غالبية المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، 78%، تحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اندلاع المواجهات الأخيرة؛ 66% يقولون إنهم لا يشعرون بالأمان إثر نداء الشرطة للجمهور الإسرائيلي بحمل السلاح؛

 أقلية فقط، 15%، تعبر عن شعورها بالطمأنينة حول مستقبل الفلسطينيين في إسرائيل

4
د. عميد صعابنة – مركز وحدة استطلاع الرأي العام
أجرى مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، بواسطة معهد ستات نت، استطلاع رأي عام حول مواقف الجمهور الفلسطيني في إسرائيل تجاه المواجهات الأخيرة ومستوى شعوره بالأمان. شاركت في الاستطلاع عيّنة عشوائية ممثِّلة للفلسطينيين مواطني إسرائيل البالغين، حجمها 307 من المستطلَعات والمستطلَعين. وقد نُفّذ الاستطلاع في 18 وَ 19 من الشهر الجاري تشرين الأول 2015.

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن غالبية المشاركين، 78%، تحمّل إسرائيل أو الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اندلاع المواجهات الأخيرة. وقد قال 26% من هؤلاء إن السبب وراء اندلاع المواجهات هو محاولة إسرائيل فرض التقسيم الزماني في الأقصى؛ 24% قالوا إن السبب هو عدم التقدم في العملية السلمية؛ 17% رأوا إن السبب هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية، في حين قال 16% إن السبب هو اليد الحرة التي تعطيها الحكومة للمستوطنين ودعمهم. بالمقابل، حمّل 3% من المستطلعين السلطة الفلسطينية مسؤولية اندلاع المواجهات، و 7% من المشاركين رأوا أن الطرفين يتحملان المسؤولية. 

في جانب شعور المواطنين العرب بالأمان، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الأحداث الأخيرة أدت إلى تدنٍ بارز بالشعور بالأمان لدى فئات واسعة من الفلسطينيين في إسرائيل. فقد عبّر 66% من المشاركين عن درجة عالية من الشعور بعدم الأمان على أثر نداء الشرطة الإسرائيلية للجمهور الإسرائيلي بحمل السلاح. وعبّر نحو 13% منهم أنهم يشعرون بالأمان بدرجة عالية، بينما يشعر قرابة 21% بالأمان بدرجة متوسطة.

وعن سؤال "هل تخشى من وقوع اعتداء مسلح من قبل يهود متطرفين على بلدات عربية على إثر الأوضاع الراهنة؟" أجاب زهاء ال 43% من المشاركين أنهم يخشون بدرجة عالية وقوع مثل هذه الاعتداءات؛ وصرّحت نسبة 29% أنها تخشى وقوعها بدرجة متوسطة؛ بينما صرّحت البقية، 28%، أنها تخشى وقوع مثل هذه الاعتداءات إمّا بدرجة قليلة (11%) وإما أنها لا تخشى وقوعها بتاتا (17%). وحول مدى تأييد المجتمع الإسرائيلي لدعوات سياسيين ومسؤولين في الحكومة والشرطة الإسرائيليتين بإطلاق النار وقتل منفذي عمليات الطعن، تقدِّر غالبية المشاركين في الاستطلاع، 64%، أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا لدى المجتمع الإسرائيلي عامة: إمّا تأييد من قبل غالبية المجتمع الإسرائيلي (36%) وإمّا أنها تلاقي تأييدًا متوسطًا (28%)، في حين يرى 30% من المشاركين أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا قليلا(16%)، و 14% قالوا إنها لا تلاقي أي تأييد.

وفي نفس محور الشعور بالأمان، أظهر الاستطلاع أن هنالك أغلبية واضحة، 70%، تصرّح بأنها تتجنب، بدرجات متفاوتة، التواجد في البلدات اليهودية في الآونة الأخيرة خوفًا على سلامتها: 39% قالوا إنهم يتجنبون التواجد في التجمعات اليهودية كل الوقت، بينما قال 31% إنهم يتجنبون التواجد أحيانا. وفي سؤال حول الشعور بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل، أظهر الاستطلاع ان 45% من المشاركين يعبّرون عن شعورهم بالطمأنينة بدرجة قليلة أو عدم شعورهم بالطمأنية بتاتا، و40% يعبرون عن شعورهم بالطمأنينة بدرجة متوسطة ، بينما أقلية فقط، 15%، تعبر عن شعورها بالطمأنينة بدرجة عالية. وقد عقّب عميد صعابنة، مسؤول وحدة استطلاع الرأي العام في مدى الكرمل، على هذه النتائج بقوله: "تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الجمهور العربي في إسرائيل يحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأحداث الأخيرة وأن هنالك حالة من الخوف لدى الجمهور العربي من التعرض لعنف من قبل أجهزة الأمن أو الجمهور اليهودي مما يؤدي إلى تزايد الفصل بين المجتمعين".

مرة أخرى تتفاجأ إسرائيل ومؤسساتها الأمنية والاستخبارية والسياسية بحدث سياسي – أمني قد يتدحرج إلى انتفاضة ثالثة، عملت إسرائيل في السنوات العشر الأخيرة على فرض سياسات الحفاظ على الوضع القائم –ستاتيكو- في الضفة الغربية وغزة. فقد ساهمت في استمرار الانقسام الفلسطيني (وجود سلطة فلسطينية منقسمة بين رام الله وغزة)، وفرضت توسيع المستوطنات وتكثيف عدد المستوطنين، وتغيير الجغرافيا والديموغرافيا في مناطق ج في الضفة الغربية، بلا أي ثمن أمني أو سياسي جدي.

mtanes وبهذا المعنى، سعت إسرائيل إلى خلق واقع سياسي واقتصادي تفرض فيه، بشكل غير معلن أو رسمي، على الطرف الفلسطيني حل من طرف واحد ويرتكز إلى الوضع القائم. وكانت السلطة الفلسطينية أعجز من أن تؤثر على قرارات وسياسيات إسرائيل أو تغيرها.  

