يتناول تقرير الرصد السياسي لشهر تموز/يوليو 2017 تجليات العنصريّة الاسرائيليّة تجاه الفلسطينيين في إسرائيل، كما انعكست في الممارسات السياسية والقانونية وفي الخطاب الإعلامي والجماهيري. وتتوزع تجليات السياسات العنصرية، في التقرير الحالي، على ثلاثة أبواب رئيسية: يتضمن الباب الأول السياسات العنصرية، ويندرج ضمنه مستويان: مستوى سياسات التضييق في الحيز المكاني وهدم البيوت العربية، ومستوى سياسات التحكم بالحيز الثقافي والخطاب السياسي، وتندرج ضمنه حملة الملاحقة السياسيّة الواسعة التي برزت لهذا الشهر على خلفية احداث الأقصى. ويتوقف الباب الثاني عند العنصرية التي تتجلى في التحريض الرسمي ضد القيادات الفلسطينية، بينما يعرض الباب الثالث التشريعات العنصرية في البرلمان. يظهر هذا التقرير، إلى جانب تقاريرنا السابقة، أن العنصريّة هي نتاج بنيوي لمجمل الاستراتيجيات السياسية الإسرائيليّة.
مدى الكرمل يصدر ورقة حول هوية رئيس حزب العمل الجديد آڤي ﭼـبّاي أصدر برنامج دراسات إسرائيل في مدى الكرمل هوية جديدة من سلسلة “شخصيات في السياسة الإسرائيلية” تتناول هويّة الرئيس الجديد لحزب العمل، آڤي ﭼـبّاي. وقد عالجت الورقة بمزيج من السرد والتحليل سيرته الذاتية ومواقفه وسلوكه السياسيين، رغم عدم وضوحها بعد بسبب تجربته السياسية القصيرة.
وُلِد آڤي ﭼـبّاي ونشأ في مخيّم سكن مؤقّت “معبراه” أطلق عليه “بقعه- مساكن الأكاديميّين” في مدينة القدس في العام 1967. هو السابع من بين ثمانية إخوة. وكانت أسرته قد هاجرت من المغرب إلى إسرائيل في ستّينيّات القرن العشرين. شُخِّص على أنّه تلميذ فائق الذكاء في مرحلة المدرسة الابتدائيّة. أنهى دراسته الثانويّة في إحدى مدارس القدس المرموقة “هﭽـمناسيا هعڤريت -رحاڤيا”، وهي مدرسة خرّجت شخصيّات شكّلت لاحقًا جزءًا من النخَب السياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة في إسرائيل. بدأ العمل في وزارة المالية عام 1995 في قسم الميزانيات. في العام 1999، انتقل للعمل في شركة “بيزك” حتّى وصل إلى منصب مدير عامّ للشركة في العام 2007، بعد أن شغل منصب مدير عامّ لشركة “بيزك بينلئومي” في الفترة الواقعة بين العامَيْن 2003 وَ 2007. شغل ﭼـبّاي منصب وزير البيئة في حكومة نتنياهو (2015-2016)، ممثِّلًا عن حزب “كولانو”.
وتبين الهوية أن مواقف ﭼـبّاي غير واضحة المعالم بشكل كامل، وما هو التغيير الذي يحمله الرجل، عدا وعوده بتغيير رئيس الحكومة الحاليّ، بنيامين نتنياهو. حيث لا يملك ﭼـبّاي رصيدًا في العمل الاجتماعيّ أو السياسيّ لنتنبأ بالجديد الذي يحمله في جعبته. فقد شكّل حزبًا جديدًا مع موشيه كحلون، ووقّع على اتّفاقيّة فائض أصوات مع ليبرمان، وجلس في حكومة نتنياهو كوزير ائتلاف، واستقال لأسباب “أخلاقيّة” (على حدّ تعبيره)، وعارض مخطّط الغاز لأسباب اجتماعيّة، وهو من أصحاب رؤوس المال وتقدَّر ثروته بعشرات ملايين الشواقل التي حصل عليها خلال عمله مديرًا عامًّا لشركة بيزك. ومن الناحية السياسيّة، يتوخّى ﭼـبّاي الحذر؛ فهو حتى الآن لم يأتِ بجديد، ملتزم بشعارات حزب العمل العريضة: دولتان لشعبين وعمليّة سياسيّة إقليميّة من أجل السلام وتجميد البناء خارج ما يسمى الكتل الاستيطانية.
