"حل الدولتين يعني عدم عودة اللاجئين وهو لا يخلصنا من الصهيونية. فالصهيونية هي رزمة واحدة مهما اختلفت تياراتها، وتتضمن العنف، السيطرة، التهجير، الاستعلاء، الغطرسة، الفصل، الإنكار والخوف. وحل الدولتين هو حبل الآمان للصهيونية وجاء ليكرسها. لدينا نحن الفلسطينيين في الداخل القوة الأخلاقية لطرح تصوّر مستقبلي لحل يأحذ بالحسبان العرب واليهود ليس كرد فعل على الصهوينية، لكنه يشكل ضمنيا نفياً لها وللمارساتها. فتاريخياً كانت فلسطين محوراً لالتقاء الحضارات والثقافات والأمم،" هذه بعض أقوال البروفيسور نديم روحانا، المدير العام لمركز مدى الكرمل، التي ألقاها خلال مؤتمر حيفا الذي ناقش حل الدولة الديمقراطية الواحدة. يذكر أن مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، بالتعاون مع جمعية ابن خلدون للبحث والتطوير قد عقد في بداية الأسبوع (الأحد) مؤتمرا لمناقشة حل الدولة الواحدة في مسرح الميدان في حيفا بمشاركة باحثين فلسطينيين وإسرائيليين.

خُصصت الجلسة الأولى لمناقشة سؤال "لماذا الدولة الواحد" بمشاركة كل من د. أسعد غانم والباحث ميرون بنبنستي. في بداية مداخلته طرح د. غانم العديد من التساؤلات حول التصور المستقبلي للحل وتطرق بإيجاز إلى ولادة فكرة الدولة الواحدة. "على الأقلية الفلسطينية هنا وفي ظل الأوضاع القائمة أن تفكر جدياً في طرح أفكار وتصورات للخروج من المأزق الحالي، دون إستثناء الشعب الآخر من هذه النقاشات، وليس صدفة أن نعقد مؤتمرنا هذا في حيفا باللغتين العربية والعبرية وبمشاركة باحثين عرب ويهود،" قال غانم. ثم قال إن الحل المبنى على طرح الدولتين في حالة تلاش وأنه حان الوقت لمناقشة حلول أخرى بما فيها حل الدولة الواحدة، أنه علينا التفكير في مخرج من الأزمة الحالية يحفظ المكانة السياسية للطرفين ويضمن لهما حلاً عادلاً وأخلاقياً.

"بعد مائة عام من الصراع ما زلنا أمام مأزق كبير. كفلسطينيين علينا التفكير مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ككل وليس مع جزء واحد منه فقط. فحل الدولتين لا يضمن حلاً لقضية القدس، ولا للاجئين، ولا للفلسطينيين الداخل. علينا التفكير جدياً في الدولة الواحدة المؤسسة على الشراكة والمواطنة – دولة ديمقراطية واحدة لجميع مواطنيها. هذا الحل يضمن وحدة فلسطين التاريخية ويتيح لكل طرف اعتبارها وطنه التاريخي دون الحاجة إلى التقسيم،" قال د. غانم وأكد على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه فلسطينيو الداخل. كما أشار غانم إلى أن حل الدولتين إنهار بسبب الممارسات الإسرائيلية. ثم قال: "نواجه على الصعيد الفلسطيني حالة إنهيار للحركة الوطنية والسؤال هو كيف يمكن إنقاذ الوضع، وكيف يمكن إعادة جدوى النضال الفلسطيني. المدخل الوحيد برأيي هو حل الدولة الواحدة. في سياق طرح حل الدولة الواحدة علينا التفكير في ماهية ونوع النظام، علاقة هذه الدولة مع الشتات الفلسطيني ومع اليهود في العالم، وعلاقتها مع الحركة القومية العربية. ثمة ضرورة لطرح هذه المسائل ومناقشتها من قبل الطرفين".

أما الباحث الإسرائيلي ميرون بنبنسي فقال إن حل الدولتين وحل الدولة الواحدة لا يتناقضان بل هما امتداد لنفس المحور. "ثمة من يدعي أن حل الدولة الواحدة الذي سيغيّر الوضع القائم قريب جداً، لكن للأسف فهذا لن يحدث. فالوضع الراهن ثابت وقوي. لكن من الناحية العملية فتوجد في هذه البلاد دولة ثنائية القومية، والفصل بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي هو فصل اصطناعي. كما أحب أن أؤكد بأن حل الدولة الواحدة ليس طرحا أيديولوجياً، وليست تصوراً لحل، بل توصيفا للوضع القائم،" قال الباحث بنبنستي. كما أشار إلى أن وجود السلطة الفلسطينية يخلق الوهم بقرب قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. "السلطة الفلسطينية بفضل تمويل الدول الأجنبية، وهي تلك الدول التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال، لكنها تساهم عملياً في الحفاظ على الوضع القائم وتكريسه"، قال بنبنستي.