المثير في الحالة الإسرائيلية هو تراجع مكانة القضية الفلسطينية في الصراعات السياسية الداخلية في العقد الأخير، أي أنها لم تعد تشكل عاملًا من عوامل الشرخ أو التصدعات السياسية الهامة في المشهد السياسي والحزبي في إسرائيل (كما كانت عليه منذ احتلال الضفة الغربية وغزة 1967، ولغاية اتفاقيات أوسلو واغتيال يتسحاق رابين عام 1995)، وهناك شبه إجماع على قبول الحالة القائمة. ظهر هذا بشكل جلي في الحملات الانتخابية الأخيرة، 2013 و2015.

 ففي انتخابات 2013، لم يطرح حزب العمل أي برنامج 'سلام' أو حل سياسي يخرق الإجماع الإسرائيلي، بل إن شيلي يحيموفيتش همشت قضية الاحتلال في برنامجها الانتخابي كي لا تخسر الأصوات. وفي 2015 جل ما طرحه يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني هو الحاجة إلى العودة للمفاوضات، وأكثر ما قدمه حزب 'كولانو' بزعامة موشيه كاحلون أو “يش عتيد' بزعامة يئير لابيد هو الحاجة للتفاوض مع السلطة الفلسطينية كي لا 'نصل في نهاية المطاف إلى دولة واحدة'، كما جاء في برنامج حزب لبيد الانتخابي، وكي لا تصطدم إسرائيل مع أصدقائها في الغرب. في انتخابات 2015 لم تشكل القضية الفلسطينية والاحتلال حالة مركزية في حملات الانتخابات، على الرغم من الحروب الأخيرة على غزة.

في هذه الحالة، تحول الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على الضفة والقطاع إلى حالة طبيعية في المشهد الإسرائيلي يمكن التعايش معها بلا أثمان جدية، بل الاستفادة منها اقتصاديا وسياسيا. ناهيك عن أن الأجهزة الأمنية ما زالت تعيش وهم 'الهدوء' الاصطناعي وقدرة السلطة على منع أي احتجاجات جدية. ربما استندت في ذلك إلى تجارب السنوات الأخيرة التي شهدت بعض الاحتجاجات التي روضتها وأجهضتها السلطة الفلسطينية، وبغياب جاهزية فلسطينية للمواجهة.

إسرائيل عاشت مرة أخرى في أوهام قناعات ذاتية وتفكير جماعي موحد يرتكز على قناعات أيديولوجيا، دون الانتباه إلى التغيرات على أرض الواقع. إسرائيل لم ترغب بوصول الأوضاع إلى هذه الحالة. لذلك هي متفاجئة، مرتبكة، مصدومة، وتتمسك فقط بالحلول الأمنية العسكرية، وعاجزة عن طرح أي حل سياسي.

المشهد في الداخل الفلسطيني

رد الفعل في صفوف الفلسطينيين في الداخل ليس مستغربا أو جديدا. فمنذ الانتفاضة الثانية (تشرين الأول/ أكتوبر 2000) كسر الفلسطينيون وهم الخط الأخضر وتحولوا إلى جزء من حل القضية الفلسطينية، وأخذوا دورًا معنويًا وسياسيًا جديًا في الحالة الفلسطينية.

الفلسطينيون في الداخل يرفعون صوتهم المعارض للسياسيات الإسرائيلية عامة، في الضفة والقدس وغزة، وأيضا ضد السياسيات الإسرائيلية تجاههم. إذن لا يمكن الفصل بين ردة الفعل عن انتهاكات حرمة القدس والأقصى وبين علاقتنا مع دولة إسرائيل ومحاولات المؤسسة الإسرائيلية بقمع الهوية الفلسطينية، وفرض الخدمة المدنية، والملاحقات السياسية، ومخطط برافر، والقوانين العنصرية التي سنت بالعشرات، وتعامل المجتمع الإسرائيلي مع المواطنين العرب، وموقف بنيامين نتنياهو في الانتخابات الأخيرة، وتقليص هوامش العمل السياسي وفرض سقف للمطالب السياسية بواسطة قوانين. أي أن لدى الفلسطينيين في الداخل كل الأسباب للمطالبة بتغيير قواعد اللعبة السياسية القائمة المجحفة بحقهم.

وبما أننا الأضعف في معادلات القوى السياسية وأدوات العمل السياسي التقليدي فمن الطبيعي أن نستعمل أدوات احتجاج إضافية، منها التظاهر والاعتصام. موجة الاحتجاج السياسية الحالة تقرب الفلسطينيين أكثر وأكثر للاندماج في مشروع وطني سياسي فلسطيني جامع، وتحولنا إلى لاعب فاعل في السياسية الفلسطينية الداخلة أيضا، وليس فقط الإسرائيلية، خاصة بعد إقامة القائمة المشتركة التي عُوِل عليها فلسطينيا بشكل كبير. إشارة إضافية إلى هذا التحول هي محاولات السلطة الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية الضغط على الأحزاب العربية في الداخل للجم الاحتجاج.

تأثير الفلسطينيين في الداخل على المشهد السياسي العام هو أمر واقعي في الأوضاع الحالية وعلينا أن نعي هذا الواقع ونتصرف بشكل واع وفقا له. لم نعد على الهامش المزدوج، بل قلب الحدث. لذلك مطلوب فورا عمل وتنسيق جماعي تقوده القائمة المشتركة ويشمل لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، ومؤسسات المجتمع المدني والحراك الشبابي وفعاليات سياسية أخرى، بهدف وضع برامج احتجاج جماعي متفق عليه لكافة التيارات والفئات، ووضع مطالب سياسية واضحة من الحكومة الإسرائيلية، في محور القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال وأيضا في محور مكانة الفلسطينيين في إسرائيل.

الوضع الراهن هو أول امتحان جدي للقائمة المشتركة، ويُمنع أن تفشل به، فالفشل سيفرغها من مضمونها السياسي ويقوض شرعيتها لقيادة المجتمع الفلسطيني في الداخل، ويحولها إلى قائمة مقاعد. فكما نجحت الأحزاب في تخطي عقبات إقامة القائمة المشتركة وتقديم تنازلات بغية تحقيق هدف الوحدة، عليها تخطي الاجتهادات المختلفة للتعامل مع الوضع الراهن ووضع أهداف ومطالب جماعية وأدوات العمل لتحقيقها. ومن يُفشِل العمل الجماعي يجب أن يعاقب جماهيريا.