” يتابع تقرير الرصد السياسي لشهر حزيران/يونيو 2017 تجليات العنصريّة الاسرائيليّة تجاه الفلسطينيين في الداخل كما انعكست في الممارسات السياسية والقانونية وفي الخطاب الإعلامي والجماهيري والعنف الموجه ضدهم. يؤكد هذا التقرير، مضافا الى تقاريرنا السابقة أن العنصريّة هي مكون بنيوي في السياسة والممارسات الاسرائيليّة تجاه المواطنين الفلسطينيين. يركّز التقرير الحالي على تجليات السياسات العنصرية من خلال رصدها في ثلاثة أبواب رئيسية: يتضمن الباب الأول السياسات العنصرية ويندرج ضمنه مستويان: مستوى سياسات التضييق في المكان وضبط الحيز ومساعي شرعنة السيطرة على الأرض بأثر رجعي في النقب إضافة إلى الاستمرار في سياسات الهدم التي تستهدف حصرياً العرب، ويرصد المستوى الثاني تجليات العنصرية عبر سياسات التحكم بالحيز الثقافي والخطاب السياسي بما يتواءم مع خطاب اليمين، وتندرج ضمنه سياسة اشتراط تمويل النشاط الثقافي بالولاء التي تنتهجها وزيرة الثقافة ميري ريغيف؛ ويتوقف الباب الثاني عند تجليات العنصرية المباشرة عبر العنف الممارس ضد الفلسطينيين سواء العنف الجسدي أو عبر الخطاب العام العنصري والممارسات العنصرية في المؤسسات العامة؛ فيما يتابع الباب الثالث والأخير التشريعات العنصرية وتطبيقها.”
للسنة الثانية على التوالي، مدى الكرمل يوزّع خمس منح لطلاب دكتوراه فلسطينيين.
الطلاب الذين حصلوا على منحة لهذا العام هم:
– وسيم غنطوس، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة غوتنبيرغ في السويد
موضوع البحث: منظومات أمنية منتشرة ومتعددة وجغرافيات السجن: تجارب فلسطينية
– إسلام أبو اسعد، قسم التربية، جامعة بن غوريون في النقب
موضوع البحث: مجتمعات التعليم المهني للمعلمين: حالة التعليم العربي في إسرائيل
– عرين هواري، قسم دراسات الجندر، جامعة بن غوريون في النقب
موضوع البحث: النشاط النسائي الفلسطيني داخل الخط الأخضر: بين النسوية والدين والاستعمار
– نيفين علي الصالح، كلية العمل الاجتماعي، الجامعة العبرية في القدس
موضوع البحث: تعرض الفلسطينيين في إسرائيل للعنف المجتمعي وانعكاساته عليهم
– كميليا ابراهيم، قسم دراسات الجندر، جامعة بار ايلان
موضوع البحث: مصادر الضغط وموارد الدعم وطرق المواجهة والتكيّف في حياة العزباوات الفلسطينيات في إسرائيل
عقد مدى الكرمل، المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، يوم السبت الماضي، مؤتمره الثالث لطلاب الدكتوراه الفلسطينيين، ناقش خلاله 11 بحثًا لطالبات وطلاب دكتوراه فلسطينيين من جامعات محلية وأجنبية، بحضور العشرات من الأكاديميين وطلاب جامعات ومهتمين، وسط حضور لافت للنساء طالبات الدكتوراه.