استعرضت البروفيسور ليلي فرسخ في الجلسة الثانية تاريخ ولادة فكرة الدولة الواحدة مركزة على جذورها الفلسطينية. فتناولت بداية الفكرة منذ عام 1969 عندما طرحتها حركة فتح وتم تبنيها من قبل المجلس الوطني الفلسطيني عام 1971. وقالت إن أهمية هذا الطرح تكمن في تحويل القضية الفلسطينية من قضية إنسانية تتلخص بمشكلة اللاجئين إلى قضية شعب وتحويل المطلب الإنساني إلى مطلب سياسي. وأشارت البروفيسور فرسخ إلى الدور الذي لعبه هذا الطرح في استقلالية القرار الفلسطيني عن القرار العربي. "لقد أكدت حرب الأيام الستة محدودية المشروع القومي العربي في تحرير فلسطين. وجاء طرح الدولة الواحدة كانتصار لمنظمة التحرير الفلسطينية عندما تم الاعتراف بها كالممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين. كما لعب هذا الطرح دورا تنظيميا في بناء مؤسسات الدولة قبل قيامها. ثم توقفت عند مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر الذي تبنى فكرة الصراع المرحلي وأقر إقامة دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم تحريره، محدثاً بذلك تحولاً في فكرة الدولة الواحدة، حيث تم ضمنيا القبول بقرار التقسيم، إلى أن تم التنازل نهائيا عن الفكرة عام 1988 باعتراف م.ت.ف بإسرائيل. "استمر هذا الوضع حتى جاءت اتفاقيات أوسلو التي همشت فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وحولتها إلى ثمانية بانتوستانات تحكمها الحواجز العسكرية. في عام 2001 ومع فشل حل الدولتين عادت فكرة الدولة الواحدة لتظهر من جديد. لقد وصلت القضية الفلسطينية حالياً إلى واقع مأزوم وطريق مسدود،" قالت البروفيسور فرسخ مشددة على ضرورة تطوير فكرة الدولة الواحدة.

بعدها تحدث الباحث دان بابلي من جامعة حيفا، الذي قال إنه وحتى الآن لم يبحث الطرفان بشكل جدي فكرة الحياة المشتركة، وإن إي من الطرفين لم يطرح حلاً للصراع يقوم على المساواة والحياة المشتركة. ثم استعرض فكرة الدولة الواحدة في الفكر الصهيوني. وأكد بابلي استحالة تحقيق فكرة الدولة اليهودية وخاصة في ظل الوضع الديموغرافي، واستحالة الفصل بين الشعبين. ودعا بابلي إلى إقامة طواقم عمل عربية يهودية مشتركة للدفع بفكرة "دولة جميع سكانها" وإقناع الطرفين بأهميتها وجدواها، واقترح أن يمنح كل طرف حق النقض في القضايا المصيرية، والعمل على توزيع عادل للموارد بين الطرفين، وضمان حق العودة للشعبين. أما الباحث الفلسطيني حازم القواسمي الذي شارك في تلك الجلسة فقد استعرض تجربته الشخصية وكيف عمل على مدار خمسة عشر عام على تسويق فكرة الدولتين، إلى أن توصل عام 2000 إلى قناعة باستحالة هذا الحل وضرورة تبني حل الدولة الواحدة، مؤكداً على ضرورة وضع الإنسانية في المركز لدى التفكير في حل الصراع. "يجب العمل على إنهاء الاحتلال، ووقف نزيف الدم اليومي، ووقف القتل والهدم، وإزالة الجدار، كي نستطيع التفكير بعقلانية بالحل،" قال الباحث القواسمي.

