غالبية المجتمع الفلسطيني في إسرائيل، 78%، تحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اندلاع المواجهات الأخيرة؛ 66% يقولون إنهم لا يشعرون بالأمان إثر نداء الشرطة للجمهور الإسرائيلي بحمل السلاح؛
أقلية فقط، 15%، تعبر عن شعورها بالطمأنينة حول مستقبل الفلسطينيين في إسرائيل
أجرى مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية في حيفا، بواسطة معهد ستات نت، استطلاع رأي عام حول مواقف الجمهور الفلسطيني في إسرائيل تجاه المواجهات الأخيرة ومستوى شعوره بالأمان. شاركت في الاستطلاع عيّنة عشوائية ممثِّلة للفلسطينيين مواطني إسرائيل البالغين، حجمها 307 من المستطلَعات والمستطلَعين. وقد نُفّذ الاستطلاع في 18 وَ 19 من الشهر الجاري تشرين الأول 2015.
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن غالبية المشاركين، 78%، تحمّل إسرائيل أو الحكومة الإسرائيلية مسؤولية اندلاع المواجهات الأخيرة. وقد قال 26% من هؤلاء إن السبب وراء اندلاع المواجهات هو محاولة إسرائيل فرض التقسيم الزماني في الأقصى؛ 24% قالوا إن السبب هو عدم التقدم في العملية السلمية؛ 17% رأوا إن السبب هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية، في حين قال 16% إن السبب هو اليد الحرة التي تعطيها الحكومة للمستوطنين ودعمهم. بالمقابل، حمّل 3% من المستطلعين السلطة الفلسطينية مسؤولية اندلاع المواجهات، و 7% من المشاركين رأوا أن الطرفين يتحملان المسؤولية.
في جانب شعور المواطنين العرب بالأمان، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الأحداث الأخيرة أدت إلى تدنٍ بارز بالشعور بالأمان لدى فئات واسعة من الفلسطينيين في إسرائيل. فقد عبّر 66% من المشاركين عن درجة عالية من الشعور بعدم الأمان على أثر نداء الشرطة الإسرائيلية للجمهور الإسرائيلي بحمل السلاح. وعبّر نحو 13% منهم أنهم يشعرون بالأمان بدرجة عالية، بينما يشعر قرابة 21% بالأمان بدرجة متوسطة.
وعن سؤال "هل تخشى من وقوع اعتداء مسلح من قبل يهود متطرفين على بلدات عربية على إثر الأوضاع الراهنة؟" أجاب زهاء ال 43% من المشاركين أنهم يخشون بدرجة عالية وقوع مثل هذه الاعتداءات؛ وصرّحت نسبة 29% أنها تخشى وقوعها بدرجة متوسطة؛ بينما صرّحت البقية، 28%، أنها تخشى وقوع مثل هذه الاعتداءات إمّا بدرجة قليلة (11%) وإما أنها لا تخشى وقوعها بتاتا (17%). وحول مدى تأييد المجتمع الإسرائيلي لدعوات سياسيين ومسؤولين في الحكومة والشرطة الإسرائيليتين بإطلاق النار وقتل منفذي عمليات الطعن، تقدِّر غالبية المشاركين في الاستطلاع، 64%، أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا لدى المجتمع الإسرائيلي عامة: إمّا تأييد من قبل غالبية المجتمع الإسرائيلي (36%) وإمّا أنها تلاقي تأييدًا متوسطًا (28%)، في حين يرى 30% من المشاركين أن هذه التصريحات تلاقي تأييدًا قليلا(16%)، و 14% قالوا إنها لا تلاقي أي تأييد.
وفي نفس محور الشعور بالأمان، أظهر الاستطلاع أن هنالك أغلبية واضحة، 70%، تصرّح بأنها تتجنب، بدرجات متفاوتة، التواجد في البلدات اليهودية في الآونة الأخيرة خوفًا على سلامتها: 39% قالوا إنهم يتجنبون التواجد في التجمعات اليهودية كل الوقت، بينما قال 31% إنهم يتجنبون التواجد أحيانا. وفي سؤال حول الشعور بالطمأنينة لمستقبل العرب في إسرائيل، أظهر الاستطلاع ان 45% من المشاركين يعبّرون عن شعورهم بالطمأنينة بدرجة قليلة أو عدم شعورهم بالطمأنية بتاتا، و40% يعبرون عن شعورهم بالطمأنينة بدرجة متوسطة ، بينما أقلية فقط، 15%، تعبر عن شعورها بالطمأنينة بدرجة عالية. وقد عقّب عميد صعابنة، مسؤول وحدة استطلاع الرأي العام في مدى الكرمل، على هذه النتائج بقوله: "تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الجمهور العربي في إسرائيل يحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الأحداث الأخيرة وأن هنالك حالة من الخوف لدى الجمهور العربي من التعرض لعنف من قبل أجهزة الأمن أو الجمهور اليهودي مما يؤدي إلى تزايد الفصل بين المجتمعين".