هناك فرصة متاحة لتنظيم المجتمع الفلسطيني، لوضع مطالب لا تطرح في الأوقات الاعتيادية، ولتغيير قواعد اللعبة السياسية. وإذا استثمرت الحالة السياسية بشكل صحيح وعقلاني ومدروس من قبل كافة التيارات الفلسطينية قد تساهم في إنهاء الاحتلال والتحرر من المشروع الاستعماري الصهيوني، ومنع سفك الدماء في المستقبل ووقف الاعتقالات والقمع، والحصول على الحقوق الطبيعية، القومية والمدنية كافة، للفلسطينيين في الداخل. يجب استثمار الحالة الراهنة سياسيا لتغيير الأوضاع لا لتكريسها عن طرق إجهاض النضال.    

ayelet_shaked

أصدر برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل ورقة جديدة من أوراق “شخصيات في السياسة الإسرائيلية” تتناول هويّة وزيرة القضاء الإسرائيلية أييلت شاكيد.

مهندسة الحاسوب التي أصبحت خلال فترة وجيزة من دخولها الحياة السياسية وزيرة القضاء. تُعتبر شاكيد من السياسيّين الإسرائيليّين الذين يحملون طرحًا أيديولوجيًّا واضحًا ومبلورًا، وهي تسعى من خلال منصب وزيرة القضاء التأثير على شكل المجتمع الإسرائيليّ وطبيعة النظام. كما تهدف من خلال عملها السياسيّ والمناصب التي تتولاّها -مع باقي أعضاء حزبها “البيت اليهوديّ”- إلى ترجمة قناعاتهم السياسيّة إلى برامج عمل وسياسات وقرارات على أرض الواقع. ولعلّ أبرز هذه الترجمات هي محاولة شاكيد تكبيل الجهاز القضائيّ الإسرائيليّ وحصره في الإطار المفاهيميّ التقليديّ المحافظ للجهاز القضائيّ، وتقليص تدخّله في قرارات السلطة التشريعيّة والتنفيذيّة، من خلال سَنّ قوانين تكبح محكمةَ العدل العليا، ومن خلال تعيين قضاة ينتمون فكريًّا إلى هذا التيّار. بهذا تعكس شاكيد موقف التيّار اليمينيّ في إسرائيل الذي يرى في محكمة العدل العليا مؤسّسة يساريّة تعيق سيطرة اليمين على السلطات في إسرائيل وعلى صناعة القرار وتحدّ من هيمنة فكر اليمين في الثقافة السياسيّة في إسرائيل.

فضلاً عن هذا، تعمل شاكيد على استخدام أدوات ديمقراطيّة إجرائيّة لفرض نظام غير ديمقراطيّ “صهيونيّ دينيّ” يشدّد على هُويّة ووظائف دولة إسرائيل كدولة صهيونيّة ويهوديّة. محاولة فرض الأيديولوجيا اليمينيّة الصهيونيّة الدينيّة تستهدف -بالدرجة الأولى- السكّانَ العرب في إسرائيل ووعْيَهم السياسيّ والحدّ من مطالبهم القوميّة وتدجينهم تحت سقف المشروع الصهيونيّ، وتستهدف أيضًا اللاجئين الأفريقيّين الذين يهدّدون يهوديّة دولة إسرائيل -وَفقًا لشاكيد-، وتستهدف كذلك بقايا اليسار الإسرائيليّ من خلال الحدّ من تأثيره بواسطة فرض إجماع سياسيّ يرتكز على فكر وطرح اليمين الإسرائيليّ، وبخاصّة مبادئ حزب البيت اليهوديّ، بواسطة القوانين والسياسات.

cover 104أصدر “برنامج الدراسات النسوية” في مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، مقالا جديدا تحت عنوان “الرغبات الجنسية في آلة الاستعمار الإسرائيلية الاستيطانية”. كتبتها كل من نادرة شلهوب-كيفوركيان وسهاد ظاهر-ناشف، ونشرت في مجلة الدراسات الفلسطينية في مجلد 26 عدد 104.

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على كيفية انتهاك الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي لأجساد النساء الفلسطينيات، فعلاً ومجازًا. ونقطة الانطلاق الأساسية هي أن ممارسات الاستعمار والاستيطان وانتهاكاتهما للأرض والجسد الفلسطينيين، تشكل جزءًا من البنية الثابتة واليومية للاستعمار. وهذه الممارسات شبه مخفية في الحياة اليومية، لكنها تنكشف حين تتكثف في حالة صدام أو حرب أو أي توتر سياسي، كما هي الحال في الحرب الأخيرة على غزة. وستبيّن هذه الدراسة كيف يصبح الجسد الفلسطيني، وجسد الفلسطينية تحديدًا، حلبة لممارسات الاستعمار الاستيطاني لما فيهما من تهديد لاستمرارية هذا الاستيطان وكينونته.

للاطلاع على المقال يمكنك الضغط على الرابط:
الرغبات الجنسية في آلة الاستعمار الإسرائيلية الاستيطانية – نادرة شلهوب-كيفوركيان وسهاد ظاهر-ناشف

برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل يصدر ورقة بحثية بعنوان "آراء الفلسطينيين في إسرائيل حول أداء الحكومة الإسرائيلية، والمساواة والديمقراطية، وحول قضايا مختلفة في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل" من إعداد د. عاص أطرش ود. عميد صعابنه، ضمن "ملفات مدى" (رقم 2): "أشكال من العنف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين".

تتناول الورقة تحليل استطلاع رأي عام لمواقف الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل حول تعامل الحكومة الإسرائيلية السابقة (2013-2015) معهم في المجالات المختلفة، وحول مستويات الشعور بالمساواة مع باقي المواطنين في دولة إسرائيل، ومظاهر التمييز بين المواطنين العرب واليهود، وحول من هو المسؤول عن هذه الظواهر وطرق معالجتها. كذلك تتطرق الورقة إلى آراء الفلسطينيين في حل القضية الفلسطينية، وما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية جادّة في الوصول إلى حل سياسي سلمي وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

gadi

أداء الحكومة

تُظهِر نتائج الاستطلاع أن المواطنين العرب يعتقدون أن هناك تعاملاً مختلفًا أو أداءً مختلفًا للحكومة تجاه المواطنين العرب واليهود، وأن أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود جيد، وسيئ تجاه المواطنين العرب. إذ قال 6% من المستطلعين إن أداء الحكومة الحالية تجاه المواطنين العرب ممتاز، بينما قال 74% من المستطلَعين إن أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود ممتاز. 35% من المستطلَعين يقيّمون أداء الحكومة تجاه العرب بأنه "سيئ" حتى "سيئ جدًّا"، بينما يقيّم 2% أداء الحكومة تجاه المواطنين اليهود "سيئ" حتى "سيئ جدًّا".