أفتتح الجلسة الثالثة البروفيسور نديم روحانا وقال إنه من الخطأ طرح فكرة الدولة الواحدة كمسألة تكتيكية بهدف الضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين، مؤكداً أنه لا يوجد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعتمد على التقسيم. "لم يكن قرار التقسيم ليشكل حلاً للقضية الفلسطينية، فهو قرار غير عادل وعنصري اعتمد على اقتطاع جزء من فلسطين ومنحه بشكل استثنائي للحركة الصهيونية. وقد اعتمد هذا القرار على فرضية خاطئة تدعى وجود صراع قومي بين حركتين تمثلان شعبين وأن لكل منها حقوقاً متساوية ومتوازية. سؤال هل الصهيونية هي حركة تحرر قومي لليهود أم لا، هذا ليس من شأني وغير مهم، فالمهم هو الممارسة على أرض الواقع، ومن ناحية الممارسة فإن الحركة الصهيونية هي حركة استيطانية في جوهرها. إسرائيل هي مشروع كولونيالي، وليست في جوهرها صراع قومي".

ثم أشار روحانا إلى أن السؤال المركزي هو "كيف يمكن التوصل إلى حل يحقق العدل للاجئين الفلسطينيين والمساواة بين الشعبين، دون امتيازات لأحد. بناء على ذلك يمكننا التفكير في الحلول، لكن من الواضح إن حل الدولتين لا يضمن ذلك". وتابع "أنا لا أتوقع من الصهيونية تطوير برامج أو طرح أفكار للعيش المشترك، فالاقتلاع هو الجانب الآخر للعملة الصهيونية. كما أن الأكاديمية الإسرائيلية لعبت عبر مراحلها المختلفة وما زالت دوراً مركزياً في شرعنة الدولة اليهودية وتثبيتها. لكنني أتوقع منا كفلسطينيين تطوير نماذج للعيش المشترك تضمن المساواة للطرفين. وهو الأمر الذي حدث في جنوب أفريقيا".

في نهاية محاضرته تطرق البروفيسور روحانا إلى التحديات التي تقف أمام فكرة الدولة الواحدة مثل عدم تقبل الفكرة حتى الآن لدى الفلسطينيين أو لدى الإسرائيليين. "لدينا القوة الأخلاقية لطرح تصوّر يأخذ بالحسبان العرب واليهود ليس كرد فعل على الصهوينية، لكنه يشكل ضمنيا نفياً لها وللمارساتها. فتاريخياً كانت فلسطين محوراً لالتقاء الحضارات والثقافات والأمم،" ختم روحانا أقواله.

أما بروفيسور أورن يفتحائيل من جامعة بئر السبع في النقب فأدعى إن رؤية الدولة الواحدة هي رؤية لا سياسية. وقال إن فكرة الدولة الواحدة هي فكرة مثالية وأخلاقية، لكن الأفكار الأخلاقية والمثالية غير كافية في أيامنا، ودعا إلى فكرة الكنوفديرالية، معتمدا بذلك على غياب نماذج مشابهة لصراع انتهى بحل الدولة الواحدة. كما اشار إلى أن المطروح على بساط البحث هو قيام الدولة الفلسطينية، وليس قيام إسرائيل الموجودة فعلا وبقوة. "هل سنذهب للكنيست ونطالبها بحل نفسها؟ هل سنطلب من الجيش الإسرائيلي حل نفسه؟ كيف يمكن إقناع الإسرائيليين بالتنازل عن دولة إسرائيل؟ صحيح أن الضغط الدولي قد يفعل ذلك، لكن هذا الضغط غير وارد بالسياق الإسرائيلي بتاتاً. الحل السياسي هو الكونفديرالية بين دولتين، من خلال بلورة أُطر مشتركة في مجالات الاقتصاد والمواصلات وغيرها". وقد بنا البروفيسور يفتحائيل طرحه على بعض الفرضيات الأساسية، كما قال، وهي: وجود قوميتين لهما الحق في الوجود؛ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع؛ وجود دولة إسرائيل والحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية؛ لا توجد في التاريخ الحديث ظاهرة إلغاء أو اضمحلال دول؛ القرار 181 مع تعديل معين سيشكل آلية لضمان العدل النسبي للطرفين.

