lieberman

أصدر برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل هوية جديدة من سلسلة “شخصيات في السياسة الإسرائيلية” تتناول هويّة وزير الأمن أفيجدور ليبرمان.

وُلد أفيجدور ليبرمان في العام 1958، في مدينة كيشينيف عاصمة مولدوفيا، إحدى جمهوريّات الاتّحاد السوفييتيّ سابقًا. هاجرت عائلة ليبرمان إلى دولة إسرائيل، عند بلوغه سنّ العشرين، وكان ذلك قبل أن ينهي دراسته في هندسة المياه في المعهد الزراعيّ في مدينة كيشينيف. في العام 1979، التحق ليبرمان بالدراسة للبكالوريوس في العلاقات الدوليّة والدراسات السلافيّة في الجامعة العبريّة في القدس. وفي عام 1983، تجنّد للخدمة المنتظمة كعامل مخزن في فيلق مدفعيّة في هضبة الجولان. منذ ذلك الوقت حتّى عام 1996، خدم ليبرمان في احتياطيّ الجيش.

تُعتبر شخصيّة وزير الأمن ليبرمان من أكثر الشخصيّات تعنّتًا في السياسة الإسرائيليّة، ومن أكثر الشخصيّات التي تثير الشكوك حول نزاهة ممارستها الماليّة وتصريحاتها السياسيّة. يشتهر الوزير ليبرمان بعدائه للعرب عامّة وللفلسطينيّين خاصّة. فمنذ قدومه مهاجرًا إلى إسرائيل، اشتهر بعدائه للطلبة العرب في الجامعة العبريّة في القدس؛ وبعد دخوله الحياة السياسيّة لا تخلو تصريحاته ولقاءاته الصحفيّة من التنديد والوعيد تجاه الفلسطينيّين وخاصّة المواطنين في إسرائيل. وهو يستخدم عداءه للفلسطينيّين كرافعة سياسيّة لجني الأصوات في الانتخابات ولتوسيع شعبيّته في أوساط اليمين؛ فكانت خطّة التبادل السكّانيّ وضمّ وادي عارة إلى الدولة الفلسطينيّة المحورَ الأساسيّ في دعايته الانتخابيّة الأخيرة (2015). كذلك لم تتأخّر مهاجمته لرئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، في المناظرة التلفزيونيّة التي جرت قبل الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة، حين نَعَت الفلسطينيّين مواطني دولة إسرائيل بالطابور الخامس وهدّد بطردهم من دولة إسرائيل. وفي الشهر المنصرم، في مقابلة صحفيّة له مع جريدة القدس، ألقى ليبرمان اللوم على الجانب الفلسطينيّ في عدم التقدّم باتّفاقيّات السلام وتحديدًا على “أبو مازن”، واتّهمه أنّه لم يعد بمقدوره “تسويق البضاعة للشعب”. بالإضافة إلى ذلك، هدّد ليبرمان في هذه المقابلة بالقضاء على حماس إن نشبت حرب جديدة مع غزّة.

وفي تصريحه الأخير في ما يتعلّق بتنفيذ قرار محكمة العدل بإخلاء مستوطنة عامونة، الذي يخالف تصريحات أعضاء كنيست من اليمين برفض القرار، قال إنّ الجيش مُطالَب بتنفيذ القرارات الحكوميّة، وطالب أعضاء الكنيست بعدم جرّ الجيش إلى السياسة. ولكنّنا لا نستطيع أن نقرأ هذه التصريحات بعيدًا عن مخطّطات ليبرمان المستقبليّة في حال اضطُرّ إلى تنفيذ مخطّط التبادل السكّانيّ وضمّ وادي عارة إلى الدولة الفلسطينيّة؛ وذلك أنّ إخلاء مستوطنة عامونة هو ورقة رابحة يخبّئها ليبرمان للمستقبل

للإطلاع على الهوية