المساواة والديمقراطية

تناول الاستطلاع آراء المستطلَعين حول الشعور بالمساواة لدى المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في عدة مجالات، من بينها: تعامل الشرطة؛ تعامل موظفي الدولة؛ التعامل في أماكن العمل وفي المطارات وغيرها.

تُظهِر النتائج تفاوتًا في تقييم الشعور بالمساواة وفقًا للمجالات المختلفة. ونجد أن المجالات التي يشعر فيها المستطلَعون بأعلى درجات التمييز السلبي بينهم وبين المواطنين اليهود هي المعاملة في المعابر الجوية والبرية (قرابة 50% يشعرون بان هناك معاملة غير متساوية مع المواطنين اليهود في المعابر والمطارات)، والأقل في مجال المواصلات العامة، حيث بلغت نسبة المستطلَعين الذين يشعرون بمعاملة متساوية قرابة 45%. غالبية كبيرة من المستطلَعين (67%) لا توافق على المقولة "أن الحكومة تريدنا مواطنين متساوين مع المواطنين اليهود".

antone_shalhat (6)العنصرية

قال 42% من المستطلَعين إنهم تعرّضوا بصورة شخصيّة للعنصرية. ويعتقد 47% من المستطلَعين أن الحكومة تعمل على زيادة ظاهرة العنصرية ضد العرب، بينما أجاب 16% أن الحكومة تعمل على تقليص ظاهرة العنصرية. وقال 81% من المستطلَعين أن الحكومة الإسرائيلية تميز سلبًا ضد العرب في إسرائيل.

المسؤولية عن الاعتداءات العنصرية

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن نسبًا عالية من المشاركين (84%) ترى أن المسؤولية عن الاعتداءات على المساجد والكنائس من قِبل مجموعات وَجِهات تسمي نفسها "تدفيع الثمن-تاغ مِحير" تقع على عاتق الحكومة، أو الأحزاب السياسية المتطرفة (82%). كذلك ترى نسبة 78% أن المسؤولية تقع على عاتق مجموعات عدائية منظمة، وترى نسبة 82% أن المسؤولية تقع على عاتق المعتدي المباشر. 

ديمقراطية إسرائيل  

فحص الاستطلاع مواقف المستطلَعين تجاه "ديمقراطية" إسرائيل. بدايةً سأل الاستطلاع عمّا إذا كانت "إسرائيل دولة ديمقراطية لليهود فقط"، وقد قال قرابة 72% إنهم موافقون مع هذه المقولة. في موازاة ذلك، رفض 65% من المستطلَعين المقولة إن "إسرائيل دولة ديمقراطية للعرب". على الجملة، غالبية المستطلَعين لا ترى في دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية للعرب، وإنما هي دولة ديمقراطية لليهود بالأساس. 

السلام مع الفلسطينيين

4

تُظهِر نتائج الاستطلاع أن غالبية المستطلعين (76%) تعتقد أن حكومة الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، غير معنية بالسلام؛ و71% أن الحكومة الحالية غير معنية باستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى سلام.

تدل النتائج أن الغالبية من المستطلَعين (85%) ترى أنه لا يجب على الفلسطينيين التنازل عن حق العودة مقابل السلام مع إسرائيل. كذلك ترى الغالبية (94%) أنه لا يجب على الفلسطينيين التنازل عن القدس مقابل السلام. وترى نسبة 83% أن على إسرائيل تفكيك المستوطنات مقابل السلام مع الفلسطينيين. حول اقتراح بعض الساسة الإسرائيليين ضم منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية، أجاب 82% من المستطلَعين أن هذا الاقتراح غير مقبول عليهم، ويرى 79% أن هذا الاقتراح هو اقتراح عنصري. كذلك ترفض غالبية المستطلَعين (68%) المقولة "أن على الفلسطينيين الموافقة على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية من أجل استمرار المفاوضات".

تُظهِر النتائج تفاوتًا في تقييم مدى واقعية حل الدول الواحدة مقابل حل الدولتين، إذ يرى 63% أن اقتراح حل الدولتين حسب حدود 1967 هو حل واقعي، بينما يرى 40% أن اقتراح الدولة الواحدة الثنائية القومية هو حل واقعيّ. وتشير النتائج إلى أن نسبة من يوافقون بدرجة عالية على الادعاء أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي سيتوصلان إلى حل دائم خلال السنوات الخمس المقبلة لا تزيد عن العشر (9%).

لقراءة وتنزيل الورقة البحثية، يمكنك الضغط على الرابط التالي :

"آراء الفلسطينيين في إسرائيل حول أداء الحكومة الإسرائيلية، والمساواة والديمقراطية، وحول قضايا مختلفة في المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل" – د. عاص أطرش ود. عميد صعابنه

اصدر مركز مدى الكرمل العدد الثالث والعشرين من مجلّة جدل الالكترونية، بتحرير مهند مصطفى وعرين هوّاري. يتناول هذا العدد من "جدل" مشروع قانون القومية. يُعتبر هذا العدد من مجلة "جدل" الإلكترونية العدد الأول الذي يتبنى الصيغة الجديدة للمجلّة، بحيث سيتناول هو والأعداد القادمة موضوعًا مركزيًّا كما في الأعداد السابقة، ولكن ستتّسع المجلّة لتشمل أيضًا مقالات إضافية تعالج قضايا أخرى تنسجم مع التصوّر العامّ لـِ "جدل" كمنصّة فكريّة تُعنى بالقضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.