المتحدث الأخير في هذا المؤتمر كان د. أمنون راز كراكوتسكين من جامعة بئر السبع، وهو أول من دعا إلى ضرورة التفكير بثنائية القومية كهوية وكإطار فكري. في بداية محاضرته قال: "لا أستطيع التفكير في تصوّر غير الدولة الواحدة. السؤال الذي يجب طرحه هو: كيف ولدت فكرة الدولتين؟ كيف ولدت هذه الفكرة الغريبة مباشرة بعد احتلال 1967؟ من أين جاءت الفكرة أن تتوحد باقة الشرقية مع غزة وليس مع باقة الغربية؟". ثم قال إن فكرة الدولتين تشكل أداة لضرب الشعب الفلسطيني. "لولا هذه الفكرة لما كانت مذبحة غزة. كما تشكل فكرة الدولتين نموذجاً لإقصاء الفلسطينيين داخل إسرائيل. لذلك من الضرورة محاربة هذه الفكرة. علينا التمسك بفكرة ثنائية القومية المرتبط بحل الدولة الواحدة. فلا يمكن قبول فكرة ثنائية القومية وبنفس الوقت الدعوة لبناء جدار الفصل. كما تتضمن هذه الفكرة العدل والمساواة المدنية والقومية. لقد قامت الصهيونية على مبدأ إنكار القومية الفلسطينية، بينما تشدد فكرة ثنائية القومية على القومية الفلسطينية".

كما قال البروفيسور كراكوتسكين أنه من الضروري لدى الحديث عن الدولة الواحدة وثنائية القومية تعريف حقوق اليهود. "ثنائية القومية هي أيضاً إطار لتفكيك الكولونيالية. من مسؤوليتنا إثارة النقاش والتفكير ووضع التحديات وليس البحث عن نماذج في التاريخ". 

كلمة إدارة المشروع
بعد أكثر من خمسين عامًا على النكبة الفلسطينيّة، قامت مجموعة من المثقّفين، الأكاديميّين والناشطين الفلسطينيّين، من مجالات مختلفة والتي تحمل وجهات نظر سياسية مختلفة، بالمبادرة إلى نصّ وثيقة توافقيّة تشمل رؤيا جماعيّة حول تصوّر الفلسطينيّين المواطنين في إسرائيل لوضعهم الجماعيّ. هذه الوثيقة، المعروفة بـِ "وثيقة حيفا"، هي مشروع بدأ عامَ 2002 تحت رعاية "مدى الكرمل – المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة"، في مدينة حيفا. توخّى المشروع إنشاء منتدى لمواطنين فلسطنيين، من أوسع قاعدة اجتماعيّة وسياسيّة، نستطيع من خلالها تجاوز حدود سياسات القوّة، وتخطّي سقف الخطاب السياسي الحزبي الذي تفرضه هذه السياسات لمناقشة تصوّرنا للماضي والحاضر والمستقبل بحرّيّة – لا سيّما مستقبلنا ومكانتنا الجماعيّين في وطننا، والتحدّيات الرئيسة التي يواجهها مجتمعنا، وعلاقتنا بشعبنا وبأمّتنا وبدولة إسرائيل.

ضمّ هذا المشروع أفرادًا يمثلون طيفًاً واسعًا من وجهات النظر. ووثيقة حيفا هي نتاج التداولات الموسّعة لأعضاء هذه المجموعة ومناقشاتهم على امتداد سنوات عدّة، سواء أكان ذلك في ما بينهم فقط، أم كان أحيانًا مع آخرين من خارج المجموعة.

التقت الهيئة العامّة، التي تتضمّن جميع أفراد المجموعة، في نصابها الكامل نحو اثنتي عشرة مرّة. ودعونا، أحيانًا، متحدّثين خارجيّين، بمن فيهم أعضاء في الكنيست من الأحزاب العربيّة. أنشأت الهيئة العامة أربع مجموعات عمل تمحورت حول:

القضايا الاجتماعيّة الداخليّة
العلاقة بين المواطنين الفلسطينيّين ودولة إسرائيل
العلاقة بسائر أجزاء شعبنا الفلسطينيّ وبالأمّة العربيّة
هُويّتنا الوطنيّة

التقت مجموعات العمل بصورة متكرّرة، نظّمت محادثات طاولة مستديرة وورشات عمل، ناقشت القضايا الخلافيّة، وقدّمت مسوَّداتها إلى الهيئة العامّة. ناقشت الهيئة العامّة المسوَّدات مرّات عديدة قبل تقديمها إلى لجنة صياغة الوثيقة المؤلّفة من أربعة أعضاء من اللجنة الإداريّة للمشروع، ومركّزي مجموعات العمل الأربع، وعضو آخر ساعد في الصياغة اللغوية. ناقشت الهيئة العامّة مجموعةً من صِيَغ المسوّدة، إلى أن توصّلت إلى الصيغة النهائيّة.