افتتح المؤتمر مدير عام مركز “مدى الكرمل”، بروفيسور نديم روحانا، الذي رحب بالضيوف وطلاب الدكتوراه، وقال إن “هذا المؤتمر واحد من أربعة مركبات من مشروع مدى الكرمل لتشجيع الدراسات العليا وتشجيع طلاب الدكتوراه الفلسطينيين، ودعم طلاب الدراسات العليا هو أحد أهم أهداف مركز مدى الكرمل”.
ورحب د. أيمن اغبارية، عضو في اللجنة الأكاديمية للمؤتمر ومحاضر في جامعة حيفا، بالحضور، وتحدث عن أهمية البحث والكتابة والإنتاج البحثي بعد مرحلة الدكتوراه.
ثم قدم بروفيسور ميخائيل كريني، وهو أيضًا عضو في اللجنة الأكاديمية للمؤتمرمحاضرة افتتاحية عن “التعددية الدينية كقناع- الأقليات الدينية في إسرائيل” ، استعرض خلالها التناقض الواضح والصارخ بين ادعاء اسرائيل بكونها ديمقراطية ليبرالية وبين سياسات التعددية الدينية التي تعززها بهدف إضعاف الهوية القومية للفلسطينيين في اسرائيل.
وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان “المجتمع، التعليم والعنف”، وترأسها د. قصي حاج يحيى وتحدث بها كلّ من إسلام أبو أسعد حول “مجتمعات التعليم المهني للمعلمين: حالة التعليم العربي في إسرائيل”، ونيفين علي الصالح حول “تعرض الفلسطينيين في إسرائيل للعنف المجتمعي وانعكاساته عليهم”، وقدمت يمامة عبد القادر مداخلة بعنوان “الهوية والحصانة النفسية لدى الناشئين الفلسطينيين في إسرائيل”، ومن قطاع غزة قدّم مجدي عاشور مداخلة عبر السكايب بعنوان “أبعد من الليونه في زمن اليأس: التغيير في إنفاق الأسر على الرعاية الصحيّة في قطاع غزة”.
وكانت الجلسة الثانية للمؤتمر بعنوان “الحقوق والجندر”، ترأستها بروفيسور نادرة شلهوب- كيفوركيان وتحدّثت خلالها ميساء توتري-فاخوري حول “القوانين المحلية وغير المكتوبة لتطوير الهيكل المكاني في البلدات الفلسطينيّة في إسرائيل”، وهوازن يونس حول “أحلام، قدرات، وواقع: السيرة المهنية لدى الأكاديميات الفلسطينيات بين تحديات، فرص واستراتيجيات”، واختتمت الجلسة إنشراح خوري بمداخلة حول “الظروف لتطور مساواة في العلاقة الزوجية عند رجال عرب-فلسطينيين في إسرائيل”.
اما الجلسة الأخيرة فكانت بعنوان “التاريخ والصراع”، ترأسها بروفيسور محمود يزبك، وتحدث خلالها كل من: إبراهيم خطيب حول “تصور الصراع: القيم الديمقراطيّة والمصالحة”، وتحدث عبر السكايب الطالب علي موسى من جامعة بير زيت، الذي قدم مداخلة حول “الحكم الأردني للضفة الغربية: أبعاد سياسية، واقتصادية، واجتماعية”، وقدم عبد كناعنة مداخلة عن بحثه حول “حزب الله في لبنان: كمشروع “للهيمنة المضادة””، وحنين نعامنة حول “جدلية القانون والتاريخ في القدس ما بعد النكسة”.
وكانت الكلمة التلخيصية للدكتور مهند مصطفى، عضو اللجنة الأكاديمية، الذي تحدث عن أهداف البرنامج وضرورة دعم طلاب الدكتوراه ، وقال في مجمل حديثه “نهدف من هذا المؤتمر إلى أن يسعى طلاب الدراسات العليا الفلسطينيون إلى إنتاج معرفة فلسطينية تعيد إنتاج الحداثة الفلسطينية المبتورة منذ عام 1948، وتعيد الاعتبار للحقل الثقافي الفلسطيني، ولا سيما أن المؤتمر يجمع شبابًا فلسطينيين يدرسون في جامعات من كلّ أنحاء العالم، وهم يلتقون في هذا المؤتمر على نحو استثنائي لطرح معرفة في واقع غير طبيعي يعيشه شعب مشتت، لينتجوا معرفة فلسطينية في حالة غير طبيعية، وهو تحد سياسي وعلمي في الوقت نفسه. ويتمثل التحدي السياسي في إنتاج حقل فلسطيني علمي وسوسيولوجي في واقع التجزئة السياسية، ليتحول الحقل الثقافي المعرفي إلى أساس وحدة الشعب الفلسطيني”.
