"دراسة جدلية النسوي والوطني والقومي في الوضع الراهن، تتطلب الإجابة على السؤال: كيف نقرأ في فلسطين اليوم القومية والنسوية؟ وكيف نقرأها في الداخل الفلسطيني في ال 48 في مكان تحول فيه الوطن كمنفى؟ كيف نحلل النسوية والقومية في ظل سياق سياسي وتاريخي حاول بكل الطرق محو الإنسان الفلسطيني من الأرض والقضية"، هكذا تحدثت بروفيسور نادرة شلهوب-كيفوركيان في اللقاء الذي بادر إليه طاقم شؤون المرأة وبرنامج الدراسات النسويّة في مدى الكرمل بعنوان "جدلية النسوي والوطني/القومي في الوضع الراهن" والذي عقد في رام الله. شارك في اللقاء فلسطينيات من مناطق ال 48، ومن الضفة الغربية، كما شاركت فيه نساء من غزة عبر الفيديو كونفرنس. وقد شمل اللقاء ثلاث مداخلات لكل من د. إصلاح جاد مديرة معهد دراسات المرأة في جامعة بير زيت، بروفيسور نادرة شلهوب-كيفروكيان مديرة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، ود. زينب الغنيمي رئيسة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة في غزة. حيث أدارت اللقاء في رام الله الأستاذة سريدا عبد حسين بينما أدارت الأستاذة ناديا أبو نحلة الجلسة في غزة.

افتتحت اللقاء د. إصلاح جاد في مداخلة قدمت خلالها مراجعة للعمل النسوي في المناطق المحتلة منذ عام 1967، حيث تتبعت نشأة العمل النسوي الفلسطيني وتأثره بالتطورات السياسية التي مرت على الفلسطينيين. وقالت أن صعود منظمة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، جدّد النقاش حول دور المرأة الفلسطينية ومكانتها وحقوقها. كما قالت بأن حركة فتح على سبيل المثال أقرت بـ "دور النساء الضروري والحيوي في الثورة"، لكنها عارضت منح الأولوية لأي مطالبة حقوقية خارج إطار التحرير الوطني. أمّا المنظمات اليسارية فقد بدت أكثر التصاقًا بالقضايا النسوية، لكنَّها لم تتمكن من تجاوز التيار السائد في حينه، حيث نادت بإعطاء قضايا التحرر الوطني والطبقي الأولوية.

وأشارت د. جاد إلى تراجع النسوية الفلسطينية العلمانية بعد أوسلو، حيث وضعت التحولات التي طرأت على نضال المرأة الفلسطينية بعد أوسلو في معضلة حقيقة، إذ كان المطلوب منها التخلي عن الشق الوطني من نضالها، المتمثل في مقاومة المحتل، والتحرك ضمن مفاهيم دولة فلسطينية ذات سيادة لنيل حقوقها في ظل المواطنة. لكن الواقع غير ذلك، فالدولة الفلسطينية لم تقم في الضفة الغربية وقطاع غزة بالمفهومين القانوني والسياسي، مما أدى إلى حصر النضال النسوي ضمن مفهوم ضيق للحقوق. كما انتقدت تحول المنظمات غير الحكومية الى ناشطات يعملن من أجل مشاريع وليس قضايا.
المتداخلة الثانية، بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان تساءلت هل يمكن استمرار اخراس المرأة وابقاء الصمت النسوي لدى التحدث عن حق العودة، وقضية المهجرين واللاجئين؟ وهل ستكون النساء حاميات للوطن، وللذاكرة، والحواجز، وجدار الفصل العنصري كما بنته وخططته الدولة اليهودية؟ ثم قدمت مراجعة للأدبيات الكلاسيكية حول مفهوم النسوية والقومية لدى نساء العالم الثالث، وأشارت إلى أن طروحات الحركات النسوية في تلك المجتمعات كانت جزءا عضويا من عملية التحرر الوطني.

هذا وتطرقت شلهوب إلى النسوية في مناطق الـ 48، مشيرة على أن القراءة النسوية تتميز بانها تعي وتأخذ بعين الاعتبار قمع الدولة المدعوم بالفكر والاديولوجيا الصهيونية بالاضافة الى القمع الأبوي للمجتمع الذكوري الذي يحظى بدعم وتعزيز من مؤسسات دولة اسرائيل. وقالت ان النساء في مناطق الـ 48 يواجهن معضلات مختلفة ومنها على سبيل المثال قضية التوجه الى القضاء الاسرائيلي في حالات مثل العنف ضد النساء وغيره من القضايا الاجتماعية.