لقد أعلنّا، منذ البداية، أنّ جهودنا لم تكن ترمي إلى الوصول إلى وثيقة فحسب، وإنّما رمت إلى إتاحة المجال لخلق نقاش عامّ مفتوح وحرّ، بيننا كمجتمع، ومع الدولة، والمواطنين اليهود، حول رؤيانا لمكاننا ومكانتنا في وطننا. إنّنا فخورون بأنّ مشروع وثيقة حيفا حقّق العديد من أهدافه، كما نأمل أن تكون السيرورة التي بدأتها وثيقة حيفا، منذ عدّة سنوات، والنشاطات العديدة التي نظّمها مركز "مدى الكرمل" حول هذه الوثيقة، قد ساهمت في الجهود العديدة التي ظهرت لمناقشة هذه القضايا وقضايا أخرى ذات صلة.

إضافةً إلى "وثيقة حيفا"، صدرت، مؤخّرًا، وثيقتان أخريان ذاتا صلة: "التصوّر المستقبليّ" الذي جرى تطويره تحت رعاية "اللجنة القطريّة لرؤساء السلطات المحلّيّة العربيّة في إسرائيل"؛ وَ "الدستور الديمقراطيّ" الذي طوّره "عدالة – المركز القانونيّ لحقوق الأقلّـيّة العربيّة في إسرائيل". إنّنا نرى في إصدار جميع هذه الوثائق المكمّلة مؤشّرًا قويًّا أنّ مجتمعنا وصل إلى مرحلة يستطيع فيها التعبير، بصورة واضحة، عن رؤيته الجماعيّة وإلى جعل صوته مسموعًا.

نحنُ نطمح إلى أن تشكّل وثيقة حيفا، والتصوّر المستقبليّ، والدستور الديمقراطيّ، نصوصًا أساسيّة لمؤسّسات الأقليّة الفلسطينيّة ولأبنائها وبناتها في سعيهم إلى التشديد على هويّتهم الوطنيّة، وحقوقهم الوطنيّة، وحقّهم في الديمقراطيّة وفي المواطنة المتساوية. كما نطمح إلى أن تطلق الوثيقة شرارة حوار ديمقراطيّ مفتوح وبنّاء مع أعضاء مؤسّسات المجتمع الإسرائيليّ- اليهوديّ، بحيث يمكّننا هذا الحوار من العمل معًا على بناء مستقبل أفضل بين شعبينا. ونحنُ نؤمن بأنّ من شأن ذلك أن يضع أسسًا لإنشاء مجتمع يرتكز إلى العدل والمساواة لجميع مواطني دولة إسرائيل والمقيمين فيها. لقد بادر إلى هذا المشروع بروفيسور نديم روحانا، المدير العامّ لمركز "مدى الكرمل"، والمحامي حسن جبارين، وبروفيسور رمزي سليمان. وألّفت هذه الشخصيّات الثلاث لجنةَ المشروع الإداريّة التي تولّت قيادته. وانضمّ إلى اللجنة الإداريّة عام 2006 كلّ من بروفيسور محمّد حاج يحيى، والدكتورة نادرة شلهوب- كيفوركيان.

إنّنا نتقدّم بجزيل الشكر الى أعضاء الهيئة العامّة، ومنسّقي المشروع، ومركّزي مجموعات العمل المختلفة، الواردة اسماؤهم بعد نهاية نص الوثيقة، والى جميع مَن ساهموا، بطرق مختلفة، في إنجاح هذا المشروع.

للحصول على نسخة الكترونية من الوثيقة اضغط هنا.

للحصول على نسخة الكترونية باللغة العبرية اضغط هنا.

للحصول على نسخة الكترونية باللغة الانجليزية اضغط هنا.

مدى آخر – العدد الثاني
تحرير: نبيل الصالح
( أيلول 2006)

 

المحتويات:

جمال ضاهر فردانية الهوية واللغة

اسماعيل الناشف فتح الإبستيم

موريس عبليني الهيمنة والأشياء التي لا نراها

مروان دلال تأملات في سياق الغياب في القضاء الاسرائيلي

ميشيل فوكو نظام الخطاب

سهاد ظاهر – ناشف مراجعة كتاب جورجيو أغامبين: هومو ساكر

مروان دلال مراجعة كتاب محمود ممداني: المسلم الجيد، المسلم السيء

اسماعيل الناشف تقديم في حد المساءلة: مراجعة نقدية لعمل منار الزعبي "لست بقارئ"

 

 

مجلة أبحاث فلسطينية في المجتمع والتاريخ
العدد الأول | ربيع | 2006

 