واختتم المؤتمر بتوزيع خمس منح لخمس طلاب دكتوراه، أشادت خلاله المديرة المشاركة في مدى الكرمل، إيناس عودة- حاج، بالحضور وطلاب الدكتوراه الذين عرضوا أبحاثهم، وأثنت على الحضور النسائي وأن غالبية طلاب الدكتوراه المشاركين في المؤتمرهم من النساء، وقدمت الشكر لأعضاء لجنة المنح.
واعتبرت عودة- حاج أن المنح “مساهمة بسيطة من المركز لتشجيع طلبة الدكتوراه ومساهمة في انتاج العلم والثقافة الفلسطينية، وددنا لو نستطيع زيادة عدد المنح ودعم أكبر عدد من الطلاب، وسنسعى في مدى الكرمل قدر المستطاع لدعمهم بشتى الوسائل”.
انتهت الانتخابات الداخلية في حزب العمل بنتخاب رئيس له. وقد فاز في الانتخابات شخص قادم من خارج الحزب ومن أصول شرقية، فهل سيشكل ذلك تغييرا جوهريا في مكانة ودور الحزب؟ تعالج الورقة الحالية وضعية حزب العمل وأسباب تراجعه في المشهد السياسي الإسرائيلي، وتشكل خلفية هامة لفهم مستقبل الحزب حتى بعد الانتخابات الأخيرة.
لقراءة الورقة كاملة اضغط على الصورة في الأسفل
لقراءة الورقة بصيغة pdf اضغط هنا
يتابع تقرير الرصد السياسي لشهر أيار/مايو 2017، عرض تجليات العنصريّة الإسرائيليّة تجاه الفلسطينيين في إسرائيل، كما انعكست في الممارسات السياسية والقانونية وفي الخطاب الشعبي. ويرصد التقرير الحالي العنصرية، في ثلاثة أبواب رئيسية: الأول السياسات العنصرية، ويندرج ضمنه مستويان: مستوى سياسات التضييق في الحيز المكاني، ويبرز ضمنها استمرار الهدم والتخطيط الإثني، ومستوى ضبط الحيّز السياسي العام واستمرار مسلسل الملاحقة للنشطاء السياسييّن وفرض عقوبات بالسجن عليهم..
يتناول العدد رقم 30 من مجلة جدل موضوع “السياسات الإسرائيليّة الراهنة تجاه الفلسطينيين في إسرائيل: بين الاستمرارية والتغيير” وقام على تحريره الدكتور مهند مصطفى وعرين هواري. يأتي هذا العدد في اعقاب تصعيد سياسات الحكومة الحالية تجاه الفلسطينيين في الداخل على مستوى الخطاب التحريضي الذي بات خطابا يوميا ، سواء في التشريعات القانونية واقتراحات القوانين التي تحاول المس بمكانة الفلسطينيين واخرها قانون القومية، وسواء في الملاحقات السياسية الفعلية على الأرض والتي وصلت ذروتها في حظر الحركة الإسلامية وتصعيد الملاحقة السياسية من خلال الدعوة للتحقيقات لناشطين سياسيين، والاعتقال والهدم، وغيرها من السياسات التي تستهدف ليس مواطنة الفلسطينيين وحقوقهم فحسب وإنما وجودهم أيضا. في ظل هذه الممارسات، يحاول العدد الحالي فهم هذه السياسات في سياقات سياسية وتاريخية أوسع، ومن خلال أطر معرفية تساعد على فهم التحولات، إذا وجدت، في السياسات الإسرائيلية.