صورة الغلاف                                                  كلمة العدد

صورة الغلاف
(بعدسة أورن زيف)


محور العدد


مقالات

لتنزيل العدد كاملاً، الرجاء الضغط هنا


المحرر المسؤول

نديم روحانا


المحرران

مهند مصطفى وعرين هوّاري


تدقيق لغوي

حنّا نور الحاج


ترجمة

جلال حسن


الآراء المطروحة في جدل تعبر عن كتّابها ولا تعكس بالضرورة توجهات مدى الكرمل

© 2015 كافة الحقوق محفوظة

مدى الكرمل يناقش "مستقبل العمل الجماعي العربي في إسرائيل ودور القائمة المشتركة"

زحالقة وعودة  

نصبو أن تفيد تجربة القائمة المشتركة في إقامة مؤتمر وطني فلسطيني في الداخل على غرار المؤتمر الوطني الأفريقي

IMG_0606عقد مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، يوم الجمعة 22.5.2015، حلقة نقاش حول مستقبل العمل الجماعي العربي في إسرائيل ودور القائمة المشتركة، بمشاركة عضوا الكنيست د. جمال زحالقة وأيمن عودة عن القائمة المشتركة. وقد أدار النقاش البروفيسور نديم روحانا مدير مدى الكرمل العامّ.  

افتتح نديم روحانا الحلقة بقوله إن تشكيل القائمة المشتركة كان بمثابة تجاوب من الأحزاب العربية مع الرغبة الجماهيرية الشعبية. فاستطلاعات الرأي المختلفة التي أجراها مدى الكرمل على مدار السنوات السابقة أشارت إلى أن نحو 90% من الجماهير العربية تريد قائمة مشتركة. وقد خلق تشكيل القائمة المشتركة حالة من الرومانسية والترقب لدى جميع الفلسطينيين في فلسطين والشتات. وتابع بطرح أسئلة النقاش على المشاركين والممثلين للقائمة المشتركة، وقال: هناك تمايز غير خفي بين الأحزاب، فكيف تتعامل القائمة المشتركة مع هذا التمايز؟ هل تشدد أكثر على المشترَك بينها، أم تحافظ الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة على هذا التمايز؟ وهل المشترَك لدى الأحزاب كافٍ لاستمرار العمل في قائمة مشتركة؟ وهل هناك أجِنْدة عمل مشترك؟ وما هي أولويات العمل المشترك؟ هل يغذي هذه الأجندةَ مختصون وأكاديميون؟ هل وُضِع برنامج سياسي للقائمة المشتركة؟ هل تفتح القائمة المشتركة الباب لطرح مسألة الفلسطينيين في إسرائيل عالميًّا؟ هل هناك تصوُّر لبرنامج سياسي جماعي، وهل هذا البرنامج قابل للإنجاز؟

IMG_0629أجاب النائب جمال زحالقة عن الأسئلة بأن تشكيل القائمة المشتركة كان عبارة عن إستراتيجية لا تكتيك؛ وقد أخذنا بعين الاعتبار جميع المركّبات عندما وضعنا البرنامج السياسي للقائمة المشتركة. يتكون هذا البرنامج من ستين بندًا، وكذلك وضعنا برنامج عمل واقعيًّا. نعمل ضمن القائمة وفق هذه البرنامج، لأننا لا نعرف ما هي الإنجازات التي سنحققها. أما في ما يتعلق تحديدًا ببرنامج التجمع، فقال زحالقة إنّه هناك برنامجان؛ واحد للمدى المتوسط، يطالب بالمساواة المدنية والقومية الكاملة ودولة المواطنين وكذلك تنظيم الجماهير العربية؛ وأما على المدى البعيد فنحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومصيرنا واحد، فدولة فلسطينية في الضفة ما هي إلا حل مرحلي لأننا نصبو إلى دولة واحدة ثنائية القومية. صحيح أن هذا البرنامج ما زال على مستوى الخطاب فقط، ولكننا نأخذه في الحسبان. أما الإستراتيجية المأمولة فهي بناء علاقات كأقلية قومية مع العالم، والقائمة المشتركة تتيح بناء مثل هذه العلاقات، وليس عن طريق إسرائيل. ومن أمثلة ذلك لقاء نواب القائمة المشتركة مع وزير خارجية النرويج، وهناك مواعيد للقاءات وزراء خارجية دول أوروبية آخرين. وشدد النائب زحالقة على أهمية توسيع تحالف القائمة المشتركة ليضم حركات سياسية من خارج البرلمان.

IMG_0613

أما النائب أيمن عودة، فقد أثنى على اللقاء، وقال إنّه يجب أن يكون مؤسِّسًا للقاءات أخرى لبناء برنامج رؤيويّ للقائمة المشتركة، وربما للفلسطينيين في الداخل بمشاركة تيارات سياسية غير ممثَّلة في البرلمان. وأضاف عودة قوله إن طابع برنامج القائمة المشتركة كان انتخابيًّا وذا أهداف مرحلية، ويحمل أبعادًا كثيرة، إلاّ أنه في جوهره انتخابيّ، ولكننا ماضون وملتزمون بالعمل مع القضايا الطارئة. ووضح أن نجاح القائمة المشتركة هو هدف مشترك للأحزاب كافة، وهذا ليس مفهومًا ضمنًا؛ إذ إنّنا نحمل رواسب عديدة من الماضي يجب التغلب عليها وتوسيع العمل المشترك إلى صفوف كوادر الأحزاب. وفي نهاية المطاف، إن القائمة المشتركة تمثّل 85% من الجماهير العربية، ويجب الحفاظ على هذا الإنجاز.

IMG_0639أما في ما يتعلق بالجانب السياسي الحاليّ، وعلى ضوء تشكيل الحكومة الجديدة، فقد أردف عودة قائلاً إنّ كل ما يحدث معنا كفلسطينيين في إسرائيل له علاقة مع القضية الفلسطينية؛ ولذا يجب تغيير السياسة العنصرية ضدنا، كي تستطيع حكومة إسرائيل التفاوض مع السلطة الفلسطينية. فنحن فشلنا تاريخيًّا في تعرية الصهيونية وكشف طابعها وتحويلها إلى مفردة سلبية. لا نستطيع إرجاع الماضي، ولهذا يجب أن نعمل على منع الهيمنة الصهيونية، وأن نكشف للعالم من خلال ذلك خطورة الصهيونية. أما بالنسبة للعمل البرلماني، فيرى عودة أنه من الأفضل العمل أولاً على القضايا التي لا تحمل بُعدًا أيديولوجيًّا واضحًا، ومن ثَمّ العمل على القضايا الأيديولوجية، وذلك أنّه -حسب رأي- لن نستطيع أن نصل إلى مساواة قومية دون الحصول على المساواة المدنية أولاً.

