الذي بادر إليه البرنامج تحت عنوان "التسويغ الأمني: سياسة حيّزيّة، البطريركيّة والحقوق الإقصتادية للنساء الفلسطينيات في إسرائيل". وقالت أن البحث يهدف إلى إجراء تفحص معمق للسياسات الإسرائيلية والممارسات من وجهة نظر سياسية إقتصادية نسوية، والكشف عن شكل تأثير الكولونيالية الإسرائيلية على الحقوق السياسية الإقتصادية للنساء الفلسطينيات. كذلك يسعى البحث الجديد إلى الكشف عن العقبات التي تَحُول دون حصول النساء الفلسطينيّات في إسرائيل على الحقوق الاقتصاديّة، بغية مواجهة هذا والتوصّل في المحصّلة إلى دفع الحقوق الاقتصاديّة الخاصّة بهذه المجموعة.

وكانت بروفيسور عبدو، وفي محاولة لجسر الهوة المعرفية بما يتعلق بموضعة المرأة الفلسطينية، قد ركّزت محاضرتها على مكانة المرأة الفلسيطينية في الإقتصاد السياسي الإسرائيلي، عبر خمسة مفاهيم: الأرض كحق اقتصادي؛ المرأة والمواطنة؛ الدولة اليهودية كدولة كولونيالية استعمارية عنصرية؛ عمالة المرأة والأسواق الإثنية التي تعتمد على الإقصاء والتهميش؛ تأنيث الفقر؛ الثقافة والدين والعائلة – هل هي أسباب تهميش أم ذرائع فقط؟.

في بداية محاضرتها تناولت بروفيسور عبدو مفهوم الإقتصاد السياسي وتطورعه عبر الفترات، رابطتة ذلك بالتطورات العالمية بدءً من انهيار المعسكر الإشتراكي، التحول إلى عالم أحداي القطب والسيطرة، وحتى يومنا هذا. وقالت أن هذا المفهوم الماركسي كمنهاجية للتحليل قد أرسى الخطوط العريضة لفهم العلاقات بين الدولة وأنماظ الانتاج. وخلال تناولها لهذا المفهوم أشارت عبدو إلى أن الرأسمالية في العالم الثالث وبفعل الكولونيالية الاستعمارية قد تطورت بشكل مختلف عن تطورها في الغرب، مما ساهم في انتاج طبقة واسعة جدا من الفقر المدقع. ثم أشارت إلى التشابك بين الكولونيالية البريكانية في فلسطين والاستعمار الصهيوني.

كما أشارت عبدو إلى أن قوانين تسويات وتوزيع الأراضي ومن ثم سلب الأراضي، قد لعبت دورا سلبيا في التأثير على الاقتصاد والعلاقات الإسرية الجندرية، بل وعلى مجمل الحضارة الفلسطينية. وقالت أن الاستعمار الصهيوني لم يسلب الأرض ويحتلها فقط، ولم يهدم القرى والمدن الفلسطينية ويهجر سكانها بقوة إرهاب الدولة المنظم فقط، بل علم على سلب الثروة والممتلكات أيضا، التي شكلت رأسمالا قويا لتقوية الاقتصاد الصهيوني.

وتطرقت خلال محاضرتها إلى المعيقات التي وضعتها الدولة الصهيونية أمام تطور النساء الفلسطينيات في الداخل وتهميشهن، بواسائل مختلفة، مثل الحرمان من حرية التنقل وعدم توفير المواصلات لخروج المرأة للعمل والتعليم، غياب الحضانات الذي شكل عائقا أمام عمل النساء المتزوجات، وخاصة المعيلات الوحيدات، وغيرها.

"المرأة الفلسطينية تتعامل مع دولة بينت على مبدأ صهيوني استعماري عنصري يقوم على التهميش. ومنذ بدايتها جاءت الصهيونية إلى فلسطينين مستندتا إلى مبدأ (شعب بلا أرض لأرض بلا شعب). والصهيونية هي حركة استعمارية أوروبية عنصرية بيضاء، وقد تعاملت مع النساء الفلسطينيات بمفاهيم استشراقية عنصرية ودونية،" قالت عبدو.

 

ينظم برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل بالتعاون مع جمعية نساء ضد العنف ندوة حول المقاومة العطوفة والتضامن كممارسات نسوية، وذلك يوم الخميس 12-3-2009 الساعة السادسة مساء في مقر جمعية نساء ضد العنف في الناصرة (شارع أنيس كردوش)، للمحاضرة بروفيسور سيمونا شاروني.

بروفيسور شاروني هي باحثة ونشاطو نسوية ومحللة نفسية، وهي أستاذة ومساعدة قسم الدراسات النسائية في جامعة نيويورك العامة في بلاتسبورغ. وكانت شاروني قد نالت شهادة الدكتوراة في مجال حل الصراعات من جامعة جورج مايسون، كما حصلت على شهادة الماجستير في النحليل النفسي من جامعة حيفا. وقد ألفت شاروني كتاب "الجندر والصراع العربي-الإسرائيلي: سياسة المقاومة لدى النساء".

تتناول الندوة مفهوم المقاومة العطوفة، وهو مفهوم ابتكرته المحاضرة بعد قتل طلبتها وصديقتها راشيل كوري سحقا تحت جرافة إسرائيلية. وتحاول شاروني إعادة تعريف مصطلح التضامن مستندة إلى الباحثة النسوية من تيار ما بعد الكولونيالية تشاندرا موهانتي.

تعتبر شاروني التضامن موقفا اخلاقيا واستراتيجية عملية قد تعرض المتضامن للخطر الجسدي. وتؤكد شاروني بأن "التضامن يجب أن ينطلق أساسا من حاجات المحرومين وليس من حاجات أصحاب الامتيازات". وتدعو شاروني إلى ابتكار "مشاريع تضامن حقيقية وتنفيذها وخاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الابادي على غزة".

وتأتي هذه الندوة ضمن أطار سمينار الجنوسة في برنامج الدراسات الدراسات النسوية في مدى الكرمل، والذي يهدف إلى المساهمة في خلق وتطوير مساحات حوار نسوية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وإلى خلق ترابط بين الباحثات الفلسطينيات في إسرائيل ونسويات من الخارج.