كلمة العدد
محور العدد
- السياق التاريخيّ لاستهداف فلسطينيّي الخطّ الأخضر- أحمد سعيد قاضي
- سياسات إسرائيل بين فترة الحكم العسكريّ واليوم- همّت زعبي
- المرجعيّة السياسيّة الوطنيّة: ضرورة لتثبيت منجزات وطنيّة حول الانفصام بين الأداء والمرحلة – حنين زعبي
- فلسطينيو الداخل والواقع السياسي الاسرائيلي الجديد – امطانس شحادة
- الفلسطينيون في الداخل والنظام الإسرائيلي: الثابت في العلاقة كسياق لفهم المتحوّل فيها- خالد عنبتاوي
- عن النسل المرغوب والنسل المنبوذ – السياسات الاستعماريّة تجاه الرحم الفلسطينيّ – مريم هوّاري
- تقرير حول اليوم الدراسي عن واقع الفلسطينيين في إسرائيل وتطوير أدوات العمل الاحتجاجي
مقالات
لتنزيل العدد كاملاً، الرجاء الضغط هنا
المحرر المسؤول
نديم روحانا
المحرران
مهند مصطفى وعرين هوّاري
تدقيق لغوي
حنّا نور الحاج
الآراء المطروحة في جدل تعبر عن كتّابها ولا تعكس بالضرورة توجهات مدى الكرمل
© 2017 كافة الحقوق محفوظة
يتابع تقرير الرصد السياسي لشهر نيسان/أبريل 2017 ، عرض تجليات العنصريّة تجاه الفلسطينيين في إسرائيل، كما انعكست في الممارسات السياسية والقانونية. ويرصد التقرير الحالي التمييز العنصري، في ثلاثة أبواب رئيسية: الأول السياسات العنصرية، ويندرج ضمنه مستويان: مستوى سياسات تضييق الحيز المكاني، وبرزت ضمنه محاولات المضي قدماً في مخطط يهدد بمصادرة 137 دونماً من الأراضي العربية، ومستوى التضييق على الحق في العمل السياسي وحرية التعبير، وبرز ضمنه استمرار اعتقال قياديي الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا.
أختتم مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة في مدينة رام الله، المجموعة الأولى من الورشة الأكاديمية “الاستعمار الاستيطانيّ والصهيونيّة”، والمعدّة لطلاب الدراسات العليا ولخريجين حاصلين على اللقب الثالث مؤخرا من طرفي الخط الاخضر. وقد كان المحور المركزي للقاء “الجندر والاستعمار”، حيث قدمت مجموعة من المحاضِرات مداخلات حول الموضوع، إضافة لبعض المداخلات من الزملاء أعضاء الورشة حول أبحاثهم.
افتتح اللقاء الأستاذ نديم روحانا، مدير عام مدى الكرمل، مرحبا بالحضور، وأدار الجلسة الأولى بحيث قدمت خلالها مداخلات كل من الدكتورة أميره سلمي والدكتورة لينا ميعاري المحاضِرتين من جامعة بير زيت. مداخلة سلمي كانت بعنوان: “في الرواية الاستعمارية: النساء والمقاومة“، وتحدّثت خلالها عن الخطاب المهيمن حول المرأة المستعمَرة مدّعية بأنه خطاب غربي ليبرالي يرى المرأة بطريقته. واما المداخلة لثانية والتي كان عنوانها “السياسات الجنسية وتقنياتها: حالة الأسيرات السياسيات الفلسطينيات”، فقد تحدثت ميعاري عن صمود الاسرى والاسيرات في المعتقلات، ليس من مقاربة القوة وأساليب التعذيب، بما فيه الجنسي، وانما من منطلق مجابهة النساء له وكيف كان للنساء قدرة على المواجهة.