وقد صارح عضوا الكنيست الحضور بقولهما إنه من الطبيعي ألاّ يكون هناك توافق بين مركّبات القائمة المشتركة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية، لكن الأهم أنّ هناك توافقًا على إدارة هذه التمايزات وبعض الاختلافات. ومن الواضح أننا نحتاج إلى وقت كافٍ لترسيخ أدوات العمل الجماعية. لكن على الجملة -وذاك هو الأهمّ-، إنّنا في تجربة القائمة المشتركة كشعب وكأحزاب نشعر أننا أقوى، محلّيًّا وفلسطينيًّا ودوليًّا، ويجب استغلال هذا التحول في ترشيد النضال الجماعي، السياسي والأهلي والاحتجاجي، إذ إنّ التحدّيات الماثلة أمامنا بالغة وعديدة، ونصبو أن تفيد تجربة القائمة المشتركة في إقامة مؤتمر وطني فلسطيني في الداخل، على غرار المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا الذي جمع -تحت سقف سياسي نضالي واحد وهدف واحد- تياراتٍ سياسيةً عديدة ومختلفة.

IMG_0634

IMG_0660

IMG_0606

IMG_0621

IMG_0653

حيفا – استمراراً لنهجها في تكريم الانجاز والابداع والتميز للشعب الفلسطيني، وحفاظاً على العراقة والأصالة والجذور، وتقديراً من مؤسسة التعاون للمؤسسات التي حققت انجازات فريدة ساهمت في عملية النمو الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لشعبنا الفلسطيني، وللأفراد الرياديين والمبدعين والمبادرين لخدمة فلسطين، وتعزيزاً للانتماء وحب الوطن، احتفلت مؤسسة التعاون اليوم الاربعاء 03 حزيران 2015 في مدينة حيفا، بتوزيع جوائز المؤسسة للعام 2014، جائزة مؤسسة التعاون للانجاز – جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير"سنكون يوماً ما نريد"، وجائزة مؤسسة التعاون للتعليم جائزة نبيل هاني القدومي للتميز في التعليم "مدارس متميزة لمستقبل مشرق"، وذلك بحضور مدير عام مؤسسة التعاون د.تفيدة الجرباوي، ورئيس لجنة الجائزة السيد خالد الكالوتي ورئيس إدارة جمعية حوار د. سهيل أسعد، والسيدة أفنان اغبارية عضو ادارة في مدى الكرمل، وممثلين عن مؤسسة التعاون، والمؤسسات الفائزة، ومؤسسات فلسطينية مختلفة في مناطق 1948، ومجموعة من الأصدقاء والداعمين، بالاضافة إلى ممثلين عن لجان التحكيم.

Madasسنكون يوماً ما نريد

وأعلنت مؤسسة التعاون عن فوز مركز "مدى الكرمل" للأبحاث الاجتماعيّة التطبيقيّة – حيفا بجائزة مؤسسة التعاون للإنجاز- جائزة المرحوم عبد العزيز الشخشير "سنكون يوماً ما نريد"، لتميز المركز في مجال إنتاج المعرفة الفكريّة حول التاريخ والواقع السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ للفلسطينيّين في مناطق ال48. فالمركز يشكّل دفيئة للباحثين الفلسطينيّين، ومرجعيّة وبنية تحتيّة فكريّة ضرورية لإنتاج الثقافة الجادة بتعبيراتها الإبداعيّة المختلفة.

وفي كلمتها أشارت السيدة أفنان اغبارية، عضو إدارة "مدى الكرمل" إن تجربتنا مع مؤسسة التعاون قد ساهمت في الوصول إلى الجيل الجديد من طلبة المدارس الثانوية والأطر الشبابية المختلفة، من خلال مشروع "وثيقة حيفا كبرنامج تربوي"، حيث عمل المركز، من خلاله، على تحويل المضامين التي وردت في وثيقة حيفا إلى برامج ونشاطات تربوية تساعد الطلاب على فهم وتذويت مفاهيم الديمقراطية، والهُويّة، والمواطَنة المتساوية، والعدالة الاجتماعية. وقالت "إنّ دعم مؤسسة التعاون لمركز مدى الكرمل ومنحه جائزة الإنجاز يُعتبر مساهمة متميزة في تطوير قدرات الإنسان الفلسطيني والحفاظ على تراثه وهُويّته ودعم ثقافته الحية، وفي بناء المجتمع المدني، وهذه هي رسالة التعاون كما عرفناها".

hewarمدارس متميزة لمستقبل مشرق

وفاز بجائزة مؤسسة التعاون للتميز في التعليم بالتساوي، مدرسة حوار المستقلة للتربية البديلة – حيفا للتجربة الفريدة التي قامت بها المدرسة في تطوير برامجها التربوية  بفكر مغاير. فالمدرسة تموَل نفسها ذاتياً ومجتمعياً ومن خلال صناديق داعمة تقوم على انشائها. وهذا التطور لم يكن ليتحقق لولا رؤية الادارة لأهمية احتضان المجتمع لهذه التجربة التربوية الفريدة، واقناع الاهالي للالتفاف حول المدرسة وأخذهم دورا فعالا ومركزيا في تطويرها، وبناء نموذج للعمل المشترك بين الأهالي والمدرسة من خلال لجان متعددة مشتركة.

وعبر د. سهيل أسعد رئيس إدارة جمعية حوار للتربية البديلة عن شكره وتقديره لمؤسسة التعاون والقائمين عليها، مؤكدا أن جمعية حوار لم تكن لتنجح في تحقيق هدفها في إقامة وتطوير مدرسة حوار للتربية البديلة في حيفا لولا الدور المركزي لمؤسسة التعاون في دعمها المستمر، المعنويّ والماديّ، للمدرسة منذ تأسيسها. وأعرب عن أمله في استمرار هذه الشراكة بين مؤسسة التعاون وجمعية حوار من أجل ضمان مواصلة هذه المسيرة التربوية كرافعة لتطوير المجتمع الفلسطيني في مناطق 1948.