كلمة التحرير

الخطاب الإسرائيلي حول التوازن السكاني العربي- اليهودي
إيــــلـــيــا زريــق

من جنوب إفريقيا الى إسرائيل: الطريق إلى تحويل الضفّة الغربية وقطاع غزّة إلى بانتوستانات
لـيــلـــى فـــرســـخ

اليهود العرب، التبادل السكاني وحق الفلسطينيين في العودة
يــهــودا شنـــهــاب

اسحق الشامي ومعضلة العربي اليهودي في فلسطين
سلـــيـم تمـــــاري

ليس هناك ما يدعى "يهود عرب": شاس والفلسطينيون
يوآف بـيـلـيـــــد

الحقيقة والتصالح: حق العودة في سياق غبن الماضي
نديـــم روحــانــا

مراجعات كتب
حول كتاب روضة آن كناعنة: ميلاد الأمّــــة
نادرة شلهوب – كيفوركــيــــان

حول كتاب ألن فلايشمان: الأمة ونساؤها الجديدات
شيرين صيقـــلــي

 

تحرير: نبيل الصالح ونمر سلطاني
(تشرين ثاني 2005)

 

المحتويات:

اسماعيل الناشف – معمارية الفقدان

هدى ابو مخ – النص كمنهجية إقصاء

الطيب غنايم – ناطحات لغات

هنيدة غانم – العيش على قمة البركان

لينا ميعاري – النوع الاجتماعي والقومية

مرزوق حلبي – سياحة نفسية

رائف زريق – قوة، ضعف، تدخل وتواصل

بيير بوردية – التفويض والصنمية السياسية

أمل جمال – كولونيالية … والمسؤولية الأخلاقية

 

 

 

 

استطلاع رأي عام حول عملية شفاعمرو –
تدني مستوى الشعور بالأمان
اعداد: مرزوق حلبي وعميد صعابنة

(كانون أول 2005)

أجرت وحدة استطلاع الرأي في مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية – استطلاعًا لرأي المواطنين العرب في إسرائيل حول الجريمة التي قام بها جندي إسرائيلي في شفاعمرو، والتي أودت بحياة أربعة مواطنين من سكان المدينة وجرح عشرة آخرين.

سعى هذا الاستطلاع، الذي اشرف عليه مرزوق الحلبي وعميد صعابنه – منسق وحدة استطلاع الرأي العام في مركز مدى الكرمل، إلى الوقوف عند جريمة شفاعمرو لتقصّي أثرها على الوعي العام للمواطنين العرب وعلاقتهم بالأكثرية اليهودية ومؤسسات الدولة. وقد شمل الاستطلاع عينة من 582 مستجوَبًا من المواطنين العرب موزعين في كل أنحاء البلاد.

يتضح من الاستطلاع ان نحو 72.3% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسطة تكرار مذبحة شفاعمرو، وان نحو 62.8% من المواطنين العرب يخشون بدرجة عالية أو متوسّطة حصول عملية مشابهة في مكان سكناهم تحديدًا وان نحو 68.1% منهم يخشون بدرجة عالية أو متوسطة أن يتعرضوا هم شخصيًا لحادث مماثل.

وأعرب نحو 37.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بان منفّذ الجريمة في شفاعمرو يمثل بأفكاره توجها فكريًا مركزيًا في المجتمع الإسرائيلي، بينما قال نحو 33.7% منهم إنه يمثّل توجها فكريًا هامشيًا. وقال نحو 28.4% من المستجوَبين إن منفّذ العملية خارج عن القاعدة ولا يمثّل أي توجه. وأعرب نحو 36.7% من المستجوَبين عن اعتقادهم بدرجة كبيرة أو كبيرة جدًا عن وجود جنود يهود يحملون الفكر ذاته الذي حمله منفّذ الجريمة. وأعرب نحو 85.9% من المستجوَبين عن اعتقادهم بأن أوساطًا في المجتمع الإسرائيلي تؤيد عملية شفاعمرو. وتبيّن ان نحو 43.5% من المستجوبين على اعتقاد بأن لهذه الأوسط تأثيرها الكبير على المجتمع الإسرائيلي.

وعن علاقة هذه التوجهات بالتعامل الرسمي للحكومة مع المواطنين العرب أعرب نحو 52.3% من المستجوبين عن اعتقادهم بأن توجهات الحكومة وتعاملها مع المواطنين العرب تشجع بدرجة عالية أو متوسّطة (23.7% و 28.6% بالتتالي) القيام بجرائم مماثلة لما حصل في شفاعمرو.