وفي الجلسة الثانية التي ادارتها الأستاذة نادره شلهوب كيفوركيان، قدمت الدكتورة سراب أبو ربيعة محاضرة بعنوان “سياسة محو الطبقيّة لدى النساء الفلسطينيّات المهنيات في النقب“، متحدثة عن الربط بين سياسة المحو الكولونيالي والمحو الطبقي. وأشارت إلى أن شريحة النساء المهنيات في النقب هي شريحة اخذه في النمو وتشكل حاليا 4% من القوى العاملة في مجتمع النقب الذي يعيش 80% منه تحت خط الفقر. حيث تطرقت مقولتها بأن منطق الازالة والاستبدال يستهدف هذه الشريحة أيضا.
وأما الجلستان الثالثة والرابعة فقد خصصتا لمداخلات من اعضاء الورشة حول ابحاثهم حيث قدم أحمد الأغواني- طالب دراسات عليا في جامعة بير زيت- مداخلة بعنوان “الصهيونية وعنف الفوضى: الاستشراق، الاستعمار الاستيطاني والمستعربين“، بينما قدمت قَسَم الحاج مداخلة بعنوان “الأغنية السياسية الفلسطينية” وقد عقب على المداخلتين وادار النقاش الدكتور احمد أماره. وقدم سمير قعدان مداخلة حول بحثه بعنوان “العمال الاجتماعيون العرب في معالجة اليهود: قراءة في سؤال الهوية وعلاقات القوة” وقد عقب عل مداخلته وادار النقاش بعدها الدكتور عميد صعابنة.
وفي الجلسة الختامية أشار مدير الورشة الأستاذ نديم روحانا الى ان مدى ستصدر كتابا محررا بعنوان “الصهيونية والاستعمار الاستيطاني: مقاربات فلسطينية” يشارك فيه أعضاء الورشة والمحاضرون الضيوف مؤكدا بأن مركز مدى الكرمل وبمساهمة المجموعة سوف ينظم مؤتمرا حول الصهيونية والاستعمار الاستيطاني يشارك به باحثون محليّون ودوليّون. وقد اتفق المشاركون على إقامة لجنة مؤتمر يشارك بها أعضاء الورشة وأكاديميون آخرون.
من الجدير بالذكر أن مدى الكرمل كان قد عقد كذلك اللقاء الثاني للمجموعة الثانية من الورشة الأكاديمية “الاستعمار الاستيطانيّ والصهيونيّة“، وذلك في مدينة رام الله ايضا. ويأتي انطلاق المجموعة الثانية من الورشة بعد النجاح الذي حققته المجموعة الأولى وتأكيد المشاركين بها على الحاجة لتوفير منصة فريدة لمناقشات لا يمكن أن تحدث في الأوساط الأكاديميّة الإسرائيليّة.
افتتح الورشة الأستاذ نديم روحانا، مدير عام مركز مدى الكرمل، والذي تناول بشكل خاص موضوع جذور الاستعمار الاستيطاني في فلسطين. قدم المحاضرة الأولى الأستاذ أمنون راز كركوتسكن بعنوان “التحرر من الاستعمار“، تطرّق خلالها لكيفيّة التعامل مع كل حالة استعمار كحالة فريدة بذاتها، مؤكدا أن الهدف في فهم الفروق بين السياقات الاستعمارية المختلفة ليس أكاديميا فقط وانما، وبالأساس، من اجل معرفة كيفية مناهضتها.