وتطرق د. أسعد في كلمته إلى المسيرة التربوية الفريدة من نوعها في مجتمعنا الفلسطيني في مناطق 1948 وإلى الصعوبات والتحديات التي واجهتها الجمعية  والمحاولات الفاشلة للحد من تطور المدرسة من خلال حرمانها من الميزانيات التي تستحقها.

jeryesوفي كلمتها خلال حفل توزيع الجوائز أكدت د.تفيدة الجرباوي مدير عام مؤسسة التعاون أن المؤسسة تعمل بكل ما لديها من إمكانيات للمساهمة في النهوض بدور المؤسسات وتمكينها من القيام بمسؤولياتها في مختلف القطاعات وتميزها، وخاصةً في قطاعات التعليم والثقافة والتنمية المجتمعية ، خدمة لأبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.

وعبرت د.الجرباوي عن شكرها الجزيل للدكتور نبيل هاني القدومي وأعضاء مؤسسة التعاون، والسيد أكرم عبد العزيز الشخشير لدعمهم الكريم لهذه الجوائز، ولجان التحكيم، وباركت للفائزين في جوائز المؤسسة لهذا العاموتخلل الحفل فقرة فنية قدمها الفنان نزار خاطر والذي كان قد فاز بجائزة منير الكالوتي للشباب الفلسطيني في العام 2013 عن مباردته "أبعاد".

eyadويذكر أن جوائز مؤسسة التعاون انطللقت منذ عام 2003 وذلك ايماناً من مؤسسة التعاون بأهمية تقدير وتكريم انجاز وابداع الشعب الفلسطيني، وللحفاظ على العراقة والأصالة والجذور وخلق الروح التنافسية المبنية على الإنجاز والتميز. حيث بدأت المؤسسة بجائزة واحدة، بناءً على مبادرة مجموعة من أعضاء مجلس أمناء المؤسسة، لتصل هذا العام إلى خمس جوائز بقيمة 250,000$ للثقافة والتعليم والشباب والقدس وغزة.

عن مؤسسة التعاون

جدير بالذكر أن مؤسسة التعاون هي مؤسسة أهلية غير ربحية مستقلة أسسها عام 1983 مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية الفلسطينية والعربية، بهدف توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، ومناطق 1948، والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وعلى مدى الثلاثين سنة الماضية، استثمرت مؤسسة التعاون ما قيمته 550 مليون دولار لامست فيها حياة ما ينوف عن مليون فلسطيني سنويا في مجالات التعليم والثقافة وتشغيل الشباب مركزة بذلك على دعم الابداع وخاصة بين الفئات الأقل حظاً.

rana HewarMada assoc

فقاعة الخطاب الاقتصادي الاجتماعي في طرح موشيه كحلون

  • لا يحمل الطرح الاقتصادي-الاجتماعي لكحلون، ولا اقتراحاته للإصلاحات الاقتصادية تصوّرًا اقتصاديًّا مغايرًا للنظام الليبرالي القائم في دولة إسرائيل، بل يطرح تعديلات على السياسة الليبرالية عن طريق أدوات السوق الحر الذي ينتقده.
  • لا يحمل كحلون أي طرح جديد خارق للإجماع القائم، ولا رؤية نقديّة ثورية يسارية حقيقية.
  • يفصل كحلون بين السياسي والاجتماعي، ولا يرى أيّة علاقة بين إنهاء الاحتلال والعدالة الاجتماعية.

أصدر برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل ورقة جديدة من أوراق "شخصيات في السياسة الإسرائيلية" تتناول هويّة وزير المالية الجديد موشيه كحلون، جاء فيها أن نجم موشيه كحلون برز في سماء السياسة الإسرائيلية في سنوات 2009-2010 بعد أن أدخل إصلاحات جذرية على سوق الاتصالات الخليوية. هذا الإصلاح الذي فتح باب المنافسة بين شركات الاتصال وكانت نتيجته المباشرة خفض الأسعار للزبائن وتقليص حجم الفواتير. على غرار هذا الإصلاح صرّح كحلون في حملته الانتخابية أنه سيدخل إصلاحات مماثلة على سوق القروض المالية والبنوك وسوق المسكن.

تبدو هذه الإصلاحات للوهلة الأولى وكأنها إصلاحات اقتصادية اجتماعية، جاءت لتحمي المستهلك "المواطن" من عمالقة وبطش السوق، ولكن إذا نظرنا بتمعّن نرى أنها جاءت من وحي فكر السوق الحر والاقتصاد الليبرالي؛ والتي تخلق أرضًا تنافسية حرّة خالية من القيود تُحدد الأسعار فيها بناء على العرض والطلب وليس وفق سياسات حكومية تحمي المستهلك/المواطن. تتوافق هذه النظرة مع مبادئ كحلون الاقتصادية والاجتماعية والتي نشأ عليها في حزب الليكود. اذ تعود مشاربه الفكرية والسياسية إلى التيار الليبرالي في حزب الليكود، ممثل الطبقة البرجوازية والطبقة الوسطى. وقد قرر كحلون الخروج من الحياة السياسية في العام 2012 مدّعِيًا أنه لا يوافق على سياسات الحكومة الاقتصادية التي أصبحت جائرة وتزيد من الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتحصر المال في أيدٍ قليلة. وهنا يمكننا أن نعتبر هذا نقيضًا لإيديولوجيته الليبرالية.

عند عودته إلى الحياة السياسية في العام المنصرم مع حزبه الجديد "كولانو"، حمل كحلون راية التصحيحات والاصلاحات الاقتصادية وراية العدل الاجتماعي، لكنه لم يعرض طرحًا اقتصاديًّا مغايرًا للنظام الليبرالي القائم في دولة إسرائيل، ولم يطالب بعودة النظام شبه الاشتراكي ولا بسيطرة الدولة على الاقتصاد. بل طرح تعديلات رأى ضرورة إدخالها على النظام القائم ليكون أكثر عدلاً ويحقق مساواة بين شرائح المجتمع. وقد يعود هذا الموقف إلى مشارب كحلون السياسية وترعرعه في الحزب الليبرالي. من الملاحَظ أنّه حتى أكثر المعارضين للسياسات الاقتصادية القائمة في إسرائيل لا يطرح بديلاً جذريًّا، بل  يوافق على الإطار العام للسياسات القائمة، وبذلك يتبنى كحلون -شأنه في هذا شأن غالبية الأحزاب والقيادات الإسرائيلية- الطرحَ الاقتصادي الليبرالي ولو طالب بترويضه. الانضواء تحت الإجماع الإسرائيلي ينسحب كذلك على مواقف كحلون وحزب "كولانو" في الجانب الأمني وقضية الاحتلال، والمقصود أنه لا يعرض بديلاً يخرق الإجماع الإسرائيلي في هذه المحاور أيضًا. ويمكن القول إنّه باستثناء تاريخ كحلون الشخصي وتجربته الناجحة في وزارة الاتصالات وخفض أسعار الاتصالات وخفض العمولات المصرفيّة (وهي أدوات مقبولة في النظام الليبرالي)، لا يحمل كحلون أي طرح جديد خارق للإجماع القائم، ولا رؤية  نقديّة ثورية يسارية حقيقية. فهو يفصل بين السياسي والاجتماعي، ولا يرى أنّ هناك أيّ علاقة بين إنهاء الاحتلال والعدالة الاجتماعية.