أما د. زينب الغنيمي من غزة فقد تطرقت إلى أهمية التعامل مع العلاقة بين الأطر النسوية والأحزاب، والى ضرورة اعادة التنظيم الى العمل النسوي من أجل تحديد القوائم التي ستترشح في الانتخابات القادمة، ودفع المرأة الى مواقع اتخاذ القرار. وأشارت إلى ضرورة النظر إلى العوامل الاقتصادية ودمج التحليل الاقتصادي في التحليل النسوي.

كما أكدت في مداخلتها أن العمل النسوي ينهض بنهوض الوطني والقومي، وعلى ضرورة اعادة الاعتبار الى العمل النسوي المنظم والقاعدي. وأضافت أنه من أجل النهوض من حالة الركود الحالية علينا الرجوع الى القواعد الأولى، وبما أن القضايا المطلبية والوطنية هي التي تحشد الجماهير حولها فعلى الحركة النسويّة ان تربط اجنداتها مع الأجندة الوطنية وان تقوم بصياغتها على شكل مطالب.

هذا وقد أجمعت النساء خلال النقاش انه لا يمكن فصل النسوي عن الوطني والقومي، وعلى ضرورة وضع قضايا الفلسطينيين في مناطق الـ 48 على اجندة البرامج الوطنية والسياسية والنسوية، وان يتعدى التعامل معها بمستوى الشعارات. كما أجمع الحضور على ضرورة تطوير قراءة نسوية للقضايا الوطنية وقراءة وطنية للقضايا النسوية والاجتماعية. وعلى أهميّة العمل على تنفيذ البرامج والفعاليات المختلفة من خلال هذا المفهوم.
 

 

"ثمة تناقضات كبيرة بين أجندات صناديق التمويل وبين أجندات مؤسسات المجتمع المدني، وخاصة أن مؤسسات المجتمع المدني في الداخل الفلسطيني تملك أجندات تتعلق بمنظومة فكرية وإرادة عامة تتناقض كلياً مع رؤية الدولة، ولا يوجد تمويل لا يدخل من باب النظام السياسي الأيديولوجي القائم"، هذا ما قاله د. أمل جمّال المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة تل أبيب ومدير مركز إعلام. جاء ذلك خلال الطاولة المستديرة التي عقدها مركز مدى الكرمل للدراسات الاجتماعية التطبيقية حول المجتمع المدني وسياسات التمويل، وحول مدى تدخل الصناديق الممولة في رسم حدود وسقف الخطاب السياسي. كما أكد المحاضر الثاني في هذه الندوة، د. رائف زيق من مركز منيرفا للآداب في جامعة تل أبيب والمحاضر في كلية الكرمل للقانون، على نفس الادعاء حيث قال أن كل نوع من التمويل، أو عدمه، يتضمن نوعاً من التدخل في الأجندة التي تطرحها المؤسسة التي تطلب التمويل، وأن لكل صندوق تمويل أجندة خاصة، والسؤال هو كيف نعمل في مثل هذه الظروف.

يذكر أن هذا هو اللقاء الثاني من سلسلة ندوات الطاولة المستديرة التي بادر إليها مركز مدى الكرمل لبحث مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودور الفلسطينيين في إسرائيل، بهدف توفير منصة للتفكير المشترك في القضايا الجوهرية والتحديات المفروضة على المجتمع الفلسطيني في الداخل، وعلى الفلسطينيين بشكل عام. ومن المقرر أن تتواصل هذه الندوات لبحث مواضيع مختلفة مثل: الفلسطينيون في إسرائيل في العملية التفاوضية؛ المواقف المختلفة من حل دولتين لشعبين؛ مسألة تدويل مكانة الفلسطينيين في إسرائيل؛ آفاق العمل العربي اليهودي في معارضة الدولة اليهودية، وغيرها.