أدار الجلسة الثانية عضو الورشة الدكتور رامز عيد، واستضافت الدكتور عادل مناع في محاضرة بعنوان “قراءة جديدة للنكبة والبقاء في ظل سياسة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي” مدعيا بأن طبيعة الصهيونية واولويات عملها تصب كلها في خانة الاستيطان الكولونيالي. ومشيرا لمركبات الصهيونية التي من بينها نزع حق الأصليين في تقرير مصيرهم، الايمان بالتفوق العرقي لليهود وبدونية الاخر، إقامة مشروع دولة لليهود فقط. اما في الجلسة الثالثة والتي عقب عليها وأدارها الدكتور اباهر السقا من جامعة بير زيت، قام أعضاء الورشة بتقديم مداخلات حول ابحاثهم حيث قدمت لوزية بزار مداخلة عن مدينة رام الله والتي كان عنوانها “رام الله ديموغرافية النكبة” والتي تطرقت خلالها لحكاية مدينة رام الله. واما المداخلة الثانية فكانت لعامر أبراهيم الذي قدم مداخلة بعنوان “الحدود كبنية استحواذية: الجيل والمكان في تجربة الشباب السوريين في الجولان” والتي تطرق خلالها إلى جزء من رسالته للماجستير، حيث قام بتحليل أوجه ومحاور الجيل والمكان في تجربة الشباب المَعيشيّة اليوميّة في قرى الجولان، والتي أصبحت مع الوقت، في سياقها الجغرافي و(تاريخها) السياسي، منطقة حدودية.
كما شهد اليوم الأول من الورشة عرض الفيلم الفلسطيني “ذاكرة خصبة” والذي أنتج عام 1980 واخرجه المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة والذي كان أول فيلم فلسطيني لمخرج من داخل الخط الأخضر يتناول الحياة اليومية للفلسطيني في ظل السيطرة الإسرائيلية في مدينة يافة الناصرة وفي مدينة نابلس من خلال قصة سيدتين هما روميه أبو حاطوم والكاتبة سحر خليفة.
في اليوم التالي افتتحت الجلسة الأولى وادارتها الاستاذه نادره شلهوب كيفوركيان وتحدث بها الدكتور مهند مصطفى، مدير البرامج البحثية في مدى الكرمل، الذي قدم محاضرة عنوانها “نصوص مؤسسة للصهيونية الدينية“. وقد أشار ان الصهيونية الدنية باتت تيارا فكريا أكثر من امكانية تأطيرها في حزب سياسي، ويلعب هذا التيار دورا كبيرا بالتأثير على اليهود في إسرائيل حتى دون أن يكونوا متدينين. مشيرا الى أن المرحلة الحالية من علاقة هذا التيار مع الصهيونية تتمثل في تحرير المقدس من الصهيونية من جهة، وفي تحرير المعلمن الذي ديّنته الصهيونية من جهة اخرى. أي تقديس الدنيوي وادخال مساحات دنيوية للمقدس.
واما الجلسة الثانية والتي أدارتها السيدة عرين هواري، منسقة الورشة، فقد قدمت الدكتورة رنا بركات من قسم التاريخ والآثار في جامعة بير زيت محاضرة والتي كانت بعنوان “لفتة، النكبة ومقاومة متحفية التاريخ“. تحدّثت بركات عن مصطلح “متحفية” التاريخ، قائلة بأن المجتمع الدولي وضع مصطلح التراث الثقافي للأصلاني من خلال أدوات الاستعمار الاستيطاني. وأصبح التاريخ الفلسطيني متحفية. اشارت مثلا الى أن المؤرخين أحيانا يتمسكون برواية القرية المهجرة للحفاظ على الذاكرة. مما يجعلها تتحول لذاكرة جامدة وكأننا تنازلنا عن العودة نفسها.
في الجلسة الأخيرة تحدث عضو الورشة كايد أبو الطيف والذي قدم مداخله بعنوان “العربي البدوي في النقب في سياق المشروع الوطني الفلسطيني” متناولا في مداخلته مسألة اسهام كل من الإسرائيلي والفلسطيني معا في زج البدوي في الظل. ادعى أبو الطيف أن الأفلام الإسرائيلية تتناول المرأة والشاب في النقب وأزماتهم الا أنها تتجاهل مسالة الأرض. حتى السينما الفلسطينية فإنها اظهرته على هامشها وحتى الملهاة الفلسطينية (على سبيل المثال، قناديل ملك الجليل للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله) تظهر البدوي كشخص لا يؤتَمن له. وفي ختام الجلسة عقبت الدكتورة تغريد يحيى يونس ثم أدارت النقاش مع المشاركين.