وعن تأثير جريمة شفاعمرو على العلاقة بين المواطنين العرب والدولة أعرب نحو 57.6% من المواطنين العرب عن اعتقادهم بأن ما حصل زاد من التوتر بين الدولة ومواطنيها العرب بينما أعرب نحو 33.4% منهم عن اعتقادهم بأن ما حصل لم يغيّر في العلاقة شيئًا. 71% منهم اعتبروا ان زيارات المسؤولين الإسرائيليّين الى بيوت الضحايا كانت لهدف التنصّل من المسؤولية عما حدث امام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، كما اعتبر نحو 55.9% منهم استنكار الأوساط الحكومية لما حدث في شفاعمرو ضريبة كلامية فقط.

وبالاتجاه ذاته أعرب غالبية المواطنين العرب (96.4%) عن اعتقادها بأنه لا توجد مساواة بينهم وبين المواطنين اليهود! وفي المستوى ذاته أكد نحو 72.1% من المستجوَبين إنهم لا يشعرون بتاتًا بأن دولة إسرائيل هي دولة المواطنين العرب. واتضح إن نحو 62% منهم على اعتقاد بأن الحكومة تعمل ضد مصلحة المواطنين العرب طيلة الوقت أو في غالبية الحالات أو إنها لا تأبه بهم على الإطلاق.

ولدى السؤال عن مدى الشعور بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل أجاب نحو 40.5% إنهم لا يشعرون بتاتًا بالطمأنينة وإن نحو 28.7% يشعرون بدرجة قليلة من الاطمئنان! ومن هنا ليس بالصدفة أن يعرب نحو 73.2% من المستجوَبين عن تأييدهم الشديد أو المتوسط (49.3% و 23.9% على التتالي) لتوجّه المواطنين العرب إلى مؤسسات دولية لطلب تدخّلها في حال وقوع عمليات على غرار ما حصل في شفاعمرو.

 

* للحصول على النسخة الالكترونية، الرجاء الضغط هنا 

الفلسطينيون في إسرائيل: المسح الإجتماعي الإقتصادي 2004 (النتائج الأساسية)

(تموز 2005)

صدر مؤخرًا مسح إجتماعي إقتصادي للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل هو الأول من نوعه في البلاد من حيث شموليته وتكامله ومبناه العلمي وحجم عينته والتجمعات السكانية المشتملة فيه. فقد شملت عينة المسح 3270 أسرة فلسطينية من منطقة الشمال ومنطقة الوسط ومنطقة الجنوب بما في ذلك السكان الفلسطينيون في المدن المختلطة وفي القرى غير المعترف بها. يأتي هذا المسح ثمرة مبادرة وعمل وتعاون بين مؤسستين عربيتين هما مؤسسة الجليل ومركز مدى الكرمل، اللتان تعملان لخدمة المسيرة التنموية للمجتمع الفلسطيني في مجالات الحياة المختلفة اضافة الى المحافظة على الهوية القومية وتعزيز الانتماء الوطني بين صفوف ابناء المجتمع الفلسطيني في إسرائيل.

 

يأتي هذا المسح لسدّ فجوة معلوماتية عميقة ولتوفير بيانات إحصائية موثوق بها وذات مصداقية مهنية-علمية عالية حول الخصائص الحياتية للفلسطينيين في المدن والقرى في الجليل والمثلث والنقب (والمدن المختلطة والقرى غير المعترف بها). كما ويوفر المسح معلومات إحصائية واسعة تعتبر الأولى من نوعها حول السكان الفلسطينيين المهجرين في وطنهم من حيث بلداتهم الأصلية ومواقع لجوئهم.

يتألف الاصدار من أربعة عشر فصلاً يتقدمها (بعد فصل المقدمة) في الفصل الثاني قائمة بالمفاهيم وبالمصطلحات التي تمّ استخدامها في المسح.