افتتحت الندوة السيدة إيناس عودة-حاج، المديرة المساعدة في مدى، وقالت بأن الندوة تهدف إلى مناقشة أدوار المجتمع المدني الفلسطيني على اثر تزايد محاولات الاحتواء التي تقوم بها صناديق التمويل العالمية والمحلية، ومشاريع القوانين الإسرائيلية التي تقيّد عمل المجتمع المدني، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الدولة اليهودية. ثم طرحت مجموعة من الأسئلة لمناقشتها، على غرار: هل تساهم سياسات التمويل في رسم حدود التحدي وحدود الخطاب السياسي؟ ما مدى قدرة المجتمع المدني على مواجهة الحدود والقيود المفروضة؟ ما هو موقفنا من مؤسسات مانحة تشترط التمويل بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مثلما يفصل صندوق إسرائيل الجديد؟ وما هو دور المثقفين والأكاديميين في هذه القضايا؟

خلال مداخلته استعرض د. أمل جمّال تاريخ ومراحل تطور مؤسسات المجتمع المدني في السياق الإسرائيلي ، مشيراً إلى أن اليسار الصهيوني هو الذي بدأ بإقامة مؤسسات المجتمع المدني التي تماشت مع سياسات الدولة وسياسات الصناديقالمانحة، وفقط لاحقا بدأ يظهر التناقض بين توجهات الدولة وتوجهات مؤسسات المجتمع المدني، خاصة مع بدء هيمنة اليمين الصهيوني على مؤسسات وأعصاب الدولة. كما أشار إلى أن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني جاءت على هامش مسألة تجنيد الأموال من قبل المؤسسات اليهودية الصهيونية، وكانت في بداياتها تهدف إلى سد الفجوات التي خلقتها الدولة. وقال: "مع هيمنة اليمين على مؤسسات الدولة بدأت عملية سد باب التمويل الخارجي على المؤسسات التي لا تتماشى مع الرؤية المهيمنة للدولة، ومن ثم محاولات الدولة لحجب الثقة عن تلك المؤسسات بشكل قاطع، بواسطة القوانين والضغط على الصناديق المانحة، وفي ذات الوقت العمل على إقامة مؤسسات مدنية يمينية".

كما أكد بأن التمويل يرتبط دائما بالتدخل ومحاولة فرض سقف سياسي معين. وتوقع أن تستطيع المؤسسات الفلسطينية الخدماتية والتي تعمل على سد الاحتياجات الأساسية للمجتمع البقاء، بينما ستواجه المؤسسات الأخرى التي تحمل أجندات وفكر يتحدى السياسات المهيمنة العديد من الصعوبات. لكنه أكد بأن هذه السيرورة غير حتمية، مشيراً إلى عدم وجود أجندة مطلقة. وقال أنه يجب عدم الانتظار وضرورة الرد على هجوم الدولة بهجوم مضاد، وضرورة التشبيك بين جميع المؤسسات والتخاطب بينها.

اما المتداخل الثاني، د. رائف زريق فقد اكد على حتمية التدخل من قبل الجهات المانحة في سياسات وأجندات المجتمع المدني، وقال بأن السؤال المطروح هو دور تلك المؤسسات في دول مثل إسرائيل التي قامت على أنقاض المجتمع الفلسطيني. ولمواجهة الضغوطات من قبل الدولة والصناديق المانحة، شدد د. زريق على أهمية تعزيز شرعية مؤسسات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن ضعف الجمعيات في الداخل يعود إلى مسألة عدم وجود إدارة قوية وفاعلة. مؤكداً على ضرورة استناد الإدارة إلى قاعدة جماهيرية أوسع، وضرورة استناد المؤسسة إلى الأداء المتميّز والمصداقية.

في نهاية مداخلته قال د. زريق بأن الحديث هنا هو عن لعبة موازين قوى. فثمة طرف يملك الموارد المادية وطرف يملك الشرعية والموارد المعنوية.. وبخصوص مواجهة ضغوطات المؤسسات المانحة ورفع منسوب قوة مؤسسات المجتمع المدني أمام الممولين، دعا زريق إلى ضرورة العمل على إيجاد مصادر تمويل محلية، وصياغة ميثاق شرف بين الجمعيات المختلفة؛ وزيادة منسوب شرعية الجمعيات بواسطة تقوية عنصر التمثيل.