للاطلاع على الهويّة، الرجاء الضغط هنا

تزامنًا مع ذكرى النكبة، عقد برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، يوم الخميس الموافق 14.5.2015، ندوة بعنوان:

"المرأة الفلسطينية ومنظومة العدالة: بين النكبة والحاضر المنكوب"

IMG_0592افتتحت الندوة البروفسورة نادرة شلهوب كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية، بمحاضرة حول "سلب الماضي وغبن الحاضر: المرأة الفلسطينية ومنظومة القانون منذ فترة النكبة"، ركزت فيها على منظومة القوانين الصهيونية في فترة أحداث النكبة وكيفية انعكاسها على حياة النساء الفلسطينيات مثل قانون الطوارئ. كذلك تطرقت البروفسورة كيفوركيان إلى دراستها حول النساء الفلسطينيات اللاتي حاولن الرجوع بعد التهجير وكيفية صياغة وانعكاس قانون "المتسللات" على حياتهن حتى اليوم. من ثم ربطت بين هذا الواقع وواقع نساء يعشن في منطقة C, H1, H2 في مناطق الضفة الغربية، تلك التي تشكل مساحتها أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، حيث تضطر النساء "للتسلل" من أجل تحصيل حقوق إنسان بسيطة كالمأمن والمأوى ولقمة العيش، وكيف أصبحت هذه المنطقة ملاذًا للكثيرين من المجرمين والجناة بحق النساء، الهاربين من العدالة.

IMG_0595تلتها محاضرة للسيدة عايدة عيساوي، مديرة مكتب القدس لمركز الدراسات النسوية في القدس، بعنوان: "المرأة المقدسية وعنف الاحتلال"، تطرقت فيها إلى الواقع والحاضر المنكوب لمدينة القدس وللمرأة المقدسية تحديدًا وكيف تنعكس ممارسات التضييق والمحو للمدينة على خنق وقمع النساء الفلسطينيات. تطرقت السيدة عايدة إلى كيفية إعادة بناء وصياغة الحيز والزمان للقدس والمقدسيات، وإلى الصعوبات التي تواجه النساء في الحياة اليومية في أبسط ممارساتها خاصة في البلدة القديمة. هذه الممارسات لا تنحصر فيما يقوم به الجنود /الجنديات، بل تشمل ممارسات المستوطنين/ات في أحياء البلدة القديمة. تطرقت السيدة عايدة إلى واقع المرأة الفلسطينية الذي تعيشه في القدس في شتى مناحي الحياة، بما فيها العمل، والبيت والمسكن، والزواج من حامل هوية فلسطينية تابعة للسلطة الوطنية، ومعضلة استحالة لمّ الشّمل، والمواجهات مع سكان البلدة القديمة من اليهود وكذلك إلى التضييقات على المرابِطات لحماية المسجد الأقصى.

IMG_0598كانت المداخلة الثالثة لد. سهاد ظاهر-ناشف، منسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، بعنوان "منالية العدالة للمرأة الفلسطينية في مناطق الـ 48عرض لنتائج البحث"، استعرضت من خلالها سيرورة وأهم نتائج مشروع بحث يقوم به طاقم بحثيّ في برنامج الدراسات النسوية حول منالية العدالة للمرأة الفلسطينية في داخل إسرائيل. ركزت د. سهاد في مداخلتها على أهم المعيقات التي تقف حاجزًا بين المرأة ونيلها للعدالة في القضايا المختلفة، وأهم العوامل التي من شأنها أن تُيسر منالية العدالة للمرأة. وُضِّحت خلال المداخلة حقيقة أن المداخلة تستعرض جزءًا من النتائج لا جميعها، وعلى نحوٍ مقصود استُحضرت أصوات النساء بخاصّة. من العوامل المعيقة التي ذُكرت: النقص في دعم العائلة للمرأة؛ التسويغ الثقافي الذي تقوم به المؤسسة للممارسات المُجحفة بحق المرأة الفلسطينية كآلية للتحرر من المسؤولية؛ الحالة الاقتصادية الصعبة؛ عدم التمكن من التنقل الحر والسهل في الحيز العام والخاص؛ شُحّ المعلومات وعدم المعرفة القانونية وغيرها. من أهم العوامل المُيسرة التي ذُكرت كانت: دعم العائلة؛ القوة الاقتصادية؛ المعرفة؛ قوة الشخصيّة؛ قوة المحامي/ة… وغيرها.  

تلا المداخلات الثلاث تعقيبٌ للمحامية سوسن زهر (من مركز عدالة -ومديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني في رام الله)، مُنوهة لأهمية النظرة الشمولية لحالة النساء في منظومة العدالة، فضلاً عن أنه من الضروري النظر فيما إذا كان تنفيذًا للقرارات التي تُتّخذ، لأنه هنالك في أحيان كثيرة قرارات لا يجري تنفيذها أو ملاحقة المتخلفين عن تنفيذها.

إثر التعقيب، كان ثمّة أسئلة ومداخلات من الحضور، من بينهم المحامية فاطمة المؤقت مديرة صندوق النفقة الفلسطيني الذي أُقيم من أجل ملاحقة ومتابعة تنفيذ قرارات المحاكم، ولا سيّما في قضايا النفقة، ودعم النساء وإرشادهن لكيفية وإمكانيات تحقيق العدالة قدر الإمكان.

أدارت الندوةَ المحامية ألحان نحّاس-داود، باحثة مساعدة في مشروع منالية العدالة في برنامج الدراسات النسوية.

IMG_0588

IMG_0600