 

وقد أشار التقرير الى نتائج تشمل العديد من مناحي حياة المجتمع الفلسطيني في إسرائيل منها، قضايا سكانية (المجتمع الفلسطيني في إسرائيل فتيّ جدًا: 41.1% حتى سن 14 عامًا)، المسكن وظروف السكن (يتوقع ان يعاني ابناء المجتمع الفلسطيني في العقد القادم من ازمة سكنية خانقة)، العمل والتشغيل (43.6% هي نسبة المشاركة في قوى العمل بين الفلسطينيين في إسرائيل مقابل 57.1% بين اليهود)، مستويات المعيشة (32.7% من الأسر الفلسطينية في إسرائيل تعتمد على المخصصات الحكومية كمصدر دخل رئيسي)، التعليم (94.4% من الفلسطينيين في إسرائيل يجيدون القراءة والكتابة)، الثقافة والإعلام (ان مشاهدة التلفزيون تمثل الترفيه الأبرز لدى الفلسطينيين في إسرائيل)، الصحة (8.6% من الفلسطينيين في إسرائيل يعانون من أمراض مزمنة وظهرت أعلى نسبة في المدن المختلطة)، البيئة (32.2% من الأسر الفلسطينية أفادت بأنها تعاني من مشكلة الضجيج في محيطها السكني)، الزراعة (22.5% من الأسر الفلسطينية في إسرائيل تمتلك حيازات زراعية)، والأمن والعدالة (7.8% من الأسر الفلسطينية في إسرائيل تعرضت لاعتداء إجرامي خلال عام 2004).

يتضمن هذا التقرير على نتائج المسح وعلى تفسير لها، وسيتم وضع اهم النتائج على موقع "ركاز" – بنك المعلومات عن الأقلية الفلسطينية في إسرائيل (www.rikaz.org). سيتم في الخطوة القادمة اصدار تقارير عينية خاصة تعنى بنتائج يتمّ الوصول اليها من خلال مقاطعة نتائج الابواب المختلفة ومقارنتها. ستركز هذه التقارير العينية الخاصة على النساء الفلسطينيات في إسرائيل والصحة والقرى غير المعترف بها.

 

* للاطلاع على نتائج المسح، اضغط هنا

 

إحتياجات ونشاطات الطلاب العرب الثانويين
اعداد: علاء حمدان
ترجمه للانجليزية: أدريان كيروان
(حزيران 2005)

تشكّل الشبيبة العربية المنتمية الى الفئة العمريّة (ما بين 15 عامًا وحتى 18 عامًا) نحو 18% من مجمل المنتمون الى الفئة العمريّة ذاتها في البلاد، وتشكلّ نحو 8% من المواطنين العرب في إسرائيل. ورغم ذلك، لا تحظى هذه الفئة، كجزء من سياسة التميّيز التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيليّة تجاه المواطنين العرب على وجه العموم، بالقسط الكافي من الاهتمام من قبل المؤسسات الحكوميّة الإسرائيليّة، وبخاصة في مجالات اجتماعية وثقافية وفي المجالات التي تعنى بالتربية وبالتعليم، سواء المنهجيّ منها او غير المنهجيّ. أضف الى ذلك غياب مؤسسات عربيّة تعنى بقضايا ابناء الشبيبة المنتمية الى هذه الفئة العمريّة.

 

* للحصول على النسخة الالكترونية اضغطوا هنا

 

 

السلطات المحلية العربية في اسرائيل

أريج صباغ-خوري

(تشرين أول 2004)

 

صدر عن مركز مدى-الكرمل، استطلاع الرأي العام الرابع من سلسلة الاستطلاعات التي يقوم مركز مدى الكرمل بإجرائها، بهدف رصد مواقف وآراء الفلسطينيين في إسرائيل إزاء قضايا سياسية واجتماعية، من خلال استطلاعات رأي تلفونية وأبحاث ميدانية.

أجري الاستطلاع في شهر تشرين الأوّل عام 2003، وقد تطرّق الى القضايا الاجتماعية الداخلية، عند المجتمع الفلسطيني في اسرائيل، والتي تلعب دورًا هامًا في أداء السلطات المحلية العربية. وقد شمل الاستطلاع سكان 17 سلطة محلية عربية من اصل 75.

تناول التقرير نتائج الاستطلاع وتحليلها حول اربعة مواضيع رئيسية وهي: إدارة السلطات المحلية ومستوى الخدمات؛ دور السلطات المحلية العربية من وجهة نظر السكان؛ أنماط التصويت؛ وترشيح النساء الفلسطينيات.كذلك أجري مسح لعدد قوائم الترشيح للرئاسة وللعضوية في كافة البلدات العربية، ومن ثم اجريت مقارنة بين البلدات العربيّة والبلدات اليهوديّة في هذا الصدد وأُجري تحليل للفروقات التي وجدت. 

 

* لقراءة النسخة الالكترونية ، الرجاء الضغط هنا