فوجئت إسرائيل بالثورات العربية إلى حد الارتباك، لأنها (الثورات)، بما تحمله من مضامين لبناء إنسان عربي جديد، ديموقراطي حر، جاءت كي تكسر منظومة فكرية متجذرة عميقاً في مفاهيم ومعتقدات صنّاع القرار، ورجالات العسكر والأكاديميا الإسرائيلية، وهي منظومة ساهمت، إلى حد  بعيد، في رسم تعامل إسرائيل

(PDF)

 

اأريج صّباغ ــ خوري ونديم روحانا 

تفرق هذه الدراسة بين اللاجئين الفلسطينيين والمهجرين الفلسطينيين. ومع أن أفراد هاتين الفئتين تعرضوا للطرد من ديارهم الأصلية، وتنطبق عليهم بنود القرار ١٩٤ (أي ''حق العودة'') الا إن بينهم فارقا قانونيا: فاللاجئون هم  الذين طردوا من منازلهم وقطعوا حدوداً دولية، بينما المهجرون هم الذين طردوا من ديارهم لكنهم لم يقطعوا حدوداً  دولية،  وبقوا في نطاق الدولة الإسرائيلية. وهوؤلاء الأخيرون جزء من ''فلسطينيي إسرائيل'' أو ''عرب ١٩٤٨"، وقد أطلق عليهم لقب ''المهجرون''.          

وتحاول هذه الدراسة استكساف آراء هؤلاء في مساألة ''حق  العودة''، ولا سيما أن جميع الذين تناولوا هذا الحق ركزوا على اللاجئين في الدول المحيطة بفلسطين، أو على اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم يكترثوا باآراء هذه الفئة من الفلسطينيين.  

 

 تنزيل(PDF)

"يستدل من روايات المهجّرين والمهجّرات، من قريتي صفورية والمجيدل، أن النكبة أثرت بشكل عميق على حياتهم. إذ تبين أن الاقتلاع من البيت والأرض، التهجير ومصادرة الأراضي، ساهمت كلها في تقهقر النشاط الاقتصادي للنساء الفلسطينيات في الداخل، وحوّلت المرأة الفلسطينية من كيان فعّال مساهم في بناء الاقتصاد العائلي، إلى كيان اتكالي يفقد القدرة على المساهمة في العمل وفي تأمين الآمان له ولأفراد عائلته. وبالتالي كانت أحدى نتائج النكبة ضرب المكانة الاقتصادية للمرأة وزعزعة الأدوار الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني عامة، وفي فئة مهجري الداخل خاصة"، هذا ما قالته السيدة همّت زعبي، مركزة مشروع الدراسات النسويّة وباحثة في البرنامج، في محاضرتها بعنوان"تأثير التهجير على المكانة الاقتصادية والاجتماعية للمهجّرات الفلسطينيات- المهجّرات في الناصرة كحالة".

يذكر أن برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقة، كان قد عقد ندوة حول المهجّرين والمهجّرات الفلسطينيين، تحدث فيها كل من د. مصطفى كبها، السيدة رنين جريس والسيدة همّت زعبي وادارتها د. نادرة شلهوب-كيفوركيان.

افتتحت الندوة د. نادرة شلهوب-كيفوركيان، مديرة برنامج الدراسات النسوية، حيث رحبت بالضيوف والمتحدثين، مشيرة إلى أهمية هذه الندوة، التي تعرض دراسات وأبحاث حول قضايا اجتماعية واقتصادية متعلقة بالمهجّرين والمهجّرات الفلسطينيين، وخاصة في ظل غياب هذه الشريحة عن الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. وأضافت ان هذه الندوة هي الأولى وأن برنامج الدراسات النسوية يخطط لعقد ندوات إضافية في نفس الموضوع.

في مستهل مداخلته أكد د. مصطفى كبها، المحاضر في جامعة تل أبيب والجامعة المفتوحة، بعنوان "تهجير الفلسطينيين عام 1948، خطوط وأبعاد عامة" على ضرورة الاستمرار في تناول تاريخ القضية الفلسطينية، وبضمنها النكبة وإسقاطاتها. وقال إن بعض الأبحاث التي تتناول موضوع النكبة مؤخرا، تعاني من بعض التسطيح، الاجترار والتكرار. وأن الأبحاث اليوم لا تتعدى كونها مبادرات فردية لباحثين وباحثات، ورغم أهميتها إلا أنها تفتقر للتنسيق بين الباحثين أحيانا، الأمر الذي يعني هدر طاقات كان بالإمكان توظيفها بشكل أنجع. مشيراً إلى أن الأبحاث، بشكلها الحالي، لا تساعد في بناء سردية متكاملة عن النكبة. كما قال د. كبها: "إن التاريخ الشفوي، وفي ظل غياب أرشيف فلسطيني، هو آلية مهمة جداً لا غنى عنها، والآن هو الوقت لتوثيق الكم الأكبر من الروايات قبل فقدان أصحابها".

كما قدمت السيدة رنين جريس، مركزة مشروع التاريخ الشفهي الفلسطيني في جمعية "ذاكرات"، مداخلة بعنوان "رؤية وفهم المناخ العائلي- دراسة مقارنة بين المهجّرين وغير المهجّرين في قرية كفر ياسيف". تتناول هذه الدراسة تأثير النكبة على العائلة الفلسطينية، من خلال محاولة دراسة المناخ العائلي لدى العائلات المهجرة وغير المهجرة خلال السنوات الأولى للتهجير. وتفحص الدراسة اختلاف المناخ في العائلات المهجّرة وغير المهجّرة في القرية بحسب رؤية أفراد هذه العائلات، من خلال مرحلتين: الأولى، مرحلة الطفولة والسنوات الأولى من التهجير، والثانية، تتطرق لعائلة الفرد الحالية التي أقامها بعد الزواج. وقد تم فحص الاختلاف في المناخ العائلي بناء على النمو الفردي، العلاقات داخل العائلة وصيانة الكيان الأسري، إضافة إلى تأثير عوامل التعليم والأوضاع الاقتصادية على تلك المؤشرات.

يستدل من نتائج هذه الدراسة وجود اختلاف بين الشريحتيين في مؤشرات النمو الفردي والعلاقات داخل العائلة (في المرحلتين) بينما لم تُظهر نتائج البحث أي اختلاف فيما يتعلق بمتغيّر صيانة الكيان الأسري.

استعرضت السيدة همت زعبي خلال مداخلتها جزءا من دراسة أوسع لبرنامج الدراسات النسوية حول المكانة الاقتصادية للنساء الفلسطينيات في اسرائيل – قراءة من منظور الاقتصاد السياسي. وقالت أن هذا الجزء من الدراسة يحاول قراءة تأثير البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المكانة الاقتصادية للنساء الفلسطينيات في دولة إسرائيل، من خلال فحص مكانة المهجّرات الاقتصادية. وأضافت انه لا يمكن فحص مكانة المهجرات الاقتصادية بمعزل عن فهم التاريخ، البني الاجتماعية السياسية والاقتصادية، العرق القومية، والنوع الاجتماعي، الذي يميز المنطقة المنكوبة قبل النكبة، ويميّز أوضاع المهجرين بعد النكبة. 

 

نديم روحانا و إمطانس شحادة و أريج صباغخوري

ترصد هذه المقاله التحولات التي طرأت على الخيارات السياسيه الفلسطينيين داخل الخط الأخضر (عر ١٩٤٨) كما ظهرت في السلوك الانتخابي سنة ٢٠٠٩. ويستخلص الباحثون ثلاثة تحولات أساسية هي: تراجع معدلات الاقتراع للأحزاب الصهيونية لدى الناخب العربي؛ تبلور فوارق جوهرية بين القائمتين الأوليين في الوسط العربي أي "التجمع الوطني الديمقراطي" و "الجبهة الديمقراطية لاسلام والمساواة"؛ وصول امرأة هي حنين زعبي لأول مرة إلي الكنيست على قائمة عربية غير صهيونية ("التجمع"). وهذه الدراسة جولة متشعبة الاتجاهات تتناول عددآ من الظواهر السياسية والاجتماعية اللافتة مثل تزايد العداء الإسيلي للمواطنين الفلسطينيين، وبداية ظهور إجماع فلسطيني على الموقف من دولة إسرائيل كدولة يهودية، وظهور إجماع إسرائيلي أيضآ على ضرورة إقامة "دولة فلسطينية" مع رفض التخلي عن القدس الشرقية، وتأييد الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية.   

تنزيل (PDF)